عودة الحرب الباردة

زار ستالين إيران قبل 60 عاما محذرا من تجاهل مصالح روسيا.. وكرر بوتين المشهد نفسه الأثنين الماضي

TT

زار ايران، يوم الاثنين الماضي، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحضور مؤتمر قمة دول بحر قزوين، وحذر اميركا من تجاهل مصالح روسيا في المنطقة، ومن ضرب ايران، مع علامات بداية حرب باردة ثانية. وقبل اكثر من 60 سنة، زار ايران الرئيس الروسي جوزيف ستالين لحضور مؤتمر قمة الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، وحذر اميركا وبريطانيا من تجاهل مصالح روسيا، ومن احتلال ايران، مع بداية الحرب الباردة «الاولى». يوم الاثنين، قال بوتين في تصريحات للصحافيين في ايران، وهو اول رئيس روسي يزور ايران منذ ستالين: «يجب على اية دولة في منطقة بحر قزوين الا تسمح لأية دولة من خارج المنطقة بالعدوان على دولة في المنطقة». وكان يقصد عدوانين: اولا: عسكري، اشارة الى احتمال غزو اميركا لايران. وثانيا: اقتصادي، اشارة الى خطوط انابيب تبنيها شركات نفط اميركية لنقل نفط من دول بحر قزوين الى الدول الغربية بدون المرور بروسيا وبايران.

قبل ذلك بيوم، يوم الاحد، في المانيا، قبل ان يسافر الى ايران، قال بوتين للصحافيين: «تهديد حكام ايران وشعب ايران لن يؤدي الى اية نتيجة. الايرانيون ليسوا خائفين. صدقوني». وبعد ذلك بيوم، يوم الثلاثاء، علق على تصريحات بوتين برنامج «قراندي آند آندي» الذي يقدمه كل صباح في اذاعة «ام ايه ال» في واشنطن شخصان بنفس الاسم. قال «قراندي»: «بعد ان سمعت ما قال بوتين في ايران، اعلن، من هذا الميكرفون، بداية الحرب الباردة الثانية. اعلنها انا هنا، مثلما اعلن تشرشل بداية الحرب العالمية الباردة الاولى سنة 1945 . ورد عليه «آندي»، وهو اقل تطرفا منه: «لماذا تستعجلون مواجهة مع الروس؟ الا تكفيكم حرب الارهاب؟ الم تقولوا انها ستستمر لخمسين سنة؟».

لكن، قراندي، أخطأ، لأن ونستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا، لم يعلن بداية الحرب الباردة في سنة 1945، بل اعلنها يوم 5 مارس (اذار) 1946، في محاضرة في كلية ويستمنستر (ولاية ميسوري)، وكان يقف الى جانبه الرئيس ترومان، وهو من مواليد نفس الولاية فقال: «لن يثمر انتصارنا في الحرب العالمية الثانية بدون تحالف الشعوب الناطقة باللغة الانجليزية، وخاصة الامبراطورية البريطانية والولايات المتحدة». واضاف تشرشل: «خاصة في هذا الوقت الذي يستدل فيه ستار حديدي على اوروبا.. من بحر البلطيق في الشمال الى البحر الادرياتيكي في الجنوب». لهذا، كان تشرشل اول من استعمل وصف «الستار الحديدي»، وليس اول من استعمل «الحرب الباردة».

وطبعا، هناك صلة وثيقة بين الاثنين، ذلك لأنه، بعد خمسين سنة تقريبا (في سنة 1990)، انهار «الستار الحديدي» عندما انهار حائط برلين. وفي السنة التالية انهار الاتحاد السوفيتي، وانتهت الحرب الباردة «الاولى».

من هو اول من استعمل وصف «الحرب الباردة؟» عبر التاريخ ظلت «الحرب الباردة» لها صلة بموضوعين: اولا: بالحرب الساخنة، تأتي قبلها او بعدها. ثانيا: بالمسلمين. اول من استعمل «حرب باردة» في كتاب لا يزال باقيا كان الاسباني دون مانويل، قد كتبه وصدر في القرن الثالث عشر، اسمه «غويرا فريا» (حرب باردة)، عن العلاقات بين اسبانيا الاندلسية المسلمة واسبانيا الكاثوليكية.  كان الكاثوليك، في ذلك الوقت، قد استولوا على شمال الاندلس، وبقيت في الجنوب قرطبة اسلامية، لأكثر من مائتي سنة. وقال الكتاب ان علاقة الجانبين في ذلك الوقت كانت مثل «حرب باردة». حتى سنة 1492، عندما تحولت الى حرب ساخنة، واستسلم سلطان قرطبة، ابوعبد الله محمد الثاني عشر، وسقطت الاندلس نهائيا. وارتبطت الحرب الباردة بالمسلمين مرة اخرى في القرن التاسع عشر، عندما توترت العلاقات بين روسيا وتركيا. وبدأت بين البلدين حرب باردة، تحولت الى ساخنة سنة 1854 (حرب جزيرة القرم). كان نابليون الثالث قد صار امبراطورا على فرنسا، وكان متدينا اكثر من الاول والثاني، وقال انه يريد ان يسافر الى القدس ليصلي في كنيسة المهد (حيث ولد المسيح). وغضب على شيئين: اولا: سيطرة تركيا المسلمة على الاماكن المسيحية في القدس. ثانيا: سماح تركيا لروسيا بالاشراف عليها (كان يرى المسيحيين الارثوذكس الروس غير متطورين).

عندما ارسل مندوبا الى السلطان عبد المجيد مع اغراءات واكياس اموال، وافق عبد المجيد على اعطاء الفرنسيين مفتاح كنيسة المهد، وغضب الروس، وتحولت الحرب الباردة الى ساخنة، في شبه جزيرة القرم وفي البحر الاسود. وليس غريبا ان ترتبط حروب روسيا (باردة وساخنة) بالمحيطات والبحار، لان محيطاتها وبحارها تتجمد في الشتاء، ولأن اقرب مياه دافئة يسيطر عليها مسلمون يتحالفون مع الغرب، في كثير من الاحيان: (الاتراك دون البحر الابيض المتوسط، والافغان دون المحيط الهندي، والايرانيون دون الخليج).

يعتقد ان اول من استعمل وصف «حرب باردة» في العصر الحديث كان جورج اورويل، صحافي وكاتب بريطاني، كتب قصة «انيمالز فارم» (مزرعة الحيوانات)، وقصة 1984، والاثنتان عن الحكومات الدكتاتورية. كتب، في سنة 1945، رأيا في جريدة «لندن تربيون» عنوانه: «انت والقنبلة النووية». وقال ان اكتشاف الاميركيين، ثم الروس لها، سيكون بداية «حرب باردة» بين الاثنين.  وفي سنة 1947، قال بيرنارد باروخ في استجواب امام الكونغرس: «يجب الا نخدع انفسنا. نحن الان في وسط حرب باردة». لم يكن باروخ مؤرخا او فيلسوفا، لكنه كان رجل اعمال يهوديا اميركيا، وكان مستشار الرئيس الاميركي روزفلت، وصديق رئيس وزراء بريطانيا تشرشل. ونشرت مجلة «تايم» صورته على غلافها ثلاث مرات، وسمته «ذئب وول ستريت»، اشارة الى نجاحه في سوق الاسهم في نيويورك.

ولعب باروخ دورا كبيرا في اقناع روزفلت وتشرسل لتأسيس دولة اسرائيل، وقال لهما ان الغرب سيحتاج الى دولة صديقة في الشرق الاوسط، وقال: «لن تكون الحرب الباردة سوى تمهيد للحرب الساخنة». وقال آخرون ان وولتر ليبمان، معلق صحافي في جريدة «نيويورك تايمز» لخمسين سنة تقريبا (توفي سنة 1974)، هو اول من استعمل وصف «حرب باردة».  لكن، طبعا لم يكن الاول. ربما لأنه كتب كتاب «الحرب الباردة» (سنة 1947).  وكان غريبا ان ليبمان لم يتحمس لمواجهة الشيوعية، ومثله مثل كيسنجر، جاء بعده بجيل كامل، ويهودي مثله، دعا الى «ريال بوليتيك» (سياسة واقعية). ودعا الى قبول سيطرة روسيا على دول شرق اوروبا، والتعايش معها.

لكن، كان هناك في الجانب الآخر، عمالقة اميركيون رفضوا تنازل «قائدة العالم الحر» عن التزامها بالحرية، والدفاع عنها. في البداية، اعترف العمالقة بان الروس خدعوا الاميركيين مع نهاية الحرب العالمية الثانية، في ثلاثة مجالات:

اولا: عسكريا، توسعيون سيطروا على دول شرق اوروبا، ويريدون التوسع اكثر. ثانيا: عقائديا، شيوعيون ملحدون يريدون هزيمة الفكر الغربي المسيحي.  ثالثا: اقتصاديا، مخططون مركزيون لا يؤمنون بنظام السوق الحر.

وراهن العمالقة الاميركيون على قدرة اميركا على هزيمة الروس في «حرب باردة»، بدون اللجوء الى «حرب ساخنة». هؤلاء هم:

اولا: جورج كينان، «ابوالاحتواء» الذي كان دبلوماسيا في السفارة الاميركية في موسكو سنة 1946، عندما ارسل «البرقية الطويلة» (5,300 كلمة) الى وزير الخارجية، وقال فيها: «ينظر الروس الى العالم في شبه جنون. ويعتقدون ان كل العالم يعاديهم. انهم، مثل بقية الشرقيين، يحبون العمل سرا، ويؤمنون بنظرية المؤامرة». عاش كينان مدة طويلة (توفي قبل سنتين، عن مائة عام وسنة)، وشهد، ليس فقط نهاية الحرب الباردة، وايضا بداية حرب الارهاب. ثانيا: جورج مارشال، وزير الخارجية الذي قال ان احتواء الروس يمكن ان يكون اقتصاديا، ولهذا اسس "مشروع مارشال" لمساعدة دول غرب اوروبا حتى لا تسقط في ايدي الشيوعية. وعندما صار وزيرا للدفاع، خطط لانشاء احلاف عسكرية تحيط بروسيا ("ناتو" في اوروبا، و"سيتو" في جنوب شرق آسيا، وفي وقت لاحق "سنتو"، حلف بغداد، في الشرق الاوسط).

ثالثا: بول نتزيه، دبلوماسي، لم يصير وزيرا او سياسيا، وركز على التخطيط. ومن مؤسسي مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية في واشنطن (سي اس آي اس) لوضع نظريات عن الحرب الباردة، وطرق مواجهتها. وهو مثل كينان، عاش طويلا توفي قبل ثلاث سنوات، وعمره 97 سنة. ولم يشهد فقط نهاية الحرب الباردة، ولكن، ايضا، بداية حرب الارهاب.

رابعا: جون فوستر دالس، وزير الخارجية، واكثرهم تشددا ضد الروس، ربما لإيمانه القوي بان الشيوعية الحادة، فكرا وتطبيقا. وربما لأن والده كان قسيسا، وهو نفسه كان يريد ان يكون كذلك، لكنه، في وقت لاحق، فضل السياسة على الدين. غير ان ابنه صار قسيسا، ثم كاردينالا. (يعمل الآن استاذا في جامعة فوردام في نيويورك).

يعتقد مؤرخون ان الحرب الباردة "الاولى" بدأت "رسميا" في قمة يالتا الثلاثية (سنة 1945)، نفس مكان حرب القرم، وتسمى احيانا "قمة القرم". وكان ستالين قد رفض السفر الى بريطانيا او اميركا، وكأنه يريد من الرئيس روزفلت ورئيس الوزراء تشرشل ان يسافرا الى القرم ليتذكرا انتصارات روسيا. وفشل روزفلت وتشرشل في اقناع ستالين بالتعهد بالحرية والاستقلال لدول شرق اوروبا بعد الانتصار على المانيا الهتلرية. لكن، يقول مؤرخون آخرون ان الحرب الباردة بدأت "رسميا" في ايران، في قمة طهران، قبل ذلك بسنتين، عندما اجتمع الثلاثة. ومرة اخرى، كان ستالين يرتدي بدلة عسكرية، واثارت تصرفاته شكوك روزفلت وتشرشل. ورغم ان الهدف من المؤتمر كان تقوية التحالف ضد المانيا الهتلرية، ورغم ان الحرب العالمية الثانية كانت ستستمر سنتين بعد ذلك، قدم ستالين شروطا عن وضع اوروبا بعد نهاية الحرب جعلت روزفلت وتشرشل يشكان في نياته. مثلا: قدم ثلاثة شروط عن بولندا: اولا: تتغير حدودها الغربية مع المانيا (كانت قد اقتطعت جزءا من بولندا). ثانيا: تتغير حدودها الشرقية مع روسيا (يعود جزء كانت المانيا اقتطعته). ثالثا: تقع تحت منطقة النفوذ الروسي بعد نهاية الحرب.

وقال لهما ستالين: "لا تقتربوا منا، ونحن لن نقترب منكم". يقصد ان على اميركا وبريطانيا ان تبتعدا عن مناطق النفوذ الروسية، وعن الدول التي تجاور روسيا. ومقابل ذلك، ستبتعد روسيا عن مناطق النفوذ الغربية في اميركا اللاتينية وافريقيا وجنوب آسيا. واخيرا، في قمة طهران سنة 1943، وفي قمة طهران يوم الاثنين، يظل الروس، كما قال جورج كينان، «أبو الاحتواء»، وعملاق الحرب الباردة: "يبحث الروس عن عذر لتبرير خوفهم من العالم حولهم". لكن، صار واضحا ان الرئيس بوش لا يعرف ذلك، لأنه يقدم للروس كل مرة عذرا: غزا العراق، وغزا افغانستان، ويهدد بغزو ايران، ويحذر تركيا، ويريد بناء صواريخ في بولندا، ويريد اقناع اذربيجان ان تكون حليفة لاميركا، واقنع جورجيا ان تكون حليفة لأميركا، ووضع قاعدة عسكرية في طاجيكستان، ويريد نقل بترول بحر قزوين الى الغرب بعيدا عن روسيا، وكأنه لا يعرف ابعاد ما يفعل، بل هو، حقيقة، لا يعرف ابعاد ما يفعل.

اخطأ بوش مرتين: لأنه يجهل تاريخ الروس، ولأنه لم يفهم بوتين. لو فهم بوتين، كان كفر عن جهله. في سنة 2001، بعد خمسة شهور من دخوله البيت الابيض، قابل بوش بوتين لأول مرة في سلوفينيا (من فيدراليات يوغسلافيا سابقا). واقترح على بوتين اعلان نهاية الحرب الباردة، وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين. قال مؤرخون ان هجوم 11 سبتمبر (ايلول)، بعد اللقاء بثلاثة شهور، عرقل ذلك. وان حرب الارهاب شغلت الدولتين عن توثيق علاقاتهما.  لكن، قال مؤرخون آخرون ان العكس هو الصحيح. وان حرب الارهاب وثقت العلاقة بين البلدين. واشاروا الى ان بوتين استغل حرب الارهاب لزيادة ضرب مقاتلي الشيشان "الارهابيين". وان بوش وافق على ذلك مقابل سماح بوتين للقوات الاميركية التي كانت تضرب افغانستان باستعمال قواعد عسكرية في جمهوريات روسية سابقة مجاورة لافغانستان. بعد هجوم 11 سبتمبر بشهرين، تقابل بوش وبوتين في مزرعة بوش في ولاية تكساس، وقال بوش جملة مشهورة: "نظرت الى قلب وروح بوتين، ووجدته رجلا يمكن ان اثق فيه".

واستمر الود بين الرجلين، وفي سنة 2002، في مؤتمر قمة في موسكو، اتفق بوش وبوتين على تخفيض الرؤوس النووية لصواريخ كل من البلدين بنسبة ستين في المائة. وبعد ذلك بثلاثة ايام، عقد حلف الناتو اتفاقية مع روسيا لزيادة التعاون بين البلدين، ووافق على ضم روسيا، ليس فقط في جهود محاربة الارهاب، ولكن ايضا في مجالات نزع السلاح، وزيادة قوات الامم المتحدة لحفظ السلام في مناطق النزاع في العالم.

لكن، بدأت العلاقات بين البلدين تتوتر عندما غزا بوش العراق. في نفس يوم الغزو (18-3-2003)، اجتمع رؤساء روسيا وفرنسا والمانيا، وانتقدوا الغزو. وبعد ثلاثة شهور، سافر بوش الى موسكو ليحاول اقناع بوتين بتأييد الغزو، لكنه لم ينجح، واشار البيان المشترك، في دبلوماسية، الى ان "الاختلافات (حول العراق) لا تؤثر على العلاقات".

عارضت روسيا حرب العراق لأكثر من سبب (حتى قبل التأكد بعدم وجود اسلحة دمار شامل): اولا: تحالفت مع صدام حسين وحزب البعث لأربعين سنة. ثانيا: لم يوافق مجلس الامن على الغزو. ثالثا: هدد الغزو نفوذها التاريخي في منطقة بحر قزوين. وزاد قلق روسيا لأن اميركا هددت بضرب دولتين مجاورتين للعراق بحجة مساعدة المقاتلين العراقيين: سورية (صديقة روسيا التاريخية)، وايران (قلق روسيا التاريخي).

في سنة 2003، عندما تأكد بأن العراق لم يملك اسلحة دمار، غير بوش سبب غزو العراق، وقال انه يريد نشر الديمقراطية. وربما كان بوتين سيقبل هذا العذر الجديد لولا ان بوش قال ان حماية الديمقراطية في روسيا، ايضا، من اهدافه.  في سنة 2004، ركز بوش على موضوع الديمقراطية في روسيا بعد ان فاز بوتين بالرئاسة للمرة الثانية بنسبة 71 في المائة، وفاز هو، بعده بخمسة شهور، بالرئاسة بنسبة 51 في المائة. وفي سنة 2005، ركز بوش على موضوع اسلحة ايران النووية. ورغم ان بوتين عارض امتلاك ايران لقنبلة نووية، لم يعارض امتلاكها لطاقة نووية تستخدمها لأغراض سلمية، خاصة وان روسيا كانت تبني مفاعلات نووية في العراق.

وفي سنة 2005، ركز بوش على تأسيس قواعد صواريخ اميركية في بولندا ودول اخرى مجاورة لروسيا. وقال بوتين ان ذلك اغضبه لسببين: اولا: لأنه تهديد لمنطقة نفوذ روسيا التاريخية. ثانيا: لأن العذر كان غريبا، وهو ان الصواريخ لمواجهة صواريخ ايران.

وفي سنة 2007، سافر بوش الى براغ، وقال: "خرجت روسيا عن طريق الديمقراطية". وفي الصيف، عندما جاء بوتين الى اميركا واجتمع مع بوش في منزل والده الصيفي في ولاية مين، كان واضحا ان العلاقات تدهورت. وعاد بوتين الى روسيا، والغى تنفيذ بقية اتفاقية التخلص من الصواريخ والصواريخ المضادة. وسمح للطائرات العسكرية الروسية بأن تحلق علنا حاملة صواريخها واسلحتها. وقال انه لن يسمح ابدا بصواريخ اميركية في دول مجاورة لروسيا. ويوم الاثنين سافر الى ايران ليحذر بوش من غزوها. متى بدأت الحرب العالمية الباردة الثانية «رسميا»؟  يوم غزو العراق، من المسؤول عن بدايتها؟ الرئيس بوش.