نحو تفسير أسهل (4)

د. عائض القرني

TT

((يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا)) [النبأ:38].

ذاك اليوم يقوم جبريل إعظاما لله وإجلالا له مع الملائكة وهم صفوف، لا يتكلم منهم أحد بشفاعة إلا إذا أذن له ورضي عن المشفوع له.

((ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا)) [النبأ:39].

ذاك اليوم صدق وعده، حق وقوعه، ثابت وقته، فمن أراد اتخذ عملا صالحا عند ربه ينفعه، وينجيه به من عذابه وسوء عقابه.

((إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا)) [النبأ:40].

إنا خوفناكم هذا العذاب القريب، ووقوعه يوم يشاهد الإنسان عمله من خير وشر، أما الكافر فلسوء مصيره يتمنى أنه كان ترابا لئلا يحاسب ولا يعذب، ومن تمنى الموت فكفى به بلية ومحنة.

سورة النازعات ((وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا)) [النازعات:1].

أقسم الله بالملائكة التي تنزع أرواح الكفار نزعا بقوة وعنف حتى تسحبها من كل أجزاء الجسد، مع ألم ومشقة وعذاب وحسرة.

((وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا)) [النازعات:2].

وأقسم بالملائكة التي تخرج أرواح المؤمنين بلطف ولين وسهولة ورفق، فتكون كالقطرة من فم السقاء يسرا.

((وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا)) [النازعات:3].

وأقسم بالملائكة وهي تنزل من السماء وتصعد ذاهبة آيبة بأوامر الله وأحكامه، كل صنف منهم يعمل لعظمة الملك وقوة السلطان.

((فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا)) [النازعات:4].

وأقسم بالملائكة التي تسبق بأمر الله أرواح المؤمنين إلى مستقرها بمبادرة لتذوق النعيم ولا تتأخر عما أعد الله لها.

((فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا)) [النازعات:5].

وأقسم بالملائكة التي تدبر أمر الله من قطر ورياح وكتابة وحفظ للناس، وتنفيذ لكل أمر من رحمة وعذاب.

((يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ)) [النازعات:6].

يوم تقع النفخة الأولى تضطرب الأرض، وترجف بأهلها، وتزلزل بمن عليها بحركة عنيفة، وتهتز هزا مذهلا مدهشا.

((تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ)) [النازعات:7].

وتأتي بعدها النفخة الثانية ليقوم الناس لرب العالمين.

((قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ)) [النازعات:8].

هناك قلوب شديدة القلق والاضطراب والانزعاج من هول الموقف، تكاد القلوب تخرج من الجنوب لخوف علام الغيوب.