نرمين ظاهروفيتش لـالشرق الاوسط»: كنت أصوم خفية عندما كنت في السابعة والثامنة

تجربة أول سنة صيام لها مكانتها في الأسرة

TT

تنظم في رمضان الكريم من كل عام، أفواج جديدة من الصائمين الجدد، والبادئين أول تجربة للصيام، سواء كانت تجربة تمرين على الصيام، أو صوم الفريضة لأول مرة. وفي هذه المرحلة التي يشعر فيها صاحب التجربة الأولى بأنه نضج جسميا ونفسيا، وأصبحت له مكانة في الأسرة ، يجلس مع الصائمين على مائدة الإفطار، وتتغير مواعيد الأكل والشرب وكل الروتين اليومي، بما يشبه هجرة اجتماعية من وضع إلى وضع، تتم فيه ترتيب الأشياء، وتدرب فيه الأعضاء على نمط جديد من العيش والحياة اليومية، ولاسيما المأكل والمشرب والمواعيد المختلفة. كيف يعيش الصائمون الجدد في البوسنة هذه التجربة، وكيف خاضوها بجوعها وعطشها ومذاقها الفريد. «الشرق الاوسط» التقت عددا من الاطفال الذين خاضوا التجربة لاول مرة، قال نجاد محمودوفيتش (11 عاما)، إنه عندما صام العام الماضي لأول مرة طيلة الشهر الفضيل أحس بتغيير في سلوك الناس تجاهه، ولاسيما والداه ، اللذان أشعراه بالأهمية، «كان والدي ووالدتي يهتمان بي أكثر من ذي قبل، وكانا حريصين على ألا أشعر بأي تعب من شأنه التأثير على صومي». وعن تصرفه حيال تلك المعاملة، قال «شعرت بالأهمية وكنت أحاول بمختلف الطرق أن أشعر أمي وأبي بأن الصوم لم يؤثر علي».

وعندما طلبت منه «الشرق الاوسط» المصارحة بالحقيقة، قال «بالطبع أشعر بالجوع والعطش، ولكن فرحي بالصوم كان يخفف عني كل ذلك». وحول تعامله مع أصدقائه في رمضان أجاب «بالطبع في رمضان لا وقت للعب، أذهب في الصباح إلى المدرسة، وعندما أعود أخلد قليلا للنوم، ثم أستعد للافطار، وأحيانا أذهب مع أبي لقراءة القرآن في المسجد، حيث نفطر على تمرات ونصلي المغرب ثم نعود للبيت للافطار، ومن ثم الاستعداد للتراويح». ويتذكر نرمين ظاهروفيتش (12 عاما) كيف كان يصوم خفية عندما كان صغيرا في السابعة والثامنة من عمره، وكيف حاول والده في أحد الايام حمله للطبيب لأنه بدا متعبا، «كان ذلك عندما كنت في السابعة من عمري، وكنت غاضبا لأن والدي طلب مني عدم الصيام لصغر سني وضعفي، ولكني كنت أصوم خفية وأتظاهر بالافطار كحمل الطعام إلى غرفتي، ومن ثم أخفيه في آنية أخرى، وكنت لا أتسحر لذلك أغمي علي في أحد الأيام، وعندما هم والدي بأخذي للطبيب قلت له بصعوبة إني صائم».

وعما فعله والده الذي يجيد العربية، قال ضاحكا «قال هو أيضا اللهم إني صائم». وعن تصرف والده حياله، قال «لم يفعل شيئا فقط بعد الافطار قال لي صم، ولكن إذا شعرت بالتعب فافطر». وعما إذا كان قد عمل بنصيحة والده، قال «لقد طلبت من والدي أن يوقظني للسحور مقابل ذلك ففعل ولم أفطر يوما واحدا بعد ذلك». سانيلا برانكوفيتش (11 عاما) من المواظبات على حلقة تحفيظ القرآن، وقد حفظت 30 جزءا. تقول عن تجربتها مع الصيام: «كنت أشاهد أبي وأمي كيف يصومان رمضان وكذلك جدتي وجدي، وكنت أشعر بشيء من الخجل أو الضآلة عندما أشاهدهم صائمين وأنا مفطرة، لذلك كنت أصوم نصف يوم وأحيانا حتى العصر، وأنا صغيرة حتى أحس بما يحسون به، وكنت لا آكل إلا القليل حتى أستطيع الجلوس على مائدة الإفطار معهم، فحبي لابي وأمي حببني في الصيام، والصيام زاد من حبي لأمي وأبي فهم أحسن ما يكون في رمضان». وقالت إنها صامت العام الماضي شهر رمضان، كما صلت التراويح في المسجد».