تكية خاصكي سلطان توصل 500 وجبة ساخنة لمنازل فقراء القدس

موائد الرحمن والكشافة والدروس الدينية أبرز ما يميز الأقصى في رمضان

TT

يضع العاملون في ساحات المسجد الاقصى اللمسات الاخيرة استعدادا لاستقبال شهر رمضان المبارك. وحتى وقت متأخر من امس، كان الفنيون يعلقون مزيدا من الكشافات المضيئة والسماعات والاهلة على أسوار وداخل ساحات المسجد الاقصى. بينما ينهمك آخرون بتجديد الانظمة الصوتية للمسجد، ويعمل البعض على تنظيف ساحاته، ونصب خيم للوحدات الطبية التي ستعمل طيلة ايام الشهر داخل ساحات الاقصى استعدادا لأي طارئ. وتتكثف بالعادة خلال شهر رمضان حلقات الدروس الدينية، ويحرص المسلمون على اقامة صلاة التراويح، وقيام الليل، في اولى القبلتين وثالث الحرمين. ويقول الشيخ محمد حسين مدير المسجد الأقصى المبارك «الأوقاف الإسلامية تتخذ كل عام الترتيبات اللازمة لتهيئة المكان لاستقبال الشهر الفضيل، فيتم ترتيب كافة الأمور المتعلقة بالدروس الدينية وتلاوة القرآن وصلاة التراويح» مضيفا «هناك برامج كثيرة للوعظ والإرشاد والدروس الدينية، وبرامج لتلاوة القرآن الكريم».

وقد استقدمت وزارة الاوقاف الاسلامية، لأجل ذلك، رجال دين وحملة شهادات جامعية متخصصين في الفقه الاسلامي ووزعتهم طيلة ايام الشهر.

وفي ساحات الاقصى، حيث تتكثف الحراسة خلال رمضان على مدار الساعة، تجري كشافة القدس التدريبات اللازمة، كذلك، للانتشار كل يوم جمعة، حيث يحضر عشرات الآلاف للصلاة في المسجد الاقصى. وتعمل الكشافة على تنظيم مرور المصلين، وترشدهم الى اماكن الوضوء والصلاة وتلبي احتياجاتهم. ويساعد الكشافة في عملها مجموعات النظام الخاصة بشهر رمضان وهي عبارة عن 70 من الشباب والنساء المتطوعين، المقيمين في البلدة القديمة، في القدس، قرب الاقصى، ومهمتهم فصل النساء عن الرجال، داخل ساحات الاقصى. وقال عزام الخطيب، مدير اوقاف القدس «تم في رمضان تحديد قبة الصخرة، كمصلى للنساء والمسجد الاقصى، والمسجد المرواني، للرجال».

ومع بدء الشهر الفضيل تبدأ أعداد المصلين الذين يتناولون الافطار في المسجد الاقصى بالتزايد كل يوم، حتى تصل في العشر الاواخر الى الآلاف. ويقيم الاقصى يوميا ما يعرف بموائد الرحمن. وقال الخطيب، لـ«الشرق الاوسط»: «تم التنسيق مع كل الجهات التي ستقدم طعاما للمصلين طيلة ايام الشهر الفضيل».

ويستطيع اي مصل، كما قال الخطيب، ان يتناول افطاره في المسجد الاقصى. وتسّير الحركة الاسلامية في اسرائيل، كل عام عشرات الحافلات من اجل الصلاة والافطار وقيام الليل في الاقصى. وذلك في محاولة منها لمواجهة الاخطار الاسرائيلية التي تواجه الاقصى. وفي الوقت الذي يحضر فيه المئات كل يوم موائد الرحمن في المسجد الاقصى، يذهب اخرون لتناول طعام الافطار في «تكية خاصكي سلطان» التي تعمل ايضا على إيصال طعام الافطار الساخن الى منازل عائلات فقيرة في القدس. ويجتهد العاملون في التكية التابعة للاوقاف الاسلامية، عادة، منذ ساعات الصباح الأولى حتى ما بعد موعد الإفطار، لتلبية طلب المحتاجين والزوار. وقال الخطيب «هذا العام سيتم ايصال الطعام الساخن كل يوم الى 500 عائلة فقيرة». ويبلغ عمر هذه التكية حوالي 800 عام، كما قال الخطيب، وقد اقيمت ايام العثمانيين، وكان الوالي يشرف شخصيا من خلالها على إطعام الفقراء.

ويتحمل عشرات السكان في الضفة الغربية ومن القرى القريبة من القدس مثل أبو ديس والعيزرية ورام الله، معاناة السفر كل يوم في رمضان من اجل الوصول الى التكية وليحصلوا على وجبة إفطارهم. ويزداد عدد وجبات الافطار يوم الجمعة بسبب صلاة الجمعة وتدفق زوار الأقصى. وتقدم التكية في رمضان (الأرز واللحم الطازج والتمر والخبز). ويتجمع العشرات من وجهاء القدس والشخصيات الوطنية والدينية من أهالي المدينة والداخل الفلسطيني للإفطار في التكية في مشهد يعيد الاجواء الرمضانية.