أصداف ولآلئ

صاحبة الصوت الفضي

TT

* «لا أنسى فضل أحمد عَسَّة الذي فتح لنا أبواب إذاعة دمشق فكانت لها المساهمة الكبرى في بث أغانينا ونشرها» ـ فيروز/ 1993 ـ غنت أم كلثوم العرب فكانت الصوت الذهبي لحب مستحيل عذَّب الآباء والأجداد غنت اسمهان العرب فكانت الصوت الكريستالي صدى حبات البلّور المتساقطة المتكسرة على كبرياء حزن نبيل غنت فيروز العرب كانت الصوت الفضّي الآتي في الليل من قمر العشق

* صاغ الرحابنة فيروز شعاع من فضة يسري في غيم القرى الجبلية يذكرك برومانسية حب عذري الأغنية مختصرة اللحن باهر الكلمة عامية فيها بلاغة الفصحى الأداء لهذه الجنِّية الساحرة تسمو بك إلى ذرى جبل الثلج تحلق بك في فضاء تسكنه النجوم تتركك معلقا بصخرة الوهم الجميل

* لا إِنتَ حبيبي ولا رْبِينا سوا اختلف المريخ والقمر انفصل عاصي وفيروز تفجَّرت مزاجية فنان نَزِق فكانت نزيفا في الدماغ انطفأت العبقرية باكرا يصيغ زياد ندم الأم:

سألوني الناس عنك يا حبيبي ولأول مرة ما منكون سوا

* «كيفَك إِنتَ؟ مَلاَّ إِنتَ!» حمل الابن فيروز من الجبل نزل بها إلى صخب المدينة عرّفها على جيله جيل هرب من وطن الحرب عاد ليتذكر. يجدد الوصل جيل عرف الحب السهل اتهم النقاد الابن قالوا أزرى بوقار الأم طغى بالأوركسترا على الصوت الفضي لكن مدَّ بعمرها الفني صبية في الثالثة والسبعين من العمر

* الشهرة قد تجلب المال لكن المال لا يشتري السعادة سكن المال جعبة فيروز لكن طُلِّقت. ترمَّلَتْ شقيت بابن آخر تعطّل ثُكلَتْ بابنة ماتت عاشت قلق الفنان على فنه فسكنت غابة الصمت «أبو الهول صاحبي من زمان»

* فيروز تسبح فوق غيوم السياسة غنت لبنانَ والعرب فحمل السوريون سيارتها عرفت فيروز الخطيئة غنت لدكتاتورية الشيشكلي العسكرية:

«رجال الجيش يا هندُ...

على إيمانهم نحيا...» تكفكف فيروز دموع دمشق تقدم لها اليوم مسرحية ضد الدكتاتورية يعيب جنبلاط عليها وفاءها لدمشق ينسى انه متزوج سيدة دمشقية