غوردون براون.. الملاك والشيطان

يجمع وزير الخزانة البريطاني في شخصيته الكثير من التناقضات.. فهو يظهر التقشف ويتلهف للسلطة

TT

صورة وزير المالية البريطانية غوردون براون يضحك ملء شدقيه، عقب مغادرته رقم 10 داوننغ ستريت، المقر الرسمي لرئيس الوزراء البريطاني عقب لقائه بـ«غريمه الحبيب» و«صديقه اللدود» رئيس الوزراء توني بلير، ستبقى عالقة، وحية، في الذاكرة الارشيفية لفليت ستريت (شارع الصحافة سابقا في بريطانيا)، تستخرج في كل مناسبة يريد فيها محرر اخباري الاشارة الى «لا انسانية» الرجل الذي اكتسب ألقابا مثل «وزير المالية الحديدي». فاللقاء العاصف بين الصديقين المتنافسين، قبل اسبوع، توج اياما عاصفة دفعت للخطر سفينة حزب العمال الجديد، الذي تمكن لأول مرة من الفوز بثلاثة انتخابات متعاقبة في عشر سنوات، بعد ازاحته حكومة محافظين، بقيت في «داوننغ ستريت» 18 عاما، صاغت خلالها الوعي السياسي لجيل بأكمله، لم يختبر من الحكم الا ادارة المحافظين (فالسن القانونية للانتخاب 18 عاما، مما يعني ان غالبية المواليد من 1961 الذين صوتوا لآخر حكومة عمالية قبل فوز المحافظين بانتخابات عام 1979 حتى مواليد 1979، لم يعيشوا تحت حكم العمال).

العلاقة بين براون الشخص الجاد اكثر من اللازم، وعديم الجاذبية السياسية في نظر البعض، وصديقه عازف الغيتار الجذاب ذي الشعر الطويل بلير منذ السبعينات حتى التسعينات، نموذج لزواج كاثوليكي يكره فيها الزوجان بعضهما البعض، لكنها لا يستطيعان الطلاق على الرغم من اختلافهما. شغل الرجلان المكتب نفسه في قصر وستمنستر كنائبي مقاعد خلفية مغمورين، في كتلة المعارضة العمالية بزعامة نيل كينوك اولا، الذي خسر انتخابين متعاقبين امام السيدة الحديدة مارغريت ثاتشر ثم خسر امام جون ميجور. ثم عملا معا وتشاركا المكتب ذاته على قاعدة علاقة الحب ـ الكراهية تحت زعامة الاسكتلندي الشعبي المحبوب جون سميث. شارك براون وبلير في صياغة «المشروع»، وهو التعبير الكودي لسياسة تطوير حزب العمال، من منظمة يسارية تقليدية تنتمي لآيديولوجيات اشتراكية القرن 19 والجماعة الفابية، واليسار البريطاني المتأثر بكارل ماركس، والتي لصقت الحزب بالنقابات العمالية؛ إلى حزب ديمقراطي اشتراكي ليبرالي اجتماعي، تجاوز ليبرالية الوسط الأوروبية وتأرجح نحو يمين الوسط المعتدل الذي يروق للطبقات الوسطى، مغيرا على الأراضي التقليدية للمحافظين، ومنتزعا اقليم واقطاعيات ودوائر كانت دائما ترفع الراية الزرقاء، شعار المحافظين.

صيغ مشروع العمال الجديد بتعاون، وربما «بتآمر» كتعبير أكثر دقة، بين بلير وبراون، وبالمناسبة الاثنان اسكتلنديان مثل زعيم الحزب الراحل سميث، وإن كان الجناح الاسكتلندي التقليدي بخشونته المعهودة، يتهم بلير بأنه «انجليزي» أكثر من الانجليز، ويلتف حول براون مدعيا أحقيته في رئاسة الوزارة. يلخص المشروع في «تجاهل اليسار» ومطالبه المثالية الراديكالية، التي ثبت رفض الناخب البريطاني المعتدل بطبيعته لها، وتبني مشاريع سياسية واقتصادية من يمين الوسط، بالرهان على أن اليسار والحركة النقابية، مهما كانت خيبة املها في مشروع العمال الجديد أو غضبها من تبني الحزب للسياسات الجديدة، لن تستطيع، لأسباب تاريخية معقدة، ان تتخلى عن الحزب في الانتخابات وتمنح أصواتها للمحافظين، الذين يمثلون «العدو التاريخي للطبقات العاملة»، وبالتالي يضرب المشروع عصفورين بحجر واحد، وهو الاحتفاظ بأصوات اليسار والطبقة العاملة، مع الاستحواذ على اصوات يمين الوسط التي صوتت للمحافظين منذ الستينات. ورغم كراهية براون للشخصية الميكافيلية، بيتر ماندلسون التي تعهدت بصقل المشروع وتهيئته في شكل اقراص يمكن للرأي العام ابتلاعها، فإنه وافق على مضض وقبل التعامل مع ماندلسون؛ رغم خلافات حادة وشجار بين الاثنين بشهادة شيري بلير (زوجة رئيس الوزراء)، التي وصفت كيف كان زوجها يهرع خارج المنزل لإعادة براون الذي يغادره غاضبا من انتهازية وغياب مبادئ ماندلسون، بينما كانت هي في المطبخ تعد طعام العشاء للثلاثة في بيت آل بلير المتواضع في شمال شرقي لندن في منتصف التسعينات.

وتلقي هذه الحكاية بضوء مهم على شخصية براون وعلاقته بالحزب، وببلير من ناحية، وطريقة تعامله مع الأزمات وضيق مساحة المرونة في شخصيته من ناحية أخرى. وانفعاله امام الأزمات، بعكس بلير المحامي الذي يتقن المرافعة لتحويل قضية خاسرة الى مكسب امام القاضي والمحلفين. فبراون وان كان لا يميل للاستقامة السياسية، الا انه لا يمانع في اللجوء لمبدأ مكيافيللي: الغاية تبرر الوسيلة، لتحقيق اهداف العمال وأهدافه الشخصية. كما انه على تقشفه الظاهر، يتلهف داخليا للسلطة. ولد براون في 20 فبراير (شباط) عام 1951، في مدينة غلاسغو الاسكتلندية الصناعية، على ضفاف نهر كلايد، المعروف بـ«كلايد الأحمر» بسبب طغيان الفكر الاشتراكي اليساري والاضطرابات العمالية تاريخيا في المنطقة، وكان أبوه راعي كنيسة اسكتلندية في مدينة كيركالدي (تنطق كاكودي) في مقاطعة فايف شرق اسكتلندا. وهي الدائرة التي يمثلها، ولا يزال يمثلها، براون منذ انتخابات عام 2005. وكان براون قبلها مثل دائرة شرق دامفرلين منذ 1983 حتى 2005، لصالح العمال، الحزب الذي بدأ فيه نشاطه في غلاسغو بتوزيع منشوراته والدعاية وجمع التبرعات له منذ ان كان تلميذا عمره 12 عاما.

نشأته لأب هو راعي كنيسة، غرست في نفسه احساسا محددا بالصواب والخطأ، والصواب والعقاب، أكثر ضيقا وتحديدا من التعريف «المطاطي» لرجال السياسة الذين يجادلون بأن الأبيض أسود، والعكس في غضون ايام قليلة حسب تلون الموقف. ولا غرابة ان يرى الصحافيون المخضرمون في برلمان وستمنستر، براون كسياسي في برود الآلة التي لا تعرف العواطف، يسيطر عليه هاجس اتقان اداء عمله ومثالية ادائه لدرجة تجاهله التام للحياة الحقيقية اليومية الدائرة حوله؛ لدرجة ان معلقا تلفزيونيا سأل إحدى العاملات السابقات معه في وزارة المالية، اثناء ازمة الاسبوع الماضي، عما اذا كانت عثرت على «أية ملامح تدل على انسانية براون». وفي جامعة ادنبره، كان براون انشط شباب الجامعة سياسيا لصالح حزب العمال في السبعينات، حيث حصل على ليسانس التاريخ منها، ثم اكمل دراسة الدكتوراه هناك. وكانت بداية حياته العملية في الصحافة التلفزيونية في اسكتلندا، وعمل محاضرا في الجامعة، ثم حفر لنفسه مكانة ذات احترام بالغ في اوساط حزب العمال في اسكتلندا. وعندما رشحه الحزب لدائرة جنوب ادنبره في انتخابات عام 1979، خسر امام سياسي محنك من المحافظين هو مايكل انكرام، وزير خارجية حكومة الظل عند المحافظين السابق الذي تقاعد في يوليو (تموز) هذا العام. وللحقيقة فإن حزب العمال وقتها، بزعامة الراحل جيميس كالاهان، خسر خسارة فادحة امام هجوم السيدة الحديدية مارغريت ثاتشر الساحق. وخلال اقل من اربعة اعوام من دخوله البرلمان عام 1983، انتقل براون الى الصف الأمامي من مقاعد المعارضة وقتها كوزير خزانة اول للمالية في حكومة الظل (الخزانة هي قسم من اقسام وزارة المالية في بريطانيا وليست حصرا وزارة المالية)، وهي فترة زمنية قياسية في حياة الأحزاب الساسية في ام البرلمانات.

وأصبح براون وزير مالية حكومة الظل في صفوف المعارضة بعد انتخابات عام 1992، التي اشارت استطلاعات الرأي فيها الى ترجيح فوز العمال، لكن الحملة الضارية لصحف امبراطورية روبرت مردوخ لصالح المحافظين من ناحية، وانقسام العمال بين اليمين واليسار حول قوة الردع النووية المستقلة لبريطانيا، ساهمت في خسارة العمال لدوائر في اسكتلندا وجنوب شرقي انجلترا، وأدت لفوز المحافظين بفارق 18 مقعدا. وكان هذا درسا قاسيا لمجموعة حزب العمال الجديد واصحاب «المشروع» بلير، وشريكه في المكتب البرلماني براون، وماندلسون والصحافي خبير الدعاية، الاسكتلندي اليستر كامبل، في «تحجيم» نفوذ اليسار، وتجنب الانقسامات والخلافات العلنية امام الصحافة، والبحث عن زعيم قوي، والأهم الابتعاد عن العواطف والانفعالات والتعامل مع الأحداث بأعصاب من الفولاذ البارد، مع التلويح براية الوطنية والنقاء الأخلاقي الناصع البياض.

وراقت هذه الأفكار لابن القس براون، لدرجة أن متوسط يوم عمله السياسي أثناء الحملة الانتخابية عام 1997 كان 18 ساعة يوميا. وحتى بعد فوز العمال وقتها وتولي بلير رئاسة الوزارة، على الرغم من الغضب الشديد واعتراضات «الشلة الاسكتلندية» من أنصار براون بأن داوننغ ستريت كان من حقه، وفق اتفاق بينه وبين بلير عام 1995 بتبادل زعامة الحزب بين الاثنين، بعد نجاح المشروع وانتصار العمال في الانتخابات العامة، لم تبد على براون اية تعبيرات عاطفية. ويقول اصدقاؤه المقربون ان السبب هو اطمئنانه للاتفاق بأن بلير سيتنازل عن الرئاسة له في نهاية الفترة الانتخابية الاولى عام 2002 ويترك له الزعامة.

وقد ظل براون أعزب لفترة طويلة، بسبب انهماكه في السياسة، وكان يثق بزميله بلير ويستطعم العشاء الأسري عنده، كما قبل تبادل الشقق السكنية بين مكتبه، رقم 11 داوننغ ستريت، ورقم 10 داوننغ ستريت، لأن اسرة بلير احتاجت لعدد أكبر من غرف النوم من الموجود في الشقة السكنية فوق رقم 10، فقد كان لديها ثلاثة اطفال (ولد الرابع ليو قبيل الحملة الانتخابية الثانية، مما رآه المراقبون استعراضا من بلير لتمسكه بقيم الأسرة، حيث لا يستطيع الانجليز مقاومة حب الأطفال او الحيوانات الأليفة، والتي تضمن ارتفاع شعبية السياسي).

ورغم غرابة الظاهرة على المؤسسة السياسة التقليدية في بريطانيا، فإن براون ظل اعزب حتى بعد وصول العمال للحكم، لكنه لم يظل اعزب للابد، اذ تزوج عام 2000، من سارة ماكولي (سيدة اسكتلندية على قدر كبير من الذكاء، عملت خبيرة دعاية) بعد ضغوط من الحزب بضرورة عقد الرباط المقدس للرجل، الذي يحتل اقوى منصب حكومي (بعد رئيس الوزراء) في بريطانيا، وان كان اصدقاء سارة يقولون انها ارادت الأسراع بعقد الرباط، وتأسيس اسرة قبل ان تتجاوز عقارب ساعة جسمها البيولوجية، العلامة الحرجة للقدرة على الانجاب. وكانت محبوبة براون السابقة الأميرة مارغريت ابنة ملك رومانيا السابق ميخائيل، والتي استمرت علاقتهما خمس سنوات، وصفته «بكاهن في معبد السياسة» وان العلاقة معه كانت «سياسة.. سياسة.. وسياسة.. صباحا ومساء» حتى غادرته زهقا من السياسة. لكن مأساة فقدان براون وسارة طفلتهما الأولى جنيفر بعد عشرة ايام من ولادتها في مستشفى ادنبره الملكي عام 2000، قبل موعد الولادة الطبيعي بسبعة اسابيع، بدأت تظهر ملامح انسانية في شخصية براون، ونظرته للحياة. وأدت ولادة سارة لطفله الثاني، جون، في اكتوبر (تشرين الاول) عام 2003 الى قبول وزير المالية الحديدي اظهار الصحافة والمصورين للوجه الناعم من شخصيته وحياته الخاصة وقبوله الظهور في صور عائلية يلعب مع طفله الذي رزق به وهو في الثانية والخمسين من العمر.

ولعل «التردد» مفتاح اساسي في فهم شخصية براون. فقد تردد في اتخاذ مبادرات عملية وشخصية، مثل تردده في الزواج من سارة ماكولي حتى دفعته محصلة خليط من السياسة والحقائق البيولوجية الى ذلك. وتردده في المنافسة على زعامة حزب العمل عشية موت جون سميث، حتى قام بلير بالخطوة واقتنص الزعامة اقتناصا، وربما هذا سر الحقد الدفين لديه على ما يراه اقتناص بلير وحلفائه الميكافيللين لمقعد الحكم منه. فعندما مات سميث فجأة بنوبة قلبية عام 1994، وكان براون أحبه وأخلص له منذ النشاط الطلابي في اسكتلندا، لم يتحرك براون، رغم ان بلير في حديث بينهما في مكتبهما المشترك في وستمنستر «جس نبضه»، وحاول دفعه للتحرك سعيا لقيادة الحزب، الا ان براون، ربما بدفعة انسانية، او التزام ابن القسيس بمبادي مثالية لاحترام مشاعر «الأسرة العمالية» يوم موت الاب تردد.

وفي اليوم نفسه، ودماء سميث «لم تبرد بعد» ـ مثلما افضى براون بعد ذلك غاضبا لصديق اسرة ـ سرب الستير كامبل، والذي ظل ممسكا بدفة الآلة الاعلامية لحزب العمال حتى استقالته عام 2004 بعد عراكه العلني مع الـ«بي.بي.سي» حول دوره في الترويج لمعلومات مغلوطة حول اسلحة الدمار الشامل العراقية، سرب للصحافيين من زملائه السابقين، معلومات عن «اجماع في دوائر النواب العماليين لترشيح بلير زعيما للحزب ليخلف سميث». وفي مساء اليوم نفسه، وصباح اليوم التالي، اجرى ماندلسون مقابلات تلفزيونية واذاعية، مؤكدا ما سربه كامبل من معلومات. وقبل جنازة سميث بأيام، كانت الصحافة قد قبلت بفكرة ان بلير سيخلف سميث، وبالفعل تأكد ذلك في انتخابات نواب البرلمان، ولجان الاحزاب السياسية. ورغم غضب براون وقتها، فإن الاتفاق بينهما، في مطعم صغير في حي «ايزلينجتون» حيث اقام بلير، على ان يتناوبا الزعامة في كل دورة انتخابية، اقنع براون بمبايعة بلير، حسب اصدقاء براون، وان كان حلفاء بلير ينكرون وجود اتفاق محدد خارج «الشراكة العامة لإنجاح مشروع العمال الجديد». ومهما قيل عن الخلاف بين بلير وبراون، فإن الأول لا يستطيع الاستغناء عن الأخير، والا حلت الكارثة بالاقتصاد البريطاني الذي اداره براون باقتدار كبير، وظل محتفظا بمكانته وقوته اثناء السنوات العجاف التي مرت بالاقتصاديات الغربية، بما فيها الاقتصاد الاميركي.

ورغم دور براون الواضح في دفع حلفائه ـ أو على الأقل عدم محاولة كبح جماحهم ـ الى التآمر بأعداد خطابات وتسريب معلومات للصحف تطالب بلير بالاستقالة او تحديد موعد لتخليه عن الوزارة لصالح براون، فإن بلير، سواء في خطابه لشباب العمال السبت الماضي، او في الاجابات في مؤتمراته الصحافية الثلاثة في اسرائيل ورام الله وبيروت، بدا صادقا في قبوله تأكيدات براون ـ التي أدلى بها في مقابلة تلفزيونية في الـ«بي.بي.سي» ـ بأنه لا يد له في «الانقلاب» البرلماني، الذي دبره النواب المتمردون على بلير.

أما براون، الذي التزم الصمت اثناء ازمة الحرب الاسرائيلية في لبنان، فقد أعلن عن زيارة لأميركا وبدأ الأدلاء بتصريحات تطمئن الإدارة الاميركية حول التزامه بأهداف واستراتيجية الحرب على الارهاب، لأن واشنطن تخشى من تأييد اليسار والنقابات العمالية لبراون ـ خاصة أن هذه القوى تكره اتجاه بلير نحو اليمين، رغم ان الناخب البريطاني عموما خارج دوائر حزب العمال، يؤيد بلير ـ مما قد يسحب بريطانيا في اتجاه اوروبي يساري يناهض المصالح الأميركية التي يدعمها التحالف الأنجلو اميركي. ان براون ابن القس، هو في النهاية حيوان سياسي محنك، حيث نشر بقلمه مقالة في صحيفة «الصن» الشعبية المملوكة لمردوخ، يؤكد فيها التزامه بمشروع العمال الجديد ويطمئن اصحاب رؤوس الاموال، ويتعهد بالاستمرار في الحرب على الارهاب في اطار التحالف الاميركي، وبفتح صفحة جديدة وضم كل «المواهب» في مجلسه الوزاري، اذا ما أصبح رئيسا للوزراء، بمن فيهم من وصفوه بـ«الغباء السياسي».

لكن المؤتمر السنوي للحزب في الشهر القادم في مدينة مانشستر، سيبين مدى فرص نجاح براون في تحقيق طموحه السياسي، أو اكتفاء ابن القس بإظهار التقشف مجددا والتركيز على الحياة الأسرية، خاصة أنه دخل بالفعل التاريخ كأول وزير مالية عمالي، يستمر لثلاث فترات معاقبة، ولا تنهار الأسواق المالية أو الجنيه الاسترليني في عهده.