قوانين الهجرة الجديدة ... لا تسأل إن كانت أوروبا مفيدة لك بل اسأل إن كنت أنت مفيدا لأوروبا

TT

ليست الهجرة وليدة الأمس بل هي قديمة قدم التاريخ الإنساني. وسبب الهجرة ودافعها الأول هو تحسين الوضع الاقتصادي والهروب من القمع وإيجاد مكان آمن تحت الشمس. والهجرة والبعد عن الوطن الأصلي والمكان الأول تعتبر اجمالا شيئا قاسيا، الا ان هناك مقولة مثيرة للجدل تتردد في الإعلام الغربي بين حين واخر تركز على ان موجات اللاجئين من الدول الفقيرة باتجاه الغنية ليست في حقيقتها هربا من مخاطر امنية محدقة، بل هي في الاساس لطلب تحسين الوضع الاقتصادي. وتتحصن اوروبا اليوم ضد الهجرة والوافدين غير الشرعيين بالترحيل الفوري، والتشدد فى قوانين الهجرة وطالبي اللجوء. اضافة الي عمل امتحانات للاجئين الجدد لتستعرض اجادتهم للغة البلد الوافدين اليه وتحديد مقدار فهمهم للطبيعة الثقافية والدينية للبلدان التى يرغبون فى الاقامة بها، على اعتبار ان ذلك جزءا اساسيا من اجل الاندماج الاجتماعي. غير ان احدث القوانين الاوروبية، حالة بريطانيا مثلا، تخطو خطوة اعلى وذلك بتحديد معايير علمية ومؤهلات راقية لطالبي الهجرة، انطلاقا من فكرة ان المهاجرين الجدد يجب ان يكونوا اضافة حقيقية الى اوروبا. وخلال السنوات القليلة الماضية قفزت قضايا الهجرة الي رأس برامج الاحزاب السياسية في الانتخابات. وتسأل اوروبا اليوم القادمين اليها من المهاجرين الجدد «ماذا تستطيع ان تقدم لنا من خبرات ومهارات قبل ما سنقدمه لك من فرص عمل وحياة كريمة وعلاج صحي؟». وهنا استعراض للقوانين الجديدة للهجرة فى بعض الاقطار الاوروبية، وتأثيراتها المحتملة على الهجرة العربية.