نحو تفسير أسهل (12)

د. عائض القرني

TT

وإذا السماء خلعت من مكانها، وقلعت كما يقلع السقف، وتشققت فصارت أبوابا، وانتهى بناؤها المحكم.

((وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ)) [التكوير:12].

وإذا النار أوقدت وتأججت سعيرا، وأوقدت إيقادا شديدا واضطرمت حتى أكل بعضها بعضا؛ استعدادا للكفار.

((وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ)) [التكوير:13].

وإذا الجنة قربت للسعداء، وزينت للأولياء، وأدنيت للمتقين، فصارت منهم قريبة؛ استعدادا لاستقبالهم.

((عَلِمَتْ نفس مَا أَحْضَرَتْ)) [التكوير:14].

حينها تعلم كل نفس ما أتت به من خير أو شر، يوم تشاهد عملها، وترى سعيها، وتطالع كتابها، فمن مسرور أو مدحور.

((فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ)) [التكوير:15].

فأقسم قسما بالكواكب التي تبدو ليلا وتختفي نهارا إذا طلعت الشمس كأنها ظباء تأوي إلى بيوتها.

((الْجَوَارِ الْكُنَّسِ)) [التكوير:16].

التي تسعى في أبراجها، وتدور في أفلاكها، وتستتر في النهار في ضوء الشمس، فهي ذاهبة آيبة، فخنوسها رجوعها، وكنوسها اختفاؤها.

((وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ)) [التكوير:17].

وأقسم قسما بالليل إذا أقبل متدرجا في ظلامه، وأدبر متجليا عن سواده فهو في إقبال وإدبار.

((وَالصُّبْحِ إِذَا تَنفس)) [التكوير:18].

وأقسم قسما بالصبح إذا أقبل بنوره، وأطل بضيائه، وفاجأ العالم بإشراقه في بهاء وجلال، وسناء وجمال.

((إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ)) [التكوير:19].

وجواب القسم أن هذا القرآن أجراه الله على لسان جبريل، وهو رسول من الله إلى محمد صلى الله عليه وسلم كريم على الله مكرم في منزلته الرفيعة.

((ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ)) [التكوير:20].

صاحب قدرة هائلة وطاقة كبيرة، ومنزلة عظيمة، ورتبة عالية، عند الله ذي العرش، وهو كريم على الله عز وجل.

((مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ)) [التكوير:21].

وجبريل تطيعه الملائكة في الملأ الأعلى لارتفاع محله وجلالة منزله، وهو أمير على الوحي، حافظ لما يؤدي، صادق فيما يبلغ.

((وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ)) [التكوير:22].

وما صاحبكم محمد صلى الله عليه وسلم بمجنون ذاهب العقل كما قلتم، بل هو أعقل العقلاء، وأنتم سميتموه الصادق الأمين، وهو النهاية في الرشد والسداد.