أصداف ولآلئ ـ ديمقراطية الفوضى

غسان الإمام

TT

«أميركا تتمتع بثلاثة أشياء لا أحد يتحدث عنها: حرية الكلام. حرية الضمير. والذكاء في عدم ممارستهما أبدا» ـ مارك توين ـ الحرية نبتة رقيقة الحرية بيئة نظيفة الحرية لا تزدهر في عصر التشدد والتشنج لا تنمو في ظل الاحتلال والهزيمة الحرية لا توهب ولا تمنح الحرية سلعة تموينية أساسية الحرية لا تُستورد الحرية إنتاج وطني إيمان شعبي سلوك اجتماعي

* الحرية ثقافة مكتسبة حرية في التربية والتفكير والسلوك حرية في البيت والمدرسة حرية في المسجد والجامعة حرية في الفن والثقافة حرية في النقد والاعتقاد الحرية همّ إنساني مشترك لا حرية مع العداء للعالم لا حرية مع التخوين لا حرية مع الزندقة والتكفير لا حرية مع الفقر والأمية لا حرية مع العنف والإرهاب والتدمير

* لا ديمقراطية بلا حرية الديمقراطية آلية الحرية الديمقراطية برمجة للحرية الديمقراطية دولة وسلطة الديمقراطية نظام وقانون ودستور لا ديمقراطية بلا مجتمع مدني لا ديمقراطية بلا مؤسسات ديمقراطية لا ديمقراطية بلا تعددية حزبية لا ديمقراطية مع الحزب الواحد والقائد لا ديمقراطية مع المواثيق المفروضة لا ديمقراطية مع الجبهات السياسية الصورية

* الشعوب الحرة لا تمنح ثقة مطلقة الشعوب المتقدمة توزع «الجبنة» الانتخابية النظام قد يعرف الخطأ الشعوب قد ترتكب الخطيئة منحت المانيا الحزب الفاشي ثقتها فدمر هتلر العالم انتخبت الجزائر «الإنقاذيين» فورطوها في حرب دموية نالت روسيا حريتها فاستوردت ديمقراطيتها رأسمالية متوحشة استعاد بوتين كرامتها ودورها فاتهمته أميركا بالعداء للحرية!

* خير لك أن تؤجل الديمقراطية من أن تستورد حرية الفوضى «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟» تحرر العرب فحرروا العالم القديم هدم بوش دكتاتورية العشيرة أقام «ديمقراطية» الطائفة دمر عروبة العراق سلمه لأتباع دولة غير ديمقراطية جعله موطنا لمنظمات إرهابية

* الخبز أم الحرية؟

الأمن أم الديمقراطية؟

سؤالان يعذبان الأحرار والديمقراطيين:

ما نفع الحرية في أمة بلا خبز؟

ما نفع الديمقراطية في مجتمع غير آمن؟

ما نفع الانتخاب إذا جاء بقوى ترفض مصالحة الدين مع الديمقراطية والحرية؟