شاشات: جدير بالإعجاب

TT

لا فكرة لدينا حول نسبة مشاهدي أي مسلسل معروض، ولا تتبرّع المحطّات بالمعلومات، وإذا ما فعلت فهل هي معلومات حقيقية وواقعية أو دقيقة؟ مطلوب مؤسسة إحصاء حيادية تملك القدرة على توفير هذا النوع من المعلومات، لكن هذا الطلب لن يحدث لأنه قد يضر معظم ما هو معروض لدى شركات الإعلان. الأفضل، بالتالي، هو إبقاء الوضع على ما هو عليه.

مسلسل «دهشة» (mbc مصر) من تلك المسلسلات التي كنا نريد معرفة حجم مستوى الإقبال عليها. فمن ناحية، هو مسلسل من تلك التي يميّزها يحيى الفخراني بأدائه. إنه المقياس للممثل الجاد الذي يريد أن يطوّع الشخصية المكتوبة لتعطي المشاهد أكثر مما يتوقع.

من ناحية أخرى، هو مسلسل يستند إلى أدب عالمي، وهو أمر نادر بين المسلسلات. فالحكاية هنا مقتبسة عن «الملك لير» لويليام شكسبير بحبكتها الرئيسة المعروفة: الملك لير وزّع ثروته بين بناته الثلاث وهو حي ليندم على ما فعل لأن بناته بادرن المعروف بالنكران. في الوقت ذاته، هناك مشاكل في مملكته قسّمت الناس إلى قسمين متقاتلين. في «دهشة» (وهو اسم القرية التي تقع فيها الأحداث) فإن السيّد والحاكم بأمره فيها، باسل الباشا (الفخراني)، يكرر خطأ الملك لير فيوزّع ثروته ويحصد متاعب ونكرانا ومؤامرات.

وإذا ما سارت الحلقات على منوال الأصل فإننا سنجد يحيى الفخراني في أبهى صوره: مهدوما ومعزولا وعلى حافة الجنون. تصوّر فقط المستوى البليغ من الأداء الذي يستطيع الفخراني تحقيقه في ذلك القالب.

إلى كل ذلك، «دهشة» ليس من النوع الذي ينجح سريعا وإذا ما نجح فليس مع كل المشاهدين. إنه حكاية داكنة بلا راحات عاطفية ودلع كوميدي تقع أحداثها في قرية صعيدية مختلقة في عصر ما ليس راهنا، وباللهجة الصعيدية وبطقوس المكان والبيئة. هل لا يزال هناك كم كبير من المشاهدين المهتمّين بهذا النوع من الأعمال؟ آمل ذلك. لو كانت لدينا سينما بالمعنى الكامل للسينما فإن «دهشة» كان يستحق معالجة سينمائية كاملة. فيلم مشحون بالأدب والدراما وعلى قدر كبير من البذل الفني. المخرج شادي الفخراني (أخاله ابن الممثل) يخرج للتلفزيون كما لو أنه يخرج للسينما. ليس الوحيد الذي يفعل ذلك هذه الأيام، لكنه يفعل ذلك بجدارة و - قياسا بآخرين - من دون إضاعة وقت.

* .. وآخر جدير بالكره تعقيبا على ما ورد يوم أمس حول برنامج «رامز قرش البحر»، وصلتني رسالة من قارئ طلب عدم ذكر اسمه (أو هو تجاهل وضعه في الرسالة على أي حال)، يبدأها بالقول «أؤيدك في ما قلته في هذا المقالة رغم أنني لم أر لا (حمام شامي) ولا (رامز قرش البحر)». ويضيف «برأيي أن فكرة هكذا برنامج، مثل (رامز قرش البحر)، بالإضافة إلى أنها ساذجة فهي خطيرة العواقب والنتائج، مثلا، ماذا سيفعل رامز إن كان ضيفه لديه مشاكل في القلب أو في الضغط ولم يتحمّل هذا الكم من الترهيب والتخويف؟».

سؤال وجيه يؤيده بذكر حوادث وقعت في محيط ذلك المسلسل وبسببه لم أكن أعلم بها عندما شاهدت بعض حلقات البرنامج وكتبت حولها. فمايا دياب شتمت رامز جلال وضربته بحذائها. وآثار الحكيم هاجمته ورفعت عليه قضية. والملحن حلمي بكر مصاب بالقلب لكن ذلك لم يمنع «قرش البحر» ذاك من استدعائه وإرساله إلى مصيدة الخوف تلك.

وأوهم رامز جلال أيضا الفنان الكويتي داود حسين ووضعه في المأزق نفسه، ونتيجة صراخ الفنان الذي اعتقد فعلا أنه شارف على الموت فقد صوته لبعض الوقت. وهناك فيديو لرامي صبري وهو يعتدي بالضرب على رامز جلال نتيجة فعلته. أما اللبنانية نيكول سابا فتم نقلها إلى المستشفى إثر هبوط في الدورة الدموية نتيجة خوفها، والأخبار تؤكد أنها نجت من الموت الفعلي بأعجوبة.

وكل ذلك، تبيّن لي وبفضل هذه الرسالة، منشور في المواقع المعنية أو موجود على «اليوتيوب».. فهل أنت سعيد بنفسك يا رامز جلال؟