مسلمو اليابان: رمضان مناسبة للعبادة والعمل والتفاخر بالهوية الإسلامية

يحرصون على أداء الزكاة ويتزودون بطاقات روحية

سيدتان يابانيتان تمران أمام مسجد طوكيو الرئيسي
TT

لمسلمي اليابان عاداتهم وأفراحهم الخاصة بشهر رمضان الذي يعد من أهم المناسبات الدينية، فكما يؤكد الدكتور أمين توكوماسو رئيس جمعية مسلمي اليابان أن مسلمي اليابان يتخذون من شهر رمضان مناسبة لإظهار هويتهم وانتمائهم إلى الإسلام دين الحضارة والتقدم، كما أنه يمثل فرصة عظيمة لممارسة شعائر دينهم في أجواء احتفالية تذكرهم بالوضع في بلادهم التي جاءوا منها. لافتا إلى أن المسلمين في اليابان يتميزون بأنهم يتخذون من شهر رمضان محطة للتزود الروحي والحرص على أداء العمل بجد وإتقان بعكس ما يفعل كثير من المسلمين في بعض البلدان الإسلامية الذين يتخذون من شهر رمضان مناسبة للكسل والتقصير في أعمالهم بحجة أنهم صائمون.. وفي الحديث التالي يطلعنا الدكتور أمين توكوماسو على أجواء شهر رمضان في اليابان وكيف يستقبله المسلمون هناك؟

* ما أهم التقاليد التي يحرص عليها مسلمو اليابان في شهر رمضان؟

- لا شك أن شهر رمضان يمثل بالنسبة لمسلمي اليابان مناسبة لإظهار هويتهم وانتمائهم إلى الإسلام دين الحضارة والعلم والتقدم، وعادات المسلمين في اليابان خلال شهر رمضان لا تختلف كثيرا عن عادات وتقاليد المسلمين في شتى بقاع الأرض، فالاهتمام بالشهر الكريم يبدأ في اليابان قبل حلوله بفترة، حيث شكل المسلمون لجنة شرعية دائمة في المركز الإسلامي في اليابان لبحث الاستعداد لشهر رمضان وتحديد بدء الصيام، وتقوم هذه اللجنة بعملية استطلاع هلال شهر رمضان، ويتم ذلك بالصعود إلى مكان مرتفع لاستطلاعه وإذا تم رؤية الهلال فإن هذه اللجنة تعلن للمسلمين في اليابان بدء صيام شهر رمضان، وإذا لم تر هذه اللجنة هلال شهر رمضان فيضطر المسلمون في اليابان إلى اتباع رؤية أقرب بلد إسلامي إليهم وهو ماليزيا. ويمثل شهر رمضان فرصة عظيمة للمسلمين في اليابان من أجل ممارسة شعائر دينهم في أجواء احتفالية تذكرهم بالوضع في بلادهم التي جاءوا منها، فهم غالبا ما يتخذون من شهر رمضان محطة للتزود الروحاني، كما يقوم المركز الإسلامي وجمعية مسلمي اليابان بنشاط مكثف خلال هذا الشهر المبارك لتوعية المسلمين وتثقيفهم دينيا. لذلك فإن كثيرا من اليابانيين يقبلون على اعتناق الإسلام في رمضان نظرا لما يشاهدونه من سلوكيات من جانب المسلمين تعبر عن روح التضامن والمحبة والتعاون وما ينظمونه من حفلات إفطار جماعية وكذلك الصلوات كصلاة التراويح.. هذه العادات تلفت نظر غير المسلمين لدراستها وبالتالي دراسة الإسلام وزيادة الإقبال عليه، أيضا نجد أن من مظاهر شهر رمضان في اليابان تنظيم موائد الإفطار الجماعي، وهذا لا يحدث إلا في رمضان فقط، وبالتالي فإن هذه العادة الرمضانية تعمل على زيادة الروابط بين المسلمين في هذا المجتمع، كما يحرص المسلمون على أداء صلاة التراويح وأداء صلاة العيد في الحدائق العامة والمتنزهات والملاعب الرياضية اقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، كما أن المسلمين في اليابان يتميزون بأنهم يتخذون من شهر رمضان محطة للتزود الروحي والحرص على أداء العمل بجد وإتقان بعكس ما يفعل كثير من المسلمين في بعض البلدان الإسلامية حيث يتخذ البعض من شهر رمضان مناسبة للكسل والتقصير في أعمالهم بحجة أنهم صائمون.

* ما هو نشاط جمعية مسلمي اليابان خلال شهر رمضان؟

- تقوم جمعية مسلمي اليابان بنشاط ملحوظ خلال هذا الشهر الكريم، خاصة البرامج التي تستهدف توعية المسلمين والعمل على نشر الدعوة الإسلامية والتعريف بالإسلام، فضلا عن القيام بتوزيع قوائم بأسماء المطاعم والمحلات التي تبيع الأطعمة الحلال، هذا بالإضافة إلى عقد محاضرات وندوات عامة لجمهور المسلمين تتعلق بمواضيع إسلامية متنوعة منها حلقات لتلاوة القرآن الكريم والرد على استفسارات المسلمين التي تتعلق بأمور دينهم من خلال لجنة من العلماء مخصصة لهذا الغرض.. وليوم العيد فرحة خاصة لدى مسلمي اليابان، فغالبا ما تقام صلاة العيد في الخلاء، ويحرص المسلمون على تبادل التهنئة بالعيد فيما بينهم، وعلى تبادل الهدايا أيضا على سبيل التذكار، كما يحرصون على أداء الزكاة كفريضة إسلامية، ولتمتين أواصر التراحم والمودة.

* كيف ينظر غير المسلمين في اليابان للإسلام والمسلمين؟

- نظرة غير المسلمين في اليابان للإسلام مختلفة فمنهم من يرى أن الإسلام دين فيه بعض السلبيات وذلك نتيجة لوقوعهم تحت تأثير الإعلام الغربي الذي يتعمد تشويه صورة الإسلام، بالإضافة إلى السلوكيات السلبية التي يمارسها بعض المسلمين في المجتمعات الإسلامية والعربية مثل ارتكاب جرائم العنف والإرهاب تحت ستار الدين، وكذلك الكسل والتواكل وحالة الأمية والجهل والفقر التي يظهر عليها بعض المسلمين، هذه بلا شك سلبيات تسيء للإسلام، وهناك من ينظر إلى الإسلام نظرة احترام وتقدير، وهؤلاء ربما هم الذين عرفوا الإسلام من مصادره الأصلية دون النظر إلى أفعال المسلمين وأحوالهم ومعظم هؤلاء غالبا ما يعتنقون الإسلام، وعموما فإن النظرة إلى الإسلام والمسلمين في اليابان اختلفت بشكل كبير عما كانت عليها بعد وقوع أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001 واتهام الإسلام والمسلمين بالإرهاب، وبعد أن هدأت الأمور وتبرأ المسلمون في كل أنحاء العالم من هذه الأعمال وأدانوها بقوة بدأت نظرة الخوف التي كنا نراها في أعين الناس إلينا تتلاشى.