عالم من الأزهر يحلل القواعد الاعتقادية ويتحدث عن الولاءات

في «درس رمضاني» بحضور ملك المغرب

العاهل المغربي الملك محمد السادس لدى استقبله حسن الشافعي بعد أن ألقى درسه الرمضاني («الشرق الأوسط»)
TT

يرى حسن الشافعي وهو من علماء الأزهر، أن الولاء القومي أو الوطني أو الديني أو المذهبي لا يزيح أو يزاحم الولاء الإنساني الأول، بل يدعمه ويؤكده، موضحا أن الشيوخ الأولين كانوا لا يجدون حرجا ولا مزاحمة عند تقديم أنفسهم بالقول «المصري أو المغربي وطنا، الأشعري أو الماتريدي معتقدا، المالكي أو الشافعي مذهبا، السكندري أو المراكشي بلدا، الشاذلي أو التيجاني مسلكا»، فكلها أرحام متضافرة متناغمة، من وجهة نظره.

وكان «الدرس الرمضاني» الذي ألقاه الشافعي في إطار سلسلة «الدروس الرمضانية» في القصر الملكي في الرباط بحضور العاهل المغربي الملك محمد السادس وعلماء مسلمين، بعنوان «القواعد الشرعية الاعتقادية»، انطلاقا من قول الله تعالى «ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا». وأبرز حسن الشافعي أن سورة النساء وشواهدها الداخلية تركز على التنظيمات الاجتماعية للمجتمع الإسلامي وما تستلزمها تلك الترتيبات من أحكام قضائية وأوضاع سياسية، وأورد أنها تحتوي على 15 قاعدة من القواعد الاعتقادية، أولى القواعد تطالعنا عن وحدة الجنس البشري، مؤكدة ذلك بوحدة الأصل والمصدر، ومعبرة عن الأصل الواحد بلفظ الرحم، ومؤسسة ذلك على واحد من أعم الألفاظ شمولا وهو لفظ الناس. وركز الشافعي في درسه على آخر هذه القواعد وهي قاعدة رفع السبيل، حيث ذكر أنها وردت في القرآن الكريم بثلاثة معان، وهي الطريق والحجة والسلطة، وأنها أثارت تساؤلات حول دلالتها منذ الصدر الأول.

كما أورد الشافعي أقوال المفسرين وتأويلات العلماء حول مقاصد رفع السبيل وأهم الإشكالات التي تنبثق عنها، وخلص إلى أن المفسرين من مختلف المذاهب والفرق يرون أن الآية تقرر غلبة الإسلام وظهوره على الدين كله، في عالم الحجج والبرهان في الدنيا والآخرة، وتثبت للمسلمين الظهور بالشهادة على الأمم في الآخرة وتثبت للمسلمين الظهور والغلبة في مواقع المناجزة والقتال في الدنيا، وما عساه يكون من نصيب لغيرهم في بعض المواقف والأحيان، وأن الغلبة النهائية والحكم الدائم إنما هو لا غالب إلا الله، والله أعلم.

وأشار حسن الشافعي إلى أن الدواعي التي أدت إلى تطوير جهود استحداث علم جديد للقواعد الاعتقادية تتمثل في تحريك الدراسات الإسلامية الاعتقادية، ودعم الملكة الكلامية، والإسهام في تنمية روح التسامح والاعتدال والإنصاف في الدراسات الكلامية، وإحياء الدراسات البينية في العلوم الإسلامية والانتفاع بالتجربة الفقهية، ثم التطلع إلى تحقيق عوامل جديدة لإثارة الحيوية والتجدد في مجال علومنا التراثية، وأهمها إعادة ربط علم الكلام بمعينه الأول وهو الكتاب والسنة.

يذكر أن أحمد التوفيق وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي قدم للعاهل المغربي الملك محمد السادس عقب هذا الدرس «الدروس الرمضانية» التي ألقيت خلال شهر رمضان في السنة الماضية، ونشرت باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية، ودأبت وزارة الأوقاف المغربية على إصدار مجلد ضخم كل سنة يضم «الدروس الرمضانية» مع أقراص حاسوب، يوزع عادة على الجامعات والمراكز الإسلامية.