إدريس ديبي: طائر الفينيق

الرئيس التشادي سمى أحد أبنائه بعمر البشير.. لكنه اكتوى بالنار من معارضين له قادمين من جهة الحدود السودانية

TT

يقول عنه المراقبون إنه أقوى رئيس يمر على تشاد، رغم أن أحد أقربائه يصفه لـ«الشرق الاوسط» بانه «يبدو وديعا.. هادئ الطبع.. قليل الكلام.. اذا تحدث إليك، لا تكاد تسمع حديثه». أما خصومه فيعتبرونه كـ«طائر الفينيق» الاسطوري الذي ينفض ريشه ليطير، بعد كل محاولة لحرقه. وإثر جولات ومعارك خاضوها ضده، خرج منها كالشعرة من العجين سالما معافى.. وكان أكبرها وأخطرها تلك التي وقعت في فبراير (شباط) الماضي، حيث أمطرته قوات المعارضة بوابل النيران وحاصرت قصره في انجمينا لمدة يومين كاملين، وسط انباء بانه جرح.. أو هرب، لكنه خرج بعد 4 أيام من انتهاء الهجوم وهو يرتدي زيه العسكري.. وقال ساخرا للصحافيين: «ها أنذا امامكم.. هل مت؟.. هل أنا جريح؟».. فرد الصحافيون عليه بضحك عال هز اركان القصر. ادريس ديبي هو رئيس دولة فقيرة موبوءة بالانقلابات العسكرية، لا يعرف تاريخها الحديث ان وصل أحدهم الى كرسي الرئاسة، إلا حاملا معه بندقيته.. وتحرسه دبابات على أبواب قصره. في طفولته تمنى ان يكون طيارا، فحقق حلمه، وقال انه سيطيح الرئيس السابق حسين هبري.. فأطاحه وصار رئيسا للبلاد في 2 ديسمبر (كانون الاول) 1990، عبر زحف عسكري بدأ من مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور، وانتهى بدخوله العاصمة انجمينا. وهو سيناريو يكاد يكون متشابها للرؤساء الذين جاءوا الى تشاد منذ منتصف السبعينات من القرن الماضي.. يأتون الى السلطة عن طريق دبابة قادمة من دارفور بغرب السودان.. وهكذا يخشى ديبي من المصير نفسه.. من دبابات أكثر من 17 فصيلا معارضا ومسلحا تترقب الفرصة للانقضاض عليه. ومنذ عدة أشهر وقوات المعارضة لا تكل من مهاجمة انجمينا، قادمين من جهة الحدود السودانية، لكنه ظل ينجو من كل محاولة.. آخرها محاولة فبراير التي تكسرت أمواجها العاتية على ابواب قصره.

يقول عنه المحللون السياسيون انه يدير حكمه حاليا على طريقة «رزق اليوم باليوم»، وربما يشرب قريبا من الكأس نفسها التي سقى منها سلفه حسين هبري. وتعرض جيشه ذو التسليح المتواضع، نسبة لفقر الدولة، الى حملات مكثفة وهزائم منكرة في عدة مناطق باقليم ابشى على الحدود مع السودان، قتل في واحدة منها قائد جيشه. ثم توغلت قوات المعارضة وهي ذات طابع سياسي وقبلي غربا الى ان دقت ابواب العاصمة انجمينا، لكنها لم تستطع ان تستولي على السلطة بسبب تدخل عسكري فرنسي في اللحظة الاخيرة، ادى الى صد المعارضة عن انجمينا. وهاجمته قبلها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ودخلت الى انجمينا قبل تنكسر شوكتها وتتراجع، لكن المحاولات لا تنتهي، واول من أمس اتهمت وزارة الدفاع التشادية الحكومة السودانية بدعم متمردين اغاروا على بلدات في شرق البلاد قبل ان يدحرهم الجيش، رغم اتفاق سلام ابرم بين البلدين في دكار قبل شهر مضى. ولد إدريس ديبي عام 1952 في بلدة فادا في إقليم بوركو اينيدي ـ تيبستي بجبال تيبستي (شمال تشاد) قرب الحدود الليبية. وهو ابن راع ينتمي إلى قبيلة التيبي، أو البديات، التي تعتبر فرعاً من قبيلة الزغاوة الكبيرة التي تنتشر غرب السودان وشمال تشاد وشرقها. قضى مرحلتي الدراسة الاولى في منطقة باهاي على الحدود مع السودان، التي تعتبر معقل اسرته وقبيلته في تشاد، ومنها التحق بالكلية العسكرية في العاصمة التشادية انجمينا وتخرج فيها ضابطاً، كما تابع دورات عسكرية في فرنسا.

يقول مقربون منه تحدثوا لـ«الشرق الاوسط» إن ديبي ذهب الى فرنسا ليدرس قيادة الطيران مجملا، ولكنه تخصص في الطائرات المقاتلة، قبل أن يعود إلى تشاد عام 1976 مع شهادة في الطيران. ويرى الصحافي السوداني ابوزيد صبي كلو، المتخصص في شؤون المنطقة، في حديث لـ«الشرق الاوسط» ان ديبي يعتبر من ابرز قيادات حكومة جكوني عويدي خلال عام 1978 الذي أطاح بنظام حكم الرئيس تمبلباي، وهو اول حاكم وطني لتشاد تولى الحكم من المستعمر الفرنسي.

وفي الجيش، كان ديبي من الضباط الموالين للرئيس العسكري الجنرال فيليكس مالوم الذي خلف عويدي لفترة قصيرة قبل ان ينقلب عليه عويدي مرة اخرى ويتولى نظام الحكم حتى انهيار السلطة المركزية في البلاد عام 1979 عبر انقلاب عسكري آخر قاده حسين هبري في الحرب الأهلية الدائرة في البلاد، ليجد ديبي نفسه على صدر قائمة المخلصين لثورته ونظام حكمه.

في العام 1983، قام هبري بتعيين ديبي رئيساً لأركان الجيش، ما يعني انه قد وثق به كل الثقة، حسب صبي كلو. وذاع صيت ديبي وسط البلاد، وازدادت حظوته واكتسب سمعة عسكرية لا بأس بها عندما نجحت قواته في التغلب على قوات معارضة قيل انها كانت مدعومة من قبل ليبيا في شرق تشاد في العام 1984.

ولكن في عام 1985 فأجا هبري الساحة العسكرية في البلاد بقرار أعفى بموجبه ديبي من منصبه الرفيع والحساس، قبل ان يرسله إلى فرنسا لمتابعة دورة دراسية وتدريبية في كلية الحرب الفرنسية. اكمل ديبي دراسته في فرنسا (1986 ـ 1987) ولدى عودته عينه هبري مستشاراً له حول قضايا الدفاع والامن، وتمت ترقيته الى رتبة عقيد واصبح عضواً في المكتب التنفيذي للحزب الحاكم. وفي عام 1987 قاد ديبي مواجهة ميدانية ضد قوات ليبية تحالفت مع قوات تشادية معارضة، وحقق نصرا عليها، لكن سرعان ما دبت الخلافات بينه وبين هبري. وفي عام 1989 اتهم هبري مستشاره العسكري وحليفه السابق بتدبير مؤامرة انقلابية ضده مما اضطر ديبي معها إلى الفرار، واللجوء إلى ليبيا، ثم إلى السودان حيث أسس «الجبهة الوطنية لإنقاذ تشاد» المتمردة بدعم من السلطات الليبية والسودانية.

ويروي المهندس آدم الطاهر حمدون، احد المسؤولين في اقليم دارفور إبان دخول ديبي للسودان، أن «هذا الاخير، ومعه مجموعة من القيادات في حكومة هبري، عندما شعروا بان هناك مؤامرة تحاك ضدهم في بلدهم فروا الى السودان. وقبل فرارهم ابلغوا وزير الداخلية التشادي آنذاك ابراهيم اتنو بان المؤامرة قد تطاله هو ايضا، لكن الوزير لم يصدقهم فتركوه وغادروا.. لينكل به هبري شر تنكيل». وقال حمدون لـ«الشرق الاوسط»: «كان عددهم قليلا جدا، واغلبهم من ابناء قبيلة الزغاوة، وفي الطريق الى السودان وقعت بينهم وبين قوات هبري معارك قبالة «جبل مرفعين» حيث قتل فيها اربعة من المجموعة الهاربة». ويقول صبي كلو مكملا قصة هروب قريبه: «في معركة جبل مرفعين، قتل احد اشقاء ديبي وجرح آخر غير شقيق، كما تعرض قائد المجموعة الهاربة وهو عباس كوتي الى جروح بالغة مات على أثرها داخل الاراضي السودانية، ليفلت ديبي وباقي المجموعة من الكمين الذي نصبه لهم هبري عبر إنزال جوي خلفهم».

وظل ديبي ومجموعته يتجولون على طول الشريط الحدودي بين السودان وتشاد خاصة في مناطق ام سروج والحجارة وجبل مون ومدينة الطينة وباهاي، على الجانب السوداني، قبل ان تتوزع المجموعة على مدن دارفور مثل الفاشر حيث فتح لهم مكتب سياسي، وفي الجنينة ونيالا، بعلم حكومة الصادق المهدي انذاك، حسب آدم الطاهر حمدون.

وأضاف «كانوا يجدون الدعم من حكومة المهدي عبر حاكم دارفور في ذلك الوقت، لكن ديبي ما كان يدخل المدن الرئيسية إلا حينما يطلب منه حاكم دارفور اللقاء به. كان اغلب وقته في معسكراته في شمال دارفور».

وينفي حمدون ما ظل يتردد عن ان ديبي وجد كل الدعم من حكومة البشير حتى وصل الى انجمينا في العام 1990، وقال حمدون الذي كان مسؤولا سياسيا كبيرا لحكومة البشير في الفاشر عاصمة دافور، ان الخرطوم اعطت ديبي بعد اشهر من وصوله ثلاثة خيارات: الاول اقامة الصلح مع هبري والعودة الى بلاده مع مجموعته، والثاني: تجريدهم من السلاح واعتبارهم لاجئين مدنيين، والثالث: ان يغادروا البلاد. واضاف «كان الخيار الافضل للحكومة السودانية هو ان يعقد الصلح مع هبري». ومضى حمدون قائلا ان «ديبي يبدو انه دبر امره بنفسه وتوجه نحو الحدود وقاد معارك شرسة ضد هبري وتقدم من مدينة الى قرية الى ان دخل انجمينا». ويعتقد خبراء عسكريون في الخرطوم في هذا الشان ان ديبي كان يجد الدعم العسكري من الحكومة الليبية التي كانت على عداء سافر مع حكومة هبري، ولا يشكون بانه لولا الدعم الليبي لما استطاع ان يتقدم حتى الى داخل الاراضي التشادية ناهيك من قيادته لحرب عصابات اقتلعت هبري من منصبه، فيما يرى من تابعوا نشاط ديبي من داخل السودان آنذاك بان تحركه في مناطق الزغاوة في دارفور وما يتيح له ذلك من فرص تنقل وسط افراد من اسرته يعيشون في السودان، كان سببا مهما في دفع حركته الى الامام، غير انهم يقولون انه لم يظهر في العلن في السودان رغم انه يشارك ليلا في المناسبات الاجتماعية الخاصة بأهله في الفاشر والقرى شمال دارفور، بعلم السلطات. وحسب مقربين منه فان ديبي كان يجد الدعم الشعبي اكثر من الدعم الرسمي. كما يرى اقاربه في دارفور ان تولي شقيقه، دوسة ديبي، منصب سلطان منطقة باهي والطينة التشادية قدم له الغطاء الكافي لكثير من تحركاته على الحدود الى ان دخل انجمينا ثم أمن ظهره بعد جلوسه على الكرسي.

ويروي السفير التشادي في واشنطن (صهر الرئيس) الدكتور محمود ادم بشير لـ«الشرق الاوسط» سيناريو آخر للاحداث قائلا ان «حكومة البشير كانت تحاول القبض على ديبي وتسليمه الى حسين هبري بعد ان عقد مع الخرطوم تفاهمات». وأضاف «عرضت الخرطوم على ديبي الذهاب الى ولاية كردفان (غرب السودان) بعد تجريده من السلاح.. او الذهاب للخرطوم بغرض التنسيق، فطلب المتمرد ديبي من النائب الاول للرئيس السوداني المرحوم الزبير محمد صالح تدارس الأمر مع قادة المعارضة»، وقال ان «ديبي قال لرفاقه الافضل الذهاب الى انجمينا والموت فيها من ان نسلم انفسنا للخرطوم»، وفي تلك الامسية ـ حسب بشير ـ قرر ديبي الدخول الى انجمينا.

وحسب سيناريو الاحداث فان ديبي باشر نشاطه العسكري المباشر ضد نظام هبري في اكتوبر (تشرين الاول) من عام 1989، ثم توالت هجماته على هبري، وكان اكبرها في 10 نوفمبر (تشرين الثاني) 1990. وفي الثاني من ديسمبر (كانون الأول) 1990 توج ديبي زحفه بالدخول الى العاصمة انجمينا والسيطرة عليها دون مقاومة تذكر، وهرب هبري الى الكاميرون. ومن داخل القصر الرئاسي دشن ديبي اعمال حكومة انتقالية لمدة ثلاثة أشهر، انتهت فترة حكمها بتوليه الرئاسة رسمياً في فبراير من العام 1991، حيث أصبح رئيساً للجمهورية حتى يومنا هذا، الذي يرى فيه المراقبون ان كرسيه الذي يجلس عليه بات يهتز.

ويرى المحللون ان الرئيس التشادي اتخذ جملة تدابير اصلاحية يرونها شكلية، فيما يراها المعارضون خداعا وكذبا ساهما في بسط نوع من الاستقرار في تشاد لاكثر من 17 عاما، ومن بينها فتح المجال واسعا للاستثمارات الغربية. ولم يترك الامر حكرا على فرنسا، دونما الدخول في عداء مع باريس التي تعتبر تشاد احدى حدائقها الخلفية في افريقيا. ولكن هذه العلاقة بدأت تأخذ منحى ضيقا عندما سمح ديبي للشركات الاميركية بالاستثمار في استخراج وانتاج النفط في تشاد اواخر التسعينات، وبداية الالفية الجديدة. ومن تدابيره الاصلاحية، اقرار دستور جديد لتشاد في مارس (اذار) 1996، وإجراؤه انتخابات رئاسية في يونيو (حزيران) من العام نفسه أسفرت عن فوزه في الدورة الانتخابية الثانية، وجدد انتخابه في مايو (ايار) 2001 في انتخابات انتقدها عدد من المراقبين الدوليين. ثم بعد ذلك أقر إلغاء البند الدستوري الذي يمنع التجديد للرئيس لأكثر من مرة. ويتفق المحللون على انه استطاع ان يخلق نوعا من الاستقرار في تشاد بصورة افضل ممن سبقوه من الحكام وكلهم عسكريون مثله جاءوا على فوهة البندقية. يقول المهندس علي شمار، وهو من القيادات السياسية في مدنية الفاشر بالسودان، وأحد الذين كانوا يراقبون تحركات ديبي، «ان الرئيس التشادي له قدرات سياسية استطاع بها ان يجمع بين القبائل ويخلق تسويات بينها، ويشركها في السلطة، وقد ساهم كل ذلك في حالة استقرار لفترة طويلة» ويعتقد شمار ان ديبي يمتلك قدرات سياسية.

ويقول السفير التشادي في واشنطن الدكتور محمود بشير «ديبي اول رئيس تشادي يقوم باجراء انتخابات في البلاد، ويتيح الحريات الصحافية وحرية التعبير والتعددية السياسية، وان هناك اكثر من 100 حزب سياسي في تشاد، اضافة الى التوازن القبلي والديني والاثني والثقافي الذي عمل على ارسائه منذ وصوله الى السلطة».

وادريس ديبي، المتزوج من اربع نساء، انجب اكثر من عشرين من البنين والبنات، تم اغتيل احدهم في ظروف غامضة بالعاصمة الفرنسية باريس العام الماضي واسمه ابراهيم، وسمى ديبي احد ابنائه بعمر البشير، تيمناً باسم غريمه الحالي الرئيس السوداني عمر البشير. ويقول اقارب ديبي إن اغلب ابناء الرئيس التشادي ولدوا في مستشفيات السودان إما في دارفور أو الخرطوم، وهو تزوج عدة مرات، وزوجته الحالية اسمها «هندا» وترتدي «الثوب التقليدي للمرأة السودانية، وهي من مواليد 1977، وقد تزوجها في خريف عام 2006.

وفي السنوات الاخيرة لم يبارح ديبي اعتقاده بان المشاكل لا تأتيه من داخل بلاده بقدر ما باتت تهب عليه من الدولة الجارة السودان، كما لا يرى انه يواجه معارضين تشاديين بقدر ما يواجه مرتزقة قادمين بعدتهم وعتادهم من السودان، منذ ان اخذت العلاقات بين الخرطوم وانجمينا مسار التوتر المستمر، على خلفية اندلاع الحرب في اقليم دارفور العام 2003. وظل ديبي يرسل الاتهامات تلو الاخرى بان الخرطوم تخطط وتدبر الاطاحة بنظام حكمه، عبر ادارتها حربا بالوكالة ضده وتوفير الاسناد لمعارضيه في هجماتهم المتكررة على مواقع الجيش التشادي، واكبرها الهجوم الذي شنته المعارضة العام الماضي على العاصمة انجمينا نفسها. ويرد السودان الاتهام باتهام لتشاد بتقديم الدعم اللوجستي للحركات المسلحة في دارفور، وتوفر الملاذ الآمن لقياداتها، في المقابل.

وفشلت كل المحاولات الثنائية وعبر الوسطاء في انهاء القطيعة بين البلدين اهمها حين دفع الرئيس الليبي معمر القذافي في مطلع العام 2006 بمبادرة لحل الأزمة طرحها في قمة الخرطوم، ووجدت القبول من السودان، وجرى على الاثر اجتماع قمة بين ديبي والبشير انتهت بإعلان طرابلس في فبراير من نفس العام، غير انه قبل ان يجف مداد الاعلان اتهم السودان تشاد بمساندة الحركات المسلحة في تنفيذ هجوم على غرب دارفور من داخل اراضيها، وفي ابريل من العام نفسه اتهم ديبي السودان بالعمل على زعزعة الاستقرار في بلاده، لكن القذافي حرص على التهدئة.

وتكررت المحاولات لتبلغ خمسا، تعانق خلالها البشير وديبي، في عدة عواصم، لتعود الاتهامات وبعدها. ومن تلك المحاولات استنجاد السودان بالرئيس الفرنسي جاك شيراك، طالبا منه التدخل في الامر لحسمه نهائيا، وعبر تحرك فرنسي ـ ليبي تعانق البشير وديبي في قمة «بانجول» الافريقية بغامبيا مرة أخرى. وعادت العلاقات الى الهدوء المشوب بالحذر، لتتوتر من جديد بعد اتهام السودان لتشاد بدعم جبهة «الخلاص» المسلحة في دارفور بالتورط في عدة معارك بالاقليم المضطرب.

ثم جاء اتفاق الرياض بين البشير وديبي العام الماضي، على هامش القمة العربية التاسعة عشرة، الذي لم يدم طويلا حتى تبادل الطرفان الاتهامات. وقبيل اتمام المحاولة الخامسة في دكار بالسنغال قبل شهر، قال البشير للصحافيين عند زيارته الاخيرة الى الامارات، إنه لا جدوى من الاتفاق مع ديبي.. لانه اعتمر معه في مكة وتصافحا أمام الكعبة، لكنه لم يف بوعوده، وكان البشير يتحدث في معرض رده على محاولة تقوم بها السنغال لحسم الخلاف بينهما على هامش قمة دكار الاسلامية. وفي دكار تم الاتفاق .. وتعانقا للمرة الخامسة.. وتصافحا، لكنهما تبادلا الاتهامات أول من أمس.