عصائر ترطب الحلق وتثلج القلب

المشروبات الرمضانية عند «سواس» بيروت:

TT

ما ان يحلّ شهر رمضان المبارك حتى تنهمك الاسر في شراء مكونات المائدة الرمضانية العامرة بالاطايب والمشروبات التي تشكل ركيزة اساسية بالنسبة الى الصائمين. وتكتسب هذه العصائر اهمية بارزة هذه السنة، ذلك ان الصوم يحل وموسم الصيف لا يزال يرهق اللبنانيين بموجات الحر والرطوبة، التي ترفع معها الحاجة الى هذه المشروبات للتخفيف من وطأة العطش وترطّيب حلق الصائم ودرء خطر الاجتفاف عنه. وكما في كل عام تستعد شوارع بيروت لحضن اكشاك المشروبات والحلويات، ولعل من ابرز «المرافق الرمضانية» في العاصمة، محل «مرطبات الحاج ابوسعيد السواس» الذي تأسس في عام 1910. وهو يعتبر «معلما» من المعالم الاساسية للتزوّد بالعصائر الرمضانية ومقصدا لمن يريد اغناء افطاره بالسوائل الشهية. واذا كانت الاصناف معروفة، فإن مذاقها في هذا المكان البسيط بديكوره رغم اسمه الذائع الصيت، امر لا يقاوم. ومحل «السواس» عرف تنقلات عدة، من ساحة رياض الصلح في وسط بيروت صعودا نحو جسر فؤاد شهاب وصولا الى موقعه الحديث بعدما تقدّم بضعة امتار لا اكثر في اتجاه ساحة بشارة الخوري، فيما اصنافه تزداد تنوعا. حفيدة ابو سعيد، ناهدة السواس تحدثت الى «الشرق الأوسط» مشيرة في البداية الى انه «لا فرع ثانياً للمحل الذي لم يقفل ابوابه طوال فترة الحرب اللبنانية. وها هو اليوم يقع في مركز حيوي يشكل تقاطعا بين المناطق اللبنانية. يستقطب المسلمين وغير المسلمين خصوصا في هذا الشهر. فصحيح اننا نقدّم هذه المشروبات على مر ايام السنة، لكن وهجها يزداد في رمضان. فنرى اللبنانيين يتزاحمون للحصول على العصائر. ولذلك كنا قد بدأنا بالتمون استعدادا لاستقبال هذا الشهر الفضيل. فعمدنا منذ بداية أغسطس (آب) الى شراء مكونات العصائر بالاطنان من السوس والجلاب والتمر الهندي الى الليموناضة وقمر الدين، ولم يفتنا شراء المكسّرات التي تكسب العصائر طعما لذيذا وتضيف اليها قيمة غذائية».

واذا كان هذا المكان مشهوراً بأصالته، فالامر لا يعني التخلي عن التجديد والحداثة. فها هو يسعى باستمرار الى تطوير اصناف الكوكتيلات والعصائر. يقدّم عصير الفراولة والموز والكرز والرمان والليمون والتفاح والاناناس والغوافا والافوكا والجزر وغيرها من الاصناف التي تستقطب الزبائن. يفتح «السواس» ابوابه 24 ساعة يوميا خلال هذا الشهر المبارك ليلبي الطلبات بالمفرق والجملة. فالافراد ليسوا وحدهم الزبائن لان المطاعم الفخمة والفنادق، خصوصا تلك الموجودة في مناطق الحمرا وعين المريسة والروشة في غرب العاصمة تكثّف طلباتها لتلبية رغبات المفطرين الذين يقصدون مطاعمها سواء كانوا من نزلائها أو لا.

شراب التمر هندي ينشط الهضم ويزيل الحموضة وملين ويخفض الحرارة ومانع للعطش والتقيؤ والغثيان، ويقوي الدم والكبد وينظم ضغط الدم وجيد للصداع ويسكن الم المرارة. ويساعد في حالات الإمساك الحاد، لذا ينصح بتناوله خلال شهر رمضان لتجنب الإمساك. شراب قمر الدين:

محتويات شراب قمر الدين (شراب المشمش): يحتوي على الكثير من المواد الغذائية الصحية في مكوناته، لأن فاكهة المشمش غنية بالسكر الطبيعي السهل الهضم، الفيتامين أ، الفيتامين ج، الفيتامين ب2 (رابوفلافين)، الفيتامين ب3 (نياسين)، كذلك يحتوي على الكالسيوم والفوسفور والحديد والقليل من الصوديوم والمغنيسيوم والكبريت.

يساعد شراب المشمش في علاج الإمساك وخفض الحرارة، كما يروي العطش ويزيل الفضلات من الجسم بشكل فعال. ويعتبر المشمش من الأطعمة المفيدة لمرضى فقر الدم لأنه غني بالحديد. شراب السوس: يحتوي شراب السوس على الكثير من المواد الغذائية الصحية في مكوناته، كما له فوائد جمة أهمها دوره في معالجة الالتهابات التنفسية وأمراض الطحال والكبد والكلى، كما يعتبر هذا النبات ثاني أكثر نبات استخداما في الصين بعد الجنسينغ. ويقال انه مفيد بشكل خاص للمدخنين كونه يمنع الإصابة بالالتهابات. ويستخدم اليابانيون السوس كمادة مهيئة للمريض لاستقبال علاج مرض التهاب الكبد الوبائي. شراب التوت: من المشروبات الرمضانية الكثيرة الفائدة التوت، فهو يقلل العطش ويزيل حموضة المعدة ويخفض الحرارة، وهو نوعان، التوت الابيض الذي تؤكل ثماره وتتغذى على أوراقه دودة القز وتكون أزهاره ذات لون اصفر مائل الى الاخضرار وأوراقه كثة، والنوع الثاني هو التوت الاسمر او البنفسجي واشجاره اقل حجماً ونمواً من اشجار التوت الابيض.

تحتوي ثمار التوت على كمية كبيرة من الاملاح المعدنية مثل الفوسفور والصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والحديد والنحاس والمنغنيز والكبريت والكلور، وبذلك فهو مصدر ممتاز للأملاح المعدنية. كما يحتوي على فيتامينات أ، ب، ج بالاضافة الى البروتين والمواد الدهنية والسكرية وحمض الليمون.