اختلاف التوقيت في منطقة الشرق الأوسط خلال شهر رمضان

TT

يتسبب شهر رمضان، كل عام، بارتباك في التوقيت بمنطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى اختلاف مطالع الشهر الكريم، حيث قامت مصر والأراضي الفلسطينية باعتماد التوقيت الشتوي قبل الموعد المعتاد بفترة طويلة، وذلك لتقليل ساعات النهار للتسهيل على المسلمين الذين يبدأون صيام شهر رمضان في هذا الصيف الشديد الحرارة. وقد كان للسياسة نصيبها من هذا الارتباك، حيث بدأت حركة حماس اعتماد التوقيت الشتوي في قطاع غزة الذي يخضع لسيطرتها بدءا من ليلة الجمعة، فيما تنتظر الضفة الغربية، التي تسيطر عليها حركة فتح، حتى مساء الأحد كي تقوم بتعديل التوقيت. ويقوم الفلسطينيون في المعتاد بتغير التوقيت في وقت مختلف عن إسرائيل؛ في إشارة على الاستقلال، وتلك هي المرة الأولى التي يستخدمون فيها قضية التوقيت ضد بعضهم بعضا، ويعكس ذلك الخلاف حول السلطة التي تعاني منها الأراضي الفلسطينية منذ أكثر من عام. وقال جمال ذكوت، المتحدث باسم رئيس الوزراء في الضفة الغربية: «ما تريده حماس هو إظهار أنها مختلفة عن الحكومة الفلسطينية الشرعية، في محاولة للظهور وكأنها الحكومة الشرعية هناك». «إنها السياسة».

وأضاف ان السلطة الفلسطينية اختارت مساء يوم الأحد لأنه من المتوقع أن يبدأ رمضان يوم الاثنين. وتقوم مصر بتغير التوقيت في ليلة الجمعة، قبل الموعد المعتاد بشهر كامل، وبذلك يكون التوقيت في مصر متقدما على توقيت غرينتش بساعتين، ومتأخرا بمقدار ساعة عن الدول المجاورة في منطقة الشرق الأوسط. ويعكس ذلك اللغط والتعقيدات التي يتسبب فيها التوقيت الإسلامي القمري، حيث يتقدم شهر رمضان كل عام بمقدار 11 يوما، مما يجعل نهاره أطول وأطول ويجعله يتزامن مع أيام الصيف الحارة، مما يجعل صيامه صعبا على المسلمين. وحتى خلال شهر سبتمبر تكون درجات الحرارة في مصر مرتفعة ويكون الطقس حارا، ويمكن تغيير التوقيت في مصر المسلمين من الإفطار تقليل عدد ساعات الصيام ساعة. وتبدأ الأردن التوقيت الشتوي في نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) كما هو معتاد هناك، وكذا تفعل لبنان، فيما تبدأ سورية التوقيت الشتوي في أواخر شهر سبتمبر (أيلول)، ولا يعتمد العراق والسعودية نظام التوقيتين. وهناك قضية أخرى، ترتبط بشهر رمضان، وهي المدارس، فدائما ما ينظر إلى رمضان على أنه سبب في الارتباك داخل المدارس، حيث تكون الدراسة صعبة خلال الصيام. وفي العام الماضي، كان شهر رمضان في منتصف سبتمبر (أيلول)، وهو نفس التوقيت الذي تبدأ فيه الدراسة، مما جعلها بداية فاترة في ذلك العام.

وفي العام الحالي، قامت وزارة التعليم المصرية بتأخير بداية العام الدراسي أسبوعا تقريبا لتقليل الفترة التي يصومها الطلاب خلال الدراسة. ومع ذلك، يشتكي الكثير من الطلاب على المدونات وغرف المحادثة على شبكة الانترنت ويقولون إنه كان يجب تأخير الدراسة حتى ينتهي شهر رمضان. وأعلن البنك المركزي المصري أن وقت العمل في المصارف سيكون أربع ساعات في اليوم خلال شهر رمضان تبدأ من الساعة التاسعة والنصف صباحا وتنتهي في الواحدة والنصف بعد الظهر. ويتسم شهر رمضان بطبيعة خاصة لاسيما في مصر، حيث يحفل بالمناسبات، وتتجمع الأسر والأصدقاء على وجبات إفطار تتميز بالإسراف وتقدم فيها أصناف خاصة بالشهر الكريم.