نحو تفسير أسهل (21)

د. عائض القرني

TT

((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ)) [البروج:11].

إن الذين آمنوا بالله وعملوا الصالحات جزاؤهم الجنات في خلود مقيم، ونعيم عظيم في جوار ملك كريم، وهذا هو الظفر بالمطلوب، والفوز بالمرغوب، وإدراك كل محبوب، بفضل علام الغيوب.

((إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ)) [البروج:12].

إن عذاب ربك عنيف لا يطاق، وإن أخذه شديد لا يقاوم، إذا أخذ أهلك، وإذا بطش دمر.. يقصم الجبابرة، ويمحق العتاة، ويبيد الطغاة.

((إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ)) [البروج:13].

إنه سبحانه ينشئ الخلق في البدء، ويعيدهم في النهاية، يخلقهم من العدم، ويبعثهم وهم رمم، أمات وأحيا، وأنشأ وسوى، وخلق وهدى.

((وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ)) [البروج:14].

كثير الغفران لأهل الذنوب والعصيان، وواسع الحلم والتودد لكل تائب ندمان.. للمقصر يغفر، وللمقبل متودد.

((ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ)) [البروج:15].

خلق العرش العظيم واستوى عليه، وهو عظيم الذات، جميل الصفات، حسن الأفعال، له العظمة والجلال.

((فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ)) [البروج:16].

يفعل ما يشاء، ويحكم ما يريد، لا معقب لحكمه، ولا راد لقضائه، ولا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، نفذت قدرته، وبهرت حكمته.

((هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ)) [البروج:17].

هل نعلمك - أيها النبي - خبر الأقوام الطغاة الطغام؛ الذين حاربوا الرسل الكرام، وأكثروا في الأرض من الآثام، واغتروا بإقبال الأيام؟

((فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ)) [البروج:18].

هم جنود فرعون العنيد، وجيش هذا الطاغية الرعديد، وقوم ثمود، الذين تجاوزوا الحدود، فكلهم بلغ غاية في الفساد، ووصل نهاية الإلحاد، وأمعن في العناد.

((بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ)) [البروج:19].

بل حال هؤلاء الكفار عجيب، ونبؤهم غريب، فهم كذبوا الرسول، وأنكروا القرآن، وجحدوا الحساب، وارتكبوا الضلالة، وانحرفوا عن الهداية.

((وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ)) [البروج:20].

والله محيط بهم.. لا يعجزونه، قادر عليهم لا يفوتونه.. تحت حكمه مقهورون، وعن ملكه لا يخرجون.

((بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ)) [البروج:21].

بل إن هذا القرآن شريف المكان، ظاهر البيان، مبارك عظيم، مرشد كريم؛ لأنه كلام الرحمن الرحيم.

((فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ)) [البروج:22].

مكتوب في لوح محفوظ من الزيادة والنقصان، مصون عن تحريف الإنسان والجان، وتنزه عن الزلل، وجل عن الخلل؛ لأنه منزل من الله عز وجل.