الخبز.. والبنزين

TT

لأسباب متشابكة بين المحلي والعالمي، ارتفعت الأسعار في العالم كله. وتأثير هذا الارتفاع تباين من دولة لدولة ومن منطقة لمنطقة على حسب متوسط الدخل الفعلي وحالة الاقتصاد. العالم العربي كمنطقة لم ينج من ارتفاع الأسعار، فمن المغرب والجزائر، مرورا بمصر والسودان والأردن ولبنان وسورية، انتهاء بالخليج ارتفعت أسعار السلع الرئيسية في العالم العربي خلال العالم الماضي بنسب تترواح بين 25% الى 30%. ارتفعت الأسعار بدءا من الخبز، الذي أصبح ارتفاع أسعاره يرهق كاهل قطاع واسع من المصريين، وحتى البنزين الذي أدى ارتفاع اسعاره الى مظاهرات في الاردن.

التحركات الرسمية على الصعيد العربي كشفت عن مساع حثيثة لتقليل آثار ارتفاع الأسعار. ففي السعودية اعلن الدكتور إبراهيم العساف، وزير المالية، أن حجم ما ستنفقه الحكومة على الإعانات التي ستقدمها للمواطن لمواجهة غلاء المعيشة ستصل إلى 60 مليار ريال (16 مليار دولار) خلال السنوات الثلاث المقبلة. وبين الوزير أن تحمل الحكومة للإعانات المباشرة من خلال دعم بعض السلع، كالقمح والأرز وحليب الأطفال، سيكلف الدولة 12 مليارا سنويا (3.2 مليار دولار)، فيما سيكلف إضافة 5 في المائة بدل معيشة لرواتب موظفي ومتقاعدي الدولة و10 في المائة لمستفيدي الضمان الاجتماعي نحو 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار). أما في الأردن فقد اتخذت مجموعة من «الاجراءات الاجتماعية» لمواجهة الارتفاع الحاد في الاسعار، من بينها خطوة نادرة وهي قرار بزيادة رواتب جميع الموظفين في القطاع العام من مدنيين وعسكريين، بمن فيهم المتقاعدون وتقديم مساعدات مادية مباشرة لأكثر الطبقات فقرا في القطاع الخاص، هذه الزيادات تتراوح من 63 الى 70 دولارا شهريا للموظفين في القطاع العام ومن 150 الى 220 دولارا شهريا للأكثر فقرا في القطاع الخاص ستشمل ما نسبته 60 بالمئة من الشعب الاردني البالغ تعداده 8،5 ملايين نسمة. وجاءت هذه الخطوات بعد ارتفاع أسعار المحروقات في الاردن 4 مرات خلال الخمس سنوات الماضية. وإذا كانت المحروقات مشكلة الاردنيين، فإن الخبز مشكلة المصريين. فخلال العامين الماضيين ارتفعت أسعار كل المواد الأساسية في مصر، بما في ذلك الخبز، لكن ارتفاع الأسعار لم يكن كل المشكلة، فالكلام عن «ترشيد الدعم» او «إلغاء الدعم» عن الخبز يخيف قطاعا واسعا من المصريين. خصوصا ان صعوبة شراء الخبز المدعوم من قبل الدولة اصبحت تشكل ضغطا اجتماعيا. وهنا تفتح «الشرق الأوسط» ملف الأسعار في السعودية ومصر والأردن ومواجهة الحكومات للغلاء.