الفساد.. تليفزيونيا

سورية بين الأغنياء والفقراء وأمراض المجتمع .. في هذه الحارة الكل كاشف بعضه والكل ساكت

TT

عندما تم الحجز على أموال رئيس الوزراء السوري محمود الزعبي عام 1999، حبس الشارع السوري أنفاسه بانتظار تداعيات حدث سرعان ما تلاحق بسرعة البرق، ليتحول بعدها إلى قصة من الماضي، وليمثل مؤشراً على بدء مرحلة جديدة في حياة السوريين، مع انتقال السلطة الى الرئيس بشار الأسد. أكثر من ست سنوات مرت كانت حافلة بأحداث داخلية عبرت عن رغبة عارمة بالتغيير، اصطدمت بمعوقات كثيرة، تراوحت بين مد وجذر مع اشتداد حركة الرياح الدولية، رافقها برود حماس الشارع للتغيير، مما جعل مؤخراً خبر الحجز على أموال رئيس حكومة سابق يمر مرور الكرام، كما مر ما تلاه من أخبار مماثلة حول الحجز على أموال فلان وعلان من موظفين كبار وصغار هنا وهناك مع مطالبتهم بإيفاء ملايين الليرات للخزانة العامة؛ مرت جميعها من دون أن يحبس أحد أنفاسه. ولأول مرة لا يضحك السوريون وهم يتابعون نماذج درامية اعتادت الأعمال الكوميدية تقديمها بحذاقة وظرافة لتمرير نقدها اللاذع لواقع ساخن بات مرصوداً بدقة يتشكل من المسؤولين وأبنائهم، بالإضافة إلى رجال الأمن، ورجال الأعمال، والموظفين الكبار والصغار، والشرطة، والانتهازيين واللصوص. وكانت المفاجأة في رمضان الحالي بأكثر من عمل يكشف بجدية صارخة وجارحة الحياة اليومية العسيرة للمواطن السوري، كنموذج لمواطن عربي يعيش واقعاً متشابها حتى السقم، من مدن الصفيح إلى حياة القصور. واستطاعت الدراما السورية فى رمضان هذا العام الاقتراب من التابوهات الثلاثة «السياسة ـ الدين ـ الجنس»، وتفجر نقاشات ساخنة داخل الشارع السوري، فيما إذا كان السماح بتناول قضايا الفساد والتطرف الديني والتحرر الاجتماعي، مؤشراً لبوصلة حركة السياسة السورية الداخلية، فقد تفاءل الكثيرون خيراً بأن البلاد تتجه نحو مزيد من الانفتاح إيذاناً بمرحلة جديدة، فيما رأى البعض أن ذلك لا يتجاوز محاولة إعادة تسخين ما برد من قضايا وملفات بهدف التنفيس أو اختبار الشارع، حيث اعتبر منير. ج، 52 عاما، أنها استعادة الألق للحركة التي شهدتها سورية عام 2000 ووعدت بالكثير، عندما تواكبت مع حراك المجتمع المدني والمثقفين والتي للأسف جرى قمعها بشكل محبط. هواجس كثيرة فجرها مثلاً مسلسل «غزلان في وادي الذئاب» محققاً نجاحاً فاق التوقعات. والشخصية الاساسية في المسلسل، هي شخصية ابن مسؤول كبير، ولد مدلل وفاشل يستفيد من موقع والده الوظيفي ليمارس استبداده البشع والوقح على المحيطين به والمتعاملين معه، إذ لا أحد بإمكانه أن يقول له لا. وراح الناس يطابقون أحداث المسلسل، الذي عرض على المحطة السورية الارضية، على ما يحفظونه من أحداث مشابهة كانوا شهوداً عليها أو سمعوا عنها، هل هي قصة أبناء فلان أم فلان؟ وكاد أن يجمع الكل بمن فيهم صحفيون كتبوا أخباراً عن المسلسل أنها قصة رئيس الوزراء الراحل محمود الزعبي، إلا ان مؤلف المسلسل فؤاد حميرة كان يؤكد في كل حديث معه أنه «لا يقصد مسؤولاً أو ابناً بعينه سابقاً أو لاحقاً، وإنما حاول تقديم نموذج درامي لابن المسؤول الفاسد». مع تقدم الأحداث في المسلسل بدأت الأمور تتوضح أكثر، فتلك الشخصيات التي حاول المشاهدون إسقاطها على أسماء حقيقية، تبين أنها تنطبق على الغالبية، وأيضاً لا تنطبق على أحد، وتحول النقاش من التساؤل عن مقولة هذا العمل، وأي قصة يروي، إلى النقاش حول الهدف من عرضه. ففي التحقيق يسأل المحقق الشاهد، لماذا لم تتدخل لمنع زميلك في الجامعة «ابن المسؤول الفاسد» من الإساءة لحبيبتك؟ وٍلَم وافقت على أن يسرقها منك؟ فيجيب الشاهد، لماذا لم تتدخلوا انتم حين كان يذهب الى أمام بيتها ويرفع صوت مسجلته عالياً ليُسمع كل الحي، ويطلق الرصاص في الهواء؟ بعد قليل من الصمت ينتهي الحوار بقول المحقق: يجب أن تعلم أن لا أحد فوق القانون. كاتب العمل فؤاد حميرة، قال لـ«الشرق الأوسط»: «إن الرقابة حذفت ثلاث ساعات من العمل، كان هناك شيء مهم يجب أن يصل الى المشاهد، أهم المقولات التي تمنيت وصولها حذفت وبقيت الحكاية الجميلة». ويضرب مثلاً على تلك المقولات ما جاء على لسان تاجر كبير: «هذه القوانين وضعت كي نبقى بحاجة إليهم، لإبقاء التوازي بين السلطة والمال».

المفارقة أن العمل ذاته يعرض على قناة سورية خاصة دون حذف، إذ أن الرقابة في التلفزيون السوري مورست على ما سيعرض على شاشاته، ولم تتدخل فيما سيتم تصديره. ثمة أعمال عدة رفضها التلفزيون السوري وتم عرضها عربياً، كـ«أيام الولدنة» من بطولة دريد لحام، ومسلسل «المارقون» من إخراج نجدت أنزور، والذي تم رفضه في البداية، ثم عاد وتم عرضه على القناة الأرضية، بعد مرور حوالي خمسة عشر يوماً من شهر رمضان. كما رُفض عرض مسلسل «أحقاد خفية» للمخرج مروان بركات، ومسلسل آخر من إنتاج التلفزيون السوري. كان من الواضح جداً أن أصحاب قرار العرض قد تعرضوا لضغوط كثيرة من قبل عدة جهات قبيل بدء الموسم الرمضاني. موظف في التلفزيون رفض ذكر اسمه قال: «نجح التلفزيون لأول مرة بوضع خارطة العرض قبل أسبوع من بدء شهر رمضان، وهو ما كان صعباً في سنوات سابقة، إذ أن شركات الإنتاج تعود ملكيتها لرجال أعمال وأبناء مسؤولين تمارس ضغوطاً هائلة على الإدارة، للحصول على الوقت الأفضل لعرض إنتاجها، هذا العام كانت الضغوط أخف، فتم اختيار الأوقات بالنظر إلى معايير مهنية أولاً، وهو ما كان صعباً من قبل، وكان الصراع عليها يستمر حتى الساعة الأخير قبيل بدء شهر رمضان»، ويؤكد ذلك الموظف أن المديرة العامة ديانا جبور لم تقبل أية وساطة وحاولت قدر الإمكان عدم الاستجابة للضغوط الشركات أو أي جهة داعمة. أما ما يتعلق بمسلسل نجدت أنزور «المارقون» فيؤكد الموظف، أن المشكلة كانت حول مضمون عمل يتناول حوادث تتعلق بملاحقة المتطرفين والمواجهات معهم، وكان هناك خلاف قوي في وجهات النظر حول عرضه، فثمة من كان يرى ضرورة طرح هذه القضايا للنقاش العام عبر الدراما، وفريق آخر كان يرفض فكرة التعرض للمتطرفين الدينيين من الأساس، فحتى وقت قريب كانت وسائل الإعلام الرسمية السورية لا تقترب من أي شيء يخص الحياة الدينية، أو ما يعبر عنها سوى نقل صلوات الأعياد، وبرنامج ديني تربوي يكاد يكون الوحيد، ولم تكن الدراما السورية تتناول أي موضوع تتم الإشارة فيه الى الدين، لكن في السنوات الخمس الأخيرة بدأت المرأة المحجبة تظهر في المسلسلات والإعلانات، ودخل موضوع الدين بين الخطوط الدرامية الثانوية كخلفية للأحداث، لكنه لم يغد رئيسياً وظاهراً سوى هذا العام. وكما يبدو أن خلاف وجهات النظر بشأن «المارقون» قد حسم لصالحه وإن كان متأخراً. كان الحل الوسط الذي تم التوصل إليه هو محاكمة الطريقة التي تتم فيها معالجة قضية إشكالية ما، لا مجرد تناولها، وعلى هذا الأساس ربما تخوفت الرقابة من عرض مسلسل «أحقاد خفية» الذي يتناول حياة رجل أعمال كبير يتاجر بالممنوعات، ولا يتوانى عن ارتكاب الجرائم بمختلف أنواعها، ومن ثم يدخل الحياة السياسية من باب علاقاته المشبوهة. في البداية، كان الظن أنه منع بسبب المبالغة في المعالجة، ما جعل أحد النقاد يصف المسلسل بأنه يشبه أفلام عصابات المافيا، ولا يمت للواقع السوري بصلة، لكن السبب كما تبين لاحقاً ومن خلال ما يتداول في أروقة التلفزيون يعود لطريقة تناوله التيار الديني، وأن الصورة التي قدم بها المتطرف ستثير استياء البعض. إلا أن الموظف الذي قابلناه، لم ينف هذا السبب ولم يؤكده، لكنه أشار إلى أسباب فنية بحتة، وإلى طلبه حذف بعض المشاهد، إلا أن الجهة المنتجة رفضت ذلك.

مديرة التلفزيون ديانا جبور لم تشأ الدخول في تفاصيل النفي، لكنها أكدت أن التلفزيون شكل عدة لجان رقابية، كل لجنة تضم سبعة أشخاص من مختلف الاختصاصات، ولم يُكتفَ بلجنة واحدة، كي يكون هناك أكثر من وجهة نظر كي لا يظلم أي عمل. وقد تمتعت الرقابة بقدر كبير من الاستقلالية، والأعمال التي لم تعرض في التلفزيون السوري، عرضت في قنوات أخرى. وأشارت جبور الى ضرورة إعادة النظر في المعايير الرقابية لأن تغييرات كثيرة تحدث على الأرض، كما لا يجوز أن لا يستغل التلفزيون الهوامش المتاحة بالكامل. لا شك أن الرقابة التلفزيونية هذا العام مرت بمأزق حرجة لعدة أسباب منها كثرة الأعمال التراجيدية التي تعرضت لقضايا الفساد وقضايا اجتماعية حساسة ومشكلة التشدد الديني، وهي موضوعات سبق وتناولتها الأعمال الكوميدية ببراعة وذكاء مكنها من التملص من الرقابة ومن رفع السقف عالياً، ليصبح التحدي أصعب، موسماً بعد موسم. فمسلسل «شاء الهوى» للكاتبة يم مشهدي وإخراج زهير قنوع، يُظهر لأول مرة في الدراما التلفزيونية صورة صريحة عن مشاكل الشباب الجامعي الباحث عن فرص للعمل والحياة، متجاوزاً الكثير من الخطوط الاجتماعية الحمراء، إذ يعالج الكثير من المظاهر الحساسة بحرية كبيرة، من خلال استعراضه لنماذج متعددة كالفتاة التي تزور حبيبها في غرفته وتمضي معه يوماً كاملاً، وهو ما كان ممنوعاً تلفزيونياً على أساس أن المجتمع لا يسمح بذلك، وأيضاً الابنة المطلعة على مغامرات والدها العاطفية، فتسمح لنفسها بإقامة علاقة مع صديق والدها، وابن العائلة التقليدية في المدينة الذي تحيره فتاة فرنسية المنشأ سورية الأصل، فلا يعرف إذا كان استقبالها له في منزلها وحركاتها الودودة معه تعبيراً عن حب، أم هي تصرفات طبيعية لفتاة تربت في بيئة غربية؛ والطالبة الجامعية الفقيرة القادمة من بيئة ريفية مغلقة إلى عالم المدينة الرحب والمجتمع الغني، تبحث عن أي فرصة للبقاء في المدنية، وبدل متابعة الدراسة تفضل دخول سوق العمل والتسلل كمندوبة مبيعات إلى الصحافة الفنية، ومن ثم عالم التمثيل الشائك، وعن شباب يضطر لسلوك الطرق الملتوية لتحقيق أحلام غير مضمونة العواقب لطموحات بسيطة ومشروعة. هناك الكثير من الآراء، اتهمت العمل بالتجني على صورة الشباب الجامعي، فالواقع ليس على هذا النحو من السوداوية والتحلل، الذي يظهر طالبة جامعية تتعاطى وتوزع المخدرات وتبحث عن زبائن في البارات. فالمجتمع الذي يجيز نقد السلطة، سيكون صعباً عليه هضم ما يوجه إليه من نقد جارح في معركة يبدو أن الشباب السوري قد أعلنها وسيخوضها بشراسة، فغالبية الأعمال التي حققت حضوراً لافتاً، كان كتابها ومخرجوها وممثلوها وحتى منتجوها من الشباب، يريدون أن يقولوا أفكارهم وتجاربهم ويعبروا عن رؤيتهم. المخرجة رشا شربتجي قالت لـ«الشرق الأوسط»، إنه لولا وجود منتج شاب بعقلية منفتحة، لما حصلت على فرصة إخراج مسلسل مثل «غزلان في وادي الذئاب» عادة صاحب المال لا يغامر بوضع ملايينه بأيدي شابة تخوض تجربتها الأولى، وكان هذا مع مسلسلها الأول «أشواك ناعمة» الذي عرض العام الماضي. ردود الفعل تلك كأمثلة حية، تعطينا فكرة عن صعوبة التعامل مع المجتمع، وقد تبلغ درجة خطيرة عندما تصطدم بالمحظورات، والتي تم التعاطي معها في أكثر من عمل. فمسلسل «فسحة سماوية» المتميز بهدوء الطرح وبساطته، تعرض لحريات المرأة والشرع، وتطرق الى نشاط جمعية نسوية والحملة التي واجهتها من رجال الدين، وهي قضية واقعية شهدتها دمشق العام الماضي عندما اتهم رجال دين إحدى الجمعيات النسائية بالتشجيع على الرذيلة. ولم تتوقف الدراما عند هذا الحد، بل وطرقت أبواب مجتمع القاع، وكرست عملاً كاملاً لرصد تفاصيل مجتمع سكن عشوائي يوحد الفقر فيه بين جميع الشرائح، كمسلسل «الانتظار» تأليف وسيناريو حسن سامي اليوسف ونجيب نصير، وإخراج الليث حجو، في عمل قدم قراءة دقيقة للكيفية التي يتعايش فيها المثقف الشريف النظيف مع اللص الأمي، إلى جانب الشرطي المرتشي ضمن مجموعة الجيران البسطاء، وكيف ينتج هذا المجتمع الهجين قيماً بديلة تعينه على انتظار تغير الأحوال، فنرى اللصوص وفيهم الجبان والقذر، كذلك الشهم النبيل على طريقة الصعاليك. تميز هذا العمل بحواراته المعبرة بقوة لافتة عن شخصيات لا تكف عن إعادة طرح الأسئلة البديهية بما يعكس بشفافية اضطراب المبادئ والمفاهيم المتعارف عليها، كمعايير الشرف والطيبة والأخلاق. ولا يُفوّت العمل أي فرصة لتمرير أفكار حساسة على لسان الشخصيات كتلك الفكرة التي تفضح ماهية العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكومين في مجتمع أفسده الفقر وحالة التهميش التي يعيشها على طرف المدينة: «في هذه الحارة الكل كاشف بعضه والكل ساكت لأن كل واحد منهم أسوأ من الآخر»، مشاهد تتشكل في داخلها جزراً لأزقة عشوائية تتميز عنها الأحياء الشعبية، بأن في الأخيرة يعرف الجيران بعضهم البعض، وظروف حياتهم متشابهة، بينما في الأحياء العشوائية لا تعرف من يكون جارك ومن أي بيئة قادم، فقد تكون بيئة خارجة عن القانون وحتى عن المجتمع. عاصم . ن، 46 عاما، علق ممازحاً على تركيز الدراما هذا العام على مناطق السكن العشوائي الفقيرة بالقول: «لم يتركوا كومة زبالة، إلا وأعطوها دوراً رئيسياً في المسلسلات، نكاية بوزارة السياحة». إلا أن لينا، 20 عاما، ومن سكان تلك الأحياء عقبت من دون دهشة، لأن عمل «أسياد المال» سرق دهشتها، بعرضه لحياة الأثرياء والمنازل الفخمة التي دارت فيها الأحداث، وتمنت لو تحصل على درفة باب واحدة فقط من أبواب تلك المنازل. أما ماذا تفعل بها إذا كانت لا تملك بيتاً، فضحكت قائلة: «أبيعها وأعيش بثمنها لمدة عام». لا تبالغ لينا كثيراً، لأن المسلسلات كما تعرضت للفقر تعرضت لما تعيشه الطبقة الثرية من حياة باذخة ومنحلة ـ وإذا كان الفقر مفسدة فالمال أكثر إفساداً ـ لطبقة راحت تطفو بوضوح في السنوات الأخيرة جراء سياسة الانفتاح الاقتصادي والسماح للقطاع الخاص بالعمل في غالبية المجالات، فأماكن التصوير تضمنت فيلات وقصور معظمها في ريف دمشق، لم يعتد السوريون على رؤيتها سابقاً بهذه الكثافة والفخامة، فكان التناقض صارخاً بين بيوت عبارة عن غرف ملفقة تركب فوق بعضها بعضاً بفوضوية وبين فيلات ومكاتب ديكوراتها أقرب الى قصور ألف ليلة وليلة، فإذا كانت الأولى متاحة ويراها الجميع، فالثانية حكماً مغلقة على رفاهيتها في مناطق نائية لم تعد بعيدة عن العين بعد اقتحامها درامياً، وإن كان ثمة دلالة، فهي دليل لا يقبل الشك على تلاشي الطبقة الوسطى في ظل تنامي طبقة الفقراء، وزيادة ثراء الأثرياء. كيفما قلبنا النظر في تلك الأعمال الفنية، سنعثر على ما يؤكد حدوث تغييرات كثيرة في سورية، وكل تفصيل فيها يثير نقاشات في اتجاهات مختلفة، الأمر الذي سيفتح باباً من غير المرغوب فتحه على مصراعيه في بلد ما زال يعتمد في تقدمه على سياسة «الباب الموارب» وأنصاف الحلول كصيغة تدريجية آمنة لعملية تغيير تقلل ما أمكن من الخسائر، ويجعل السؤال ملحاً، ترى هل ستحرض هذه الفورة الدرامية على حراك اجتماعي جديد شبيه بما حصل منذ ست سنوات لدى حراك المجتمع المدني، أم ستسجل خطوة تراجع نحو الخلف؟