السمبوسك وشوربة الحب والقطايف تتصدر موائد الإفطار الرمضانية

بينما يندر وجودها خلال أشهر السنة الأخرى

جانب من حلويات رمضان («الشرق الأوسط»)
TT

تشعر آلاء محمود بأن رمضان يعد شهر الراحة بالنسبة إليها، حيث يمكّنها من التقاط أنفاسها بعد مجهوداتها المبذولة في إعداد وجبات الغداء وإثرائها بمختلف الأصناف والمأكولات على مدى أحد عشر شهرا، والذي يعد فيها الأرز سيد الموقف والنجم الساطع في سماء الطعام.

فيما تتخذ مائدتها الرمضانية خطا واضحا لا يتغير طيلة الثلاثين يوما سوى في أشياء قليلة تختلف باختلاف الملتفين حولها، بينما ترتكز على أطباق معدودة قد لا تتواجد في الأيام العادية.

وتحرص آلاء دائما على تواجد أصناف معينة تميز طاولة طعامها عن بقية أيام السنة الأخرى، من ضمنها «السمبوسك» التي تعد أحد الأطباق الرئيسية على مائدة الإفطار.

وتقول: «لا يبحث أفراد عائلتي عن السمبوسك سوى في شهر رمضان، حيث لها طعم مختلف، إضافة إلى أنها تحتوي على قيمة غذائية عالية رغم سهولة تحضيرها والتي قد تكون إما بالعجين أو الرقاق».

وتضيف: «ثمة أكثر من طريقة لتحضير حشوة السمبوسك، إذ من الممكن تحضيرها بالجبن الأبيض أو الأصفر مع إضافة البقدونس عليها، أو حشوها باللحم المفروم والذي قد يضاف إليه نبات الشبت أو البيض المسلوق بعد تقطيعه إلى أجزاء صغيرة»، لافتة إلى أنها قد تستبدل اللحم المفروم بالدجاج أو الخضروات المشكلة.

وترى حكمت كمال أن سفرتها الرمضانية لا تكتمل بدون «القطايف»، والتي تعدّها بطريقتين مختلفتين، حيث تحضّرها كطبق حلو في معظم الأحيان، غير أنها تفضّل في بعض الأحيان تحضيرها كأحد الأطباق المالحة على المائدة.

وتقول: «من يدخل إلى مطبخي في رمضان يرى زبدية موضوعة إلى جانب الغاز، وبداخلها مزيج متجانس من الطحين البر والماء والذي يوضع في مقلاة بها قطرات من الزيت، لينضج بعد ذلك على هيئة أقراص مستديرة تسمى «القطايف». وتضيف: «يتم رصّها في الطبق بوضع قرص فوق الآخر تفصل بينهما رشة من السكّر المطحون إذا كان طبقا حلوا، فيما يفصل بينهما خليط من الطماطم والبصل والبهارات في حال كان الطبق مالحا»، مشيرة إلى أنه من الممكن إضافة القليل من الهيل المطحون مع السكر. بينما تؤكد عبير علي أن عائلتها لا تستغني عن «شوربة الحب» أثناء تناول وجبة الإفطار، حيث تتصدر المائدة كأحد أبرز الأصناف الرئيسية التي تتواجد في رمضان.

وتقول: «تتكون شوربة الحب من القمح الأبيض الذي يتم سلقه أولا وإضافته إلى مرق اللحم المسلوق، ثم يوضع عصير الطماطم والبهارات وتترك حتى تنضج»، لافتة إلى أن البهارات كانت توضع في السابق على هيئة صرر من قطع الشاش مازالت بعض العائلات تحتفظ بها حتى الآن، بينما تم استبدالها حديثا ببيضة معدنية مثقبّة، تفاديا لانتشار حبيبات البهارات في الشوربة، ما يفقدها رونقها.

ولا تتميز الموائد الرمضانية بأنواع المأكولات فقط، إذ تعد «السوبيا» من أهم المشروبات في شهر رمضان المبارك بنوعيها الأبيض المكّون من الشعير، والأحمر المحضّر بالزبيب، حيث اعتاد عبد المجيد محمد على شرائها عند خروجه من عمله وقبل عودته إلى المنزل، دون أن ينسى الكنافة والبسبوسة وبلح الشام.

ويقول: «من وجهة نظري تعد السوبيا عادة يتوارثها الأبناء من الآباء، إذ عادة ما يشدد والدي على ضرورة وجودها بجوار ماء زمزم واللبن على طرف مائدة الإفطار»، مشيرا إلى أنه يشعر بمتعة لا توصف عندما يتحسس برودة السوبيا أثناء حمل أكياسها بعد الشراء. يشار إلى أن «السوبيا» مشروب شعبي نشأ في جمهورية مصر العربية عام 1920، وانتقل إلى مكة المكرمة وغرب السعودية ليصبح أشهر المشروبات التي تتميز بها منطقة الحجاز.