مصر: اغتيال حسن البنا والسادات فتح الباب للعنف الأصولي

TT

بدأ تاريخ الاغتيالات السياسية في مصر منذ القرن التاسع عشر، غير أن الحادث الأشهر الذي افتتح القرن العشرين كان اغتيال رئيس وزراء مصر بطرس غالي 1910 على خلفية اصدار المحكمة التي كان يرأسها حكما بالاعدام على أربعة مصريين ادانتهم المحكمة في حادثة دنشواي 1906 التي مات خلالها ضابطين انجليزيين خلال الاحتلال البريطاني لمصر.

وربما تبدو هذه هي الحادثة الوحيدة في تاريخ الاغتيالات المصرية التي لا يدخل الإسلام السياسي طرفا فيها، حيث ان جميع الاغتيالات التي تلت ذلك، ما عدا حادثة اغتيال يوسف السباعي التي كانت على خلفية السلام مع اسرائيل، كان الإسلام السياسي بجماعته أحد أطرافها، فاعلا، أو مفعولا به، فجماعة الاخوان المسلمين بعد مشاركتها في حرب فلسطين 1948 حققت الشهرة والانتشار الشعبي الكافي وبدأت بعد تسليحها وتدريبها في تنفيذ عمليات اغتيال ضد قوات الاحتلال الإنجليزي، وضد رموز الحكم. وأهم تلك الحوادث اغتيال أحمد ماهر رئيس الوزراء بيد محمود العيسوي في مجلس النواب 1945، واغتيال القاضي احمد الخازندار الذي حكم على بعض افراد الجماعة بالسجن لمدد طويلة في مارس (آذار) 1948، ثم اغتيال رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي باشا أمام وزارة الداخلية ديسمبر (كانون الأول) 1948 بسبب عزمه على اصدار قرار بحل جماعة الاخوان المسلمين.

وبالرغم من ان كل حوادث الاغتيال هذه، الا ان العلاقة بين الحكومة والقصر الملكي من ناحية، وبين الاخوان المسلمين من ناحية اخرى لم تكن قد وصلت بعد الى مرحلة الصراع المفتوح، الا ان هذا حدث مع اغتيال مؤسس ومرشد الاخوان المسلمين حسن البنا في 12 فبراير (شباط) 1949 .

ومن حوادث الاغتيال الشهيرة حادثة اغتيال وزير المال الوفدي أمين عثمان، والتي اتهم فيها انور السادات الرئيس المصري الراحل، وبهذا يكون السادات اغتال، ثم اغتيل. وفي السبعينيات من القرن الماضي اغتالت جماعة «التكفير والهجرة» الشيخ محمود الذهبي وزير الأوقاف المصري في ذلك الحين.

غير ان جماعة «التكفير والهجرة» لم تكن اول الجماعات او آخرها، فبعد ذلك بسنوات قليلة تشكلت «جماعة الجهاد» الذي خططت ونفذت الحادث الاكثر عنفا ربما ضمن الاغتيالات السياسية في العالم العربي، وهو حادث اغتيال الرئيس المصري الراحل انور السادات يوم 6 أكتوبر (تشرين الأول) 1981 أثناء حضوره عرضا عسكريا، احتفالا بمرور 8 سنوات على انتصار حرب أكتوبر.

وكان حادث المنصة، كما تعارف علي تسميته، بداية أقسى احداث عنف شهدتها مصر في تاريخها المعاصر، وهي احداث استمرت حتي نهاية التسعينيات تقريبا. وشهدت تلك الفترة اغتيال الكاتب فرج فودة 1992، والدكتور رفعت المحجوب رئيس البرلمان 1990، كما شهدت محاولات اغتيال الرئيس حسني مبارك في اديس ابابا عام 1996، والكاتب نجيب محفوظ 1994، والصحافي مكرم محمد احمد 1990 .