«كل ديمقراطية تختلف عن الأخرى، لكن كل الدول الدكتاتورية تبدو واحدة» ـ ليون تولستوي ـ هو ديناصور الغابة الافريقية حاكم خُرافي باق على قيد الحياة نجا من كل الكوارث نجا من كل الديناصورات نجا من الاستعمار الأبيض نجا من الأنظمة العنصرية نجا من الحروب الباردة نجا من الحروب الساخنة نجا من ويلات الديمقراطية
* روبرت موغابي أسود ضد الألوان لأنه أسود يحاربه البيضان لأنه غير أبيض يدعمه السودان حارب البيض المستعمرين انتقم من الشقر المستوطنين ظلم السود المستقلين ديناصور ماركسي على الطريقة الماوية انقرض الديناصور السوفيتي تعلم التنِّين الصيني فن التجارة فاعتنق موغابي الديمقراطية الاشتراكية
* مثقف قاوم خيبة المثقفين أتقن موغابي براغماتية الساسة أغرق في الفساد الأنصار والحاشية أرضى العسكر بالغنيمة انتصر للعشيرة خسر موغابي في البرلمان الأغلبية هرب منه منافسه إلى سفارة هولندا فنافس موغابي نفسه في الانتخابات فاز لسادس مرة بالرئاسة سخر من الشعب لم يعلن نفسه رئيسا مدى الحياة مشكلته انه ليس من العرب العاربة والمستعربة رئيس لم يورِّث لا زوجة دلوعة تتسلط من بيت الطاعة ولا ابن مدلل يحلم بالزعامة وهو ما زال طفلا في روضة الأطفال
* تعلم موغابي الطاعة العمياء تربى ابن النجَّار في المدرسة الجزويتية تمرد في الجامعة أفاق على القهر الأبيض فكافحه بالآيديولوجيا الحمراء التحق بالثائر جوشوا نكومو فحبسهما العنصري إيان سميث عشر سنوات قادا من السجن الثورة فقتل البيض أربعين ألف أسود اختلف موغابي وزعيمه نكومو فقتل السود عشرة آلاف أسود صالح موغابي خصمه وبات نكومو نائبا له
* سحبت بريطانيا مستعمريها وأبقت مستوطنيها صفَّق الغربيون لموغابي فتنهم كاملُ الأوصاف استعاد موغابي الأرض من البيض وزعها على السود أصحاب الحق فَصَفَقَ الغربيون في وجهه الأبواب! قطعوا منه الأدوية والمساعدات فمات ربع السكان بالإيدز نعتوه بكل النعوت:
طاغية، أوتوقراطي يحرضون عليه حكام افريقيا «حكماء» القارة السوداء في حيرة إن سايروا السادة البيض وصل الاتهام بالدكتاتورية الى ذقونهم إن سايروا موغابي عاث الديناصور فسادا في الغابة