نحو تفسير أسهل (13)

د. عائض القرني

TT

ولقد رأى الرسول جبريل على صورته التي خلقه الله عليها، له ستمائة جناح سد بها الأفق الأعلى جهة السماء.

((وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ)) [التكوير:24].

وليس محمد صلى الله عليه وسلم على الوحي المنزل من الله بمقصر بخيل بالتعليم والبلاغ، بل هو الصادق الأمين بلغ الرسالة، وأدى الأمانة على أكمل وجه وما كتم شيئا.

((وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ)) [التكوير:25].

وهذا القرآن الحكيم ليس بقول شيطان رجيم، بل هو كلام الرحمن الرحيم، معصوم من الزيادة والنقصان، منزه عن الخطأ، محفوظ من الخلل والزلل.

((فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ)) [التكوير:26].

فإلى أي سبيل تذهب بكم عقولكم في التكذيب والغواية، وأي طريق تسلكونها في الشرك والشك، لقد تهتم وضللتم.

((إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ)) [التكوير:27].

ما هذا القرآن إلا تذكير لكل الناس وعظة لجميع العالم، فهو رسالة ربانية للإنسانية، ووثيقة إلهية للبشرية، فيها الهداية والرشد والفلاح.

((لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ)) [التكوير:28].

لمن أراد منكم أن يستقيم على منهج الله، بتحكيم شرع الله في حياته، واتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ استقامة لا عوج فيها ولا انحراف.

((وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)) [التكوير:29].

وما تشاءون الاستقامة إلا بعد مشيئة الله، فمشيئتكم تحت مشيئة الله سبحانه؛ لأنه مالك أمركم ومصرف أحوالكم، نواصيكم بيده، لا حول ولا طول لكم إلا بإذنه جل في علاه.

سورة الانفطار ((إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ)) [الانفطار:1].

إذا قامت القيامة تشققت السماء، وفتحت السماء فصارت أبوابا لنزول الملائكة، فأديم السماء يتقطع.

((وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ)) [الانفطار:2].

وإذا الكواكب وقعت من عليائها، وسقطت من سمائها، بعدما ذهب ضوؤها، وإن أمرا أسقط الكواكب لعظيم مهول.

((وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ)) [الانفطار:3].

وإذا البحار تصدعت جوانبها، وذهبت حواجزها، واختلطت فصارت بحرا واحدا، وفاض الماء، وهاج الموج، واضطرب الكون.

((وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ)) [الانفطار:4].

وإذا القبور تصدعت وتناثر ترابها ليخرج الناس من بطونها ليوم الحساب، وليواجهوا الجزاء من ثواب وعقاب.