راتب الشلاح: مسقعة الخضار طبقي المفضل في رمضان.. وفي المساء أتابع «باب الحارة»

يوم رمضاني في حياة رئيس غرفة تجارة دمشق ورئيس مجلس إدارة بنك سورية والمهجر

د. راتب الشلاح («الشرق الأوسط»)
TT

الدكتور راتب الشلاح، رجل الأعمال والمال السوري ورئيس غرفة تجارة دمشق منذ سنوات طويلة، ورئيس اتحاد غرف التجارة السورية، وأخيراً ـ وليس آخراً ـ رئيس مجلس إدارة بنك سورية والمهجر الذي تأسس في سوريا قبل ثلاث سنوات مع قرار السماح بافتتاح بنوك خاصة.. كيف يقضي الدكتور الشلاح يومه في شهر رمضان شهر الصيام، يتحدث عن ذلك لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «برنامجي في رمضان لا يتغير منذ سنوات، فبعد أن أصلي الفجر أنام حتى الساعة السابعة صباحاً وفي السابعة والنصف أخرج من منزلي وأسير من بيتي إلى مكتبي حيث المسافة تستغرق معي حوالي أربعين دقيقة وأصل المكتب في الثامنة وعشر دقائق وأبقى حتى العاشرة صباحاً في مكتبي وبعدها أذهب إما إلى غرفة تجارة دمشق أو إلى اتحاد الغرف التجارية لكي أنفذ لقاءات مبرمجة مسبقاً أو لاجتماع ولبحث بعض المواضيع مع زملائي أعضاء مجلس إدارة الغرفة وبعدها قد أقوم بزيارات رسمية ويستمر ذلك حتى الواحدة ظهراً لأعود بعدها لمكتبي الخاص وأبقى هناك حتى الثالثة ظهراً لأعود بعدها للمنزل وأقرأ الصحف المحلية والعالمية في فترة بعد الظهر أو أقوم بلقاءات أسرية وأتهيأ لفترة الإفطار وبعده أقوم بنشاطات ولقاءات عائلية واجتماعية وخيرية ويدوم ذلك حتى موعد السحور، حيث أصر دائماً أن أتسحر مع الأهل والأصدقاء في الخيم الرمضانية والمطاعم، وبالنسبة لي فإن شهر رمضان هو شهر عبادة وتأمل وأيضاً شهر إصلاح العلاقات مع الأخوة والأصدقاء إذا كانت هناك خلافات بينهم، فأعمل على مصالحتهم ما بين بعضهم البعض على موائد السحور وأن يسامحوا بعضهم البعض. ومن عاداتي الشخصية في رمضان هو الذهاب للعمرة وهذا يتم عادة في أوائل شهر رمضان ولكن هذا العام لن أتمكن من تحقيق ذلك بسبب وجود رحلتي عمل لي إلى خارج سورية في هذا الشهر إلى مصر وألمانيا».

ويقول الشلاح إنه في الأيام الخمسة الأولى من رمضان حريص كل عام على أن يتناول الإفطار مع أسرته «وبعدها نادراً ما أفطر في المنزل، حيث أكون مدعواً لبيت صديق أو إلى مطعم داعياً أو مدعواً». وعن الأكلات التي يفضلها في رمضان على الإفطار والسحور فهي نوع واحد فقط، حيث لا ينوع في طعامه بل يأكل طبقاً واحداً فقط ويتناول الفاكهة بعده، إذ لا بد منها للتناغم مع جذوره الفلاحية ويبتعد تماما عن الحلويات في رمضان، والوجبة الدائمة له في رمضان هي صحن شوربة وسلطة ونوع واحد من الطعام الذي يفضله نباتياً حيث يميل الشلاح لأن يكون غذاؤه معتمداً على الخضار فقط، «في شبابي وبعد عودتي من أوروبا وأميركا حيث درست ـ يتأوه الشلاح متذكراً تلك الأيام قبل أربعين عاماً ـ كنت أفضل تناول اللحم والبطاطا ولكن من عشرين سنة انتقلت وبشكل فجائي للتركيز على الخضار وترك اللحوم بمختلف أشكالها وأنواعها ومن أفضل الأكلات عندي هي مسقعة الخضار ومنزلة الباذنجان والكوسا والفاصولياء، ولكن أفضل طعام عندي هو اليقطين وخاصة ذا الحجم الكبير الذي أعتبره من أهم وأجمل أنواع الطعام ويتفوق على اللحوم وغيرها، حيث أتناوله على شكل محموسة مع البندورة أو لوحده». «في اليوم الأول من رمضان يدعوني للإفطار ولدي الكبير، وفي اليوم الثاني ولدي الصغير، وفي اليوم الثالث عند صهري، وفي اليوم الرابع أنا أعزم الأولاد والصهر، وأنا لدي ثلاثة أولاد، شابين وشابة، ولدي تسعة أحفاد ونحن من أيام الوالد تعودنا أن نذهب كل يوم جمعة مع الأسرة إلى المزرعة في الغوطة وألغي كل مواعيدي في هذا اليوم، حيث أعتبره للأسرة واللقاء في المزرعة من الصباح وحتى المساء».

«في السحور أتناول نوعا واحداً أيضاً وهو إما طبق رز بحليب أو مهلبية أو كشك الفقرا أو هيطلية وخشافات وجبن ولبنة وزيتون وفاكهة، ونجتمع أسرياً في السحور في المطاعم والخيم الرمضانية، حيث يتيح لنا السحور فرصة أطول من الإفطار للقاءات إذ تبدأ فترة السحور من العاشرة مساء وحتى الثانية صباحاً ولذلك أعتبر فترة السحور ظاهرة اجتماعية عائلية تتميز بها دمشق بشكل واضح».

وفيما يتعلق بمتابعته لفقرات الخيم الرمضانية التراثية، يقول الشلاح إنه نادراً ما يتابعها «فأنا لا أحضر السحور من أجل سماع الطرب والفقرات الفنية بل من أجل اللقاءات العائلية، وأنا لست مع هذه المظاهر، حيث تحول فترة السحور والإفطار إلى مهرجان بينما يجب التركيز على الناحية الروحية والدينية والاجتماعية». مسلسلات رمضان التلفزيونية لا يتابعها بشكل مستمر بل يشاهد حلقات قليلة منها حسب وجوده في المنزل، ولكن إذا أعجب بمسلسل فإذا لم يتابع حلقة منه فهو يطلب من أولاده أن يحدثوه عن مضمونها وهذا ما يحصل مع مسلسل «باب الحارة» فهو معجب به ويتابعه من جزئه الأول «لأنه يقدم البيئة الشامية العريقة والقيم التي نفتقدها حالياً من إيثار وشهامة وغيرها من عادات وقيم وتقاليد دمشقية ضاعت مع الأجيال الجديدة»، فالأسرة تتابع له الأحداث، ومسلسلات البيئة الشامية تشده كثيراً ويتمنى أن تعود تلك القيم المفقودة.