* «كم منزلٍ في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبدا لأول منزلِ» ـ أبو تمّام ـ مسيحيون ثلاثة رفضوا الرهبنة تزوج الثلاثة العروبة حلم قسطنطين زريق بديمقراطيتها حلم ميشيل عفلق بدولتها حلم جورج حبش بثورتها
* احتضنت أميركا جيلا عربيا ربّته على ثقافة الحرية فثار على ظلم سياستها على ناصية الجامعة الأميركية وفي شوارع بيروت الرومانسية بشر الطالب جورج حبش بالحلم أسس «حركة القوميين العرب» أَلْهَمَ طلابَ العرب الإيمانَ بالوحدة عادوا إلى بلدانهم. حكموا فمزّقوا الحلم بسيف الوهم جزّأوا الوحدة بـ «استقلالات» السيادة
* أفاق جورج حبش على هول النكسة فحمَّل النظام العربي مسؤولية الانكسار انفصل عن حلفه مع الناصرية تراجع عن العصبية القومية اعتنق العصبية الفسلطينية أسس «الجبهة الشعبية» طعَّم العروبة بالماركسية الماوية داواها بالتي كانت هي الداء
* خطأ الممارسة رديف لخطأ التنظير تشرذمت «الجبهة» جبهات آمنت بالعنف فخطفت الطائرات ناوشت بتمردها وانحيازها الأنظمة انحازت لصدام ضد الكويت تورطت في الحروب مع الأردن ولبنان عيَّرتْ بالهزيمة صلاحَ جديد فاعتقل حبش وأنقذه الأسد أصيبت النظرية بتصلب الشرايين فغادر التلامذة «غيتو» التنظيم تمردوا على الوصاية الأبوية
* «وَيْلي على عرفات وويلي منه» ساير «الختيار» البراغماتي وسالم فنقل الصراع إلى الداخل وبقي «الحكيم» أسير العيادة في الخارج رفض مدريد وأوسلو ظل رهين المراهقة النظرية متقلِّبا بين جيفارا وكاسترو حائرا بين لينين وماو
* جَثَمَ الكابوس فوق الحلم تقهقر المد القومي والماركسي خَلَّفَ المد وراءه الزَبَدَ «الجهادي» ساير «الحكيم» الموجة «الحماسية» لكن رفض انتحارها السياسي عارض مؤتمرها الدمشقي غادر الوصاية السورية حل ضيفا مصالحا للرابية الأردنية
* تكسَّرت النصالُ على النصالِ حان وقت الرحيل فقد وَهَنَ القلب نزف الدماغ شُلَّ الجسد تلعثم اللسان وظل العقل وحده واعيا ظل الضمير نزيها ظلت الذمة طاهرة بريئة طبيبٌ يداوي الناس وهو عليلُ يُغالبه الحنين إلى حلمه القديم فما الحب إلا للحبيب الأولِ