مصر: التوقيت الشتوي في رمضان.. ساعة يكسبها الصائمون

إجماع نادر على قرار حكومي

TT

«أخر ساعتك 60 دقيقة».. هكذا أعلنت الصحف المصرية الأسبوع الماضي عن تعديل التوقيت الصيفي وبدء التوقيت الشتوي الذي صار يتواكب منذ عامين مع دخول شهر رمضان المبارك، ومع تأخير الساعة وتقديمها يتجدد الجدل حول جدوى هذا التغيير الذي يعتبره البعض غير مبرر، بينما يعتقد البعض الآخر بأهميته، إلا أن الجميع على ما يبدو يتفقون على ضرورة استخدام التوقيت الشتوي الذي يعني نهاراً اقصر وليلا أطول في وقت بات شهر الصيام قريب من الصيف، حيث شدة الحرارة، حيث كان الحرص الحكومي سابقاً على بدء التوقيت الشتوي في ليلة الخميس الأخيرة من شهر سبتمبر (أيلول) من كل عام، بيد أن الوضع قد تغير بعد سير رمضان الحثيث نحو أشهر الصيف.

تعود قصة التوقيت الصيفي في مصر إلى 15 ابريل (نيسان) سنة 1941 عندما صدر الأمر العسكري بتقديم التوقيت 60 دقيقة في فترة الصيف وحتى 15 سبتمبر (أيلول) من نفس العام وذلك أثناء الحرب العالمية الثانية، ثم الغي بعد انتهاء الحرب، وأعيد العمل به سنة 1957 ثم ألغي 1959 ثم أعيد 1982 ثم ألغي 1985 ثم أعيد بالقانون رقم 140 لسنة 1988 والمعدل بالقانون 14 لسنة 1995 ولا يزال العمل به سارياً حتى الآن.

وكان الإصرار الحكومي على التوقيت الصيفي يعود للرغبة في توفير الكهرباء عبر مد النهار ساعة، الأمر الذي كان صالحا للتطبيق في الماضي وضمن ظروف اقتصادية معينة، حيث كان هناك حينذاك نقص في إنتاج الكهرباء من السد العالي. بيد أن الحال الآن تبدل وصار الاعتماد الأكبر في توليد الكهرباء على محطات التوليد وليس السد العالي، فضلا عن ازدياد استهلاك الكهرباء وارتفاع درجات الحرارة في الصيف والتوسع في استخدام أجهزة التكييف، الأمر الذي فقد معه التوقيت الصيفي أي جدوى اقتصادية ممكنة.

أحمد مصطفى (موظف) يعتبر أن الحكومة بقرارها العمل بالتوقيت الشتوي في رمضان تراعي ظروف مواطنيها في الصيام، حيث أصبح موعد الإفطار الآن في السادسة تقريبا بدلا من السابعة مساء، وهو ما يعين كبار السن والأطفال على قضاء هذه الطاعة، موضحاً أنه من الضروري أن تلغي الحكومة التوقيت الصيفي لانتفاء أهميته الآن.

بينما يرى ناصر عبد الغفار (مهندس) أن التوقيت الصيفي ضروري، حيث يسمح طول النهار بانجاز أعمال أكثر، لكنه يرى في المقابل ضرورة تغيير التوقيت قبل دخول رمضان، حيث يتعذر إجراء ذلك أواخر شهر الصيام وما قد يحدثه من بلبلة لدى كثير من الناس، مضيفاً أن التوقيت الشتوي يوحي بقصر النهار ويشجع الصغار على الصوم لسرعة دخول وقت المغرب لكن في النهاية اليوم 24 ساعة.

أما نبيلة (ربة منزل) فتشعر بالغضب من تغيير الساعة بسبب ارتباك مواعيد المسلسلات والبرامج المحببة إليها، حيث ستبدأ في رمضان في الحساب من جديد في فروق التوقيت بين غرينتش ومكة والقدس والقاهرة وتدوين ذلك في كراس خاص، لكنها تستطرد قائلة «إن تغيير التوقيت أو عدمه لا يمكنه من التقليل من بهجة رمضان في قلوب كل المسلمين في مصر.. رمضان هو رمضان حتى لو امتد موعد إطلاق مدفع الإفطار لمنتصف الليل».