خطأ في الحسابات

ربع مليون مهاجر من روسيا إلى إسرائيل.. عادوا إلى وطنهم في هجرة مضادة

TT

د. ايلينا، تقول إن نفسيتها باتت أفضل في السنتين الأخيرتين، ولكن هذا لا يعني ان مكوثها في اسرائيل سيطول. فهي مرتاحة اليوم، فقط لأنها وجدت هنا تعاملا كريما. بيد أن شيئا لا يخفف من أساها وإحباطها. وهي توفر المال قرشا قرشا، حتى تتمكن من العودة الى روسيا وطي هذه الصفحة من حياتها وفتح صفحة جديدة، تاركة اسرائيل وراءها. فإذا نفذت د. ايلينا هذه الخطة فإنها ستكون قد انضمت الى ربع مليون شخص من سكان الاتحاد السوفييتي سابقا، الذين هاجروا الى اسرائيل ضمن موجة الهجرة الكبرى خلال السنوات 1989 – 1999 ولكنهم ندموا وقرروا العودة.

الإحصاءات الرسمية تقول، إن عدد العائدين لا يتعدى 80 ألف نسمة، من مجموع مليون روسي هاجروا الى اسرائيل في تلك الفترة. ولكن إحصائيات وزارة الداخلية الاسرائيلية تقول، إن عددهم 170 ألفا. بيد ان المطلعين على الأمور يقولون إن هناك على الأقل 250 ألفا. والسبب في اختلاف الاحصائيات يعود الى طريقة الحساب. فدائرة الاحصاء تسجل من تنازل عن جنسيته الاسرائيلية فقط. ووزارة الداخلية تحسب من غادر البلاد ولم يعد اليها طيلة ثلاث سنوات متواصلة. ولكن الحساب الصحيح، كما يقول الباحث يوسي ريجف، ينبغي أن يأخذ في الاعتبار ان هناك عديدين يهاجرون، ولكنهم يحافظون على صلة مع أقاربهم، فيأتون مرة في السنة، وهؤلاء وأفراد عائلاتهم يسقطون من الحسابات الرسمية، ولكنهم مهاجرون فعليا ولا يعتبرون مواطنين اسرائيليين. فكيف ولماذا يعود هؤلاء الى روسيا في السنوات الأخيرة؟ «من الصعب أن أقول انني أخطأت عندما قررت الهجرة الى اسرائيل، تقول الدكتورة ايلينا، ردا على سؤال «الشرق الأوسط». وتضيف: من الأفضل القول ان أناسا أكبر مني قد خدعوني. كانت حالتنا مأساوية في بلادنا روسيا. فجاء بعض الاسرائيليين اليهود وأخبرونا ان اسرائيل تنتظرنا بفارغ الصبر واننا سنعيش باطمئنان لأن الاقتصاد الاسرائيلي متين، وهذا سيعكس أثره على كل جوانب حياتنا، بل قالوا ان اسرائيل دولة اليهود مزدهرة ويحق لكل يهودي في العالم أن يتمتع بازدهارها. وقد صدقنا الرواية وأتينا، خصوصا اننا كنا نعاني من الفوضى التي حلت بالبلاد بعد سقوط الشيوعية وسيطرة المافيات في روسيا. فهل إذا صدقنا ما قيل لنا نكون مذنبين، أم ان من كذب علينا هو المذنب؟».

تشرح د. ايلينا قصتها، كيف كانت طالبة ناجحة وفنانة حقيقية، ونالت شهادة الدكتوراه في طرق تعليم الموسيقى وأصبحت تعطي الدروس في الأكاديمية الموسيقية في ليننغراد (تدعى اليوم سانت بطرسبورغ): «كان لحياتنا معنى، رغم كل شيء، لكننا لم نعرف قيمتها إلا عندما فقدناها».

ثم تصف حياتها في اسرائيل، فتقول انها تحولت الى كابوس. ففي اسرائيل فقدت مهنتها أولا وقبل كل شيء. قالوا لها صراحة انه لا يوجد لها عمل مناسب في هذا الموضوع (تعليم الموسيقى)، وان عليها ان تفتش بنفسها عن عمل يلائمها «لم أر خطورة في هذا الكلام بداية، بل بالعكس، اعتبرته كلاما صريحا يدل على الاخلاص والاستقامة ويدل على ان اسرائيل فعلا دولة حريات، أيضا في مجال العمل. ولكن عندما وجدت نفسي مضطرة لكي أعيش، أن أعمل في تنظيف البيوت، بدأ عالمي ينهار. أن أصبح عاملة تنظيف بشهادة دكتوراه، هذا لوحده محبط. لكنني وجدت أن هذا هو ليس أخطر ما في الموضوع. فهناك ما هو أخطر: أصحاب العمل هنا يهينون الناس ويمسون بكراماتهم من دون أن يندى لهم جبين. يستغلون العامل ويستعبدونه. يسرقون حقوقه ويعاقبونه. يحطمون معنوياته. وليس فقط أصحاب العمل، بل الناس العاديون أيضا. فالمجتمع اليهودي يشعرك بأنك ليس مرغوبا فيك». وتشدد د. ايلينا على كلمة «يهودي» بشكل مقصود، لأنها عندما انتقلت للعمل في مؤسسة عربية، وجدت نفسها في ظروف انسانية أفضل: «أنا لا أقول ان العرب أفضل من اليهود أو ان اليهود سيئون والعرب جيدون، لكن تعامل العرب معي كان جيدا جدا. وهذا يريحني بعض الوقت، إلا انه لا يحل مشكلتي، فقد كنت أرغب في العمل بمهنتي. ولما بات الأمر صعبا، لم يعد أمامي سوى الرحيل والابتعاد. فعندما أنتهي من تجميع مصاريف سفري الى روسيا، سأغادر وهذه المرة سأغادر ولن أعود الى هنا، ولا حتى لغرض الزيارة».

كلمات د. ايلينا، لا تبدو مفاجئة لأحد، لكنها تعتبر جارحة للاسرائيليين.. فهي تشير الى موطن الفشل في أحد أهم أعمدة الكيان الاسرائيلي. فالهجرة هي أساس الدولة العبرية، فمنذ تأسيسها في العام 1948 وحتى اليوم بلغ عدد اليهود القادمين الى اسرائيل 3 ملايين نسمة (احصائيات وزارة الاستيعاب الاسرائيلية)، أكبر مجموعة منهم هي تلك القادمة من دول الاتحاد السوفييتي سابقا (حوالي 1.5 مليون). وبالمقابل هاجر حوالي مليون يهودي آخر من روسيا الى دول الغرب، معظمهم الى الولايات المتحدة الأميركية (670 ألفا)، وكندا (170 ألفا) واستراليا (100 ألف). وحسب احصائيات وزارة الداخلية فإنه منذ قيام الدولة العبرية وحتى اليوم بلغ عدد الاسرائيليين الذين هجروا اسرائيل الى الخارج، 750 ألف نسمة. ولكن منذ الهجرة الروسية، أصبح واحد من كل مهاجرين اثنين هو من اليهود الروس (48%)، مما يعني ان الروس يهاجرون أكثر من غيرهم. والسبب؟ يقول رئيس البرلمان الاسرائيلي السابق، رؤوبين رفلين، ببساطة وبشيء من الغضب والصلف: «مشكلتهم أنهم ليسوا صهيونيين. فلو فهموا المسألة الأيديولوجية لما تركوا. لذلك فإنهم لا يفاجئونني». بيد ان رجال العلم يعطون تفسيرات أخرى مثيرة للاهتمام. فيقول د. ميخائيل فيليبوف، الباحث الأكاديمي في معهد الديمقراطية في اسرائيل، ان عودة اليهود الروس تبدو له طبيعية ومفهومة، فهي تشكل نسبة ضئيلة من مجموع اليهود الروس المهاجرين (7 – 15%). بينما غالبيتهم (85%) باقون في اسرائيل، يدفعون الضرائب ويخدمون في الجيش ويحافظون على القانون. وأولئك الذين يعودون الى روسيا أو غيرها، فإنهم لم يعرفوا كيف يندمجون. لقد جاءوا من بلاد رحبة الى بلاد صغيرة، الطقس فيها مختلف والحياة فيها صاخبة، دولة مليئة بالمشاكل والتحديات. ومع ذلك فإن هذه الدولة الصغيرة استوعبت في غضون 10 سنوات، ما لا يقل عن مليون مهاجر جديد، وتمكنت بشكل عام من تدبير الأمور واستيعاب القسم الأكبر منهم.

ويضيف فيليبوف، ان هناك حقائق لا تحب الأذن الاسرائيلية أن تسمعها، ولكن لا بد من قولها: «اليهود الروس هم جزء من مجتمع حضاري له متطلباته واحتياجاته. لا يوجد لهم وقت للانتظار حتى تتجاوب الحكومة معهم وتمنحهم حقوقهم، مثلما حصل في هجرة يهود أوروبا السابقة أو هجرة يهود مصر والمغرب العربي. لم يبدوا أي استعداد للتضحية والانتظار جيلا آخر أو جيلين، حتى «يحنّ» قلب الحكومة وتعطف عليهم وتعطيهم حقوقهم. وهم أيضا لم يتوقعوا أن يضطروا للانتظار. لم يخبرهم أحد بذلك. فجاءوا يحملون آمالا كبيرة، وبقدر الأحلام جاءت خيبة الأمل. ويقول البروفسور أرنون صوفر، وهو باحث في جامعة حيفا، ان الهجرة المعاكسة ليست مقصورة على اليهود في اسرائيل، بل نشهدها اليوم في أوروبا، حيث بدأ الايطاليون الموجودون في الولايات المتحدة يعودون الى وطنهم، وصار أتراك ألمانيا يعودون الى وطنهم. والسبب حسب رأيه ان تغير الأوضاع داخل الوطن هي أساس السر. فاليهود، يقول صوفر، عاشوا حياة مريرة في الغربة، خصوصا في روسيا. ملاحقات لا سامية ومطاردات سياسية، هذا عوضا عن انهيار الاستقرار الذي كان سائدا في روسيا خلال الحكم الشيوعي، وانتشار الغنى الفاحش مقابل الفقر المدقع ونهب الأموال، كل هذه أسباب للهجرة من روسيا. ولكن اليوم، وبعد تسلم الرئيس فلاديمير بوتين الحكم، بدأت روسيا تعود الى الازدهار والاستقرار. وهذا يريح اليهود. فيقررون العودة. وحسب استطلاع للرأي أجري بين اليهود في روسيا، فإن 59% منهم لا يرغبون في الهجرة الى اسرائيل. وهؤلاء، حسب صوفر، يقولون صراحة انهم لا يريدون الهجرة لأنهم يخافون من خطر تدهور أوضاعهم الشخصية.

وفي السياق نفسه، يقول الباحث يوسي ريجف: «هناك أسباب كثيرة جدا ومركبة جدا لعودة اليهود الى روسيا، يمكن تلخيصها بهذه التصرفات الاسرائيلية الفظة والمنفرة: فاليهود الروس علمانيون بطبعهم وبطبيعتهم، وقد صدمتهم اسرائيل في السنوات العشرة الأخيرة حينما منحت اليهود المتدينين المتزمتين صلاحيات واسعة في الحكم. فمرة يكون وزير الداخلية منهم، ومرة يكون وزير الأديان. يحرمونهم من أكل لحم الخنزير، الذي تربوا عليه منذ الصغر ولا يحبون لحوما أخرى. ويحرقون لهم الحوانيت والمطاعم التي تبيع هذا الطعام. يوقفون المواصلات الشعبية أيام السبت. والدولة تهمل اليهود الروس بشكل غير عادي في شتى مناحي الحياة ولا تستغل طاقاتهم الى جانبها. والجمهور الأصلي في اسرائيل (أو اليهود القدامى، الذين هاجروا قبلهم الى اسرائيل)، ينفرون منهم ويلصقون بهم مختلف التهم، مثل «نساؤهم داعرات ورجالهم سكارى والروائح الكريهة تنبعث منهم»، وغير ذلك من الاتهامات الباطلة. شبابهم بلا عمل». ويضيف ريجف ان هناك حوالي 300 ألف شخص من اليهود الذين قدموا من دول الاتحاد السوفييتي، لا تعترف المؤسسات الدينية بيهوديتهم. فحسب اليهودية الأرثوذكسية، اليهودي هو فقط الإبن لأم يهودية. ومن كان يهوديا من طرف والده، عليه أن يمر في عملية تهويد طويلة مريرة. ومع ذلك فإن ريجف يرى أيضا أن من الضروري أن توضع هذه القضية في حجمها الطبيعي: فاليهود الروس الذين بقوا في اسرائيل، يمرون في تجربة جميلة جدا في حياتهم. خذ الأطباء الروس في المستشفيات، هل تعلم انهم باتوا أكبر وأنجح شريحة. وفي الرياضة العالمية، هم الذين يرفعون راس اسرائيل ويحققون لها المكاسب والميداليات. ومن يعمل منهم في التكنولوجيا العالية (هاي تيك)، باتوا من كبار الأغنياء. وفي مجال الموسيقى، هناك ارتقاء بعشر درجات الى أعلى، بفضل العازفين والمعلمين وقادة الأوركسترا الروس. وينضم الى الذين يحبذون النظر الى اليهود الروس الباقين في اسرائيل، وليس اليهود الراحلين، أيضا البروفسور ماجد الحاج، وهو رئيس قسم الأبحاث في جامعة حيفا (من فلسطينيي 48). فيتنبأ في دراسة خاصة عن اليهود الروس ويقول: «هذه الشريحة من سكان اسرائيل سيكون لها مستقبل زاهر. ولا أستبعد أن يحكموا البلاد بعد 15 – 20 سنة. فقد أقاموا لهم عدة أحزاب سياسية. وغالبية الأحزاب السياسية اليهودية حرصت على تخصيص أماكن متقدمة ليهود روس في لوائحها الانتخابية».

وتوقع برفسور الحاج ان يلتقي اليهود الروس والعرب الفلسطينيون في اسرائيل عند طريق مشترك، فيتعاونون في الكفاح ضد ظالميهم من اليهود الاشكناز. فهاتان الشريحتان من المجتمع الاسرائيلي (اليهود الروس والعرب الفلسطينيون)، تعتبرتان الآن أبرز ضحيتين للتمييز الاشكنازي العنصري. وعلى الرغم من ان اليهود الروس معدودون الآن على قوى اليمين التي تكره العرب، إلا انهم – حسب الحاج – سيجدون أنفسهم مضطرين الى التحالف مع العرب لكي يحدثوا الانقلاب في المفاهيم الاسرائيلية ويفوزوا بالسلطة. وعندئذ، ستتغير نظرتهم الى العرب وسيكون لذلك أثر كبير لتغيير أوضاع المجتمع الاسرائيلي. ويشير أكثر من بحث وتحقيق الى ان اليهود الروس يطورون أنفسهم ليس فقط كشريحة مميزة في اسرائيل، بل كمجموعة مستقلة في العديد من مجالات حياتها، تقترب من حد الادارة الذاتية ومن حد الاستعلاء على المجتمع الاسرائيلي. فهم يحافظون بحرص شديد على لغتهم الروسية كلغة أم، وليس اللغة العبرية. ولديم ما لا يقل عن 45 وسيلة اعلام، بينها ثلاث إذاعات ومحطة تلفزيون بالروسية، وهذا اضافة للقنوات الروسية التي يشاهدونها في اسرائيل، وإحدى القنوات الروسية تبث لمدة ساعة في اليوم من تل أبيب، خصيصا اليهم (محطة rtv). ولديهم مسارح خاصة بهم في اللغة الروسية ومنتديات ثقافية. وفي كل سنة يطبع ما يزيد عن 50 كتابا ابداعيا باللغة الروسية. وهم أكثر شريحة اسرائيلية تقرأ. وينظرون الى بقية اليهود الاسرائيليين بشيء من الفوقية، ويقولون انهم غير واعين وغير مثقفين وغير مؤدبين ولا يعرفون كيف يعاملون المرأة. وحتى في مجال العالم السفلي، يوجد لليهود الروس مكان. فمن مجموع أكبر 6 عصابات مافيا منظمة، توجد اثنتان بقيادة اليهود الروس. ويقال ان هناك عصابات في روسيا تمتد جذورها الى اسرائيل. وتفيد الاحصائيات الى ان نسبة الشباب الروس في أصحاب الملفات الجنائية في اسرائيل بلغت 27%، مع ان نسبة اليهود الروس من الاسرائيليين هي 22%.

د. ايلينا تختتم بالقول: «صحيح أن غالبية اليهود الروس باقون في اسرائيل، ولكن كثيرين أيضا لا يريدون البقاء. هناك من يقبل الاهانة، وهناك من لا يقبل. هناك من يحتمل الصبر والانتظار حتى تتحسن الأحوال، وهناك من لا يحتمل. لكن أحدا لا يعرف كيف تتطور الأمور. شقيقتي الصغرى مثلا، كانت تلومني على تذمراتي وتقول انني ناكرة للجميل وتنعتني بالعدمية القومية. وفجأة، حزمت حقائبها في نهاية السنة الماضية وهجرت اسرائيل قبلي».

* إسرائيل بالأرقام

* الموقع الجغرافي والمساحة: تبلغ مساحة اسرائيل 21121 كلم مربعا. يحدها شمالا لبنان وفي الشمال الشرقي سورية وشرقا الاردن والضفة الغربية (المحتلة منذ 1967) وجنوبا مصر وقطاع غزة (المحتل عام 1967).

> السكان:7.2 ملايين نسمة، 76% منهم يهود وعشرون بالمائة عرب واربعة بالمائة من مجموعات اخرى.

> اللغات الرسمية: العبرية والعربية.

> لمحة تاريخية: اعلنت دولة اسرائيل في 14 مايو 1948 في تل ابيب بعد اشهر على اتخاذ الامم المتحدة قرارا بتقسيم فلسطين الى دولتين يهودية وعربية. ومنذ قيامها خاضت الدولة العبرية خمس حروب مع الدول العربية: الاولى تلت اعلان قيام الدولة في 1948 ثم حرب السويس او العدوان الثلاثي (1956) ثم حرب يونيو 1967، فحرب اكتوبر في 1973 وأخيرا في 1982 غزو لبنان الذي انسحبت منه في مايو 2000. > الاقتصاد والثروات الطبيعية: تمتلك اسرائيل القليل من المواد الاولية باستثناء الفوسفات المستخرج من البحر الميت. بعد انكماش استمر ثلاثة اعوام واقتربت خلاله نسبة البطالة من 11%، سجل الاقتصاد الاسرائيلي تحسنا وبلغت نسبة النمو 5.1 % في 2006 فيما زادت الاستثمارات الاجنبية (21.1 مليار دولار عام 2006) وزاد عدد السياح (41%) وانخفضت نسبة البطالة (8.4 % عام 2006).

> اجمالي الناتج المحلي للفرد: 20400 دولار لكل شخص بحسب البنك الدولي (2006).

ـ القوات المسلحة: يقدر عديدها بـ168000 في الجيش النظامي و408 آلاف في الاحتياط.