مدن التعايش

المدن اليهودية العربية في إسرائيل ما بين التعايش.. والعداء العنصري

TT

انفجار الصدامات الدامية بين اليهود والعرب في مدينة عكا الفلسطينية العريقة، الأسبوع الماضي، فتح جرحا عميقا لدى السكان العرب في إسرائيل (فلسطينيي 1948) عموما، الذين يشكلون 18% من مجموع المواطنين، وفتح جرحا أعمق في البلدات والمناطق المختلطة، التي يعيش فيها عرب ويهود جنبا الى جنب. وإذا كان الاعتداء على المواطنين العرب في عكا قد جرى بدعوى ان سائقا عربيا كسر حرمة «يوم الغفران» المقدس لدى اليهود، فإن المواطنين في مدن اللد والرملة وغيرهما يخشون من اعتداءات لا يكون لها سبب ولا حجة ولا ذريعة. فهناك يرفع قادة المجتمع، أمثال رئيس البلدية والحاخام الرئيسي (رجل الدين اليهودي) وغيرهم الشعارات المنادية بترحيل العرب. وهذه الشعارات تصعق العرب وتزعجهم أكثر حتى من الاعتداءات. فهم السكان الأصليون الذين جاءهم اليهود محتلين وفي أحسن الأحوال ضيوفا. استوطنوا وحاربوا وأقاموا دولة بقوة السلاح وطردوا الأهل وصادروا الأرض.. وبعد ذلك كله يريدون لمن تبقوا في وطنهم أن يرحلوا؟

ومع ذلك، فهناك كثيرون من اليهود والعرب يعملون في هذه البلدات من أجل تغيير الأوضاع وتثبيت التعايش المشترك في بلداتهم. وفي بعض الأحيان ينجحون، وفي أحيان أخرى يخفقون. لكن المساعي مستمرة. والحياة نفسها تفرض واقعا يجبر الغالبية الساحقة على الحياة المشتركة. فمن كان يخطط لتنظيف البلاد من العرب قد فشل في مخططه. والعرب الفلسطينيون بقوا وترسخوا في الوطن. والعرب الذين لم يطيقوا رؤية اليهود يحتلون وطنهم وبيوتهم، اعتادوا على العيش معهم في البلدة الواحدة وفي الجامعة ومكان العمل وفي السوق وفي كل مكان.

المناطق المختلطة لا توجد منطقة واحدة في اسرائيل إلا ويعيش فيها عرب ويهود متجاورين. قد يكون عدد العرب محدودا جدا، لا يتجاوز نسبة واحد في المائة أو في الألف مثل مدينة «أشكلون» أو «نهاريا» أو «نتانيا» وتوجد بلدات عربية يعيش فيها عدد قليل من اليهود، مثل الناصرة العربية (تعيش فيها عائلة يهودية واحدة) والبقيعة (تعيش فيها أربع عائلات يهودية). ولكن توجد منطقتان كبيرتان يعيش فيهما اليهود والعرب متجاورين بأعداد كبيرة، هما: منطقة الجليل في الشمال والتي تقدر نسبة العرب فيها 52% مقابل 48% يهود، ومنطقة النقب في الجنوب التي تبلغ نسبة العرب فيها حوالي الثلث. وهناك تسع بلدات باتت تعتبر يهودية عربية، بسبب وجود أعداد كبيرة من العرب فيها تتراوح ما بين 2% ـ 34%. وهي: الجليل: وهي أجمل مناطق البلاد، تعتبر امتدادا للبنان وسائر بلدان الشام، وتجتمع فيها خضرة الأحراش والسهول الخلابة مع الجبال البنية الشاهقة والجداول والينابيع المتدفقة وبحيرة طبريا شرقا والبحر الأبيض المتوسط غربا على مد النظر. وفيها تشاهد مئات الاف الطيور من شتى الأصناف وتشم عبير الزهور وتتمتع بألوانها الساحرة على مدار شهور طويلة. الجليل مصيف للهاربين من الحر صيفا ومشتى للباحثين عن شتاء خفيف الظل بلا عواصف ولا صقيع. ويقول أهل الجليل ان العيش فيه يطيل العمر، وليس صدفة. ولكن كل هذه المغريات، لم تقنع اليهود بالزحف الى الجليل، رغم عشرات الخطط والبرامج التشجيعية التي وضعتها الحكومة خلال ستين سنة تحت يافطة «تهويد الجليل». وظلت أكثريته عربية. وفي هذه المنطقة تلاحظ جودة الحياة والبيئة للعرب أكثر من المناطق الأخرى، حيث نسبة التعليم عالية ومستوى الحياة الاقتصادية أعلى والظروف البيئية والصحية أفضل.

النقب: النقب هو الجنوب الصحراوي. العرب فيه هم بدو الصحراء الذين بقواهم الذاتية بدأوا عملية تحول للزراعة. ولكن اسرائيل صادرت معظم أراضيهم (حوالي مليون ونصف المليون دونم) وتحاول السيطرة على بقيتها وتحشرهم في عشر بلدات بالادعاء انها تسعى لتحضرهم، مع انها لا تستثمر في التعليم والشروط الصحية والأبنية السكنية والمصانع، كما تستوجب عملية التحضر. في هاتين المنطقتين يخوض المواطنون العرب نضالا متواصلا منذ 60 عاما من أجل المساواة في الحقوق مع اليهود، حيث انه حتى في أرقى المناطق في الجليل، يظل مستوى معيشة المواطن اليهودي أفضل من مستوى معيشة العربي في كل المجالات تقريبا. ولكن منطقة النقب، تعاني من اهمال خطير. وتراكم هذا الاهمال خلال 60 سنة أدى الى تدهور الأوضاع الاجتماعية. ففي هذه المنطقة نسبة الاجرام في صفوف العرب أعلى منها في أية منطقة أخرى. ومنسوب الغضب لدى السكان من جراء سياسة القهر والتمييز، مرتفع جدا. والكثير الكثير من العاملين الاجتماعيين يحذرون من خطر انفجار انتفاضة شعبية ضد الحكومة الاسرائيلية. المدن المختلطة كما ذكرنا فإن هناك تسع مدن مختلطة في اسرائيل، يعيش فيها يهود وعرب، أهمها تلك المدن التي كانت قبل الاحتلال الاسرائيلي أعلاما في الثقافة والنشاط السياسي وقسم منها حديثة العهد، بنتها اسرائيل لليهود وصار العرب يقطنونها. وهناك من يعتبر القدس أيضا مدينة مختلطة، باعتبار ان عربا ويهودا يعيشون فيها، 650 ألف نسمة ثلثهم من العرب، ولكننا نخرجها من حساباتنا في هذا التقرير. فالجزء الذي يعيش فيه عرب ويهود هو الجزء الشرقي منها. وهو منطقة محتلة منذ عام 1967. والسكان اليهود فيها مستوطنون مستعمرون ولا يجوز الحديث عن تعايش بين الاحتلال وضحيته.

مجموع السكان العرب في المدن المختلطة في اسرائيل من دون حساب القدس، لا يتعدى بمجموعه 100 نسمة. فالعرب من فلسطينيي 48 يسكنون بالأساس في بلدات عربية صرف، مثل الناصرة وشفا عمرو وطمرة وأم الفحم في الشمال والطيبة والطيرة وكفر قاسم وباقة الغربية في المثلث (غرب الضفة الغربية) ورهط في الجنوب، وعشرات القرى العربية الأخرى. وهذه البلدات تعاني من سياسة التمييز في شتى المجالات. وعلى الرغم من التطور الكبير الذي شهدته في السنوات الستين الأخيرة، خصوصا في مناطق الشمال، إلا انها بالمقارنة مع البلدات اليهودية، تظل متأخرة. بعضها لا تزال تنقصها مشاريع مجار وتصريف مياه المطر وتنقصها غرف تعليم ومرافق صناعية وثقافية وحتى رياضية تليق بها.

وأما المدن المختلطة، فإنها مقسمة على الغالب في داخلها الى أحياء عربية ويهودية الفارق بينها يظهر بشكل واضح بسبب سياسة التمييز. وهذه المدن هي:

* يافا: لم تعد يافا اليوم مثلما كانت في الماضي، عاصمة للثقافة والاقتصاد الفلسطيني، بل أصبحت حيا من أحياء مدينة تل أبيب. في البداية كانت حيا مهملا جعله تجار المخدرات ورجال الاجرام المنظم وكرا لموبقاتهم، ثم بدأ رؤساء البلديات يهتمون به ويحولونه الى حي سياحي. فعندما كان وكرا، رحل الكثيرون من أهل يافا العرب عنه، وعندما حولوه منتجعا سياحيا، عملوا كل ما في وسعهم لترحيل السكان العرب منه. واليوم يحاول أهل يافا مقاومة المخطط لتطهيرها منهم.

* نسبة العرب في تل أبيب ـ يافا لا تتعدى 4%. نصفهم فقط يعدون من سكان يافا الأصليين، حيث ان السكان الأصليين (130 ألف نسمة) هجروا المدينة في فترة نكبة فلسطين العام 1948 وتشردوا في الخارج، وقسم ضئيل منهم يعد بالمئات بقوا.

العلاقات اليهودية العربية رتيبة في هذه البلدة، وتوجد جيرة حسنة في غالب الأحيان وتوجد شراكات تجارية يهودية عربية. ولكن المشكلة مع السياسة الرسمية التي تهمل العرب ولا تمنحهم حقوقهم في المساواة. وفي بعض الأحياء تبدو يافا قرية صغيرة ولا تصدق انها جزء من مدينة تل أبيب الحديثة.

* عكا: عكا القديمة الأصلية ما زالت مدينة عربية، لكن عدد سكانها لم يزد عن العام 1948، والسبب ان الحكومة خططت لتطهيرها منهم. فهنا أيضا الغالبية الساحقة من السكان الأصليين قد رحلوا عنها في عام النكبة فسيطرت الحكومة على البيوت. وسمحت في مرحلة معينة من سنوات الخمسين لأن يدخل البيوت الخالية سكان عرب من البلدات المجاورة التي هدمت لتقام عليها بلدات يهودية. ولكن البيوت القديمة باتت خطرة على أصحابها، وتعمدت الحكومة ابقاءها على حالها وفي الوقت نفسه عرضت على سكانها الانتقال للسكن في قرى عربية مجاورة، بينما بنت لليهود أحياء جديدة شرق المدينة وشمالها. وهكذا، فقد بقي في البلدة القديمة 6000 مواطن عربي. وشيئا فشيئا، بدأ شباب عكا العرب يعودون اليها. وصاروا يشترون البيوت من السكان اليهود في الأحياء الجديدة بأسعار عالية. وأصبحت نسبة العرب فيها 30%. وعلى الرغم من بعض الاحتكاكات بين السكان اليهود والعرب، إلا ان العلاقات عموما كانت جيدة. بيد انه في السنوات الثلاث الأخيرة تم احضار مئات اليهود الذين تم ترحيلهم عن مستوطنات قطاع غزة، فجاءوا محتقنين بالكراهية للعرب ومشبعين بعقلية احتلالية تستخف بالعرب. كما أقيمت مدرسة دينية يهودية في المدينة، يتعلم فيها 200 طالب من المتعصبين. فأحرق مسجد المنشية (وهو الحي الذي تم فيه احراق 3 بيوت عربية خلال الأحداث في الأسبوع الماضي) وحاولوا منع الأذان وبدأنا نقرا على الجدران الشعار "الموت للعرب" وغير ذلك. وجاء الانفجار في السبوع الماضي تصعيدا لنهج قائم منذ فترة.

* الرملة: وهي التي بناها الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك في القرن الثامن الميلادي، وظلت مدينة عربية على مر التاريخ. ولكنها وجارتها مدينة اللد تعرضتا في سنة 1948 الى مذابح من القوات الاسرائيلية فرحل عنها معظم أهلها العرب، وجلب اليها يهود قادمون من الدول العربية وأصبحت ذات أكثرية يهودية. نسبة العرب فيها اليوم 22%. الأحياء العربية فيها مهملة، وأحدها «حي المحطة» تحسبه حيا في مخيم للاجئين. رئيس بلديتها اليهودي، يوئيل ليفي، معروف بتصريحاته العنصرية ومنها قوله: «إذا أراد العرب السلام معي أكون مسالما، ولكن إذا جاءوني بطروحات قومية فأنا أعرف كيف أطلق النار. وفي كل مرة أطلقت النار كنت أبقى على قيد الحياة والعرب أمامي يموتون».

* اللد: وهي مثل الرملة، الأحياء العربية فيها مهملة، مع ان نسبة السكان العرب فيها 25%. وقد أحاطت البلدية أكبر حي عربي فيها بجدار مغلق لفصلهم عن اليهود.

* بئر السبع: وهي خامس أكبر المدن الاسرائيلية اليهودية، ومع انها قبل العام 1948 كانت مدينة عربية فإن نسبة العرب فيها اليوم لا تتعدى 3%، معظمهم سكنوها في السنوات الأخيرة.

* معلوت ترشيحا: وترشيحا هي قرية عربية جميلة في أعالي الجليل. في سنة 1957 أقيمت على أراضيها المصادرة بلدة يهودية تدعى معلوت. وقبل عشر سنوات تم دمج القريتين تحت مجلس بلدي واحد، فأصبحت حيا من أحياء معلوت والعرب يشكلون 22% من البلدة الموحدة. العلاقات بين السكان جيدة ولكن العرب يشكون من سياسة الاهمال السلطوية. فالتمييز واضح بين معلوت وترشيحا فالأولى حديثة متطورة ومصنعة والثانية قرية قديمة تنقصها العديد من الخدمات.

* نتسيرت عيليت: وهي بلدة يهودية تأسست مثل معلوت في سنة 1956 ضمن سياسة تهويد الجليل وأطلق عليها هذا الاسم الذي يعني بالعبرية «الناصرة العليا». وقد أقيمت على أراضي الناصرة وقراها المصادرة. وهي بلدة حديثة وعصرية تمتلئ بالمصانع والمرافق التعليمية والفنية والثقافية. منذ عشرين سنة بدأ اليهود يهجرونها ويعودون الى المناطق الواقعة في مركز البلاد، حيث الاقتصاد المزدهر. فصار العرب يسكنون فيها، خصوصا من أهل الناصرة والقرى المجاورة. وغالبية ساكنيها العرب هم من الشرائح الاجتماعية الميسورة، التي ضاقت بها الحياة في البلدات العربية وبحثت عن مستوى معيشة وظروف بيئية أفضل. ويشكل العرب المسجلون فيها رسميا 13% ولكن النسبة الحقيقية تتعدى 20%.

* كرمئيل: وهي مدينة تشبه نتسيرت عيليت من حيث الهدف، أقيمت سنة 1964 على الأراضي العربية المصادرة من الرامة وساجور وقرى البطوف. بدأ العرب يسكنونها فقط منذ عشر سنوات وتبلغ نسبتهم 2%. حيفا كنموذج بين جميع المدن المختلطة في اسرائيل، تبدو مدينة حيفا مميزة ومختلفة في الكثير من المجالات. فالعلاقات اليهودية العربية فيها وإن لم ترتق الى مستوى المساواة الكاملة، إلا انها أفضل من العلاقات في البلدات الأخرى، خصوصا في السنوات الأخيرة.

هي أيضا أجمل المدن على ساحل البحر الأبيض المتوسط. تقع على سفوح سلسلة جبال الكرمل، وحتى البحر. تشتهر بالحدائق المعلقة التي بناها البهائيون أمام معبدهم. كانت ذات أكثرية عربية حتى سنة 1940، وانتخب فيها رئيس بلدية عربي حتى ذلك الوقت. وقد اختارت التنظيمات العسكرية الصهيونية في حينه أن تبدأ احتلال فلسطين بها، فما أن غادرها الجيش البريطاني حتى شنت هجومها المدفعي على الأحياء العربية في أبريل (نيسان) 1948. وقد تم تفريغها من غالبية سكانها العرب، باستثناء قلة منهم اختاروا القاء أجسادهم أمام عربات الترحيل فاضطرت القوات الاسرائيلية الى التراجع. ويشكل العرب فيها اليوم 13% (35 ألفا من مجموع 300 ألف).

ومع ذلك، فإن السكان اليهود الذين استوطنوها بدوا أقل عداء من بقية اليهود وأدى ذلك الى اقامة علاقات جيدة بين العرب واليهود. وتوجد في المدينة أحياء عربية صرف (وادي النسناس والحليصة ووادي الجمال ووادي الصليب) وهي الأحياء القديمة وتوجد أحياء يهودية صرف وهي المبنية حديثا (دانيا وغولدا وسبير على قمة جبل الكرمل). ولكن بقية الأحياء يعيش فيها اليهود والعرب في نفس الحي وفي نفس العمارة أيضا. رئيس البلدية الحالي يونا ياهف، وهو ضابط كبير سابق في الشرطة العسكرية ومحام مشهور خبير في موضوع القذف والتشهير في الصحافة. اتخذ له نائبا عربيا منذ انتخابه قبل خمس سنوات. ويحرص ياهف في حديثه معنا على ابراز اهتمامه بالتعامل مع العرب بالمساواة. ويفاجئنا بالقول: «مثلي الأعلى في ادارة البلدية هو آخر رئيس بلدية عربي فيها، حسن شكري. فأنا كما تعرف من مواليد حيفا (1944) وقرأت عنه ودرست شخصيته. فعندما انتخب لرئاسة البلدية اجتمع مع رؤساء الطائفة اليهودية وطلب منهم أن يعينوا سكرتيرا للبلدية منهم. وقال لهم انه يعتبر اليهود جزءا لا يتجزأ من السكان ويريد لهم تمثيلا في البلدية. وبعد بضع سنوات أعلن اللغة العبرية لغة رسمية في البلدية. من هنا فأنا اسعى الى رفع مستوى التعاون اليهودي العربي في بلادنا بأسرها وأتخذ من حيفا نموذجا لذلك».

ويتحدث ياهف باعتزاز عن مشروع بدأه منذ أربع سنوات وهو تعليم اللغة العربية بشكل الزامي في المدارس اليهودية الابتدائية منذ الصف الخامس، ويقول «من دون معرفة اللغة لا يمكن التعايش». العرب يتكلمون العبرية بطلاقة، وعلى اليهود أن يعرفوا اللغة العربية مثلهم. ويقول ياهف ان الصدامات الدامية في عكا لا يمكن ان تنتقل الى حيفا، «فنحن مختلفون تماما ولدينا، عربا ويهودا، وعيا عميقا ومتجذرا وبتنا محصنين». ويضيف: أنا لا أخاف من تدفق العرب الى حيفا من جميع أنحاء اسرائيل. بل انهم سألوني ذات مرة ما رأيي في عودة اللاجئين الفلسطينيين الى حيفا، فقلت انه في حالة قدوم لاجئين وفقا لاتفاق بين حكومة اسرائيل والقيادة الفلسطينية وفي اطار اتفاق سلام، لا أعارض ذلك. إن حيفا، باعتقادي، قابلة للتعايش المشترك. وأنا واثق من أنني إذا انتخبت لدورة قادمة سأنجح في سد هوة التمييز الى أقصى حد وأجعل المساواة عندنا نموذجا يتعلم منه قادة الدولة ويطبقونه في جميع البلدات.

ويقول نائبه العربي، اسكندر عمل، وهو استاذ في التاريخ ينتمي الى الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة (التي يرئسها النائب محمد بركة)، فيؤكد ان حيفا هي أفضل البلدات المختلطة في اسرائيل بالنسبة للعرب. ويقول ان العرب فيها يعانون التمييز ولكن في الخدمات البلدية يوجد تغيير للأفضل. ويقول انه يتعاون كثيرا مع رئيس بلديته ويحصل على خدمات عادية وتطويرية وفقا لبنود الاتفاق الائتلافي معه. ولكنه يضيف: «من الصعب أن أقول انني راض في كل شيء. فرئيس البلدية هو من حزب «كديما» الحاكم ويمثل سياسة حزبه ونحن لا نتفق في كل شيء. بيد ان هذا الكلام لا يقلل من حقيقة ان حيفا بلدة تعايش جيدة بالمقارنة مع البلدات الأخرى».