أصداف ولآلئ ـ آخر النجوم

غسان الإمام

TT

كونك أميركياً يبدو أنه يعني كونك وحيدا ـ ريتشارد ريفز / صحافي أميركي ـ

* السينما شاشة ناكرة للجميل يلوِّن الشيب رؤوس نجومها فتقصيهم عن أدوار البطولة تغيِّبهم. تشوِّههم تدفنهم في أدوار ثانوية ... إلا بول نيومان ظل يفوز بقلب الفتاة خمسين سنة

* بول نيومان آخر النجوم السينما بعده مجرد وجوه ملونة كان الجسر بين الأجيال غاب الجيل الأول والثاني لاحقت المكارثية شارلي شابلن ذهب كلارك غيبل مع الريح كرهت هوليوود فاشية تيرون باور أغمد غاري كوبر مسدس الكاوبوي

* بول نيومان نجم محظوظ نافس مارلون براندو فشاب «زاباتا» سريعا غدا عرابَ «المافيا» العجوز مات جيمس دين باكرا براندو أذهل الملايين بهمسه نيومان أسرهم ببرودته خدمته ثورة الستينات الجنسية سيَّسته ثورة الحقوق المدنية قُتل جون كنيدي فذكَّر نيومان أميركا برئيسها بالزرقة في عينيه شربت الحزن عليه في وجه نجمها

* عاش نيومان 82 سنة مثل 60 فيلما أخرج خمسة أفلام تزوج امرأة واحدة خمسين سنة لا الثروة أبطرته ولا الشهرة غيرته استهوته السياسة ديمقراطي على اليسار أدرجه نيكسون على القائمة السوداء ناضل ضد الأسلحة النووية فأغاظ بوش الأب وتجاهله بوش الابن سبقه ريغان مرشح المخابرات سبقه آرنولد شوارزنيغر مرشح العضلات

* بول نيومان انسان حميم عائلي منسحب بخجل الكبرياء نيومان قاربَ الحياة بعقل مثل بصدق تقلُّبَها على الشاشة براندو ذاق مرارتها حتى الثمالة تعاطفت أميركا مع نيومان نبذت «زاباتا» الثائر عليها مات براندو شقيا بأولاده خسر نيومان معركته مع السرطان آثر الموت في حضن زوجته

* صنع اليهود سينما هوليوود صاغوا ثقافة أميركا الشعبية باعوها إلى العالم جندوا لها نجوما من اليهود لكل جيل كوكب ونجم ورث نيومان يهودية أبيه الألماني واستقامة أمه الكاثوليكية المجرية مات أبوه ناقما أراده تاجرا لا ممثلا حقق نيومان أمنية أبيه تاجر فربح الملايين خالف بخل اليهود تبرع بالملايين للأطفال اليتامى وترك هوليوود يتيمة تبحث عن نجم جديد