اللعب على الأشواك

غاري كاسباروف أفلح كلاعب شطرنج من الطراز الأول عالميا.. وأغراه النجاح لخوض غمار الرئاسة الروسية

TT

جاء من القوقاز عن أم أرمينية وأب يهودي، حملته قدراته الخارقة، في علم الرياضيات، الى احتراف لعبة الشطرنج، واحتكار بطولة العالم لعدة سنوات، ولما كان النجاح يولد النجاح، فقد اختار هذا العام ان يخوض غمارا آخر في سباق الفوز برئاسة روسيا في انتخابات مارس (آذار) المقبل.

اختار غاري كاسباروف اذربيجان موطنا، ومنذ نعومة أظفاره ابرز، تفوقا في دراسته ساندته في اتقان الكثير من اسرار لعبة الشطرنج، ولم يكن قد بلغ السابعة من العمر. التحق بمدرسة استاذ الشطرنج وبطل العالم ميخائيل بوتفينيك. وفي قصر الطلائع في العاصمة الاذربيجانية سجل أولى انتصاراته التي حملته لاحقا الى العاصمة موسكو التي قصدها من أجل المزيد من العلم في واحد من اشهر معاهدها التعليمية، معهد اللغات الأجنبية، وليكون على مقربة من أهم مدارسها التي اهلته لاحقا للفوز بعرش بطولة العالم في الشطرنج عام 1985 بعد ان «شرف» في عام 1984 بعضوية الحزب الشيوعي السوفياتي وعضوية اللجنة المركزية للكومسومول، المنظمة الشبابية التابعة للحزب.  رحل كاسباروف عن باكو التي شهدت مولده في الثالث عشر من ابريل (نيسان) عام 1963 بشهادة ميلاد جديدة سجلت تخليه عن لقب الاب موسى فاينشتاين المهندس اليهودي، واستبداله بلقب امه «كاسباروفا» التي خشيت عليه من متاعب اللقب اليهودي في وطن يعلن الأممية شعارا، تفرغه من محتواه الملاحقات المستمرة لأصحاب «الملامح القوقازية» والكراهية غير المعلنة لليهود، وهم الذين طالما وقفوا في صدارة القوى التي تزعمت كل تحولاته الثورية سواء إبان الاعداد لثورة 1917 الاشتراكية بزعامة فلاديمير اوليانوف لينين، الذي ولد ايضا من أم يهودية، او حركة «البروسترويكا والغلاسنوست» في منتصف ثمانينيات القرن الماضي بزعامة ميخائيل غورباتشوف، او الانقلاب الديمقراطي في مطلع التسعينيات بزعامة بوريس يلتسين.

اتخذ كاسباروف طريقه صوب موسكو التي شهدت ذروة نجاحاته بفوزه ببطولة العالم للشطرنج في عام 1985 اي بعد عام واحد من تاريخ انضمامه الى الحزب الشيوعي السوفياتي. وحين حانت فترة الخيار والاختيار لحظة انفراط عقد الدولة الاتحادية، وتشتت رفاق الامس في جمهوريات مستقلة في أواخر عام 1991 أعلن عن تمسكه بروسيا وطنا يحمل هويته. لكن الوقت لم يمض طويلا حتى تحول كاسباروف الى «الاتجاه المعاكس» رافعا لواء معارضة النظام، فيما اعلن صراحة ان روسيا صارت «دولة بوليسية» من دون اعتبار لمحاذير الانزلاق الى صفوف خصوم النظام في الوقت الذي يحمل فيه الجنسية الأميركية.  ولم لا؟ الم يحالف الفوز آخرين ممن يتمتعون بنفس الجنسية الاميركية في انتخابات الرئاسة في بلدان البلطيق الثلاثة ـ استونيا وليتوانيا ولاتفيا؟

تصور كاسباروف، وفي بعض التصور الكثير من الغفلة، انه قادر على تكرار نجاح الآخرين، غير مدرك لأن ما يصلح في اي مكان في العالم ليس بالقطع يمكن ان يكون مناسبا في موسكو ذات التاريخ الامبراطوري والتقاليد القيصرية الفريدة الاطوار. ونشير بهذا الصدد الى حوار جانبي سبق وسجله الكسندر كورجاكوف مساعد الرئيس السابق بوريس يلتسين في كتابه «غروب رئيس»، قال ان حديثا دار بينه وبين جريجوري يافلينسكي زعيم حزب يابلوكو واحد ابرز نجوم حقبة البيروستوريكا مطلع التسعينيات، تناول قرار الأخير حول خوض معركة الانتخابات الرئاسية في تسعينيات القرن الماضي. سأله كورجاكوف: هل انت جاد حقا في الترشح رئيسا لروسيا؟ وحين اجابه يافلينسكي: ولم لا؟ باغته كورجاكوف بما يدور في خلد الملايين من ابناء روسيا: جريشا ـ اسم التدليل لجريجوري ـ انك يهودي. وفي هذا القول فصل الخطاب الذي يبدو غنيا عن اي تعليق. على ان كاسباروف عاد واعترف لاحقا بضآلة فرصه في مواجهة شعبية الرئيس بوتين وأنصاره، حين قال ان الانتخابات لم تعد في روسيا السبيل الى الوصول الى السلطة فيما اتهم اليسار ممثلا في الحزب الشيوعي بزعامة جينادي زيوجانوف واليمين ممثلا في حزب «يابلوكو» بزعامة يافلينسكي، بمغازلة السلطة التي تسمح لهما بالحضور وشغل ما تريده لهما من مواقع. واشار كاسباروف الى ان الكرملين يغدق مكافآته على كل من يتخذ موقفا مناوئا من حركة «روسيا الاخرى». وتلك تصريحات فضفاضة هلامية الأطر تبدو بعيدة عن المسؤولية واقرب الى العبثية، لا يخفف من حدتها ما يطرحه كاسباروف اساسا لتحركات انصاره وأولها: الابتعاد عن الايديولوجية وتحديد اولوياته في تصفية اسس النظام القائم، الى جانب التمسك بالمثل الديمقراطية. أعرب كاسباروف عن اهتماماته بالحياة العامة مع اولى بوادر حقبة انفراط عقد الدولة السوفياتية. استهل نشاطه بالإعلان عن خروجه من الحزب الشيوعي السوفياتي والتحول صوب تأييد الشعارات الديمقراطية في عام 1990. سجلت تسعينيات القرن الماضي، وهي الفترة التي ماجت فيه روسيا الحديثة بالكثير من الحركات الثورية الديمقراطية.. والكثير من تحركات كاسباروف صوب الانضمام الى المنظمات الديمقراطية المؤيدة للرئيس السابق بوريس يلتسين، في الوقت الذي كان يجوب فيه مختلف بلدان العالم لاعبا يحصد الكثير من البطولات ويحقق العديد من الانجازات الرياضية. شارك كاسباروف في تأسيس الحزب الديمقراطي في عام 1990 ثم تحول الى المشاركة في تأسيس حزب «خيار روسيا» في 1993 برئاسة يغور غايدار الذي فشل في الحصول على الاغلبية البرلمانية. ثم عاد للمشاركة في الحملة الانتخابية الرئاسية لاعادة انتخاب يلتسين في عام 1996. ومع بداية عهد الرئيس الحالي فلاديمير بوتين، وأفول نجمه كبطل للعالم للشطرنج تحول كاسباروف الى صفوف المعارضة الروسية، متحالفا مع رفاق الامس. سارع كاسباروف الى التحالف مع ميخائيل كاسيانوف عقب اقالته من منصبه كرئيس للحكومة الروسية في فبراير (شباط) 2004، ليشكلا مع آخرين حركة «روسيا الأخرى» التي قال الثري اليهودي الهارب الى لندن بوريس بيريزوفسكي انه يقف وراء تمويلها. اعلنا انهما يناهضان اتساع الهوة بين الاثرياء والفقراء واهتزاز النظام البنكي والمؤسسات المالية من دون مراعاة لأنهم ورفاق الامس من انصار الرئيس السابق بوريس يلتسين كانوا في مقدمة اسباب ما يعلنون اليوم عن ضرورة اصلاحه، وفي مقدمتهم بيريزوفسكي الذي حقق ثروة طائلة عن غير وجه حق حسب اعترافه الذي قال فيه ان ذلك كان في غيبة القانون.

وكاسيانوف الذي طالما حظي بكنية «مستر 2%»، في اشارة الى النسبة التي فرضها كإتاوة نظير كل «مهمة» يقوم بها لتسهيل امور كل من يطلب عونه منذ كان نائبا لوزير المالية في حكومات يلتسين، تناسى ابسط قواعد اللعبة التي اعتلى عرشها لما يقرب من عشرين عاما معلنا قبل اعداد صفوفه ان الهدف يتلخص وببساطة في اطاحة نظام بوتين وتقويض اركان الدولة البوليسية. دفع ببيادقه على كل خطوط «الجبهة الشعبية الموحدة» التي اعلن عن تشكيلها مغفلا ان البيدق (في لعبة الشطرنج) لا يملك حق العودة الى الوراء او فرصة المناورة. وعلى نحو لا يتسم بالكثير من الوفاق مع «رفاق اليوم» خلص ممثلو «روسيا الاخرى» في مطلع اكتوبر (تشرين الاول) الماضي الى اختيار كاسباروف مرشحا للمعارضة في الانتخابات الرئاسية في مارس من العام المقبل.

ولعله من الغريب ان يرفع هؤلاء الكثير من شعارات الامس التي رفعها معارضوهم في تسعينيات القرن الماضي احتجاجا على سياسات الرئيس السابق بوريس يلتسين ومن كانوا يسمونهم بـ«العائلة» وفي مقدمتهم بوريس بيريزوفسكي وميخائيل كاسيانوف. وفي اطار قوالب عامة يطرح كاسباروف افكاره على غرار ما اشار اليه انطون ترويانوفسكي في مقاله الأخير الذي نشره في صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية: «انني اعتقد ان انقاذ روسيا كوحدة سياسية متكاملة امر بالغ الضرورة للبشرية جمعاء». يحاول كاسباروف جمع الاضداد والتوفيق بين المتناقضات، بالسعى الى توحيد شتات القوميين المتطرفين مع البلاشفة من انصار حركة ادوارد ليمونوف والفوضويين مع الديمقراطيين واليمينيين من ممثلي التيار الليبرالي، وهي مهمة لا احد يقول بعقلانية او امكانية تنفيذها. يخرج كاسباروف في صدر المظاهرات التي لا يتعدى عدد المشاركين فيها بضع مئات يرفعون الشعارات التي تطالب بـ«روسيا بدون بوتين» واعلام الاتحاد السوفياتي السابق والرايات الحمراء ذات المنجل والمطرقة جنبا الى جنب مع صور انا بوليتكوفسكايا. ويقوم كاسباروف، بجولة عبر الولايات المتحدة للترويج لكتابه حول كيفية تطبيق استراتيجيات من عالم الشطرنج على اتخاذ القرارات الشخصية. والكتاب هو بعنوان «كيف تقلد الحياة الشطرنج: اتخاذ الخطوة الصحيحة ـ من الرقعة الى مجلس الإدارة»، ويزدحم بكثير من قصة حياته.

ويقول كاسباروف إن الثقة بالحدس وفهم نقاط القوة والضعف، والقاء نظرة على الصورة الكبرى يمكن للانسان اتخاذ قرارات صحيحة، وكما يصف الوضع في لقاء في جامعة هارفارد هذا الاسبوع قائلا «اخلقوا صيغتك المميزة من النجاح». الا انه خلال انتقاله من كامبريدج الى كابيتول هيل الى نيويورك يقدم كاسباروف درسا مستمدا من دوره كزعيم للمعارضة الروسية ومرشح الرئاسة: في عالم السياسة. ويعترف في مقابلة «لم يعد الأمر مباراة شطرنج».

وينتظر كاسباروف الذي يقول انه ينوي تفكيك نظام فلاديمير بوتين، بداية قد تطول. فهو يصر على انه يستخدم الزمن استخداما جيدا، ويحاول دعم حركة معارضة عبر المنظور الايديولوجي. الا انه في الوقت الراهن ليس امامه الا ممارسة ضغط مستمر. قال كاسباروف: «اعتقد ان اربع سنوات اضافية لهذا النظام ولروسيا ككيان سياسي ستفشل، لكنني لا استطيع ان اجبر هذا الزمن كي يأتي بالقوة. بوسعي فقط ان اعمل لكي تأتي هذه اللحظة وسأكن في المكان الصحيح. ليس لدى الموارد اللازمة للدخول في هذه اللعبة وحدي» ويقول «انا مقتنع أن إنقاذ روسيا ككيان سياسي واحد هو أمر مهم جدا لكل البشرية. وأنا أرى أن هناك افكارا طريقة كثيرة في الحياة، لكن حاليا أنا أتوقع أن هذا سيكون أكثر الامور التي تستهلك الوقت». ما زال كاسباروف يلعب الشطرنج على الرغم من اعتزاله عام 2005، ويبرر ذلك بأنه «نوع من إراحة النفس». ومنذ البداية وجد الكثير من الناس في كاسباروف سفيرا للرياضة وفي أحد كتبه الأولى: «ألعابي» الذي صدر بالإنجليزية عام 1983 السنة التي بلغ فيها كاسباروف سن العشرين. وفي الكتاب هناك مقدمة لأستاذه ميخائيل بوتفينيك والذي اقتبس أبياتا شعرية من الشاعر نيكولاي نكراسوف الذي عاش في القرن التاسع عشر: «ليس المطلوب منك أن تكون شاعرا، لكنك مجبر على أن تكون مواطنا».

الطريف ان كاسباروف كثيرا ما يبدأ حديثه بالروسية ليخلطه بكلمات ينطقها بالانجليزية التي يتقنها بلكنة مميزة، شأن تميز لكنته الروسية ذات الطابع القوقازي، وهو ما رصده انطون ترويانوفسكي في احدى مقالاته، التي نشرها مؤخرا في صحيفة «واشنطن بوست». ولعل المستمع الى كاسباروف يستطيع التوقف عند طريقته المميزة في الحديث والتي تجعل المرء عاجزا عن متابعته بسبب تعجل نطقه للكلمات، وهي صفة تتسم بها تصرفاته وقراراته وطباعه التي ثمة من يصفها بـ«المتقلبة» ما يبدو على طرفي نقيض من سمات لاعب الشطرنج المحترف والتي طالما ساعدته على الفوز ثم الاحتفاظ لسنوات طويلة بلقب بطل العالم.

ولعل ذلك يتفق مع ما سبق وقاله فيكتور كورتشنوي الذي خاض لسنوات طوال الكثير من نهائيات بطولة العالم للشطرنج، ان كل اساتذة الشطرنج متقلبو الاطوار غريبو الطباع، وهو ما اتفق معه غاري كاسباروف. حتى حياته الشخصية لم تخل من التقلبات والتغييرات الحادة. فقد تخلى كاسباروف عن زوجته الأولى بعد مشاكل عديدة منها ما يتعلق باقتسام «متاع وسكن الزوجين» دفعتها الى الرحيل مع ابنتهما بولينا التي تبلغ اليوم 14 عاما الى الولايات المتحدة، ليدخل في مغامرة ثانية لم تكن احسن حالا من الاولى مع يوليا، التي تركت له ابنهما فاديم البالغ من العمر 11 عاما. ولا احد يستطيع التنبؤ بمستقبل حياته مع الزوجة الثالثة داشا التي اختارت نيويورك مقرا لحياتهما المشتركة مع عايدة ابنتهما التي حرصت مؤخرا على ان تلدها خارج حدود روسيا في نيويورك في احضان الوطن الجديد ـ الولايات المتحدة. ومن هذا المنظور لا يبدو غريبا ان يسجل تاريخ السنوات القليلة الماضية تكرار انتقال كاسباروف من حركة الى اخرى، ومن فريق الى آخر من دون توخي ابسط قواعد اللعبة التي اجادها وحملته الى مصاف المشاهير. فبعد اعلان رئاسته لـ«لجنة 2008» في اشارة الى الانتخابات الرئاسية في عام 2008 عاد ليشكل «الجبهة الشعبية الموحدة» التي تحولت لاحقا الى حركة «روسيا الاخرى» مع رموز اليمين الليبرالي الذين انشق عنهم شأنما انشق عن رفاق الامس، ومنهم بوريس بيريزوفسكي الذي بات كاسباروف في خصومة شخصية معه. لكن الغريب ان كاسباروف يحاول مع كل خطوة في الاتجاه المغاير القاء تبعات ذلك التحول على السلطة. فها هي احداث اختطاف الرهائن من اطفال مدرسة بيسلان في سبتمبر (ايلول) عام 2004 يعلنها دليلا على عجز السلطة عن حماية مواطنيها. وحادث اغتيال الصحافية انا بوليتكوفسكايا يقدمه كاسباروف دليلا آخر على تورط الكرملين، مؤكدا المسؤولية الشخصية لبوتين الذي يتهمه بدعم الارهابيين في الشيشان.

أما عن الارهابيين الذين يقصدهم كاسباروف فليس اولئك الذين طالما قاموا بالعمليات التخريبية وتفجير الطائرات والمساكن، بل القيادة الجديدة في الشيشان بزعامة رمضان قادروف ما جعل نواب البرلمان الشيشاني يعلنون عن قرارهم باللجوء الى القضاء واتهام كاسباروف بأنه يعمل من اجل تغيير روسيا بما يتلاءم مع مصالح الغرب على حد قول دوكفاخا عبد الرحمن رئيس البرلمان الشيشاني. وبغض النظر عن الكثير من السلبيات التي اشرنا اليها فإن احداث الايام القليلة الماضية، تشير ايضا الى ان كاسباروف قرر «مواصلة اللعب في الوقت الضائع» متجاهلا ابسط قواعد اللعبة التي طالما عادت عليه باكاليل الغار، متجاهلا ما كشفت عنه الايام الأخيرة من خلافات داخلية تكاد تعصف بوحدة «روسيا الاخرى».

وكان عدد من زعماء روسيا الاخرى نشروا خطابا مفتوحا يطالبون فيه كاسباروف بالتخلى عن موقعه القيادي في الحركة مبررين ذلك بأن الحركة «لم تعد الساحة المناسبة لحشد الصفوف فيما تقلصت قدراتها وصارت تجنح الى خارج الساحة السياسية». واشار كاتبو الرسالة ومنهم لودميلا الكسييفا احد ابرز نجوم المدافعين عن حقوق الانسان وجيورجي ساتاروف مساعد الرئيس السابق يلتسين، الى ان ترشيح كاسباروف للرئاسة عن بعض فصائل المعارضة يفرغ فكرة البحث عن مرشح موحد للمعارضة من محتواها ما يجعلنا نطالب بوقف عضوية كاسباروف كرئيس مناوب لهذه الحركة». وشهد شاهد من أهلها.