قصة مدينتين

TT

«الغيتو» من الظواهر الاجتماعية المثيرة للتأمل لانها تتضمن الكثير من الدلالات المتناقضة، فكما هي علامة على اللحمة الاجتماعية والثقافية، هي مؤشر على الانعزال بين الأعراق والديانات واللغات المختلفة، وهي ظاهرة تثير القلق لما تتضمنه احيانا من عنف، أو تشجيع على العنف. ويعود اصل كلمة «غيتو» الى ايطاليا، قبل خمسمائة سنة، عندما اختار يهود مدينة البندقية العيش في منطقة خاصة بهم، وكانت منطقة لصهر الحديد تسمى «غيتو»، ومنذ ذلك الوقت ارتبطت كلمة «غيتو» بظاهرة الانعزال العرقي او اللغوي او الديني التي تترتب عليها مظاهر اجتماعية خطيرة مثل الجريمة والتطرف والتباعد والعزلة الاجتماعية. وخلال الايام الماضية ناقش البريطانيون على نطاق واسع ظاهرة تمركز المسلمين من اصول اسيوية وعربية في بعض المدن ومنها برمنغهام وليستر، معربين عن مخاوفهم من ان تؤدي زيادة تجمع المسلمين الآسيويين في هذه المدن الى تحولها بعد سنوات الى «غيتو». وهنا تحكي «الشرق الاوسط» قصة مدينتين مع «الغيتو» وهما واشنطن وبرمنغهام. اذ نرصد اولا «غيتو» السود في جنوب شرقي واشنطن، وكيف تطور منذ القرن العشرين، والعوامل الاقتصادية والاجتماعية التي ادت الى جذب السود لبعضهم البعض للعيش في هذا الجزء من المدينة، كما ترصد المشاكل الاجتماعية التي تترتب على نشأة الغيتو، سواء للساكنين فيه، او للدولة الحاضنة له. ونرصد ثانية التحولات المثيرة للانتباه في مدينة برمنغهام البريطانية، ولماذا يتجمع المسلون بشكل متزايد فيها، وهل يمكن ان تتحول الى «غيتو»، وكيف يعرف المسلمون هناك أنفسهم وهويتهم الدينية.

* آيس كريم أبيض للسود.. أيس كريم أسود للبيض - «غيتو» السود في جنوب شرقي واشنطن بدأ مع القرن العشرين وهيوز ودوبوي أشهر شخصياته

* واشنطن: محمد علي صالح

* فوجئ العالم في الاسابيع الماضية بصورة اخرى عن اميركا كان يسمع عنها غير انه لم يرها بشكل متواصل على شاشات التلفزيون لأكثر من اسبوعين كما حدث مؤخرا، وهي صورة الفقراء الاميركيين من السود الذين يتمركزون في مدينة معينة. لكن نيو اورلينز ليست المدينة الوحيدة في اميركا التي يتمركز فيها الفقراء في منطقة معينة، فهناك مدن اخرى في اميركا تتميز بالظاهرة نفسها. غير ان الظاهرة وبسبب خطورتها فتحت النقاش حول آليات ادماج السود في المجتمع الاميركي، وعمقت المخاوف من تحول مراكز تجمع السود الان الى «غيتو» مستقبلا. فليس كل تجمع للعرق او دين او لغة بعينها يسمى «غيتو»، اذ يتمركز مهاجرون من الصين في «شاينا تاون» (مدينة الصين) في لوس انجلوس، ويسمع زائرها كثيرا من الناس يتكلمون اللغة الصينية. ويتمركز مهاجرون من المكسيك، ودول اخرى في اميركا الجنوبية، في «الباريو» (معناها منطقة باللغة الاسبانية) في نيويورك، ويسمع زائرها كثيرا من اللغة الاسبانية. لكن مناطق تمركز السود تشكل نسبة كبيرة من مناطق الفقراء، والكثير منها يطلق عليه اسم «غيتو». وقال د. توماس شابيرو، استاذ القانون والاعراق في جامعة براندايس، في ولاية ماساشوستس، لـ«الشرق الأوسط» ان «غيتو هي منطقة تجمع ناس من عرق معين، بالاضافة الى ثقافة معينة او دين معين. ويتميز الغيتو بكثافة سكانية عالية وفقر وانعزال». وذكر ان اكبر تجمع للعرب وهو بضاحية ديربورن في ديترويت ليس «غيتو» لانهم «موزعون ويختلطون اكثر مع بقية السكان، ووضعهم الاقتصادي احسن». وكتب ارنولد هيرش، الاستاذ في جامعة نيو اورلينز، ومؤلف كتاب «مرحلة الغيتو الثانية»، ان جذور «غيتو» السود في اميركا تعود الى فترة ما بعد الحرب الاهلية هناك، بعد ان أعتق الرئيس ابراهام لنكون الرقيق. اذ ترك الكثير من السود مزارع القطن والتبغ في ولايات الجنوب، واتجهوا نحو المدن التي جذبتهم بأضوائها وحركتها الاقتصادية النشطة. لكن البيض لم يقبلوا هجرتهم نحوهم، ولم يقبلوا سكنهم جيرانا لهم، وبدأوا يبيعون منازلهم عندما كثر السود في المنطقة. كانت نسبة السود في المدن في ذلك الوقت 10% فقط، لكن هجرة السود استمرت. ولهذا زادت النسبة. ومع بداية حركة الحقوق المدنية في السبعينيات من القرن العشرين كانت نسبة السود في المدن قد وصلت الى اكثر من 50%. ولهذا ظهرت موجة جديدة هي «هروب البيض» الى ضواحي المدن، وتندر الاميركيون، من كل الاعراق، على ان آيس كريم المدن (بيض) المفضل هو «الشكولاته» وآيس كريم الضواحي (السود) المفضل هو «الفانيلا». وكان يمكن لظاهرة هجرة السود الى المدن ان تعد نوعا من الاندماج الاجتماعي، لولا ان السود المهاجرين اختاروا ان يعيشوا معا في المدن التي يوجد فيها بالفعل الكثير من السود. وحاليا يشكل السود 6% من سكان واشنطن العاصمة، ويسكن معظمهم (60%) المنطقة الشرقية، ويشكل البيض 30% ويسكن معظمهم في المنطقة الغربية (يفصل بين المنطقتين الشارع السادس عشر الذي يقع عليه البيت الابيض). كما زادت مؤخرا نسبة المهاجرين الآسيويين والمكسيكيين، ويشكلون نسبة 10%، ويسكن معظمهم في المنطقة الشرقية ايضا. وقد زارت «الشرق الأوسط» منطقة «اناكوستيا» الفقيرة في الجنوب الشرقي التي تعد احد معاقل السود. رغم ان الساعة كانت الثامنة صباحا، فقد جلس سود على عتبات منازلهم، يشربون كحولا من زجاجات وضعت في اكياس ورق. وأسرعت سيارات شرطة، بأضوائها الدوارة وأصواتها العالية، من شارع الى آخر تتعقب مجرمين او تحقق في حوادث. وفي نفس المنطقة مع غروب الشمس، تجمع سود امام اماكن بيع الخمور، وبدأت حلقات بيع المخدرات، تزيد هذه عادة بالليل، وتزيد معها السرقة والضرب وأصوات طلقات المسدسات والقتل العمد والقتل العشوائي، فقد قتل في المنطقة في الساعة السادسة صباح نفس اليوم، رجل وصفته الشرطة بأنه «ودود». وقتلت، في العاشرة مساء، امرأة وصفتها الشرطة بأنها «خرجت من سيارتها عندما دهمتها سيارة وهربت من مكان الحادث».

وعندما تجمع السود في «غيتو» هارلم الشهير في نيويورك مع مطلع القرن العشرين، اشتهر لنغستون هيوز، الشاعر الاسود، بقصائده عن معاناتهم. وقد عاش في «حي هارلم» دبليو دوبوي، اشهر مفكري «نهضة السود» (اول اسود نال دكتوراه من جامعة هارفارد). وجرت في هارلم احداث قصص مثل «ملكة هارلم». وعزف في هارلم، على مسرح «ابولو»، ديوك النغتون، ملك الجاز. وبعده بجيل كامل تعلم الغناء، على نفس المسرح، مايكل جاكسون. وتدل هذه الاحداث في هارلم على ان «الغيتو» يمكن ان يتطور، ورغم ان بعض مناطق هارلم لا تزال «غيتو»، يستأجر الرئيس السابق كلينتون مكتبه في الجزء المتطور منها.

وكتب، قبل اربعين سنة، السناتور باتريك موينهان تقريرا عنوانه «العائلة الزنجية: لا بد من خطوة كبيرة»، قال فيه ان بعض سود «الغيتو» ربما سيبقون فيه الى الابد، وذلك للاسباب الآتية:

اولا، انخفضت الروابط العائلية والقيم الاخلاقية، وزادت الخيانات الزوجية والعلاقات الجنسية خارج الزواج، والأطفال غير الشرعيين، والأطفال بدون آباء، والأمهات بدون ازواج.

ثانيا، انخفض عدد التلاميذ والتلميذات الذين يذهبون الى المدارس، ثم يستمرون فيها، ثم يتخرجون بنجاح، ليس بسبب عدم توفر المدارس، ولكن بسبب عدم وجود آباء وأمهات مسؤولين. ثانيا، «اساءة استخدام» المساعدات الحكومية (التي قدمت تكفيرا عن اخطاء سنوات الرقيق والعبودية)، فكثير من الفقراء السود ادمنوا على المخدرات، وقلت رغبتهم في العمل، وزاد احساسهم بعقدة النقص.

وحاليا قارن روجر والدنغر، استاذ علم الاجتماع في جامعة كاليفورنيا بين الفقراء السود وغيرهم من الفقراء المهاجرين مثل الآسيويين والمكسيك، والمسلمين (خصوصا مهاجري باكستان). وخلص الى الآتي: اولا، يتعاون المهاجرون ويتبرعون ويقدمون قروضا لبعضهم البعض. ثانيا، يحرص المهاجرون على تعليم اولادهم وبناتهم تعليما منتظما وعاليا ويميل نحو العلوم والتكنولوجيا. ثالثا، يقبل المهاجرون اجورا اقل بالمقاييس الاميركية لكنها مرتفعة بمقاييس الصين والمكسيك وباكستان. وهذه الصورة التي تظهر ان المهاجرين والسود يمكن ان يتطورا ويخرجوا من معازلهم الجغرافية اذا توفرت لهم الفرصة، تتناقض مع صورة اخرى قدمها قبل عشر سنوات، شارلز ميوري، الاستاذ في جامعة هارفارد، الذي قال في كتابه «انحراف الذكاء» ان الذكاء وراثي. وان هناك اقليات (وأشار الى السود) ستظل اقل ذكاء وفي فقر دائم. لكن آخرين ردوا عليه مفندين افكاره، على اساس ان كثيرا من الناس يتفوقون اذا وفرت الحكومة لهم التعليم وحاجيات الحياة الاساسية، وان النجاح يشجع الانسان على الانخراط مع الاخرين، من كل الجنسيات والاعراق واللغات والديانات، على قدم المساواة، وهنا تنتهي الحاجة الى «الغيتو»، فهو نتاج تطور سياسي واقتصادي واجتماعي، وليس مرتبطا بعرق بعينه.

* برمنغهام.. العباءة والهوية - مخاوف من تحولها لأول مدينة بريطانية تكون فيها الأكثرية البيضاء أقلية

* برمنغهام: فيصل عباس

* تبدو برمنغهام للوهلة الأولى كأي مدينة بريطانية أخرى، لكن المشهد يبدأ بالتغير تدريجيا بمجرد خروجك من محطة القطارات على شارع «نيو برمنغهام ستريت» الذي يحوي مقومات أي شارع تجاري لندني (هاي ستريت)، حيث تجد فيه فروعا للمتاجر والمقاهي والمطاعم العالمية. لكن ما أن تبتعد قليلا حتى تلاحظ الفرق، أنت بالتأكيد لا تزال في بريطانيا، بحدائقها الخضراء وتكسيات الـ«بلاك كاب» السوداء ومنازلها المتشابهة المشيدة بالطوب، لكن ثمة أمرا مختلفا فالناس هنا جنس واحد: كلهم آسيويون، زيهم تقريبا موحد وهو الـ«سلوار كاميز» (سروال فضفاض وقميص طويل من فوقه)، ومن اختلف عن البقية في ملابسه تشابه في ارتداء الـ«طاقية» البيضاء على الرأس، ولا يستغرق الأمر وقتا طويلا لمعرفة ان غالبية السكان هم من الباكستانيين، حيث ترى «الهلال والنجمة» على خلفية خضراء (مثل العلم الباكستاني) تزين معظم واجهات المحال التي تحمل كتابات بالانجليزية والـ«اردو» لغة الباكستانيين. وفي شارع «ستراتفورد» ومنطقتي «سمول هيث» «الام روك» لا بد ان تلحظ أن معظم الرجال ملتحون، والنساء يرتدين اما النقاب او غطاء الرأس، الشبان يرتدون الـ«سلوار كاميز» وتحته سروال وحذاء رياضي، هناك محلات لبيع «الملابس الاسلامية»، وناد صحي «للسيدات فقط». وهناك مكتبات اسلامية تبيع كتبا وافلاما تتحدث عن الـ«صليبيين الجدد» و«جهاد النفس» و«الحقيقة حول آلام السيد المسيح»، و«تي شيرتات» وأكواب تقول «أسد الله» و«النصرة للاسلام». ولن يجهد زائر برمنغهام نفسه في البحث عن مطعم يحمل شارة «حلال» في حال اراد تناول لحما مذبوحا على الطريقة الاسلامية، لأن معظمها كذلك هنا.

في شارع «ستراتفورد» حدث أمر لافت، فمن بين المحجبات والمنقبات، خرجت شقراء غير محجبة، لوهلة قد يشعر الوافد إلى المدينة بالاستغراب ومن ثم يتذكر ان الامر عادي كونه لا يزال في بريطانيا. وفي الواقع فإن شارع «ستراتفورد» نفسه مقسوم الى قسمين، قسم للاسيويين من باكستانيين وهنود وبنغلادشيين، غير انه ليس هناك طريقة لمعرفة كيف تقسم هذه المدينة عرقيا أفضل من سؤال سائقي التاكسي خلال التجول فيها، ففي حين يسيطر الاسيويون على معظم المناطق فإن «بوسلهيث» هي لليمنيين وهم من أقدم الجاليات التي هاجرت الى بريطانيا. وهناك حي للسود وهو «هامستد رود»، أما الانجليز البيض فلهم منطقتا «صالي هول» و«سلي اوك» وهي عبارة عن فلل ضخمة قريبة من مركز المدينة، وبعيدة عن احياء الاسيويين. ولا شك أن الديانة الغالبة على برمنغهام هي الاسلام، حيث تشير ارقام المكتب الوطني للاحصاء (البريطاني) إلى كون برمنغهام تحوي نحو 150 ألف مسلم من اجمالي مسلمي بريطانيا، الذين يفوق عددهم المليون ونصف.

وبحسب ما نقلت صحيفة الـ«غارديان» البريطانية الأسبوع الماضي عن رئيس مجلس ادارة لجنة المساواة العرقية في بريطانيا، تريفور فيليبس، فإن عددا من المدن البريطانية تتحول إلى «غيتو» بسرعة كبيرة. وأضاف فيليبس أن كلا من «برمنغهام» و«ليستر» ستصبحان أول مدينتين تكون فيهما «الأغلبية أقلية»، حيث سيكون معظم السكان ليسوا من البيض وذلك خلال عشر سنوات. إلا أن الدكتور طاهر عباس، مدير مركز دراسات العرقيات والثقافة في جامعة برمنغهام، لا يعتبر أن برمنغهام مهيأة لأن تتحول الى «غيتو». ويوضح «هذه الكلمة مستوردة من الولايات المتحدة»، مضيفا ان تعريفه للـ«غيتو» يقتضي ان تكون المنطقة تعاني من ارتفاع في معدلات الجريمة، والبطالة، وسنوات من الحرمان وتعاطي المخدرات، اضافة الى غياب الخدمات وقطاعات العمل. ويستطرد «وذلك ليس الحال في برمنغهام». لكن الدكتور عباس لا ينفي وجود نوع من الشعور بعدم الانصاف لدى شريحة كبيرة من مسلمي بريطانيا.

وعلى الرغم من قوانين عدم التمييز، فالملاحظ هو ان هناك نوعا من العزلة، ففي جامع برمنغهام المركزي مثلا امام لا يتحدث سوى الـ«اردو»، ولا يتقن الانجليزية. وعندما طلبت «الشرق الأوسط» مقابلة هذا الامام، استبدلته ادارة الجامع بامام آخر هو الامام محمد طلحة بخاري، ذو الاصل الهندي، والذي يتحدث الانجليزية والعربية كذلك.

لكن قبل مقابلة الامام بخاري، حدث أمر لافت خلال وجود فريق «الشرق الأوسط» في المسجد المركزي، فقد تعرض مصورنا حاتم عويضة لتهديد من قبل احد الآتين للصلاة، ففيما الزميل حاتم يهم بتصوير وفد من السيدات البريطانيات اللواتي اتين لزيارة المركز، فوجئ بتهديد الشاب الملتحي الذي قال «لو حدث وأخذت صورة لي فستحدث مشاكل». وعندما حاولنا الاستعلام منه عن قصده قال الشاب الذي رفض ذكر اسمه بالانجليزية «لا اريد التحدث معكم ولا اريد الاجابة عن اي استفسار.. اصلا تصوير الناس في المسجد حرام». وهنا اجابه زميلي حاتم بهدوء «ألم تشاهد من قبل النقل الحي لصلاة العيد او الصلوات الخمس من الحرم المكي؟.. كيف تقول ان تصوير المصلين حرام؟». لكن الشاب استمر في التحدث بغضب ومن ثم انصرف لأداء الصلاة. يعلق محمد علي، وهو سكرتير في مكتب ادارة الجامع ان تصرف الشاب، الذي قال انه سيتحدث اليه فيما بعد، هو تصرف شخصي لا يعكس رأي ادارة المسجد او ائمته. أما الامام بخاري فيقول «هناك بعض المعتقدات الخاطئة لدى بعض الشباب التي نعمل على اصلاحها، فلا شيء يحرّم استخدام الصور لأغراض تعليمية او توثيقية او للذكرى». ويضيف «لكن المشكلة انه في الهند وباكستان هناك خلاف بين الائمة حول تحريم التصوير من عدمه». ومن المعتقدات التي تثير جدلا لدى الجيل الجديد من المسلمين البريطانيين، ايمان بعضهم بتحريم المشاركة في الانتخابات البرلمانية التي جرت في بريطانيا أخيرا، والمنشورات التي وزعت في عدد من المناطق المسلمة في بريطانيا لترويج ذلك، ويظهر احصاء اعدته هيئة الاذاعة البريطانية الـ«بي بي سي» ان نسبة التصويت لحزب العمال، الذي فاز بالانتخابات هذه السنة، تدنى بنسبة 21% في منطقة «سمول هيث»، و17% في منطقة «لايدي وود»، ذات الأغلبية المسلمة. من جهته يعلق الدكتور طاهر عباس حول تدني نسبة التصويت لحزب العمال بأنه «مرتبط بموضوع الحرب في العراق». وحول دور الأئمة في التوجيه السياسي، يقول عباس «الأئمة ليس لهم الكثير ليقولوه في السياسة.. وانما الدور الأكبر يلعبه قادة المجتمعات الذين قد لا يكونون افضل أناس لهذه المناصب».

برمنغهام.. بالأرقام > المساحة: 267.8 كيلومتر مربع > عدد المقيمين: 977.078 نسمة > عدد المسلمين: 140000 مسلم > التقسيم العرقي: 29.6% من اجمالي سكان المدينة هم من عرق غير أبيض > معدل الأعمار: 23.4% دون الـ 16 عاما، و57.5% هم بين الـ 16 والـ 59، فيما 18.9 % فوق الستين. > معدل البطالة: 8.2% (حتى أغسطس 2005)

* المصدر: مجلس مدينة برمنغهام، والتعداد الوطني للعام 2001 (يجرى كل عشر سنوات)