علاقة عمرها 1500 عام

3 آلاف مسيحي يعيشون وسط مليون ونصف المليون مسلم في غزة.. ويحتفظون بعلاقات متقاربة مع فتح وحماس

رئيس الوزراء الفلسطيني (المقال) اسماعيل هنية يتحدث الى بطريرك القدس ميشال صباح خلال احتفال في مدرسة مسيحية في غزة ابريل الماضي (ا.ف.ب)
TT

لا يتذكر أبو السعيد بائع الأجهزة الكهربائية في حي الرمال وسط مدينة غزة أن جاره منذ ثلاثين عاما الملقب بأبي حنا تاجر مواد غذائية، مسيحي الديانة، إلا في الأعياد والمناسبات الدينية، وهو ما يؤكده الأخير قائلا انه يقوم في كل عيد بتقديم تهانيه لأبي السعيد فيما يتعاملان طوال العام مع بعضهما ويتسامران أمام الدكان ثم يذهبان كل واحد منهما للصلاة في أوقاتها، فأبو حنا يذهب للكنيسة، أما أبو السعيد فيتجه للمسجد، في «المدينة المؤمنة» التي يعود تاريخها الى أكثر من 3 آلاف عام قبل الميلاد وشهدت بناء أول دير قبل اكثر من 1500 عام.

العلاقة الحميمة بين أبو السعيد وأبو حنا نموذج عادي لعلاقة طبيعية بين المواطنين بغزة المسلمين والمسيحيين، حيث يعيش حوالي 3 آلاف فلسطيني مسيحي وسط مليون ونصف المليون مسلم على مساحة ضيقة من الأرض لا تتجاوز 360 كيلومترا مربعا، باتت تتحكم في رقابهم منذ أربعة أشهر حكومة تتبع حركة إسلامية تم وضعها أميركيا على لائحة الإرهاب الدولي، وهى صورة سرعان ما لجأت العديد من وسائل الإعلام الغربية إلى استغلالها سياسيا بعد ساعات قليلة من وقوع جريمة قتل مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الجاري راح ضحيتها المواطن المسيحي رامي عياد.

الجريمة لم تتضح خلفيتها ودوافعها وأسبابها، وهذا ما دفع حركة حماس للقول بأن هذه الجريمة هي محاولة لوصم حركة المقاومة الإسلامية حماس «بتهمة اضطهاد الأديان»! الأمر الذي دفع رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية ليأمر بتشكيل لجنة تحقيق عاجلة لمتابعة القضية، قائلا: «نحن جميعا جزء من شعب واحد نعاني معا ونخوض معا نضالا واحدا من أجل الحرية والاستقلال واستعادة الحقوق الوطنية الثابتة، ولن نسمح لأي جهة كانت بالعبث في هذه العلاقة التاريخية».

وبذات الوقت سارع قادة حماس ووزراؤها إلى زيارة رجال الدين المسيحيين وتهدئة خواطرهم وتقديم ما يلزم من حماية لجمعياتهم ومؤسساتهم، وترميم أضرار في مؤسسات مسيحية تعرضت للتخريب والحرق أثناء أحداث السيطرة على القطاع قبل شهور بغزة. وعلى الرغم من محاولات السياسيين ومعهم بعض الكتاب ووسائل الإعلام سبر غور الجريمة وخلفياتها بالتحليل والإدانة والتوقعات وإشهار الخوف من المس بالعلاقة الحميمة بين المواطنين المسيحيين والمسلمين في غزة إلا أن تلك الجريمة لم تحتل حيزا يذكر في سمر ودردشات أبو السعيد وأبو حنا، إذ يتهم الأخير «السياسة» ومن وصفهم بـ«ممتهنيها وانتهازييها» بتضخيم حادثة القتل ومحاولة حرفها عن كونها جريمة قتل عادية قد تطال مسلما أو مسيحيا، ويقول «إن الجريمة حتى ولو تمت كما يقول البعض على خلفية دينية فإنها لا تتعدى كونها جريمة فردية مدانة وليست ظاهرة تستحق دق طبول ومزامير الفتنة، خاصة ان غزة تشهد ومنذ أشهر طويلة جرائم قتل لأتفه الأسباب راح ضحيتها مئات الفلسطينيين». لكن هذا لا يعني غض الطرف عن أن جرائم القتل التي يكون ضحاياها من المواطنين المسيحيين التي قد تصبح مادة للابتزاز السياسي تمارسها منظمات وقوى عالمية ودولية على دول عربية، كان آخرها وأبرزها ما تعرضت له جمهورية مصر العربية ـ جارة قطاع غزة ومنفذها الوحيد ـ من حملات دعائية منظمة لتخريب النسيج الاجتماعي والروابط الوطنية بين أبناء الشعب الواحد.

فأبو حنا يستذكر جريمة قتل سابقة راح ضحيتها مواطن فلسطيني يعتنق الديانة المسيحية إبان الانتفاضة الأولى عام 1987 ويتذكر أيضا: انه بعد سويعات قليلة من جريمة القتل تلك زعمت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن قتله كان على خلفية دينية! ولكن بعد مضي أيام معدودة تبين أن الجريمة وقعت على خلفية نزاع على قطعة ارض.

منذ سيطرة حركة حماس عسكريا على السلطة في قطاع غزة سارع قادتها إلى طمأنة المسيحيين على أرواحهم وممتلكاتهم وحرية عبادتهم، وبنفس الوقت يحاول ه مسيحيو غزة الحفاظ على علاقات جيدة مع جميع الفصائل الفلسطينية وعدم الزج بأنفسهم في الصراعات الداخلية. لكن علاقات مميزة تربط الرئيس محمود عباس وحركة فتح مع المسيحيين الفلسطينيين. إذ تجسم هذا الحرص الدائم في متانة النسيج الوطني الفلسطيني وتماسكه، وساهم في نجاح الطرفين بتجاوز آثار اعتداءات سابقة طالت مؤسسات مسيحية بغزة بعد انقلاب حماس العسكري على سلطة الرئيس محمود عباس، حين قام مجهولون بتفجير مدخل جمعية الكتاب المقدس ونهب وإحراق دير للمسيحيين يقع في مدرسة الراهبات الوردية بالمدينة.

حرص المسيحيون والمسلمون في غزة على النأي بالدين عن الخلافات والمشاحنات الدموية التي يشهدها قطاع غزة، ومرجع ذلك رغبتهم المشتركة في تجاوز كل ما شأنه تعكير صفو علاقاتهم الوطيدة واستمرار وحدتهم وتماسكهم، وهذا ليس لإدراكهم بالمصير المشترك في مواجهة احتلال وحصار وبطش اسرائيلى لا يميز بين فلسطيني وآخر وحسب، بل لأن العلاقة التاريخية بين المواطنين المسلمين والمسيحيين هي نتاج طبيعي لمدينة ساحلية احتضنت الديانتين منذ آلاف السنين في مدينة سميت غزة هي أعرق مدن العالم التي أنشأها الكنعانيون في الألف الثالثة قبل الميلاد. أول دير بالبلاد المقدسة: هذه المدينة سميت «المدينة المتلألئة» و«المدينة المتدينة» وذلك قبل عدة قرون من ميلاد المسيح عليه السلام، وحافظ سكانها الأصليون على مكانتها وموقعها الاستراتيجي بين قارتي آسيا وأفريقيا، وعلى الطريق الرئيسي «فياماريس»-Viamaris- طريق البحر وطريق حورس الذي يربط بين مصر وفلسطين والجزيرة العربية وجنوب شرق آسيا، وعبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا.. لذا فقد حازت على صفة «سيدة البخور».

فسكانها الأصليون هم النواة التي نشأت عليها المسيحية في المدينة وما حولها، وحافظوا على انتمائهم العربي طيلة الفترة الكنعانية إلى ما بعد قدوم «الباليستينيين» في القرن الثالث عشر قبل الميلاد إلى أن أعادها العرب الأنباط إلى حاضرتهم سنة 150ق.م. ازدادت نسبة العرب بالإضافة إلى الأنباط والآدوميين على ارض تلك المدينة بعد دخول قبائل الغساسنة لتشهد بعدها التركيبة السكانية تغيرا ملحوظا، خاصة ان أفراد الأخيرة الذين انتشروا في القرنيين الخامس والسادس شرق الأردن وفلسطين اعتنقوا الديانة المسيحية وساهموا بنشر رسالتها.

ومن الحقائق التاريخية التي يجمع عليها المؤرخون أن غزة أو المدينة المؤمنة تضم في أكنافها أول دير تم بناؤه في فلسطين التاريخية سنة 329 ميلادية على يد القديس هيلاريون المولود في خربة أم التوت الواقعة إلى الجنوب من وادي غزة. كما وفرت مدينة غزة استراحة للسيدة مريم العذراء مع طفلها عيسى عليه السلام في طريق الهجرة إلى مصر بعد أن اصدر الحاكم الروماني هيرودس أمرا بقتل جميع المواليد الجدد من الذكور حيث استجابت العائلة لوحي الرب كما جاء في «الإنجيل» وسلكت أثناء عودتها طريق البحر Viamaris لتمر بمدينة غزة وتتخذ عليها من ظل شجرة جميز مشهورة استراحة لها مع طفلها عيسى المسيح عليه السلام.

ويقدم المؤرخ سليم عرفات المبيض في كتابه «النصرانية وآثارها في غزة وما حولها» مجموعة كبيرة من الأساقفة المسيحيين المؤمنين منهم الأسقف سلوانس في العام 285 م الذي استشهد مع تسعة وعشرين مسيحيا في عهد الملك غلاريونس الوثني الذي أحرق بعضهم ورمى الآخرين للوحوش الضارية.

وتحتضن غزة ثالث أقدم كنيسة في فلسطين بعد كنيستي المهد والقيامة وهى كنيسة القديس برفيريوس وبنيت في القرن الرابع الميلادي وتمتد على مساحة على مساحة 216 مترا مربعا وتجاور تماما جامع كاتب ولايات في حي الزيتون وبنيت في القرن الرابع الميلادي وتضم في جنباتها قبر القديس برفيريوس الذي توفي عن 73 عاما في الكنيسة.

وساهم أهل غزة من المسيحيين عبر التاريخ فى شهرة المدينة فى الشرق والغرب، كما ساهموا فى صنع حضارتها وثقافتها الفلسطينية عبر العصور وكان من بينهم الشاعر الغزي «انيوس» والفيلسوف «بيرقوبيوس»، وقيل أن كثيرا من طلاب أثينا قد تركوها متجهين إلى غزة طلبا للعلم والمعرفة، في حين لجأت بلاد فارس إلى استعارة أساتذة معاهد غزة و علمائها.

ومن تقسيم المدن الست التي شهدت تطور الفكر المسيحي نرى أن غزة قد أخذت مكانتها إلى جانب المدارس المؤسسة لنهضة الفكر المسيحي وهي: أثينا، الإسكندرية، القسطنطينية، أنطاكيا، وبيروت. فبينما عنيت أثينا بالأدب والفلسفة.. عنيت الإسكندرية وغزة بالعلوم.. كما أصبحت مركزاً فكريا وذات شهرة واسعة بالبلاغة والشعر.

يبلغ تعداد فلسطينيو غزة من المسيحيين ثلاثة آلاف نسمة يعيش معظمهم داخل المدينة وخاصة حول كنائسها الرئيسية الثلاث وهي كنيسة القديس بيرفيويوس وكنيسة اللاتين في حي الزيتون والكنيسة الإنجيلية والتي تقع بجوار المجلس التشريعي وقبالة النصب التذكاري للجندي المجهول وسط غزة. وهم يمارسون شعائرهم الدينية بحرية كاملة ويتبعون كنائس مسيحية كسائر المسيحيين في العالم، فمنهم من يتبع الكنيسة الأرثوذكسية العربية، وآخرون يتبعون الكنيسة الكاثوليكية (اللاتينية).. ومنهم من يتبع الكنيسة الإنجيلية، ويمارسون جميعهم طقوسهم الدينية في الأيام المقدسة والأعياد وفقاً للتقويمات التي تتبعها الكنائس، وهي عيد الفصح، عيد الميلاد، عيد الصليب، ذكرى العذراء، ذكرى القديسة بربارا، أحد الشعانين، وعيد القديس برفيريوس.

ويحظى الموظفون منهم في الدوائر الحكومية والخاصة بإجازة رسمية أسبوعية كل يوم احد يخصصه بعضهم للصلاة الجماعية في الكنائس. ويسمح للفلسطيني المسيحي وفقا لوثيقة إعلان الاستقلال والنظام الأساسي الفلسطيني وكافة النظم السائدة في فلسطين، العمل في شتى الوظائف الحكومية منها والأهلية، ويتمتعون بكامل الحقوق والواجبات التي يتمتع بها الفلسطيني المسلم، وخصصت للمواطنين المسيحيين عدة مقاعد في المجلس التشريعي الفلسطيني حسب نظام الكوتا في الدوائر التي فيها نسبة المواطنين المسيحيين عالية. ولوحظ ان معظم مسيحيي غزة يهتمون بتحصيل الدرجات العالية في العلوم المختلفة حيث يعمل 40% منهم في مجالات الطب والتعليم والهندسة والقانون.

كما تمتلك الكنائس الفلسطينية بمدينة غزة مؤسسات تعليمية وخدماتية متميزة يقبل عليها المواطنون المسلمون من دون أي تحفظ، ويستفيد منها كل فلسطيني بصرف النظر عن ديانته، ومنها: مدرسة بطريركية اللاتين التي نشأت فكرتها من خلال التجارب اليومية للأب جليل عواد كاهن الرعية السابق في المدينة وتأسست في العام 1974 وتتبع هذه المدرسة بطريركية اللاتين التي هي المركز المسيحي الكاثوليكي في فلسطين وتقدم خدماتها في الإغاثة والصحة والتربية والحياة الاجتماعية منذ ما يقارب 150 عاما.

ومنها مدرسة العائلة المقدسة التي تضم 1250 طالبا، ومدرسة الروم الأرثوذكس الابتدائية المختلطة وهي امتداد لمدرسة البطريركية التي تأسست في حي الزيتون منذ حوالي عشرين عاما. والى جانب المؤسسات التعليمية تمتلك كنائس غزة مؤسسات صحية واغاثية ومهنية مهمة للمجتمع الغزي وتقدم خدماتها للمسيحيين والمسلمين من دون تمييز، ومنها مؤسسات تتبع مجلس الكنائس العالمي ومنها جمعية الشبان المسيحية التي تأسست عام 1952 والتي تقدم العديد من الخدمات الثقافية والتعليمية والاجتماعية، والرياضية.

وتعتمد كنيسة الروم الأرثوذكس والتي ينتمي لها معظم مسيحيو غزة المنهج العربي، ويقول الأب إلياس عواد راعي كنيسة الروم الأرثوذكس «تعتمد كنيستنا المنهج العربي، فالكنيسة للعبادة ولها مؤسسات تلبي الاحتياجات التعليمية لكل المجتمع. وبما أن أبناء رعية الكنيسة من العرب فإنها تعتمد المنهج العربي بكل أعمالها، وبكل صلواتها، وبكل ما يخص الكنيسة، فالفلسطينيون في غزة ذوو جذور عميقة وعريقة في هذه الأرض الطيبة».

ولمسيحيي غزة وفلسطين آراؤهم في المشروع الصهيوني، ويدركون خطورته على وطنيتهم وإيمانهم. كما يدركون تأثيرات العقيدة المسيحية في تشكيل الهوية الوطنية الفلسطينية، ولديهم مواقف معلنة من المصطلحات والصراعات المسماة «لصراع الحضاري».

يقول الأب عواد »الحضارات تتكامل.. ولا تتصارع ذلك لأن التكامل فيه مصلحة الإنسان وللاستفادة من كل الحضارات المتتابعة»، ويقول أيضا «إن الكنيسة المسيحية في فلسطين كانت وما زالت وستكون كنيسة وطنية تدافع عن حقوق رعيتها، كنيسة وطنية لا ترغب بالكراهية، لا ترغب بالعنصرية لا ترغب بالحروب، وهي تشجع المحبة وتشجع السلم وتدافع عن حقوق الناس أجمعين». ويشير الأب عواد الى نقاط التقاء ثقافي وعقائدي بين مسيحي غزة ويقول: «هناك اختلاف طفيف لا بد منه، لكن بالمعنى المسيحي في فلسطين، فالمسيحي هو المسيحي المساهم، المسيحي الذي يصنع السلام والمحبة لشعوب العالم، ومن يختلف من المسيحيين عن هذا المعنى فهو غير مسيحي، وإن ادعى انه مسيحي، فأعلى مهمة للمسيحي هي صنع السلام.. صنع المحبة وصنع التآخي والتسامح».

وعن رؤية رجال الكنيسة المسيحيين للمشروع الصهيوني يقول الأب عواد: «نحن كرجال دين مسيحيين وكوننا فلسطينيين بالدرجة الأولى نعارض المشروع الصهيوني الذي يهدف إلى احتلال الأرض الفلسطينية، وطرد الفلسطينيين من ديارهم، لأنه يعدم فرصة إقامة دولة فلسطينية ويسلب الحقوق الفلسطينية». ويضيف قائلا: «نحن مع اليهود المؤيدين للسلام والمؤمنين بحقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة واسترجاع أرضه المحتلة، ونحن نؤيد السلام ومع مشروع السلام الذي تطرحه السلطة الوطنية الفلسطينية بأن نعيش مع الإسرائيليين جنبا إلى جنب بسلام، دولتين متجاورتين بدون حرب وبدون احتلال».

ولعب آباء الكنائس المسيحية فى غزة دورا مميزا في النضال الوطنى ضد الاحتلال الاسرائيلي إلى جانب دورهم الروحي والديني، منهم الأب إلياس الرشماوي الذي بقي راعيا للكنيسة منذ عام 1925 وحتى عام 1952، وهو كان من رجالات ثورة الـ36 وهو من الثوار القدامى في فلسطين. ومنهم الأب بنايوت خير الذي تولى رعاية الكنيسة منذ عام 1952 وحتى 1977 والذي تحسب له مواقفه وتدابيره في الحفاظ على أبناء مدينته وأهله سكان مدينة غزة أجمعين مسلمين ومسيحيين أثناء الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة عام 1956.

والأب جورج عواد الذي ساهم منذ عام 1977 وحتى 1999 في الانتفاضة الأولى مساهمة طيبة، ويشهد له بذلك جميع الوطنين بغزة، وله بالغ الأثر في مستوى التآخي المسيحي الإسلامي، وصورته المشرقة في النضال الوطني بقطاع غزة.

أما القس الدكتور حنا مسعد، راعي الكنيسة المعمدانية بغزة وهي كنيسة مستقلة، وعضو في المجمع الإنجيلي في بيت لحم، فيقول «ان المسيحيين الفلسطينيين جزء لا يتجزأ من الشعب والمجتمع الفلسطيني. صحيح أن هويتنا الدينية مسيحية لكننا مواطنون فلسطينيون ولنا دور في تأسيس الهوية الوطنية والثقافية للفلسطيني».

ويضيف القس مسعد: إن للكنيسة دورا تعكسه من خلال المنهل الأساسي الذي نستمد منه قوة إيماننا.. فكتابنا المقدس (الإنجيل) عربي اللغة.. وهذا أمر متعارف عليه في كنيستنا المعمدانية. إننا نعكس محبة الله للإنسان حسب تعاليم الإنجيل». ويضيف «إننا نطمح إلى رؤية دولة ديمقراطية وعاصمتها القدس تسترجع الحقوق الوطنية، إننا ننبذ الحروب، وندعو إلى المحبة والمسامحة واحترام الإنسان لأخيه الإنسان والى قيام دولتين تعيشان جنبا إلى جنب باحترام متبادل».