أسبوع عاصف

TT

لم يكن الأسبوع المنصرم عادياً بالنسبة للقارئ ولا بالنسبة للصحافي، فقد شهد ثلاثة أحداث كبيرة بدأت بالانهيار الصحي لياسر عرفات (أبو عمّار)، ثم وفاة الشيخ زايد بن سلطان، وبعدها إعادة انتخاب الرئيس بوش.

وفي حالة الوضع الصحي لياسر عرفات فقد قدمت «الشرق الأوسط» تغطية متميزة للحدث ولكنها وقعت وأوقعت القارئ معها في إلتباس كبير حين وضعت عنواناً رئيسياً حول الاشتباه بإصابة عرفات بسرطان الدم وهو ما تم نفيه ليس من مصادر فلسطينية فحسب بل من مصدر طبي في المستشفى الفرنسي الذي يعالج فيه أبو عمّار.

صحيح أنه مانشيت مثير، وصحيح أن عرفات مصاب بمرض في الدم لكن الاستعجال في تشخيص الحالة كان خطأً. وفي اليوم التالي لنشر الخبر جاءت التغطية متميزة. ربما كانت تغطية الانتخابات الأميركية متميزة لكن القارئ الفطن يستطيع أن يلحظ دون عناء أن معظم المادة الإخبارية التي يفترض أن تكون مادة محايدة أصيبت بخلط بين التمنيات والوقائع فكان الانحياز للمرشح كيري واضحاً في توجيه الخبر وأحيانا في صياغته وهي حالة وقعت فيها العديد من الصحف والإذاعات ومحطات التلفزيون العربية بسبب الموقف السلبي تجاه بوش في الإعلام العربي.

هناك مشكلة في صياغة بعض العناوين ولنعط مثالين:

1) دريج حاكم دارفور السابق: يجب حل المشكلة الإنسانية في دارفور قبل الحل السياسي والسؤال لماذا اسم الحاكم في المانشيت ما دام الشخص غير معروف. والثاني ما الداعي لتكرار دارفور مرتين.

2) السلطة الفلسطينية تدين تصرفات إسرائيل وما الجديد في الخبر. ربما لو قلنا أن السلطة تؤيد تصرفات إسرائيل لكان خبراً كبيراً ومثل هذه المانشيتات تشبه بيت الشعر العربي: كأننا والماء من حولنا قوم جلوسٌ حولهم ماء لا شك أن نسبة الأخطاء المطبعية واللغوية مرتفعة ففي عينة عشوائية تم قراءة خمسة مواضيع من كل عدد خلال الأسبوع الماضي أي ما مجموعه ثلاثين موضوعاً فكان عدد الأخطاء 52 بين خطأ مطبعي ولغوي. وحتى في فقرة تصويبات 31/10/2004 وعندما أراد المحرر «تصويب» خطأ مطبعي، وردت العبارة التالية «لذا لزم التصويت» بدلاً من التصويب.

في قراءة لصفحات الجريدة (باستثناء الاقتصاد والثقافة والفن) نشر خلال هذا الأسبوع 221 خبراً أخذ العراق أعلى نسبة 74 خبراً، وفلسطين 47 ومصر 16 والإمارات 19 والسعودية 22 والكويت 12 والأردن 7 والسودان 11 أما المغرب والبحرين 3 وسورية والجزائر والصومال 2 ، موريتانيا 1، أما قطر وعمان واليمن وتونس فلم ينشر أي خبر عنها طيلة الأسبوع.

ومع ضرورة الانتباه إلى تقدير سقف التغطية الإخبارية لبعض الدول العربية إلا أن الأسبوع الماضي تميز بنشاط واضح للمكاتب والمراسلين على حساب وكالات الأنباء وهو الأمر الذي يجب تعزيزه وهو ما يجعل الاستغناء عن قراءة «الشرق الأوسط» صعباً للمتابعين ومتخذي القرار.