ربع مليون صائم يفطرون على 15 ألف سفرة في المسجد النبوي الشريف

ضمن أكبر وأسرع مائدتين في العالم

تمتد على طول ساحات المسجد النبوي آلاف السفر التي يجتمع حولها الصائمين طوال أيام شهر رمضان («الشرق الأوسط»)
TT

سجلت مائدة المسجد النبوي الشريف أكبر حضور لضيوفها خلال شهر رمضان، حيث ارتفع هذا العام عدد مرتاديها إلى ربع مليون صائم يومياً، ويتنامى الاهتمام مع حلول شهر رمضان بواحدة من أكبر مائدتين كل عام يشهدهما الحرمان الشريفان يومياً على مدار شهر كامل، فيما تعتبر اكبر وأسرع مائدتين في العالم لوقوعهما بين اذان وإقامة صلاة المغرب. ويصف أسامة علي صيرفي، أحد أقدم القائمين على الموائد الرمضانية في الحرم المدني الشريف، أن السبب في زيادة هذا العام هو الإجازة الدراسية، والتي أتاحت للكثير من الأسر التواجد في مكة المكرمة والمدينة المنورة منذ مطلع شهر رمضان، بعد أن كان مقتصراً فقط على العشر الأواخر في الأعوام الماضية.

ويضيف الصيرفي، الذي يقوم على خدمة سفرة رمضانية داخل محيط الروضة الشريفة في المسجد النبوي، والتي تشهد إقبالا يفوق غيرها بسبب أفضلية المكان، يضيف بقوله «السفر الرمضانية تعد تقليدا متوارثاً عبر عقود وأجيال بين الأسر التي تعاقبت في خدمتها إلى أن ظهرت الجمعيات الخيرية التي انضمت إلى ميدان إقامة السفر الرمضانية والتي تهدف جميعها الى إحياء السنة النبوية».

وتسعى وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي الشريف إلى تنظيم تقديم خدمات الموائد الرمضانية التي تشهد خلال الأيام الثلاثة الأولى نوعاً من التوتر والاحتكاك بين بعض القائمين عليها، مرده الرغبة في التوسع أو الحلول في مكان محجوز، وغالباً ما يتم حل الإشكالات ودياً.

ومع إفاضة صلاة العصر تبدأ حركة الإعداد اليومي للموائد الرمضانية في أداء سريع ومنتظم وذلك بتثبيت السفر، وقبيل ساعة من رفع أذان المغرب يتم ترتيب أصناف الطعام، ويلتزم القائمون على الموائد داخل المسجد النبوي الشريف بالأصناف المحددة من قبل رئاسة شؤون الحرمين، وهي التمر واللبن والقهوة والخبز فقط، فيما تقدم أصناف من المأكولات المطهوة في الساحات الخارجية تشمل الأرز والدجاج والمعكرونة والمرطبات.

وفي داخل الحرم وخارجه يتنافس القائمون على تلك الموائد في دعوة الصائمين إلى موائدهم والقيام بخدمتهم بمناولتهم التمر والماء وعدم الجلوس، حتى يتم رفعها وتنظيف المكان وتهيئته لتأدية صلاة المغرب في زمن لا يتجاوز العشر دقائق ما بين الأذان والإقامة، ويدلل على سمو المقصد أن أصحاب الموائد لا يمانعون في أن يوزع عليها من يود أن يشاركه الآخرون إفطاره، قل أم كثر، ولا يمكن رغم العدد الكبير من الموائد التي تتشكل على شكل صفوف طولية استئثار جنسية بمائدة دون مخالطة من جنسيات أخرى لمن يلتفون حول تلك الموائد لتجد مزيجا من العرب والعجم من المقيمين والزوار والمعتمرين. ويبلغ عدد الموائد التي تبسط يومياً في رحاب المسجد النبوي الشريف ما يقارب من 15 ألف سفرة، تقدر ذروة استيعابها بنحو 250 ألف صائم تزداد وتتضاعف في العطل الأسبوعية والعشر الأواخر من رمضان. ويقوم المشرفون في وكالة الرئاسة لشؤون المسجد النبوي الشريف بدفع ما يربو على ألف عامل نظافة ومراقب عقب انتهاء صلاة المغرب لتنظيف الساحات تشمل رفع المخلفات والغسيل والتجفيف وفرش سجاد الصلاة خلال مدة زمنية لا تتجاوز الساعة حفاظاً على نظافة الساحات وتهيئتها أمام المصلين الذين يؤدون صلاة العشاء والتراويح.