نحو تفسير أسهل (20)

د. عائض القرني

TT

((إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ)) [الانشقاق: 25].

لكن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم نعيم لا انقطاع فيه، وثواب لا كدر معه، وسرور لا حزن يتبعه، وعطاء لا يمن به عليهم، جزل لهم العطاء وحسنت لهم النعماء، وتم لهم الرخاء، وعظم لهم الجزاء، وحسن فيهم الثناء.

سورة البروج ((وَالسَّمَاءِ ذات الْبُرُوجِ)) [البروج: 1].

أقسم قسما بالسماء ذات المنازل للكواكب، التي تنزلها الكواكب الاثنا عشر منزلا منزلا، وبرجا برجا بحساب وإتقان وحكمة.

((وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ)) [البروج: 2].

وأقسم قسما باليوم الذي جعله الله موعدا للعالم لفصل القضاء، فلا يخلف فيه وعده، بل هو واقع لا محالة، كائن لا شك في وقت معين وأجل مسمى.

((وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ)) [البروج: 3].

وأقسم بكل شاهد في ذاك اليوم وحاضر ومعاين لغيره، وكل مشهود عليه بأعماله التي عملها، فالرسل والأمم شاهد ومشهود، ولكل حكم وقضية شهود وخصوم، والحاكم هو الله وحده.

((قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ)) [البروج: 4].

لعن وعذب أصحاب الأخدود في نجران الذين حفروا شقا في الأرض، ثم ملأوه نارا وأقحموا فيه المؤمنين.

((النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ)) [البروج: 5].

حيث أشعلوا نارا عظيمة لها وقود ولهيب تأكل من وقع فيها، أشعلها الكفار للأبرار.

((إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ)) [البروج: 6].

والكفار قعدوا على حافة النار يشاهدون عذاب الأخيار، ليتشفوا بمشهد التعذيب شأن الجبابرة.

((وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ)) [البروج: 7].

وهؤلاء الكفار ينظرون إلى المؤمنين يعذبون ويبصرون النار تشويهم، وقد جلسوا يتفرجون متلذذين بعذاب الصالحين.

((وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)) [البروج: 8].

وما عابوا عليهم إلا الإيمان بالله، فليس للمؤمنين ذنب عندهم إلا طاعتهم لربهم وإلا فما آذوهم وما ظلموهم.

((الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)) [البروج: 9].

والله المعبود له ملك السماوات والأرض خلقا وتدبيرا وتصريفا، وهو شاهد على كل شيء، عالم بكل أمر، مطلع على كل فعل، محيط بما دق وجل.

((إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ)) [البروج: 10].

إن الذين آذوا المؤمنين بالإحراق، وصدوهم عن دينهم، وابتلوهم في عقيدتهم، واستمروا على الكفر والأذى، ولم يتوبوا من الفعل الشنيع والأذى الفظيع، فسوف يحرقهم الله بنار الآخرة التي لا تبقي ولا تذر، خالدين فيها أبدا.