16 رمزا.. رحلت الحرب الأهلية اللبنانية ولم يرحلوا معها

بينهم رؤساء ووزراء ونواب وسجناء ومنفيون و.. قتلى

TT

عندما وضعت الحرب الاهلية اللبنانية اوزارها اواخر 1990، وذهبت الى غير رجعة ـ كما يأمل الكثير من اللبنانيين ـ لم يذهب معها كل رموزها. فقد كتب لبعض هؤلاء ان يكونوا رؤساء ووزراء ونواباً، فيما ذهب بعضهم الى السجون والمنافي.. والمقابر. دامت الحرب الاهلية فترة طويلة (16 سنة)، فكان لا بد لها ان تغيِّر في بعض رموزها وزعاماتها، فورث بعض الاولاد زعامات واحزاب الاباء، فيما خرج بعض الزعماء من الظل الى المقدمة. وكان الاجتياح الاسرائيلي 1982 مفصلاً مهماً في الحرب اللبنانية، اذ زاد البعد الداخلي لهذه الحرب وتغيرت زعامات كثيرة، ولم يطل بعده وجود زعامات اخرى سواء بسبب العمر، او حوادث «القضاء والقدر». رموز الحرب الاهلية اللبنانية كثيرون ولاعبوها الاساسيون متعددون، سواء من اللبنانيين او من غير اللبنانيين. غير ان هناك 16 شخصا لا يمكن تذكر الحرب الاهلية فى لبنان من دون العودة الى ذكراهم بسبب الادوار الرئيسية التي لعبوها خلال الحرب. وهؤلاء هم:

* ياسر عرفات: رئيس جمهورية الفاكهاني

* لعب ياسر عرفات دوراً محورياً في الحرب الاهلية اللبنانية، التي كان الوجود الفلسطيني ابرز شراراتها، فقد تربع عرفات طويلاً على عرش الزعامة في قسم كبير من الاراضي اللبنانية، بدءاً من «فتح لاند» اي منطقة العرقوب الحدودية، مروراً بمناطق الجنوب وصولاً الى بيروت، حيث كان مقره في محلة الفاكهاني في غرب بيروت، مركز قيادة الحرب، حتى ان الكثير من مناوئيه اتهموه بالسعي لاقامة دولته الخاصة في لبنان، ورفعوا بوجهه شعار «طريق القدس لا تمر من جونيه»، البلدة الساحلية المسيحية شمال بيروت، بينما كان «ابو عمار» يفاخر لاحقاً بأنه حكم بيروت سنوات طويلة ولن يعجز عن حكم الضفة والقطاع. اتى الاجتياح الاسرائيلي 1982 ليوجه ضربة كبيرة الى زعامة عرفات، بازالته الوجود العسكري الفلسطيني من الجنوب والجبل وبيروت، فيما اكمل السوريون على وجوده في البقاع (عبر حلفائهم الفلسطينيين)، وفي الشمال عبر عملية عسكرية مباشرة، اضطر معها عرفات لمغادرة مدينة طرابلس المحاصرة، كما غادر بيروت خلال حصار اسرائيل لها. حاول عرفات بعد رحيله من لبنان الابقاء على بعض «اوراقه»، لكن الملاحقة المستمرة له من القوى الموالية لسورية (اللبنانية والفلسطينية)، بالاضافة الى الملاحقة القضائية اللبنانية منعته من ذلك، غير انه قبيل وفاته كانت ما تزال له الكلمة الاولى في مخيمات الفلسطينيين في الجنوب اللبناني.

* كمال جنبلاط: البيك الإشتراكي

* يتحدر كمال جنبلاط من عائلة اقطاعية درزية، لها زعامة واسعة بين دروز لبنان. كانت لجنبلاط ميول يسارية فشكل «الحزب التقدمي الاشتراكي»، لكنه ظل زعيماً للدروز في لبنان، بالاضافة الى دوره الكبير في تشكيل تحالف القوى الوطنية المناوئة للقوى اليمينية المسيحية. كما كان لجنبلاط دور بارز في الحلف المناوئ للرئيس كميل شيمعون 1958، وثورة الاشهر الستة حينها التي انتهت بعدم تمديد ولاية الرئيس شيمعون وانتخاب الرئيس فؤاد شهاب. عين جنبلاط بعدها وزيراً للداخلية، ولاحقا لعب دوراً محورياً في بناء التحالف اليساري الذي كان وثيق الصلة بالقوى الفلسطينية، التي كان من ابرز حلفائها. تقلبت علاقة جنبلاط بسورية بين التحالف الوثيق، ثم الاختلاف عام 1975، عندما كان جنبلاط من ابرز المتحمسين لاقتحام المناطق الشرقية (المسيحية)، وانتهى به الامر الى الاغتيال في مارس (آذار) 1976 بكمين مسلح قرب بلدة دير دوريت في الشوف اللبناني. وقد اعقب ذلك مجازر واسعة بحق المسيحيين في المنطقة.

* وليد جنبلاط: الابن على خطى أبيه

* خلف وليد جنبلاط والده في زعامة الحزب التقدمي وفي الزعامة الدرزية، وبقي على تحالفات والده مع «القوى الوطنية». لم يقاوم جنبلاط الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 كما اراد الكثيرون، لكنه لم يتخلَ عن تحالفه مع سورية، الذي تجذر بعد الاجتياح، خصوصاً خلال معارك الجبل مع «القوات اللبنانية» المحظورة، والجيش اللبناني التي انتصر فيها جنبلاط الى حد كبير، خصوصاً بعدما نقل المعركة الى بيروت التي سيطر، مع حليفه نبيه بري، على شطرها الغربي. بعد انتهاء الحرب، دخل جنبلاط بشخصه او بممثليه في كل الحكومات التي شكلت حتى العام الماضي، عندما انتقل الى صفوف المعارضة بعد رفضه تمديد ولاية رئيس الجمهورية اميل لحود. واستطاع جنبلاط خلال هذه السنوات ترسيخ زعامته في الجبل وهو يترأس حالياً اكبر كتلة برلمانية (17 نائباً).

* كميل شيمعون: فتى العروبة.. والأميركيين

* كان كميل شيمعون من الزعامات المسيحية البارزة، انتخب رئيساً للجمهورية عام 1952، وشهدت ولايته اول بوادر الحرب الاهلية عبر «ثورة 1958»، ورغم انه لقب بـ«فتى العروبة الاغر»، الا انه واجه صعوبات عدة في حكمه بسبب دخوله في حلف بغداد الشهير واستنجاده بالاسطول السادس الاميركي في وجه معارضيه المدعومين من الرئيس المصري جمال عبد الناصر وسورية. لم يقل شيمعون انه يريد تمديد ولايته الرئاسية، لكن الكثيرين قالوا انه سعى لذلك، وبعد تنحيه عن الرئاسة لعب دوراً اساسياً في الحرب الاهلية مع حليفه «حزب الكتائب»، عبر «حزب الوطنيين الاحرار»، الذي اسسه وترأسه حتى وفاته في منتصف الثمانينات، فـ«ورثه» ابنه داني شيمعون الذي كان قائد الجناح العسكري في الحزب.

* داني شيمعون: الأصغر يرث

* لم يهضم داني شيمعون كثيراً عملية «تحجيم» قوته العسكرية من قبل حليفه آنذاك بشير الجميل، فانتقل عام 1988 الى التحالف مع العماد ميشال عون في مواجهة «القوات اللبنانية» من جهة، وسورية والقوى المتحالفة معها من جهة اخرى، فدفع الثمن بعيد اطاحة عون اذ اغتيل مع زوجته وطفليه فى منزله على ايدى مسلحين، وقد ادين بتدبير الجريمة قائد القوات سمير جعجع وحكم عليه بالسجن المؤبد، لكن «القوات اللبنانية» اشارت بأصابع الاتهام الى سورية.

* دوري شيمعون: مرغما إلى الإرث

* كان دوري شيمعون الابن الاكبر للرئيس شيمعون، لكن الاب فضل توريث العمل السياسي والحزبي لداني، غير ان دوري عاد ليرث مرغماً الحزب بعد اغتيال شقيقه. وهو يرأس منذ 8 سنوات بلدية دير القمر الشوفية، من دون ان يبتعد كثيراً عن عون.

* بيار الجميل: الأب المؤسس

* لعب بيار الجميل دوراً كبيراً في الاستقلال اللبناني عبر «حزب الكتائب»، احد اقدم الاحزاب اللبنانية واعرقها. كما لعب دوراً محورياً في الحرب الاهلية عبر هذا الحزب الذي كان سقفاً لكل القوى المسيحية حتى التسعينات. كان «الشيخ بيار» كما يصفه مؤيدوه، قريباً من مكان وقوع حادثة «البوسطة»، الشهيرة فى منطقة عين الرمانة، حيث اندلعت اولى شرارات الحرب. فقد كان يحضر احد الاحتفالات، وقيل ان الرصاص اطلق على هذا الاجتماع، فكانت ردة الفعل انتشار مسلحي الحزب، وصودف مرور «البوسطة»، حافلة كانت تقل مدنيين قتلوا، وكان ما كان. اتهم «حزب الكتائب» بالقيام بالمجزرة، واندلعت الحرب الاهلية، التي كان عمادها حزب الكتائب ومقاتلوه. واستمر الشيخ بيار في رئاسة الحزب والتحالف المسيحي الذي استطاع عبر نجله بشير توحيد الشارع المسيحي تحت رايته ولو بالقوة احياناً. توفي الجميل عام 1988 وكان حينها وزيراً للصحة في ظل رئاسة ابنه امين الجميل. ومنذ ذلك الحين بدأ تراجع حزب الكتائب الذي اصبح الآن من حلفاء سورية.

* بشير الجميل: البندقية المسيحية

* كان بشير الجميل النجل الاصغر لبيار الجميل، لكن الاخير فضل ايضاً توريثه العمل الحزبي والعسكري، تحديداً، فهو قاد ميليشيا حزب الكتائب في اقسى ظروف الحرب. واستطاع توحيد السلاح المسيحي تحت رايته بالاقناع وبالقوة احياناً، خصوصاً عبر عمليتين عسكريتين، الاولى استهدفت نجل الرئيس سليمان فرنجية (النائب والوزير السابق طوني فرنجية) ادت الى مقتله وزوجته، والثانية عرفت بمجزرة الصفرا، التي استهدفت حزب الوطنيين الاحرار.

اسس بشير الجميل «القوات اللبنانية» وحمل شعار «أمن المناطق المسيحية» واستطاع تكوين ميليشيا حسنة التنظيم ضاهت الدولة اللبنانية قوة وقدرة. واستطاع عبر تحالفه مع الاسرائيليين، ان يصل الى سدة الرئاسة اللبنانية 1982، لكنه اغتيل قبل ان يتسلم مقاليدها بتفجير استهدف مقر الكتائب.

* أمين الجميل: تسلم الرئاسة.. ولم يسلمها

* كان امين الجميل الابن الاكبر لبيار الجميل، وقد سلمه الاخير العمل السياسي فانتخب نائباً اكثر من مرة خلال حياة والده، وبعد اغتيال شقيقه، قفز الى الواجهة مباشرة بانتخابه رئيساً للبنان.

قدر للجميل ان يكون رئيساً للبنان في اصعب الظروف، فقد شهدت ولايته حروباً شرسة، لان القوى المتحالفة مع سورية لم ترضَ به، خصوصاً ان اولى خطواته كانت اتفاق 17 مايو مع اسرائيل، فنشبت انتفاضة واسعة ضده وشهدت البلاد انقساماً حاداً. ولم يكن حظ الجميل مع التدخلات الاجنبية جيداً، فالقوات الاسرائيلية انسحبت من جبل لبنان فجأة قبل وصول الجيش اللبناني اليها، مما سهل سيطرة جنبلاط على المناطق الدرزية وبعض القرى المسيحية، ولم ينفع التدخل الاميركي المباشر في دعمه، اذ انسحبت القوات الاميركية لاحقاً بعد تعرضها لاكثر من انتكاسة، تاركة اياه لمصيره فكان خياره الغاء اتفاق 17 مايو وفتح كوة الحوار مع دمشق وحلفائها وادخال هؤلاء في حكوماته. لكن هذه الكوة لم تكن واسعة بما يكفي فعجز عن «توريث» الرئاسة لأي احد، ولم يقبل معارضوه بتمديد ولايته، فغادر الرئاسة وألف حكومة عسكرية برئاسة قائد الجيش ميشال عون، ثم غادر البلاد، تحت وطأة تهديدات تلقاها من خصومه في الشارع المسيحي، ولم يعد الا في اواخر التسعينات حيث مهد الطريق لنجله بيار لدخول المجلس النيابي 2000 وتحالف انتخابياً مع النائب وليد جنبلاط، ثم دخل لاحقاً في لقاء منطقة «قرنة شهوان»، التى شهدت تحالف المعارضة اللبنانية.

* سليمان فرنجية: رئيس بفارق صوت واحد

* ربح سليمان فرنجية رئاسة لبنان بفارق صوت واحد، كان صوت النائب كمال جنبلاط (الذي قال لاحقاً انه ندم على ذلك)، وقيض له ان يكون رئيساً للبنان في اصعب الظروف، اذ اندلعت في عهده الحرب الاهلية. كان فرنجية حليفاً تاريخياً لسورية، وقد قرر توريث الزعامة السياسية والحزبية (حزب المردة) لحفيده «سليمان الصغير» كما كان يسمى انذاك لتمييزه عن جده. مفضلاً ابعاد ابنه الثاني روبير فرنجية لصالح حفيده سليمان، نجل النائب طوني الذي قتل على يد مسلحين من القوات. ولم يغفر الرئيس فرنجية لـ«القوات اللبنانية» ابداً مقتل ابنه وتوغل في تحالفه مع سورية ضد «القوات» والمتحالفين معها. وقد توفي الرئيس فرنجية عام 1992 بعدما نجح في توفير الظروف الملائمة لحفيده.

* سليمان فرنجية (2).. مشروع رئيس

* كان سليمان فرنجية مشروع رئيس دائم، بعد اتفاق الطائف، رغم صغر سنه، وذلك لقربه الشديد من القيادة السورية وموقعه المميز لديها. وهو ما يزال حتى الآن من اوفى حلفاء سورية.

* رشيد كرامي: شاهد عيان

* لم يكن رشيد كرامي قائد ميليشيا، ولم يشارك في الحرب الاهلية برجاله، لكنه كان شاهداً عليها عبر رئاسته للحكومة اثناء اندلاعها، حينها رفض الرئيس كرامي اعطاء الاوامر للجيش بالنزول خوفاً من انقسامه (وهو ما حصل لاحقاً). فوقعت الحرب وانقسمت البلاد. والرئيس كرامي هو نجل زعيم الاستقلال عبد الحميد كرامي، وقد ترأس العديد من الحكومات اخرها قبيل اغتياله عام 1987، عندما كان عائداً الى بيروت من مدينة طرابلس بمروحية للجيش اللبناني. وقد ادين سمير جعجع بتدبيرها وحكم عليه بالسجن المؤبد ايضاً، لم تكن للرئيس كرامي ابناء يرثونه سياسياً، فكانت الزعامة من نصيب شقيقه عمر كرامي.

* موسى الصدر.. توحيد الشيعة

* عندما قدم الامام موسى الصدر الى لبنان، كان همه الرئيسي توحيد الشيعة وترسيخ وجودهم في لبنان وتأكيد انتماء هذه الطائفة المحرومة الى هذا البلد، فأسس «حركة المحرومين» التي اصبحت لاحقاً حركة «امل». حاول الصدر بشدة تجنب الحرب، وحمى المسيحيين في البقاع بـ«عباءته»، لكنه لم يفلح في وقف الحرب، واختفى في ظروف غامضة عام 1978 خلال زيارة الى ليبيا، التي كانت تدعم الكثير من الحركات اليسارية اللبنانية بالمال والسلاح. ترك الامام الصدر خلفه حركة شيعية استطاعت ان تنزع ابناء الطائفة من فلك الاحزاب اليسارية والتنظيمات الفلسطينية. ترأس حركة «امل» بعد الصدر الرئيس السابق لمجلس النواب حسين الحسيني لفترة وجيزة، ثم اتى نبيه بري.

* نبيه بري: الأستاذ

* لقب نبيه بري بـ «الاستاذ» كونه محامياً، لكنه اتى الى الحياة السياسية من خارج العائلات السياسية المعروفة. واستطاع بري ان يبرز بقوة بعد الاجتياح الاسرائيلي عندما استطاعت حركة «امل» السيطرة على ضاحية بيروت الجنوبية ثم غرب بيروت عام 1984. يتميز بري بشخصية قوية جعلت شعبيته كبيرة، خصوصاً في الجنوب، حيث يترأس منذ 1992 اللوائح الانتخابية، رغم نفوذ «حزب الله» وهذا ما مكنه من الانتقال من مقاعد الوزراء الى رئاسة المجلس النيابي منذ اول دخول له الى المجلس النيابي وحتى اليوم. كان بري، وما يزال من ابرز حلفاء سورية، رغم بعض التشكيك بمتانة هذه العلاقة بعد الحديث عن استهداف سورية لزعامته سواء بدعمها لـ «حزب الله» أو بغير ذلك.

* سمير جعجع: المتهم فى كل اغتيال

* لم يرث سمير جعجع العمل السياسي، بل اتى اليه من العمل العسكري، بعد وفاة بشير الجميل. فقاد انتفاضة داخل «القوات اللبنانية» انتزعت زعامة الحزب من فلك آل الجميل لاول مرة في تاريخ الحزب. عمل جعجع جاهداً لتأمين مشروع اقامة دولة فيدرالية في لبنان للحفاظ على تمايز الوجود المسيحي، ولكنه دعم لاحقاً اتفاق «الطائف» بتأثير من البطريرك الماروني نصر الله صفير، ودفعت المناطق الشرقية ثمن ذلك حرباً شرسة بين القوات والجيش اللبناني الذي يقوده العماد ميشال عون ما تزال آثارها قائمة في العلاقة بين الطرفين رغم اقترابها سياسياً الآن. بعد الاطاحة بعون، رفض جعجع مرتين دخول الحكومة لـ«ملاحظاته» على الاداء السوري، الى ان جاء عام 1994 حيث القي القبض عليه متهماً بتدبير تفجير كنيسة سيدة النجاة (شمال بيروت)، ورغم خروجه من القضية بريئاً، الا انه ادين بتأليف «جماعة مسلحة» وحكم عليه بالسجن 10 سنوات، ثم تلاحقت عليه احكام الاعدام المخفف الى المؤبد في خمس قضايا اغتيال سياسية. جعجع موجود حتى الآن في السجن الانفرادي في زنزانة شرعت بقانون خاص من اجله في وزارة الدفاع اللبنانية، وهناك عريضة المطالبة باطلاقه موقعه من النواب المعارضين وهو ما يزال ينتظر.

* ميشال عون... الجنرال راجع

* خرج العماد ميشال عون او «الجنرال» كما يسميه انصاره الى الحياة السياسية من بوابة الجيش، لكنه لم يفلح في الوصول الى الرئاسة الاولى كسابقيه (العماد فؤاد شهاب والعماد اميل لحود) فاكتفى برئاسة حكومة عسكرية استقال نصف اعضائها (المسلمين) فور تأليفها.

اعلن «حرب التحرير» على الوجود السوري عام 1989 وهدد بـ«تكسير» رأس الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد. لكن التحالفات الدولية خذلته. فقد هاجمت القوات السورية والجيش اللبناني الذي كان يقوده العماد اميل لحود مناطق نفوذه عام 1990 واضطر الى اللجوء الى سفارة فرنسا ومنها الى باريس لاجئاً سياسياً لخمس سنوات، لكنه ما يزال هناك منذ ذلك التاريخ وانصاره يؤكدون شعارهم المعروف «عون راجع». «الجنرال» ابلغ «الشرق الأوسط» الاسبوع الماضي، انه سيعود الى بيروت في «موعد ما» بعد الانسحاب السوري الكامل والانتخابات النيابية. ويبدو ان هذا الاحتمال وارد في ضوء الغزل المتواصل لعون من قبل اركان السلطة اللبنانية.