نحو تفسير أسهل (25)

د. عائض القرني

TT

هل جاءك - يا محمد - أخبار القيامة التي تغشى الأبصار بهولها، وتطم على الناس بشدتها، وتذهل القلوب بدواهيها.

((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ)) [الغاشية:2].

وجوه في يوم القيامة ذليلة خائبة مسودة؛ لقبح أعمالها، وسوء فعالها؛ لأنها لما شاهدت العذاب أصابتها الخيبة والندم.

((عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ)) [الغاشية:3].

عاملة عملا متعبا مضنيا ولكنه باطل؛ لأنه خلاف الشرع، أو أنها تكلف في النار جر الأغلال ومعاناة النكال.

((تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً)) [الغاشية:4].

تحرق بنار حامية تشوي جلودها، وتصهر أعضاءها، لا يخفف عنهم العذاب، ولا يخرجون من العقاب.

((تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ)) [الغاشية:5].

شرابها من عين شديدة الحرارة تقطع منهم الأمعاء، ويسقط لحوم وجوههم من غليانها وشدة فورانها.

((لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ)) [الغاشية:6].

ليس لهم طعام في النار يأكلونه إلا شوك يابس شديد المرارة، مرتفع الحرارة؛ زيادة في عذابهم والتنكيل بهم.

((لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ)) [الغاشية:7].

لا يسمن آكله ولا يشبع من تناوله، فهو لا يرد ضعفا، ولا يدفع جوعا، ولكنه يجلب ألما ويزيد سقما.

((وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ)) [الغاشية:8].

وهناك وجوه مسرورة مشرقة، علاها البهاء، وجللها النور، وغشيها الحسن، وهي وجوه المؤمنين.

((لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ)) [الغاشية:9].

راضية بعملها الصالح في الدنيا، مطمئنة لحسن مصيرها، واجدة ثوابها، مسرورة بنعيمها، متلذذة بثوابها.

((فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ)) [الغاشية:10].

يدخلون جنة مرتفعة، وينزلون درجات عالية ومراتب سامية، علت مكانا وقدرا وقيمة، وسمت شرفا.

((لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً)) [الغاشية:11].

لا يسمع أهل الجنة فيها قولا لا خير فيه، فليس فيها كلام باطل ولا حديث ساقط، ولا لغو، بل حق وصواب وسلام.

((فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ)) [الغاشية:12].

في الجنة عين صافية عذبة رقراقة جارية، بماء زلال بارد يتدفق بغزارة؛ كرامة للمؤمنين.