سورة الفجر

د. عائض القرني

TT

أقسم قسما بالفجر إذا غشي العالم بضيائه، وكسا الكون بسنائه، وأشرق على الدنيا ببهائه.

((وَلَيَالٍ عَشْرٍ)) [الفجر:2].

وأقسم قسما بالليالي العشر من ذي الحجة؛ لشرف زمانها، وكثرة أعمال الخير فيها، وكون أيام الحج والنسك في أوقاتها.

((وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ)) [الفجر:3].

وأقسم قسما بالزوج والفرد من كل نوع وصنف، فما تناسل كان له زوجان، وما كان جامدا ففرد واحد.

((وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ)) [الفجر:4].

وأقسم قسما بالليل حين يمضي بظلمته، ويذهب بسواده؛ ليحل النهار محله، وفي هذا الذهاب آية انبلاج الصبح.

((هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ)) [الفجر:5].

هل في ما أقسمت به من هذه المخلوقات قسم كاف شاف لمن له عقل يرشده إلى صدق ما أقسمت عليه، وصحة ذلك.

((أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ)) [الفجر:6].

ألم تعلم ماذا فعل ربك بعاد قوم هود يوم عذبهم بالريح، وأفناهم بالهلاك وهم أقوى من كفار مكة؟ فهلاك هؤلاء أهون عليه.

((إِرَمَ ذات الْعِمَادِ)) [الفجر:7].

أهل المدينة العظيمة ذات البناء الرفيع والقصور الشاهقة، والأعمدة السامقة. قيل: إنها قريبة من عدن.

((الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ)) [الفجر:8].

التي لم يوجد مثل بنائها العجيب، وشكلها الغريب، وقوة أهلها، وكثرة خيراتها، وحصانة بنائها.

((وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ)) [الفجر:9].

وثمود أهلكناهم وكانوا يقطعون الصخور في أوديتهم ويبنون بها، فما منعتهم قوتهم منا لما دمرناهم.

((وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ)) [الفجر:10].

وأهلكنا فرعون وقصوره العظيمة، وجنوده العتيدة، ودمرنا مبانيه التي كأنها جبال في الثبات والطول والقوة.

((الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ)) [الفجر:11].

هؤلاء الأقوام أكثروا ظلم الأنام، وأسرفوا في الآثام، وسفكوا الدم الحرام، فاستحقوا هذا الانتقام.