أصداف ولآلئ ـ الجهادي التائب

غسان الإمام

TT

«لا يتبع ابن لادن إلا رجل جاهل بدينه، أو رجل منتفع بدنياه» ـ الدكتور فضل ـ النص المقدس صريح لا جهاد بقتل النفس لا جهاد بالانتحار لا جهاد بالحزام الناسف لا جهاد ضد المسالمين والآمنين لا رمي للمجتمع بالجاهلية لا مجاهدة ضد النظام لا مقاتلة لعالم «الكفار»

* هذا الرجل جريء في علمه صريح في مكاشفته عملي في واقعيته أعمل العقل في الدين فاعتذر عن «الجهادية الانتحارية» الجهاد عنده ليس بفريضة كان فقيه الانتحاريين هو منهم وغريب عليهم غرَّد خارج سربهم تاب فصارحهم بضلالهم تفقّه فدعا إلى ترشيد الجهاد اعترف بضعف حجتهم فاقرّ بخطأ الممارسة

* في الجهاد كما في السياسة ظلم المحترفون المثقفين أقْصَوْهُم عن الحزب والنظام جاهد الانتحاريون الفقهاء فأبقوا الدكتور «فضل» خارج التنظيم! اعترفوا بفضله وعلمه لكن حرموه من القيادة عاش الظواهري عالة عليه لاحقه طوال عمره درس الطب في كتبه تعلم الجراحة على يديه اعتقل معه فَوَشَى به تابعه من مصر إلى السودان ومن الخليج إلى أفغانستان تسبَّب في تسليمه والحكم عليه ظواهري يجاهد في خرابة و«فضل» سجين في «ليمان طُرَّهْ»

* «الانتحاري» قنبلة عمياء تذكرة ذهاب بلا إياب الانتحاري عند الظواهري «أقل كلفة»! عرف التاريخ الانتحار الديني انتحر اليهود في حصن مسادا أودع الحشاشون خناجرهم صدور الولاة فانتصر عليهم الحكام والخلفاء انتحر طيارو الـ «كاميكاز» فخسرت اليابان حربا عالمية استخدمت إيران أطفالها كاسحة ألغام فخسر الخميني الحرب مع العراق أميركا دولة انتحارية تنتحر في العراق وأفغانستان ويربح النظام العربي الحرب على الإرهاب

* الآيديولوجيات أزياء تهترئ بكثرة الاستعمال ينتقم «فضل» من الظواهري صمم له زيا فوق الركبة زياً بلا جيوب للأحزمة الناسفة لا الدولة تكافئه بالإفراج عنه ولا الظواهري يغفر له يتهمه بالفحشاء والفتنة فقد كشف زيَُه العورة