تسمية الأعاصير بين الكراهية والتسييس.. والتأنيث والتذكير

من كاترينا الى إلينا.. تسميات أثارت الكثير من الجدل والتعليقات

TT

أثارت تسمية الاعاصير التي تطلقها هيئات الرصد الجوي المختلفة الكثير من التعليقات التي تراوحت بين الدعابة والتعجب، لكن ما هي حكاية تسمية الاعاصير. يقول المؤرخون ان أول من بدأ بتسمية العواصف عالم ارصاد استرالي كان يسمي الأعاصير والعواصف باسماء سياسيين لا يحبهم. وبداية من 1953 أصبحت الاعاصير تحمل أسماء النساء. وفي سنة 1979 تم تطبيق نظام أسماء الرجال والنساء بالتناوب بحيث يتبع كل اسم إمرأة اسم رجل، ولذلك نرى اختلافا في الاسماء التي تطلق على الاعاصير مثل «ايفان» و«كاترينا». وحاليا تستخدم المنظمة العالمية للارصاد الجوية ست قوائم لكل منطقة يعاد استخدامها كل 6 سنوات، وهي المسؤولة الآن عن تسمية الاعاصير. وقد تحذف بعض أسماء الاعاصير المدمرة من قاموس التسميات حيث لا يتوقع إعادة استخدام اسم «كاترينا» أو «اندري» أو «هوغو»، وهي إعاصير تسببت في خسائر كبيرة حيث تسبب إعصار «كاترينا» حتى الآن في خسائر فاقت 26 مليار دولار وفق بعض التقديرات.

وكانت أسماء الاعاصير النسائية قد أثارت الكثير من الجدل، لاسيما من قبل المنظمات النسائية التي احتجت على خصخصة الاسماء الانثوية للاعاصير بعدما تم تعليل ذلك بوجه الشبه بين النساء والاعاصير مثل «أجنيس» و«إلينا» و«برتا» و«دوللي» و«ايزودورا» و«جوزفين» و«نانا» و«سالي» و«فيكي»، ولذلك ظهرت أسماء رجالية للاعاصير والعواصف مثل «آرثر» و«قيصر» و«ادوارد» و«ماركو» و«تيدي» و«ايفان». وتحولت التعليقات من تشبيه الاعاصير بالنساء إلى أمور أخرى أكثرها طرافة مثل «أنسنة الاعاصير» حيث يطلق عليها أسماء أشخاص تاريخيين، أو أسماء الباحثين والمراقبين الذين يكتشفونها، وأحيانا أسماء موجودات طبيعية كالزهور مثلا، وهو ما يحدث في اليابان وجنوب شرقي آسيا.

أما جماعات البيئة فيتمنون لو تطلق اسماء الاعاصير على السياسيين مثل جورج بوش وكونداليزا رايس، وتونى بلير غيرهم، وذلك لما يعتبرونة مسو»ليتهم عن الكوارث الطبيعية التي تحيق بالعالم وفي مقدمتها الاحتباس الحراري واتساع ثقب الاوزون وارتفاع حدة التلوث في العالم، إضافة للحروب التي تشعلها سوق السلاح.

وتعاني مناطق الكاريبي والسواحل الجنوبية للولايات المتحدة وجنوب شرقي آسيا من الاعاصير التي تضرب سنويا تلك المناطق بمعدل 80 إعصارا استوائيا وما بين 30 و 150 إعصارا حلزونيا. أما أفظع إعصار عرفته البشرية فهو إعصار خليج البنغال الذي أودى بحياة 200 ألف شخص سنة 1970. وتعرف الاعاصير بأنها عواصف هوائية دوارة حلزونية تنشأ عادة فوق البحار الاستوائية، لا سيما في فصلي الصيف والخريف ولذلك تعرف باسم الاعاصير الاستوائية أو المدارية أو الاعاصير الحلزونية لان الهواء البارد (ذا الضغط المرتفع) يدور فيها حول مركز ساخن من الهواء الدافئ (ذي الضغط المنخفض). ثم تندفع العاصفة في اتجاه اليابسة حيث تفقد سرعتها حال احتكاكها بسطح الارض، ولكنها تظل تتحرك بسرعة هائلة تزيد في بعض من الاحيان عن 300 كيلومتر في الساعة. ويصل قطر الدوامة الواحدة إلى 500 كيلومتر وقطر عينها إلى 40 كيلومتر وتستمر لعدة ايام وتصل إلى أسبوعين متتاليين. في 25 نوفمبر من سنة 1950 عرفت الولايات المتحدة ما اصطلح على تسميته بعاصفة القرن إذ هزت 22 ولاية اميركية أعاصير أوقعت 383 قتيلا.