أفريقيا: نساء في مواجهة الموت

عشرة ملايين امرأة وطفل ضحايا الفقر والجهل والمرض في القارة السوداء

TT

قال الطبيب القادم من موزامبيق: «اثناء مساعدتي إمرأة حاملا على وضعها مولودها في منطقة ريفية بعيدة عن العمران، حصلت تعقيدات كثيرة ادت الى وفاة الجنين. حرصت حينها على أولوية إنقاذ الام. كانت حالتها تفرض إجراء جراحة قيصرية لإخراج الجنين. حاولت عبثا استدعاء طبيب تخدير متخصص. كان الامر مستحيلا. قررت التصرف. خدرت المرأة وقمت بما يلزم لإنقاذها ونجحت. الا ان الهيئة الطبية التابعة لوزارة الصحة اعتبرت اني تجاوزت صلاحيتي كطبيب نسائي وحققت معي وعاقبتني لإقدامي على استخدام المخدر وجهدت لإيقافي عن العمل. رغم معرفتي باحتمال تعرضي الى العقاب كنت سأتحرك ولن اترك مريضتي تموت. لا يعقل ان اساعد في ولادة امرأة من دون فريق عمل ووجود تقنيين متخصصين، الامر الذي تفتقر اليه موزامبيق بسبب الحروب التي اضعفتها. يجب ان يكون هناك طبيب تخدير عندما نحتاجه في غرفة العمليات لاجراء جراحة قيصرية».

الطبيب الذي كان يتحدث بحرقة عن وفيات النساء اثناء الوضع والمواليد الجدد في القارة السوداء، بدا يائسا وهو يسرد ارقاما مخيفة في بلاده تشكل لائحة من لوائح تدل على ان عشرة ملايين إمرأة ومولود وطفل دون الخامسة يموتون سنويا لأسباب تتعلق بالفقر والجهل والمرض وضعف الامكانات. وذلك في إطار مؤتمر «العد العكسي 2015»، الذي دعا اليه صندوق الامم المتحدة للسكان في مدينة كيب تاون، العاصمة البرلمانية لدولة جنوب افريقيا.

الملايين العشرة الذين تخسرهم الانسانية كل عام يؤشرون الى حجم المأساة التي تنادى المجتمعون الى معالجتها والعمل لتقليص ارقامها مع حلول عام 2015. التوغل في درس مكامن الضعف التي تمهد للأرقام المخيفة المتعلقة بوفيات النساء والاطفال بعد الاستطلاع الميداني، يشبه التوغل في ساحة معركة. «صندوق الامم المتحدة للسكان» يسابق الزمن. لدى المسؤولين فيه وفي المنظمات الحليفة، التي تشاركه الهم سبع سنوات للوصول الى بر أمان. يقول فانسان فويو مستشار الصحة الانجابية في الصندوق: «أهمية خطواتنا المتلاحقة، اننا نعمل حاليا مع البرلمانيين في الدول الافريقية التي تشهد أكبر نسبة من وفيات النساء والاطفال. ناقشنا وإياهم كل النقاط الساخنة. وبحثنا في التقنيات التي يجب اتباعها وانفتحنا على الاعلام. العنصر الاهم الذي عبر عنه جميع المسؤولين يتعلق بأهمية التعاون. سلمنا الاسئلة والاقتراحات. ماذا بعد؟ وضعنا تصورا لما يجب ان نفعله في المستقبل. حددنا الدول التي يجب ان تفي بالتزاماتها في المرحلة المقبلة».

لكن التحدي لا يزال كبيرا. وبعيدا عن اللقاءات الرسمية يبقى واقع الصحة الانجابية أشبه بالصفعة على ضمير المجتمعات الغنية وحكومات المجتمعات الفقيرة. يوضح فويو: «علينا ان نتعامل مع حكومات كل بلد لتحدد لنا مدى التطور الحاصل ونقاط الضعف والنقص. ويفترض ان توضع هذه المعطيات على طاولة البحث في اجتماع يعقد عام 2009 في المقر الرئيسي للأمم المتحدة في نيويورك لإجراء كشف حساب ميداني بما انجز وبما ينقص حتى حينه، على ان يلي ذلك في عام 2010 مؤتمر يضم رؤساء الدول».

تتكشف الخطة شيئا فشيئا. فالعاملون في «صندوق الأمم المتحدة» و«المنظمات الحليفة» يسعون الى توريط رؤساء الدول الـ 68 التي تحمل ارقام الوفيات فيها دلالات مخيفة، وذلك لتفعيل خطة «العد العكسي». يقول فويو: «نحن في الأمم متحدة نحاول ان نعمل في حقول ألغام. فكل الدول لديها مشكلات دينامية. وعلينا ان نقاطع العمل على المستويات المحلية والاقليمية والدولية. في الماضي كان يغلب الطابع البيروقراطي على عملنا. أما اليوم فقد أصبحت جهودنا واقعية وملموسة. وبصفتي التقنية وتجربتي الواسعة اعرف أهمية المعوقات التقنية لتنفيذ الخطط الموضوعة وتأمين الاموال اللازمة للتنفيذ. اتمنى ان يفعّل الدعم الذي تبناه المؤتمر الاسلامي الاخير، الذي عقد في السنغال. صحيح ان لدينا عاملين ناشطين في كل الجهات. ولكن ما لدينا ليس كافيا قياسا بالاحتياجات. نعرف ان معظم الدول لم يصل بعد الى المستوى المطلوب. اذا اقررنا بذلك ولم نتصرف ستكون النتائج سلبية. ولكن اذا دفعنا الامور الى حيث يجب يمكن ان نقترب من اهدافنا في هذا المجال».

الاهداف ليست متواضعة على أي حال. وهي تسعى الى الوصول بالفقر الى ادنى الدرجات والحد من الجوع في العالم، والى تأمين التعليم الابتدائي الإلزامي للجميع، والى توفير المساواة في الحقوق الانسانية للنساء والحد من وفيات الاطفال وتحسين الصحة الانجابية وتحسين البيئة المستدامة ومكافحة وباء الايدز، وتفعيل الشراكة العالمية لتحقيق التنمية. هذه الاهداف يجب ان تتحقق في 68 دولة فقيرة. الا أن المثير للأسى في اجتماع هذه الدول الفقيرة، ان معظمها يختزن أكبر ثروات العالم من نفط وذهب وماس وخشب وزراعات يفترض ان تعوض القحط الذي يجاورها. يوضح الامر بيار لوكادي الطبيب المشارك في المؤتمر باسم الكونغو وبصفته مدير «العناية الصحية البدائية» بقوله: «هناك فرق بين الغنى والسلطة في الدولة والميزانيات المخصصة في مجال الصحة. الميزانيات في دول افريقيا لم تتجاوز بمعظمها 2.8 % لوزارات الصحة، في حين تحتاج هذه الوزارات الى 15% من ميزانيات الدول الافريقية».

ويضيف: «الكونغو خرجت من أزمة طويلة استمرت 15 عاما، وأثّرت تأثيرا مباشرا على الصحة الانجابية. في المقابل القدرة على التحرك لتصحيح هذا الخلل ضعيفة. الوصول الى الخدمة صعب ونوعية هذه الخدمة اذا توفرت تبقى سيئة».

لكن لوكادي لا يغرق في التشاؤم فيشير الى «أن الوزارة وحيال هذا الواقع لم تقف مكتوفة اليدين، وانما اوجدت سياسة لتضع الخطط اللازمة وتفعيل الخدمة الصحية وتوسع نطاق عملها. ولهذا السبب نحن في مرحلة تنظيم وتخطيط لجمع الاطراف المهتمة وتوحيد الموازنات لنتمكن فعلا من انجاز بعض التحسن».

الابحاث في الكونغو تشير الى ان الملاريا والاسهال والالتهابات الرئوية الحادة وداء السحايا، هي خلف وفيات النساء والمواليد الجدد وذلك بنسبة 108 في الالف. كما تورد ان حمى النفاس هي خلف موت 45% من النساء اثناء الوضع، في حين ان النزف يقضي على 17% منهن والالتهابات على 7% وكذلك تعقيدات اللحظة الاخيرة للولادة. ليبقى تفشي فيروس فقدان المناعة «غولا» يفترس نساءً وأطفالا بنسب تثير الرعب. ويمكن تعميم هذه النسب بشكل متفاوت على الدول الافريقية المشمولة بالدراسة. تتطلب مكافحة هذا الواقع في افريقيا تأمين ملايين العاملين الصحيين، بمن فيهم الاطباء والممرضون والقابلات القانونيات والمسعفون، وذلك من قاعدة هرم النظام الصحي الى قمته. واذا لم يتوفر هذا الرقم سيبقى على النساء، وهن في حالة المخاض، ان يمشين أحيانا أكثر من خمسة كيلومترات لبلوغ أقرب مستشفى او مستوصف ليضعن مواليدهن، ما يعني وجود مشكلة لوجستية لجهة توفير مراكز العناية والعلاج القريبة من المواطنين ليس فقط في افريقيا وانما في العالم الثالث والدول النامية عموماً.

يقول لوكادي عما يجري في بلاده: «الاطباء والممرضون يتركون الكونغو الى جنوب افريقيا، حيث ظروف الحياة أفضل. ففي كل عام تنتج الكونغو الفي طبيب وسبعة آلاف ممرضة. معظم هؤلاء يغادرون الى حيث تتوفر فرص عمل جيدة. ومن يبقى يعمل في اطار المركزية الادارية فيتوزع الاطباء وفريق الممرضين والممرضات في المدن الرئيسية. اما المناطق النائية فهي لا تحظى بالحد الادنى من الرعاية الصحية».

ماذا عن المساعدات الدولية وعمل المنظمات غير الحكومية؟ يجيب لوكادي: «المساعدات الدولية لا تفيد اذا لم تبذل الدول الجهد اللازم للوصول الى عمق المشكلة. فالحكومات في معظم الدول الافريقية لا تبحث عن حلول للمشاكل الصحية. لا تنسي ان في بلادنا انظمة صحية ضعيفة تقاوم معظم الاحيان وفق خطط طوارئ. وهي لا تستطيع وحدها وبصورة فردية ان تؤمن استمرار الرعاية للنساء والاطفال».

جورج توكاي من كينيا قال: «الاطباء في بلادي يعملون سبعة ايام في الاسبوع وطوال 24 ساعة يوميا. ولا نستطيع ان نعالج جميع الحالات التي تعترضنا. حتى اننا لا نستطيع ان نعرف الرقم الفعلي للنساء الحوامل. التحدي كبير».

العنوان الاول لهذا التحدي هو التمويل. يقول ايتيان دواي المسؤول في صندوق الامم المتحدة للسكان في مدغشقر: «يجب ان نصل الى التمويل ونفعله. هناك فجوة بين التمويل ووسائل استخدامه. الحاجات مرتفعة. واهمها الحاجة الى تأهيل فرق محلية لمساعدة النساء الحوامل حتى قبل الحمل. الحكومات لا تملك الوسائل لهذا التأهيل. لكن التغيير ملحاح. ماذا يجب ان نغيّر وماذا يجب ان نضع حيز التطبيق؟ هناك برامج بالكاد تحمل التغيير وبالكاد تطبق. احيانا يتم تأمين التطبيق. لكن تبقى العلة في السلوك. يجب ابتكار سلوك جديد لمواجهة التحديات. لا يوجد إعداد لفرق الخدمة الصحية حتى تتمكن من معالجة بعض الحالات. الولادة القيصرية في المناطق النائية مثلا».

في مدغشقر يموت ثماني نساء يوميا خلال الوضع. معظمهن نساء صغيرات في السن. يقول فروميزا ريجا نائب المدير في منظمة «تنمية العناية الطبية العالمية»: «مدغشقر هي الدولة الأكثر فقرا في افريقيا، حيث ان الخدمات الطبية للصحة الانجابية اشبه بالكارثة. فهي غير متوفرة واذا توفرت لا مقومات لديها. نقوم بالعمل على امتداد مساحات واسعة لتقريب الخدمات الى المجمعات الصغيرة. وهو تحد شبه مستحيل ويتطلب موارد كبيرة. لكن ذلك لا يعني ان مدغشقر بعيدة عن تحقيق هدفها في الوصول الى تقدم نوعي على هذا الصعيد. وفيات الاطفال تبلغ حاليا 94 في الالف والنساء نسبة وفياتهن هي 469 في المئة الف. رغم ذلك هناك الكثير من الجدية في مجال الجهود المبذولة».

المشكلة الكبرى كما يراها ريجا هي في لحظة الولادة، حيث تبرز التعقيدات، اضافة الى الامراض المزمنة. أما التحدي الكبير فهو في النجاح في تقريب الخدمات على مساحة 600 الف كيلومتر مربع ينتشر فيها 18 الف نسمة. في معظم الاحيان تحتاج المرأة الحامل للوصول الى مركز الصحة اما سيرا على القدمين او في عربة نقل بدائية الى يوم كامل. اما عن وسائل الاتصال بين المراكز الصحية فحدث بلا حرج. قد يضطر المسعف للسير على قدميه مسافة عدة كيلومترات لإحضار دواء.

هذا الواقع لا يحبط الاختصاصيين الصحيين الأفارقة. يقول جورج من سيراليون: «هذا الواقع لا يلغي أهمية الجهود المبذولة في الاماكن، حيث المشاكل كبيرة. المنظمات تقدم لنا مساعدات ناعمة وليست قاسية. المفروض ردم الثغرة. يجب وضع اسس التخطيط العائلي. نحن بصدد إعداد فرق عمل من المواطنين لتوعية الاهالي بشأن تحديد النسل ولكن ليس منع الولادات. نحاول تقسيم البلد الى مناطق صحية وتقديم سلة متكاملة للصحة الإنجابية. لكن الأمر يتطلب الكثير من الموارد. مع الاسف بعضها موجود الا انه لا يوجه الى المكان المناسب».

ويضيف جورج: «نسعى الى تحديد العوامل التي يمكن ان تساعدنا لمتابعة التطور في مهمتنا وتقييم الخطوات المنجزة. كما نحرص على تحديد الاولويات بالنسبة الى النفقات والموازنات. سنحاول وضع جدولة يمكن تطبيقها».

هذه الجدولة تخرج العاملين في مجال الصحة الانجابية، سواء كانوا في مؤسسات رسمية او في منظمات أهلية ودولية، من «التشاؤم» الى «التشاؤل» بانتظار الوصول الى تفاؤل كفيل بتحقيق اهداف «العد العكسي» لخفض وفيات الأمهات والأطفال في 68 دولة. لذا لا بأس بالإنطلاق من بعض الإيجابيات. فالمجتمعون في كيب تاون للبحث في الموضوع شددوا على أن افريقيا هي اليوم أفضل مما كانت عليه قبل عقد من الزمن. الكلام هنا يتعلق بالديمقراطية، وطي صفحة الصراعات التي مزقت القارة السوداء في الحقبة الماضية. كما أن الالتزامات الدولية لمضاعفة المساعدة وتطوير قطاع الصحة تحسنت. الا أنها لم توضع بعد على السكة المناسبة. فالصحة لا يمكن ان تسلك دربها الى الامان من دون ان تشمل قطاعات حيوية اجتماعية واقتصادية كفيلة بتطويرها، أهمها التربية وتوفير اسواق العمل والزراعة التي تشكل عصب الحياة في المجتمعات الافريقية، وهي ضرورية في هذه الدول لأنها توفر المستوى الغذائي المطلوب للأم والطفل. والمتابعة تظهر انخفاضا في ارقام عائدات هذا القطاع.

الأهم ايضا ان قطاع الصحة يتعرض الى صعوبات كبيرة بسبب تفشي وباء فقدان المناعة (الإيدز). لذا يجب ان تكون مقاربة موضوع الصحة الانجابية مرتبطة بعوامل كثيرة تتطلب معالجات جدية ومكثفة.

في أنغولا، مثلا، هناك مشاكل بسبب الحد من الانفاق على بعض القطاعات الحيوية، وبالتالي يواجه وضع الامور على الخط السليم مشكلات معقدة. فالموارد تنقص في هذه القطاعات، والمنطق المتبع لتحقيق اهداف «العد العكسي 2015» يجب تصويبه. يقول بيرام ندياي: «افريقيا يجب ان تتطور. حاولنا التركيز على الجهود المحلية، وليس فقط الاعتماد على الجهود الخارجية. لكن الامر ليس سهلا. نحن لم نأخذ الخلفية التاريخية لبعض الدول التي لديها مؤشرات لا تناسب تحقيق اهداف خطة العد العكسي. ذلك ان القاعدة الشعبية تحتاج الى تعامل مختلف لتتطور وتتجه الى خطوات ناجحة».

ما يعرقل العمل على تحسين الصحة الانجابية يتعلق ايضا بالسياسات الحكومية في بعض الدول الافريقية، التي لا تعطي المجال لتفعيل دور المنظمات الاهلية على رغم الجهود التي تبذلها هذه المنظمات. يعتبر ندياي ان «على الحكومات ان تقدم 15% من موازناتها الى قطاع الصحة. مع الاسف غالبية هذه الحكومات تعد خلال الاجتماعات بذلك لكنها لا تنفذ. يجب مواجهة هذا التصرف ودفعها الى الاقتناع بأن الصحة الانجابية أولوية تفوق بأهميتها الاولويات السياسية. يجب ان نحسن صورة أهداف مشروع «العد العكسي» وان نساهم في البحث عن موارد والضغط على الحكومات».

الارياف هي «عين العاصفة» في النقاشات والابحاث والعمل الميداني لـ«صندوق الامم المتحدة للسكان». يجمع المسؤولون الحاضرون في المؤتمر على ضرورة معرفة الواقع الحقيقي في الارياف الافريقية، حيث يجب التعاون والصمود والمحافظة على الالتزامات لتغيير الواقع المأساوي. يقول أحدهم: «لو كان لدى المجتمعات الريفية اسواق زراعية متوازنة لتمكنت الدول في هذا الاقليم من تحقيق الاهداف من دون صعوبات تذكر. يجب ان تتضافر جهود القطاعات الخاصة في الارياف مع الادارات المركزية لإحداث التطور المأمول».

المشاركون في المؤتمر عرضوا مفارقة مرتبطة بموت الاطفال حديثي الولادة والنساء اثناء الوضع. توقفوا عند التناقض بين معايشة خطر الموت ونعمة منح الحياة. كما قالت رئيسة البرلمان الافريقي السفيرة جرتريد ابنغوي مونغيلا، لتضيف: «هل نحن مجهزون لحل المشاكل التي نواجهها على هذا الصعيد؟ الموازنات التي تخصص للصحة الانجابية لا تلبي الحد الادنى من الحاجة الى المعالجة في حين تخصص الموازنات في العالم لوزارات الزراعة والاقتصاد والدفاع. وتحديدا الاموال التي تخصص للحروب سواء داخل وزارات الدفاع وخارجها. تصوروا ان مليار دولار تصرف يوميا في حرب العراق. إضافة الى التأثير المباشر للحروب على النساء والاطفال والصحة الانجابية. على كل، النساء مصدومات ومرتعبات من الحروب. اما عن تجهيز المستشفيات في دول افريقيا فنحن نفتقر الى الحد الادنى من الاموال الكفيلة بحماية الامهات ومواليدهن».

مونغيلا تشعر بمسؤوليتها حيال النساء الافريقيات لأن انتخابها نائبة يعني تلقائيا انها سفيرة النساء حيث تعمل. ولأنها كذلك تحولت الى «قارعة طبول» لجذب الانتباه الى ان الخطر الذي يهدد المرأة خلال الولادة ينعكس على الرجل الذي ستزيد مسؤولياته اذا خسر زوجته. وبالتالي طالبت بزيادة الموازنات المتعلقة بالصحة الانجابية و«الا فإن النساء الذاهبات الى الولادة بالمعطيات الحالية المتوفرة في الدول النامية والفقيرة هن أشبه بالجنود الذاهبين الى المعركة من دون سلاح».