الجماعات والجامعات

تنشط تنظيمات أصولية في 25 جامعة بريطانية.. تناقش من العراق وفلسطين إلى تطبيق الشريعة بين مسلمي بريطانيا

TT

«إذا لقيتم فئة فاثبتوا»، و«أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه»، و«يجب أن نريهم قوتنا»، و«الخلافة عائدة لا محالة»، و«علم الاسلام سيرتفع فوق قصر باكنغهام»، و«السكوت عن الحق دليل الضعف». هذه بعض من الشعارات الأصولية التي ترددت في منتديات الطلاب في الجامعات البريطانية خلال فترة التسعينيات تحت راية الحركات الأصولية، بالإضافة الى لافتات تدعو الى دعم الجهاد في فلسطين والبوسنة وكشمير بالنفس والمال. ولكن الوضع تغير اليوم بعد تشديد قوانين مكافحة الارهاب في اعقاب هجمات سبتمبر (ايلول) 2001، وهجمات لندن فى 7 يوليو(تموز) 2005.

وقد أدى اكتشاف عدد من الطلبة المسلمين ضمن الانتحاريين الـ24  الذين اعتقلتهم السلطات البريطانية في مؤامرة «الإرهاب السائل»  لتفجير 10 طائرات عبر الاطلسي فى اغسطس (آب) الماضي، الى محاولة معرفة الغموض الذي يدفع بعض الطلبة المسلمين فى بريطانيا الى قلب التيار الاصولي.

فالطالب ستيوارت وايت، الذي تحول الى عبد الوحيد، 21 عاما، أحد الذين اعتقلوا في قضية «الارهاب السائل» دخل الاسلام قبل ستة اشهر فقط عن طريق اثنين من زملائه في الدراسة، وهما ايضا الآن ضمن المعتقلين. ويبحث المحققون اليوم في شرطة اسكوتلنديارد عن الاسباب التي دفعت عبد الوحيد الى قلب الخلية الباكستانية، ومعظم عناصرها من اصول كشميرية. وكانت «بي.بي.سي» أجرت تحقيقاً حول كيفية تجنيد الشباب المسلم في جماعات متشددة داخل بريطانيا. وتوصل التحقيق إلى أن بعض الجامعات البريطانية تستخدم كمنتديات ـ إلى جانب شبكة الإنترنت ـ لإقناع أقلية من الشباب المسلم بأن غير المسلمين هم أعداء، وأن  الأعمال الإرهابية ـ مثل تفجيرات لندن2005 «بطولية ومبررة». وفي المناطق الأكثر فقراً من جنوب لندن، وجد التحقيق أن هناك التقاء واضحا بين «ثقافة الجريمة المنظمة» و«الإسلام الرديكالي». وقال «حزب التحرير»، وهو حزب اسلامي اتهمه التحقيق بالضلوع في تجنيد الشباب المسلم في بريطانيا، إنه ينوي مقاضاة «بي.بي.سي» لما وصفه بتشهيرها به في التحقيق. وقال الحزب في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه عبر البريد الالكتروني إنه لا يدعو الى العنف او الاجرام. واوضح «حزب التحرير» ان جزءا من رسالته هو دعوة الشباب ان يبتعد عن براثن الجريمة. واشار الى ان سبب تطرف المسلمين يعود لغضبهم من سياسة الحكومة البريطانية الخارجية، وخصوصا في العراق. واوضح «نحن لسنا سبب غضب الطلبة المسلمين».

وأكد مسؤول كبير في حزب التحرير« لـ«لشرق الأوسط» ان فرض حظر على فرعها في بريطانيا، سيزيد من اقبال الشباب المسلم الغاضب في الجامعات البريطانية على الاقتناع بأفكار الحزب، الذي يرفض العنف، موضحا أن «حزب التحرير» ليس بحزبٍ عسكري، كما أنه لا يستعمل العنف لحمل دعوته للآخرين، ورغم ذلك فهناك اقبال من ابناء الجالية المسلمة على الايمان بأفكار الحزب. «الشرق الأوسط» التقت عددا من المسؤولين عن الحركة الطلابية في بريطانيا وآخرين من الذين تعرفوا على الاسلام في الحرم الجامعي، واصبحوا بعد سنوات نجوما لامعة في الحركة الاصولية. كذلك اجرت حوارا عبر الهاتف مع عمر بكري الاسلامي السوري الممنوع من دخول بريطانيا زعيم حركة «المهاجرون» التي حلت نفسها فى اكتوبر (تشرين الاول) 2005، والذي دخل على يديه المئات من طلبة الجامعات الى قلب التيار الاصولي. وقال وقاص خان رئيس اتحاد الطلبة المسلمين في الجامعات البريطانية لـ«الشرق الأوسط»، «ان هناك ضجة غير حقيقية عن الاسلام الاصولي داخل الجامعات البريطانية»، الا انه لا ينكر ان الدعوة الى الاسلام لا تتوقف داخل اروقة الحرم الجامعي.

واستنكر دعوة السلطات البريطانية للمحاضرين في الجامعات تقديم معلومات عن الطلبة المنضوين تحت راية الحركات الأصولية الإسلامية داخل تلك الجامعات، بموجب توجيه حكومي صادر عن وزارة التعليم البريطانية منتصف الشهر الحالي. واعترف بتواجد عناصر لحزب التحرير في الجامعات البريطانية، الا انه أشار الى أن حزب التحرير منظمة لا تدعو الى العنف، ودعا الى عدم حظرها. وقال وقاص خان «يبدو لي أن ذلك يعتبر أكبر اختراق لحقوق الطلاب المسلمين، لم يسبق له مثيل من قبل»، مضيفا أن «العملية تستهدف الطلبة المسلمين في حد ذاتهم، وتعاملهم ضمن أعلى مستوى من الشك والتدقيق، فالأمر هو كأنك مذنب حتى تثبت براءتك».

وكان  بيل رامل وزير التعليم العالي البريطاني، قد أصدر وثيقة الشهر الحالي بشأن مواجهة التطرف الأصولي في الجامعات. وجاءت الوثيقة الحكومية الجديدة المؤلفة من 18 صفحة والتي اثارت سخط الجماعات الاسلامية في بريطانيا في وقت تشهد فيه الساحة السياسية جدلا حول ارتداء النقاب وإرغام المدارس الإسلامية على قبول تلاميذ من أطياف دينية أخرى.

ويعتقد مسؤولون بريطانيون بوجود تهديد خطير، على الرغم من أنه غير منتشر، للتطرف العنيف في الجامعات. وقال رامل: «الموضوع جدي وعلينا ان نواجهه، ولكن الموضوع يتعلق ايضا ببناء لحمة اجتماعية في جامعاتنا. الامر يتعلق بالتحدث إليهم والاستماع إليهم وإلى مخاوفهم والعمل مع الأغلبية الواسعة من الطلاب المسلمين وغير المسلمين الذين يناهضون التطرّف».

أما خبير الاستخبارات والأمن البروفيسور أنطوني غليز، الذي نشر تقريرا العام الماضي، حذر فيه من مخاطر تطرف الطلاب، فاعتبر أنه يجب تشديد التحريات على الطلاب الأجانب. وأضاف، «لا بدّ من مقابلة الطلاب لمعرفة صدقية التزامهم بالتحصيل العلمي»، وسط تقارير ان التطرف الأصولي باتت له بؤر مؤثرة في 25 جامعة بريطانية .

أما يحيى بيرت، 38 عاما، الباحث في مركز دراسات الاسلام في ليستر شاير، فهو من ابرز معتنقي الاسلام داخل الحرم الجامعي، واسمه قبل الاسلام جوناثان، وهو نجل اللورد جون بيرت المدير العام السابق لهيئة الاذاعة البريطانية «بي.بي.سي»، فأعرب عن اعتقاده لـ«الشرق الأوسط» ان الدعوة الى الاسلام لم ولن تتوقف داخل الحرم الجامعي البريطاني. وكشف بيرت لـ«الشرق الاوسط» ان بعض معتنقي الاسلام من كبار ملاك الأرض، أو من المشاهير أو من الأثرياء او من نجوم المجتمع. وقدم يحيى بيرت الحاصل على الدكتوراه من جامعة اوكسفورد دراسة حول «التحول من المسيحية إلى الإسلام بين البريطانيين البيض». وقال بيرت «هناك ارقام رسمية تقدر عدد الذين اعتنقوا الاسلام بنحو 16 الفا،40  في المائة منهم السود، والباقي من البيض».

وأوضح انه «لم تكن هناك اسباب جوهرية قوية دفعته الى اعتناق الاسلام، في جامعة اوكسفورد، ولكنه اعجب بالحياة اليومية للمسلمين في عقائدهم الدينية وطريقة تعاملهم». والتقى يحيى زوجته وهي بريطانية من اصول هندية واسمها فوزية، خلال دراسته في جامعة اوكسفورد.

ويقول بيرت الذي يعتبر من الوجوه المعتدلة «هناك كثير من نجوم المجتمع البريطاني، الذين اعتنقوا الدين الاسلامي، ولكنهم يتخوفون من الحديث عن التغييرات التي طرأت على حياتهم، خوفا من التأثير السلبي لذلك على عملهم وارتباطاتهم بالمجتمع». وضمن الطلبة الذين اعتنقوا الاسلام ايضا خلال دراستهم الجامعية احمد دوبسون، نجل وزير الصحة البريطاني السابق فرانك دوبسون.

من ناحيته، يقول فيصل حنجرة الطالب في السنة الرابعة بكلية كوين ماري للطب بمنطقة وايت شابل بشرق لندن، وعضو الاتحاد الطلابي للجامعة لـ«الشرق الأوسط» ان توجه السلطات البريطانية نحو الطلب من الأساتذة في الجامعات التجسس على الطلبة من ذوي الملامح الآسيوية الذين يعتقد انهم ينتمون أو منخرطون في نشاطات إسلامية متشددة «غير مبرر». وتحدث الطالب حنجرة وهو من أصول آسيوية عن طلب السلطات البريطانية من الموظفين الابلاغ عن الطلبة لدى الفرع الخاص التابع لشرطة اسكتلنديارد البريطانية، مشيرا الى أن ذلك سيكون له ردة فعل في الاتجاه المعاكس على الطلبة انفسهم. وقال لـ«الشرق الأوسط» هناك اتهامات بدون ادلة على التطرف الاصولي في الحرم الجامعي: «فلا توجد بؤر أو مواقع لأعضاء حرب التحرير أو «المهاجرون» في كلية كوين ماري». ويرفض حنجرة استخدام لفظ «تجنيد»، وهو احد اهداف الحركات الاصولية في الجامعات، ويقول «هناك دعوة اسلامية نشطة في الجامعات، وهو أمر مسموح به». وقال ان هناك طلبة في جامعة كوين ماري يدرسون القانون والهندسة والرياضيات والآداب واللغات الى جانب الطب. وفي جامعة كوين ماري بحسب فيصل حنجرة نحو 3 الى 4 آلاف طالب مسلم. وحذر مما وصفه بـ«الانزلاق في نوع من المكارثية المضادة للإسلام». وتحدث عن وعي طلابي مضاد للتشجيع على العنف. وقال ان اي إشادة في الندوات الطلابية بهجمات لندن أو هجمات سبتمبر، تستجوب ان يقوم الطلاب بأنفسهم بالابلاغ عن مثيري الدعوة الى العنف الأصولي. الا انه قال ان الدعوة الى الاسلام المعتدل يجب الا تتوقف داخل الحرم الجامعي.

أما عمر بكري فستق المقيم في بيروت منذ هجمات لندن 2005 الذي تعرف على يديه المئات من طلبة الجامعات على الاسلام الاصولي، خلال عشرين عاما من وجوده في بريطانيا، فقال إن انتشار «الإسلام الحقيقي» أو ما يحب أن يطلق عليه البعض «الإسلام الأصولي» أو «الإسلام الراديكالي» في الجامعات والكليات البريطانية بين المسلمين وغير المسلمين حقيقة يعرفها الجميع «وبنعمة الله علينا فقد نجحنا في حمل الدعوة الى الله تعالى بين الطلاب، وذلك بغرس نبات الدعوة الصادقة منذ أكثر من جيلين، ولقد قمنا برعايتها وسقايتها، وقد آن موسم حصادها».

وقال بكري الزعيم السابق لحركة «المهاجرون» الأصولية، الممنوع من دخول بريطانيا، في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط»، حيث يقيم في العاصمة بيروت: «لما كان هامش الحريات المتاح للطلبة المسلمين أو للأصوليين ـ كما يحب أن يطلق عليهم البعض ـ كبيرا استطاع التيار الإسلامي من طرح الإسلام وتقديمه للمسلمين ولغير المسلمين، والحمد لله كان معدل اعتناق الاسلام عند الطلبة البريطانيين أو الهندوس أو الآسيويين والأفارقة بمعدل 7 أشخاص يوميا خلال فترة وجودى في بريطانيا»، مشيرا الى ان هذه النسبة ارتفعت بشكل تصاعدي بعد أحداث سبتمبر 2001.  وتابع بكري: «يجب أن نعترف ان نجاح الدعوة في الجامعات البريطانية بسبب الحريات المتاحة، كان كارثة على إدارة الجامعات، حيث أن التيار الإسلامي في الجامعات استطاع أن يجعل من الطلاب المسلمين البسطاء بعون الله من الملتزمين الذين يتوقون لنصرة الإسلام والمسلمين، واستطاع أن يحول مايكل الإنجليزي «الكافر» إلى محمد المسلم، وجاكلين المسيحية الى خديجة المسلمة وهكذا، مما اثار ضيق المسؤولين البريطانيين عن تلك الجامعات». وقال بكري: «عندما فشلوا في الطرح الفكري أمام التيار الإسلامي لجأوا الى التيارات الطلابية اليهودية والشاذة للتشويش على الدعوة الاسلامية في الحرم الجامعي».

واضاف: «مثلا أصبح الحديث عن قضية فلسطين بين الطلاب بمثابة معاداة للسامية، اما الحديث عن القيم الأخلاقية والعفة بين المسلمين, فكانت بمثابة التنديد باللواطية والحركات الطلابية الشاذة جنسيا». وتحدث بكري عن مناظرات كانت تدور داخل الحرم الجامعي بمعدل 5 مناظرات أسبوعيا في مختلف الجامعات البريطانية»، مشيرا الى ان الاحداث التي كانت تمر بالأمة كان لها اثر كبير على الطلبة المسلمين.

ويرى الاسلامي السوري، 46 عاما، «ان قضايا الأمة الإسلامية الساخنة كالبوسنة وفلسطين وكشمير والفلبين والشيشان وأفغانستان والعراق كانت هي الدافع عند المسلمين غير الملتزمين لمناصرة التيار الإسلامي الراديكالي في داخل الجامعات البريطانية».

واضاف: «اما بالنسبة للطلبة غير المسلمين كان الانجذاب نحو الدين الجديد هو منطق الإسلام العقلاني والفكري، الذي يوافق الفطرة السليمة ويجيب عن كل الأسئلة التي تدور في أذهانهم بكل جرأة وقوة فكرية، مما يملأ القلب طمأنينة والعقل قناعة فيعتنقوا دين محمد من دون خوف او رهبة».

وقال ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن معدل محاضراته في الجماعات البريطانية قبل خروجه من لندن: «الكل يعرف معدل محاضراتي ومناظراتي في الجامعات البريطانية ما بين عام 1986 الى عام 2004، بمعدل 30 محاضرة أسبوعيا، وكان إعلان الاسلام والشهادة من الأمور المألوفة في نهاية المحاضرات ومحاضرة غيري من الدعاة وسط تكبير من الحضور بانضمام وجه جديد الى دين الفطرة المحمدية». ولم يستثن بكري جامعة معينة من الدعوة فيها الى الاسلام من اقصى الشمال البريطاني الى جنوب العاصمة البريطانية. وقال بكري الذي اكد تمسكه بفتاويه السابقة، ومنها «من يبلغ عن المجاهدين فقد خرج من الملة»: «لا شك بأن الدعوة الى الإيمان بالله وتوحيده، وكذلك عن طريق إثبات وجود الله عز وجل بالطرح العقلي، كان له الأثر الأكبر في التأثير على كثير من الطلاب في الحرم الجامعي». إلا إنه قال: «كنا نركز في الدعوة وتوزيع كتيبات المهاجرون وأدبيات الحركة على الجامعات الرئيسية مثل جامعة كامبريدج وجامعة أكسفورد وجامعة درم ومدرسة لندن للاقتصاد وجامعة إمبريال وجامعة وستمنيستر والجامعة الملكية وغيرها».

واوضح الى انه خلال 20 عاما في بريطانيا، تربت على يديه أجيال من الطلبة تلامذته في الجامعات والمعاهد البريطانية. واشار بكري الى وجود فعال للحركة الأصولية التي كان يتزعمها قبل ان تحل نفسها في ما يزيد عن 48 جامعة وكلية بريطانية». وقال «الاستجابة كانت جيدة والحمد لله»، الا انه ذكر ان بحث قضايا الأمة الإسلامية بين الطلاب جعل الجهات الإعلامية والأمنية، تركز على الشباب المسلم وتقوم بالتضييق عليه والأمر بات مختلفا الآن بعد قانون مكافحة الإرهاب. وتحدث عن اعتناق الكثير من الطالبات البريطانيات للاسلام ممن كن يستمعن اليه في المحاضرات والندوات داخل الجامعات، ومنهن من كن على المسيحية أو اليهودية او الهندوسية.

وتابع «كانت المراقبة علينا على أشدها من قبل أمن الجامعات، وكانت طابع العقوبات الإدارية بطرد الطلاب من المحاضرات أحيانا أو بفصلهم وحرمانهم من الدراسة، ولكن بعد قانون مكافحة الإرهاب الجديد، أخذت أجهزة الأمن البريطاني طابع الاعتقال وتوجيه تهم مناصرة المجاهدين عند الحديث عن فلسطين أو الشيشان او العراق». واوضح «أدركت الحكومة البريطانية مؤخرا أن المشكلة تحولت من مواجهة مع بعض الطلاب الى مواجهة مع الجالية المسلمة في بريطانية».

وقال كان لا بد للحكومة البريطانية أن تبحث عمن يمثل الاسلاميين في الجامعات ويدعمهم، وعمن يمثل المسلمين في المجتمع البريطاني ويدعمهم، ولكنها عندما اكتشفت أن التيار الأصولي الراديكالي المناصر لقضايا المجاهدين هو تيار لا يمكن تجاهله عادت الى سياستها القديمة وهي «فرق تسد»، وأخذت تشكل مجموعات ممن تطلقون عليهم لقب التيار المعتدل، وسخرت لهم الأموال ووسائل الإعلام لضرب تيار الحركة الاصولية «وسخرت الإعلام الغربي لتشويه صورة الملتزمين من المسلمين او التيار الاصولي، وانشأت مجالس وجمعيات مهمتها تشويه التيار الاصولي».

أما المحامي انجم شودري الأمين العام السابق لحركة «المهاجرون»  فيعترف انه اعتنق افكار الحركة الاصولية، خلال دراسته للقانون من خلال محاضرات بكري في الجامعات البريطانية. واوضح انجم في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» أنه بالرغم من حل «المهاجرون» رسميا اكتوبر (تشرين الاول( 2005 واختفاء «الغرباء» من على الساحة، الا ان تلامذة عمر بكري ما زالوا عل طريق الدعوة داخل الحرم الجامعي. وقال ان الجمعيات الطلابية هي التي تطلب اعضاء الغرباء «للمشاركة في المناظرات داخل الحرم الجامعي، وآخرهما مناظرتان في جامعة ستافورد شاير واخرى في كلية ترينتي بدبلن تحت عنوان: هل هناك وجود للعنف في الاسلام ؟». وزعم ان هناك الكثير من الطلبة داخل الحرم الجامعي اعتنقوا افكار الاسلاميين مثل ضرورة الاحتكام الى بنود الشريعة الاسلامية بين ابناء الجالية المسلمة في بريطانيا. وقال ان هناك عددا متزايدا من الجمعيات الاسلامية التي انشئت داخل الحرم الجامعي بفعل الاهتمام بالاسلام، والتواجد الفاعل للاسلاميين في الجامعات، مشيرا الى ان الخمار والحجاب حتى النقاب تزايد ارتداؤه بين الطالبات. وقال هناك استجابة بين الطلاب في الجامعات للدعوة الاسلامية، والدليل على ذلك العدد المتزايد من معتنقي الاسلام من الطلبة الانجليز والهندوس، اضافة الى تحول الطلبة المسلمين انفسهم، الذين لم يربطهم بالدين سوى اسمائهم فقط، الى نهج الالتزام بالعبادات وحضور الندوات والمناظرات التي تتحدث عن الاسلام كمنهج حياة.