مع ليالي رمضان يتدفق آلاف المصريين يوميا على حي الحسين والأزهر، بوسط العاصمة المصرية، لمتابعة الأنشطة الدينية والثقافية التي تقيمها وزارة الأوقاف بشكل سنوي احتفاء بالشهر الكريم. وعلى مدار أيام رمضان تشهد الأنشطة التجارية بحي الحسين دوما انتعاشة غير عادية، بدءا بالمطاعم التي تقدم وجبات الإفطار والسحور الشعبية، وانتهاء بمحلات بيع العطور والعاديات، وكلها تحقق إيرادات كبيرة، بخاصة المطاعم، نظرا لأن معظم الرواد جاءوا لتناول وجبة الإفطار أو السحور، إضافة إلى الصلاة في مسجدي الأزهر والحسين.
ومن المشاهد الرمضانية اللافتة الإقبال الشديد على المكتبات وأكشاك بيع الكتب الإسلامية والتراثية، والمصاحف على يمين مسجد الحسين وفي شارع الأزهر، كما ينتشر باعة أشرطة الكاسيت وتسجيلات القرآن الكريم والتواشيح الدينية بأصوات النخبة الشهيرة من القراء والمشايخ .
يجذب باعة هذه الأشرطة زوار المكان، بطريقة نداءاتهم عليها، ومزاياها المتعددة، كما ينتشر حول المسجد باعة السبح بكل أشكالها وألوانها وباعة البخور والعطور. وكذلك التابلوهات الدينية المستوحاة من ظلال القرآن الكريم وآياته وسوره الحكيمة. عن نوعية الكتب التي يزداد الطلب عليها خلال شهر رمضان يقول الحاج سعد جعفر، صاحب إحدى المكتبات في شارع الأزهر: «الإقبال يزداد بشكل كبير على شراء أنواع المصاحف بأحجامها المختلفة، كما يقبل الناس على الكتيبات الصغيرة التي تتحدث عن الصيام والزكاة، وكتب التهجد التي تشتريها المساجد من أجل ختام القرآن الكريم، وكذلك كتب التفسير. والى جانب الكتب هناك أيضا أشرطة الكاسيت التي أصبح لها زبائن كثيرون خاصة أشرطة الداعية الإسلامي عمرو خالد، والدكتور صلاح الجمل والشيخ محمد جبريل، وأدعية وتواشيح الشيخ النقشبندي، بالإضافة إلى المجموعات الكاملة للمصاحف بأصوات أشهر القراء المصريين كالشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ محمود خليل الحصري، والشيخ محمد صديق المنشاوي، وكذلك مجموعات المصاحف بأصوات المقرئين السعوديين كالشيخ الحذيفي والشيخ السديس. السبحة أيضا من أهم الملامح الإيمانية في شهر رمضان الكريم ويزداد الإقبال على شراء أنواعها العديدة، وحي الحسين يكاد يتحول في هذه الأيام إلى مهرجان يتلألأ بكل أشكال وأحجام وأنواع السبح التي تبدأ أسعارها من جنيهين ونصف الجنيه (حوالي نصف دولار) وقد تصل إلى ألفي جنيه مصري (275 دولارا) للأنواع الثمينة المطعمة بالذهب أو المصنوعة من الأحجار الكريمة.