زكريا موساوي: ابن الرعب

ككل أبناء المهاجرين تربى في الشارع أكثر مما تربى في المنزل وعانى من العنف والاضطهاد.. والاختلاف عن الآخرين

TT

ما بين «طفولته» في سان جان دو لوز، المدينة المتوسطة الوادعة القائمة في الطرف الغربي الجنوبي لفرنسا، و«محاكمته بتهمة الارهاب» في مدينة ألكسندريا، الضاحية الراقية للعاصمة الأميركية واشنطن الواقعة في ولاية فرجينيا، تدرجت خطى زكريا موساوي، الذي قد يدخل التاريخ باعتباره الشخص الوحيد الذي مثل أمام محكمة أميركية بتهمة التواطؤ في هجمات11 سبتمبر (أيلول) 2001 التي ضربت مدينتي نيويورك وواشنطن. موساوي بطفولته ومراهقته المأساوية، التي تداخل فيها العنف المنزلي، مع الامراض النفسية، مع المعاناة من العنصرية مع الفقر والبطالة، ومحاولة «الفكاك» من الوضع الاجتماعي والثقافي الذي توضع فيه الاقليات «اليا»، لم تخل من بعض ملامح الذكاء، وحب القراءة، خاصة في مجال الثقافة والتاريخ، وتعلم اللغات. لكن ورغم عمليات التحقيق الطويلة التي خضع لها موساوي منذ إلقاء القبض عليه في 16 اغسطس (آب) في ولاية مينسوتا حيث كان يتلقى دروسا في الطيران لمخالفته قوانين الهجرة، ورغم ساعات المحاكمة والمطالعات الطويلة، ما زال ثمة سر يحيط به، وهو ما الذي دفع بهذا الشاب البالغ الآن من العمر 37 عاما أن يسلك الطريق الذي سلكه والتورط في التخطيط للهجمات كما يعترف هو، ففي التحليل الاخير، علاقة موساوي بالتدين قبل مغادرته من فرنسا الى بريطانيا كانت محدودة جدا. وهو لم يغادر الى لندن، الا لما قيل له أن بريطانيا تحترم اقلياتها اكثر مما تحترم فرنسا اقلياتها، هو اذاً غادر بحثا عن الاندماج الاجتماعي مع الاخرين، وليس لقتل الاخرين، كما آل مصيره في النهاية. وإذا كان التحقيق لم يثبت علاقة موساوي المباشرة بهجمات 11 سبتمبر، إلا أنه من الثابت أنه التحق بتنظيم «القاعدة» التي أرسلته الى الولايات المتحدة الأميركية وزودته بالمال اللازم ليتسجل في مدرسة الطيران وأنه كان على علاقة مباشرة بمجموعة من كبار وجوهها بعضهم وقع في قبضة الأميركيين. ولد زكريا موساوي في 30 مايو (أيار) عام 1968، من والدين مغربيين. والده عمر موساوي من أبناء مدينة «فاس» المغربية التاريخية، ووالدته عايشة الوافي متحدرة من أسرة من الجنوب المغربي. عايشة الكافي زوجت لوالده وهي في سن الرابعة عشرة من عمرها. وأنجبت له اربعة أولاد، ناديا وجميلة، وعبد الصمد وزكريا. وهذان الأخيران ولدا في فرنسا لأن رب العائلة هاجر مع عائلته الى هذا البلد الذي كان وقتها يعرف طفرة اقتصادية. وكان أرباب العمل الفرنسيون يجوبون قرى الريف المغربي بحثا عن عمال مهرة. وكان عمر موساوي بلاطا وبعيد وصوله الى فرنسا عام 1965 حيث استقر مع عائلته في مدينة بايون الواقعة على المحيط الأطلسي، وجد عملا في أحد مصانع المنطقة. ولئن كان عمر موساوي ماهرا في استخدام يديه والقيام بعمله، إلا أنه لم يكن الأب المثالي. وفي كتاب بعنوان «أخي، زكريا موساوي» يروي عبد الصمد موساوي، الأخ الأكبر، معاناة العائلة من معاملة الأب الذي كان شرس الطباع، عنيفا في تعامله مع زوجته وأبنائه. ولهذا السبب، طلبت عايشة الطلاق وحصلت عليه ورحلت عن البيت العائلي حاملة معها أبناءها الأربعة الذين كان عليها أن تعيلهم من غير أن تتلقى أية مساعدة من الأب. وبحسب جان فوغلسانغ، وهي عاملة اجتماعية قامت بتحقيق موسع في فرنسا حول عائلة موساوي لصالح فريق الدفاع، فإن عمر موساوي كان يضرب زوجته حتى اثناء حملها لا بل إنها أدخلت الى المستشفى لثلاثة أسابيع وأعيدت اليها بعد أربعة أشهر من ولادة موساوي الذي اوكل به لأحد الملاجئ. وتروي الأخت الكبرى ناديا في شريط مسجل عرض أمام المحلفين في محكمة الكسندريا بولاية فريجينيا الاميركية، معاناة العائلة من أب عنيف كان يرعب أولاده وزوجته. وذهبت ناديا الى حد القول إنها «ثمرة عملية اغتصاب» ارتكبها والدها الذي لم يكن يظهر الحنان والرعاية لأولاده. أما جميلة، البنت الوسطى التي تعاني كأختها من مشاكل نفسية وتحديدا من انفصام الشخصية وإحساس بالاضطهاد، فإنها أيضا تحدثت عن مناخ «الرعب» الذي كان يسيطر على المنزل والذي استمر حتى عام 1972 عندما انتقلت عايشة الوافي مع أولادها الى مدينة «مولهوز»، الواقعة شرق فرنسا. ومنذ ولادة زكريا وحتى عام 1974، تنقل الأولاد الأربعة ما بين بيوت الرعاية الاجتماعية والملاجئ بسبب الوضع المزري للوالدة التي عولت على عملها كأجيرة وعلى المساعدات الاجتماعية لتعيل عائلتها. ويقول عبد الصمد إن والدته «كانت قليلة الاهتمام بنا إذ كانت دائمة الانشغال بشيء آخر وبالتالي كان من التوهم انتظار أن تعبر عن عطفها أو حنانها إزاءنا». ويصف عبد الصمد بكثير من التفصيل عددا من المشادات بين الوالدة وأبنائها التي كانت تدور بسبب أو من غير سبب. وذهبت الوالدة الى إثارة ابنائها ضد والدهم الذي كان أحيانا يأتي لزيارتهم إلا أنها كانت تدفعهم الى عدم لقائه تحت حجج مختلفة.

واذا كان زكريا موساوي قد عانى من بيئة عائلية صعبة، إلا أنه عانى ايضا مما يعاني منه الكثيرون من أبناء المهاجرين العرب والأجانب أي العنصرية «العادية» أو «الحياتية» في الحي والمدرسة والشارع والعمل. ويروي عبد الصمد بداية معاناته مع أخيه من هذه العنصرية حيث كان أحد الجيران، في المبنى الذي سكنته عائلته في «مولهوز» ينعتهما بـ«العربي الوسخ» أو «العبد القذر». ويشرح عبد الصمد سبب نعتهما بـ«العبد القذر» بلون جلدهما الداكن حيث كان الناس يرون فيهما مهاجرين أفارقة وليس عربا مغاربة. وبعد ذلك، تبدت العنصرية في المدرسة الابتدائية ولاحقا في المدرسة الثانوية لتظهر بكل وضوح في ميدان العمل حيث الاسم أو لون البشرة غالبا ما يمنعان الباحث عن العمل من الحصول على عمله. وككل الأولاد من البيئة عينها، تربى زكريا موساوي في الشارع أكثر مما تربى في المنزل. والشارع يعني المشاكل مع الآخرين وبعض السرقات والحرمان مما يغذي الشعور بالظلم والاضطهاد.

كانت عائشة الكافي، كما يشرح ابنها في كتابه، تريد رغم وضعها الاقتصادي والاجتماعي الهش وسكنها في حي شعبي، تفادي أن ينشأ أبناؤها كمغاربة مهاجرين. ولذا حرصت منذ البداية ألا يتكلموا اللغة العربية باللهجة المغربية في المنزل واستخدام اللغة الفرنسية فقط كما ابتعدت عن تنشئتهما تنشئة دينية مسلمة. وقالت جان فوغلسانغ، في تقريرها الى محكمة الكسندريا الفدرالية إن عايشة الوافي «ارادت تسهيل دمج أبنائها في البيئة الفرنسية فلم تكن العائلة تمارس الديانة الإسلامية لا بل إنها كانت تحتفل بالأعياد المسيحية مثل عيد الميلاد أو غيره». فضلا عن ذلك، نأت عائشة الكافي عن تعريف أبنائها على المغرب. وبحسب ما يقوله عبد الصمد في كتابه، فإن والدته لم تأخذ عائلتها الى المغرب سوى مرتين. وعندما انتقلت العائلة من مدينة «مولهوز» الباردة الى مدينة «ناربون» الواقعة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، ازداد شعوره بالعنصرية. فالحي الذي سكنته العائلة كان يسوده العنف وأعمال السرقة والمعارك بين زمر الشبان. وتمثل هذه الروايات مشاهد حية مما يعيشه ابناء الضواحي الذين يعانون من التفرقة العنصرية ومن صعوبات الحياة اليومية ومن البطالة المرتفعة. كما يروي عبد الصمد كما روت ناديا وجميلة الصعوبات التي عانى منها زكريا في المدرسة حيث كان تلميذا صعب المراس ومع ذلك استطاع أن يحصل على شهادة البكالوريا، بل وأن يتسجل لاحقا في الجامعة. واستطاع زكريا الذي كان يحب ممارسة الرياضة وخصوصا كرة اليد والتنس أن ينسج في «ناربون»، عدة صداقات كما ارتبط بعلاقة غرامية مع فتاة بورجوازية الأصل من المدينة نفسها. وتمكنت والدته بعد سنوات من الجهد أن تبني منزلا لائقا في حي مرموق، على أحد مداخل المدينة. غير أن الانتقال الى منزل جديد وإن كان بدل المحيط الجغرافي إلا أنه لم يبدل الوضع الاجتماعي.

وأصيب زكريا بنكسة عاطفية. فالمغاربي الأسود البشرة لم يقبل تماما في الوسط البورجوازي الجديد. وبحسب عبد الصمد وهو ما أكدته جان فوغلسانغ، فإن والد الشابة التي كان موساوي يحبها كان عنصريا ومنع ابنته من عشرة «العربي القذر». غير أن فاني لم تتخل عنه وبقيت على علاقة به لسنوات عديدة ولم تسقطه من حسابها إلا بعد أن رفضت طلبه الانتقال معه الى لندن. يضاف الى ذلك ان ناربون التي تسكنها جالية مغاربية كبيرة كما في كل الجنوب الفرنسي تعرف حالة متطورة من العنصرية ومن معاداة الأجانب والعرب. ولذا فحياة الشبان العرب فيها أشبه بالجحيم لجهة صعوبات الاندماج والعثور على عمل ومسكن والتمتع بالحياة والذهاب الى النوادي الليلية، ما أصاب زكريا موسوي في الصميم وحضه على الرحيل الى لندن حيث قيل له إن بريطانيا تحترم اقلياتها. وفاقم خلاف زكريا مشكلة مع والدته التي فقد التواصل معها بسبب اخته جميلة من صعوباته الحياتية. فغادر المنزل العائلي ليعيش سنوات صعبة متنقلا من مكان الى آخر قاطعا العلاقة مع والدته التي لم يرها إلا نادرا في السنوات التي سبقت القبض عليه في الولايات المتحدة الأميركية. ولم يبق لموساوي الا احدى أختيه وأخوه عبد الصمد الذي سيقطع العلاقة معه بعد أن انتقل الى لندن بفعل تأثير علاقاته الإسلامية المتطرفة.

ولكن خلال محاكمته، ظهرت امه مدافعة عنه مصدومة من الوضع الذي آل اليه، وقد نقل عنها قولها «زكريا أعطاهم الحجج التي يحتاجون اليها ليحكموا عليه بالإعدام. وبما أنه ينتمي الى القاعدة فإن الأميركيين وحتى فرنسا بحاجة الى مذنب. هذه هي القصة».

كما قالت «لا أريد أن أدلي بشهادتي أمام المحكمة. أنا لا أريد أسئلة. كل ما أتمناه هو أن أتحدث الى ابني وان أعبر عن مشاعري تجاهه»، و«إن ابني يعيش كمن في جهنم. إنه يخضع للتضليل ويكذب عليه. يفضل أن يموت ولا أن يقضي حياته في السجن». وعن السنوات التي أمضاها زكريا متنقلا بين مدن ناربون وبربينيان ومونبلييه، ويقول عنه شقيقه أنه كان يعي «اختلافه» عن الآخرين فلا هو مغربي مثل المغاربة ولا هو فرنسي مثل الفرنسيين. فضلا عن ذلك، واجه زكريا صعوبات مهنية كبرى. فقد فشل في الحصول على عمل «لائق» رغم نجاحه في الحصول على شهادة البكالوريا الفنية بعد عناء وجهد كبيرين. وراود زكريا حلم الحصول على شهادة جامعية أولا في فرنسا حيث تسجل في جامعة مونبلييه قسم إدارة الأعمال والاقتصاد. لكن خيبته مما وجده في الجامعة الفرنسية جعلته يعتبر أن الخلاص يتمثل في الحصول على شهادة جامعية من بريطانيا لتحقيق حلمه بامتهان التجارة العالمية بين أوروبا من جهة ودول المغرب والخليج من جهة أخرى. فبدأ في تعلم اللغة الإنجليزية وأخذ يخطط للانتقال الى لندن. ويؤكد شقيقه أن زكريا لم يكن في تلك المرحلة على علاقة بأي تتظيم ديني لا بل يذهب الى اعتبار أنه لم يدخل أبدا الى مسجد قبل ذهابه الى بريطانيا. ولكنه مع ذلك كان بالغ الحساسية لما كان يحصل من غزو للعراق عام 1991 وما يجرى في البوسنة والجزائر وفلسطين حيث كان يرى أن الغرب يضطهد المسلمين عبر العالم.

غير أن عبد الصمد يروي أن أخاه التقى في جامعة «ساوث بانك» بكثير من الطلاب المغاربة الذين كان بعضهم اسلامي الميول خصوصا من بين «الإخوان المسلمين» ويرجح أن تكون بداية اطلاعه على فكر هؤلاء وعلى المتطرفين والأصوليين بشكل عام تعود الى هذه الفترة من حياته. يمثل انتقال زكريا موساوي الى لندن المرحلة المفصلية في حياته حيث وصل الى مدينة لا يعرف عنها الكثير كما لا يجيد تماما لغة أهلها بحيث وقع فريسة سهلة في أيدي المتطرفين الإسلاميين الذين كانوا يتخذون من العاصمة البريطانية مقرا لنشاطاتهم الدعائية. ويروي عبد الصمد في كتابه «سقوط» زكريا الذي وصل الى لندن نهاية عام 1992 حيث لم يكن ينتظره أحد. وسرعان ما وجد نفسه في «سان ماركس هاوس» وهو نزل يضم أشخاصا بلا مأوى. وبقي زكريا في العاصمة البريطانية ستة أشهر عاد بعدها الى «ناربون» لينتقل منها مجددا الى لندن حيث أكد لأخيه أنه تسجل في «ساوث بانك يونيفرسيتي» لتحضير شهادة الماجستير في التجارة الدولية.

ويؤكد عبد الصمد أنه أخذ يلاحظ تغيرا في تصرفات أخيه الذي أطلق لحيته وحلق رأسه وأخذ يرتدي الزي «الإسلامي». وفقد التواصل بين الأخوين بحيث يقول عبد الصمد إن آخر لقاء بينهما يعود لعام 1995. ويعزو عبد الصمد «سقوط» أخيه الى التمزق العائلي وفقدان الجذور الثقافية وعدم تلقيه ثقافة دينية سليمة كان يمكن أن تحميه من الافكار المتطرفة. لكن هل كان الهروب الى بريطانيا، واللجوء الى حضن الجماعات المتطرفة نوعا من الانتحار المتعمد، هذا شيء غير مستبعد. فموساوي لم يبد رغبة كبيرة في الحياة، والمراسلات بينه وبين القاضية التي تنظر قضيته، والتي حاولت مرارا مساعدته على تخفيف حكم الاعدام، توضح انه ربما يسعى من حيث لا يدري الى الموت او الانتحار. ربما يكون هذا هربا من ماض معقد مؤلم، وحاضر ملتبس. لكن بسبب تصرفات موساوي وتصريحاته المتناقضة شكك الدفاع في صحته العقلية، واستند اليها بالأساس في طلب الحكم عليه بالسجن المؤبد بدلا من الاعدام. وفي تصريحات أخيرة لموساوي امام المحكمة أدلى بها في 13 الشهر الجارى، رغم معارضة محاميه، وعملا بحقه الدستوري في الإدلاء بشهادته قال الكثير من الكلام المتناقض منه «أريد أن أقتل أميركيين وأعتبر أن الجميع يريد قتلي. أنتم لا تريدون شخصا مثلي حرا»، و«كل ما أستطيع القيام به لإيلامكم سأقوم به». وحول 11 سبتمبر، قال «ما حصل في 11 سبتمبر ـ آمل أن يحصل مثله في 12 و 13 و 14 و15 و 16 و17. لست نادما أبدا على ما حصل وآمل أن يحل بكم المزيد من الألم». لكنه ايضا قال «حلمت أن بوش سيعلن يوما للعالم إطلاق سراحي. لم يكن لدي شك بذلك لحظة واحدة. إنني واثق تماما أنكم لن تنجحوا في إزهاق دمي.. الله سيساعدني، وسيخرجني من السجن».

ونقلا عن والدته عايشة الوافي في 4 ابريل الجارى قال «سأتهم بأمور لم أرتكبها ولكن أفضل أن أموت على أن أركع: لن أطلب العفو عن أمور لم أقم بها».

لكن هل ستكون هذه العناصر «التبريرية» كافية لإنقاذ زكريا موسوي من عقوبة الإعدام؟

يعول الدفاع الذي يعاني من تغير شهادات زكريا موساوي ومن تصريحاته الاستفزازية على إظهار أنه مصاب بانفصام في الشخصية. ولذا فإنه «يفتش» في ماضيه من جهة ليعثر على شهادات تظهره بمظهر الوديع والمبتسم والاجتماعي ومن جهة أخرى للتركيز على معاناته العائلية والاجتماعية، وإبراز أن كل عائلة زكريا مصابة بأمراض نفسية حيث الأب موجود في مصح قريب من باريس وحيث الأختان تعانيان من عوارض انفصام الشخصية. وليس من الواضح أن المحلفين سيتأثرون بهذه الشهادات. لكن تبقى هذه الطريق «خشبة الخلاص» الوحيدة التي يمكن التوكؤ عليها لإنقاذ موساوي، لكن هل يريد هو ان ينقذ نفسه فعلا.. ام ان مسيرته البطيئة الى الانتحار ستبلغ نهايتها.