المراقب الصحافي

أسبوع هادئ .. صحيفة هادئة!!

TT

كان الأسبوع الماضي من الأسابيع العربية الهادئة، وباستثناء الحادث الفاشل ضد القنصلية الأميركية في جدة، والمحاولة الفاشلة لاغتيال إياد علاوي في ألمانيا فإنه كان أسبوعاً استثنائيا في هدوئه. وهو ما يجعل مهمة الصحافي صعبة، فهناك صفحة أولى ومانشيت رئيسي يجب أن يكون مقروءاً وجاذباً للقارئ، وهو ما لم يتوفر معظم أيام الأسبوع ولذلك تفاوتت أخبار الصفحة الأولى «اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة. وبوش يدعو إلى عدم تأجيل الانتخابات العراقية (3/12)، عملية فصل لطفلين في السعودية، رامسفيلد يتهم إيران بإيواء القاعدة (4/12)، خاتمي أتوق للتخلي عن السياسة. مصر تفرج عن الجاسوس عزام (6/12)، ميزانية السعودية حققت أعلى الإيرادات. الياور وملك الأردن يتهمان إيران بالتدخل في انتخابات العراق (9/12)».

ويبدو أن الهدوء السياسي اضطر الجريدة إلى تكرار خبر ترشيح مروان البرغوثي في الصفحة الأولى لأيام عديدة رغم أن الخبر لم يعد له قيمة فعلية في (3/12) «فتح ترشيح البرغوثي عبث»، (4/12) سببان دفعا البرغوثي للترشيح (7/12)، البرغوثي سيطرد من فتح (8/12)، البرغوثي يتراجع عن الترشيح (9/12)، البرغوثي سأنسحب من سباق الرئاسة.

نريد أن نتوقف أمام زاوية التصويبات في الجريدة، وهي خطوة كبيرة وهامة تستهدف الاعتراف بالخطأ وهو ما ينقص الصحافة العربية، ولكن علينا الحذر من الاكتفاء بذلك والانتقال إلى تصحيح الأخطاء ومتابعة مصادرها بالتفصيل، وهناك أخطاء طباعية يمكن التخفيف منها وبسرعة عبر متابعة مصدر الأخطاء والمسؤوليات الفردية تجاه مثل هذه الأخطاء. وهناك أخطاء في المعلومات تأتي من كتاب الجريدة أو مكاتبها الخارجية أو في المقر الرئيسي للصحيفة، وهناك أخطاء في الصور والتعليقات عليها، وكل هذه الأخطاء لا بد من ملاحقتها أسبوعيا على أمل أن تتقلص زاوية التصويبات وألا تكون زاوية يومية. ولكن هناك أخطاء تحرج الجريدة، فلقد نشر في(4/12) ص11 خبر من القاهرة يقول «إن وزارة الخارجية الأميركية تركت الإشراف على مؤتمر منتدى المنظمات الأهلية غير الحكومية العربية الذي عقد في الرباط لسفارتها في المغرب وأن ذلك تم بالتنسيق بين كولن باول وبين مدير مركز القاهرة لحقوق الإنسان»، واتضح بعد ذلك أن مدير المركز اجتمع مع باول ضمن وفد مصري كبير لا علاقة له بالمؤتمر، ومن المعروف أن المؤتمر يعقد للمرة الثانية بتمويل من البنك الدولي، وهو الأمر الذي خلق ارتباكاً بين قاعدة كبيرة من الشخصيات ومؤسسات المجتمع المدني المشاركة في مؤتمر الرباط والذي أنهى أعماله أمس ليقدم ورقة لاجتماع الدول الثماني الكبرى في الرباط الذي سيعقد غدا السبت.