صحوات.. باكستان

قوات لاشكار القبلية تنتفض ضد طالبان في المنطقة الحدودية

مجموعات من رجال القبائل الباكستانية تتجه لمحاربة طالبان على الحدود الأفغانية (أ.ف.ب)
TT

قبل نحو شهرين، عندما اقترح مسؤولون اميركيون إنشاء «صحوات» في المناطق القبلية من باكستان لقتال طالبان، على غرار صحوات العراق لقتال «القاعدة»، لم يصدق أحد ان تجربة صحوات في باكستان قد تفلح. إلا ان المفاجئ ان الامر بدأ والمدهش أنه يبشر بالنجاح. وخلال الأسبوعين الماضيين نشرت تقارير من المناطق القبلية حول انتفاضة شعبية ضد طالبان الباكستانية في معظم أجزاء المناطق القبلية على الحدود مع افغانستان. وعقد فريق من المسؤولين الباكستانيين الأمنيين رفيعي المستوى اجتماعا الأسبوع الماضي مع زعماء القبائل في بلدة ديرا الصغيرة، على مشارف المناطق القبلية الخاضعة للحكم الفيدرالي، حيث شددوا على مساندتهم التامة لجهود تخليص المناطق القبلية من المتطرفين من طالبان وغيرها من العناصر. استمر الاجتماع لمدة ثلاث ساعات، وكانت رسالة المسؤولين الأمنيين لزعماء القبائل بسيطة وواضحة: «اقتلوا أكبر عدد من المسلحين قدر استطاعتكم». لكن تخطى الاجتماع الإجراء البسيط بإعلان الموقف الرسمي، حيث تطرق المسؤولون إلى التفاصيل الجوهرية للدعم الرسمي الذي ستقدمه الحكومة الباكستانية لزعماء القبائل في محاولاتهم للتخلص من طالبان، التي أصبحت تمثل الآن تهديدا مباشرا لكبار زعماء القبائل بعد التفجير الانتحاري الذي وقع في اجتماع جيرغا القبلي ما أسفر عن مقتل أكثر من 80 من رجال القبائل في إقليم أوركازي.

بدأت مؤشرات الاستراتيجية الجديدة التي تتبعها الحكومة الباكستانية بتقديم المساعدة لزعماء القبائل في حربهم ضد المتطرفين والمسلحين في الظهور في بداية هذا الشهر عندما قام رئيس أركان الجيش الجنرال اشفاق برويز كياني بزيارة منطقة باجاور القبلية، حيث شن الجيش الباكستاني هجوما على طالبان منذ شهرين.

وفي اجتماعه مع زعماء القبائل، قال الجنرال كياني إن دعم زعماء القبائل مهم من أجل نجاح العمليات العسكرية التي تشن ضد المسلحين. وشكر كبار زعماء القبائل على العون الذي يقدمونه للجيش الباكستاني.

وفي غضون أسبوع بعد زيارة الجنرال كياني، أعلن كبار الزعماء في باجاور تشكيل «لاشكار» أو جيش القبائل، والذي بدأ في التحرك على الفور بحرق المنازل والمخابئ التي يختبئ بها مسلحو طالبان والمسلحون الأجانب في المنطقة.

جاء ذلك بعد انعقاد اجتماع في إسلام أباد في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي برئاسة الرئيس آصف علي زرداري، حيث أطلعه الجنرال كياني على الوضع في المناطق القبلية وأخبره بشأن الاتصالات التي تجري بين رجال القبائل والقوات الأمنية.

ويقول مسؤول رفيع المستوى في مقر الرئاسة الباكستانية لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس آصف علي زرداري أصدر توجيهاته لرئيس أركان الجيش الجنرال أشفاق برويز كياني بالتعاون التام مع ميليشيات القبائل التي بدأت في عملياتها المسلحة ضد حركة طالبان الباكستانية في المناطق القبلية. ويتضمن ذلك التعاون تقديم دعم مادي وعسكري ولوجستي. هناك عناصر أخرى تفرض على مخططي الجيش الباكستاني تقديم دعمهم للانتفاضة الشعبية ضد طالبان في المناطق القبلية. فمنذ شهرين، بدأ الجيش الباكستاني في قصف جوي ومدفعي على مخابئ المسلحين في منطقة باجاور، ما أجبر حوالي نصف سكانها على الهرب بحياتهم إلى مدن الإقليم الحدودي الشمالي الغربي المجاورة. وقال عبد القادر، وهو أحد سكان باجاور لـ«الشرق الأوسط» في المقر الإداري للمنطقة القبلية: «نطالب الجيش بالتوقف عن قصف باجاور والاستعانة بلاشكار القبائل للتخلص من طالبان والمسلحين الأجانب» لان هذا ينقل المعركة من الجو الى الارض. فبدلا من الطلعات الجوية المتكررة للطيران الاميركي والباكستاني والقصف الذي احيانا ما يكون عشوائيا للمناطق التي يشتبه ان بها عناصر من طالبان مما يوقع ضحايا من المدنيين، سيتم الاعتماد على جيش القبائل الذي يتحرك على الارض ويواجه على الارض. خاصة بعد أن أدركت القيادة العسكرية الباكستانية أن القصف المكثف والمستمر للمنطقة يلقى اعتراضا شعبيا في المناطق القبيلة.

وبدأ سكان الأقاليم الأخرى في المناطق القبلية، بالإضافة إلى المناطق المستقرة في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي في السير حذو جيرانهم في باجاور، فشكلوا ميليشيات قبيلة في مناطقهم. ويقول العميد المتقاعد محمود شاه وهو مسؤول سابق في الاستخبارات وكان يخدم في المناطق القبيلة: «الهدف من ذلك هو تسيير دوريات في المنطقة وحرق منازل ومخابئ طالبان والمسلحين الأجانب».

وفكرة الاستعانة برجال القبائل في الحرب على طالبان في المناطق القبلية ليست جديدة في مواجهة التمرد الذي تقوده طالبان هناك. فقد تبنى الجيش الباكستاني نفس الاستراتيجية عام 2004 و2005 عندما استخدم الجيوش القبلية ضد قوات زعيم طالبان، الذي قتل بعدها في غارة صاروخية أميركية. وفي مطلع عام 2003، شكل زعماء القبائل في إقليم جنوب وزيرستان القبلي جيشا قبليا للإطاحة بالمسلحين الأجانب من المنطقة. ويذكر العديد من المحللين الأمنيين أن الجهود الماضية لم تحقق حتى أدنى قدر من النجاح. ومن الممكن الحكم بفشل مثل هذه الجهود السابقة من خلال الوضع السائد في شمال وجنوب وزيرستان.

ويقول العميد المتقاعد محمود شاه: «حركة طالبان قوية جدا في إقليمي شمال وجنوب وزيرستان القبليين، ولن تفلح أية محاولات لتشكيل جيش قبلي في هذه المناطق» ولكن هناك عنصرا مقابلا لصالح أداء جيش القبائل وهو أنه منذ عام 2003 ابتعد المسلحون الأجانب ومن بينهم عرب وأوزباكستانيون عن جنوب وشمال وزيرستان، وتوقفوا عن قتال الجيش الباكستاني. ويقول رحيم الله يوسف زاي، وهو محلل كبير متخصص في الوضع في المناطق القبيلة: «في ربيع عام 2007، قام رجال القبائل المحلية بالهجوم على المسلحين الأجانب في جنوب وشمال وزيرستان ونجحوا في طردهم من المنطقة» وخلال الأسبوعين الماضيين، كان جيش القبائل منشغلا بتحديد منازل زعماء طالبان وحرقها. وقال مسؤول في الإدارة القبلية في باجاور، وهو جمال خان إن عمليات جيش القبائل ضد طالبان مستمرة بدون توقف.

وفي آخر عشرة أيام حرق لاشكار او جيش القبائل منازل جان والي، الزعيم البارز لطالبان في باجاور القبلية. ويستهدف لاشكار في عملياته على وجه الخصوص مخابئ طالبان أو أية أماكن إقامة لزعيم محلي في طالبان، حيث يلجأ المسلحون إلى تلك الأماكن بعد قتالهم لقوات الأمن الباكستانية. وفي الأسبوع الماضي، وصل لاشكار في باجاور إلى منازل مولاي عمر، المتحدث الرسمي باسم طالبان وزعيم محلي آخر هو فقير محمد. ولكن بعد رؤية قوات لاشكار قادمة هرب مسلحو طالبان المحليون المختبئون في هذين المنزلين.

لكن ظهور لاشكار ليس دائما في صالح الجيش، حيث أنه عند مستوى محدد، يقتطع من سيطرة قوات الأمن على المناطق القبلية. وقال سلطان خان أحد رؤساء القبائل في باجاور لـ«الشرق الأوسط»: «أينما كانت طالبان يكون هناك جيش، ونحن نحارب طالبان لأننا لا نريد من الجيش أن يأتي إلى مناطقنا».

ومن الناحية التاريخية، تتمسك القبائل الباكستانية باستقلالها بشدة، ولديها تاريخ يشير إلى قتالها لقوات عسكرية أجنبية. فلم ينجح البريطانيون مطلقا، عندما كانوا يحكمون شبه القارة الهندية، في السيطرة على المناطق القبلية. وبالمثل كانت هذه القبائل تحارب السلالات السياسية الحاكمة المتتالية التي كانت تحكم الهند طوال القرون الخمسة الماضية. وحتى عام 2002، لم تطأ أقدام الجيش الباكستاني أرض المناطق القبلية التي تمتد من الحدود الأفغانية وتبلغ مساحتها 27220 كيلومترا مربعا. لذلك عندما عقد فريق من مسؤولي الأمن الباكستانيين اجتماعا مع زعماء القبائل في ديرا، أخبر زعماء القبائل على وجه التحديد المسؤولين الباكستانيين بأن عليهم الابتعاد عن مناطقهم. وقال زعماء القبائل لمسؤول أمني باكستاني: «لا نريد تدخلكم في منطقتنا، ويمكننا التعامل مع طالبان بأنفسنا».

وبالمثل، أعربت ميليشيا القبائل عن معارضتها لأي تدخل أميركي في المنطقة، وتعهدت بالمقاومة إذا تدخلت القوات الأميركية ماديا في المناطق القبلية. وقال والي محمد، وهو أحد زعماء القبائل، والذي وصل من العمر إلى أواخر الثلاثينات، وتسكن عائلته الآن في مخيم إغاثة أقامته الحكومة للنازحين بسبب صراع باجاور: «لا شك في أننا سنقاوم أي تدخل أميركي في مناطقنا وقد نقلنا هذا للحكومة الباكستانية أيضا».

لكن بالرغم من نجاحها المبدئي، يتوقع بعض المحللين ان تأتي تجربة الاستعانة برجال القبائل ضد طالبان بنتائج عكسية هائلة للحكومة الباكستانية. ويقول هارون رشيد وهو صحافي كبير ومراسل الـ«بي بي سي» في المناطق القبلية في باكستان: «لا يجب أن ننسى أن هؤلاء الرجال القبليين يتمسكون باستقلالهم بشدة، وفي حالة تدخل أميركا ماديا في المناطق القبلية كما كان يقول المرشح الرئاسي الأميركي باراك أوباما، فسيكون الوضع شديد الخطورة، وفي هذه الحالة فمن يوقفهم من وضع أيديهم في أيدي طالبان؟».

ايضا يمكن ان يضعف التجربة ما رددته بعض التقارير في وسائل الإعلام الباكستانية حول اتصالات سرية بين زعماء القبائل الباكستانية والقوات الأميركية المتمركزة في أفغانستان. فمنذ ستة أشهر، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن مخططين عسكريين باكستانيين وأميركيين يعملون على وضع خطة للاستعانة بدعم زعماء القبائل في «الحرب على الإرهاب». ويخشى معظم الخبراء من أن أية اتصالات علنية بين الجيوش القبلية والقوات الأميركية في أفغانستان ستكون ذات نتائج عكسية أكيدة. ويعلق العميد المتقاعد محمود شاه على ذلك قائلا: «إذا حصلت الجيوش القبلية على أية مساعدة علنية من الأميركيين، وإذا حصلت على مساعدة حتى من الحكومة الباكستانية، فسوف تفقد الانتفاضة مصداقيتها».كما ان الحكومة الباكستانية لم تستطع صياغة الرأي العام في المناطق القبلية لصالح العمليات العسكرية ضد طالبان. فما زال الرأي العام مشوشا حول من يجب دعمه في هذا الصراع. يقول أكرم الله، صاحب محل بيع أجهزة إلكترونية في منطقة باجاور الذي تدمر محله في هذا الصراع: «لن أقول إن مسلحي طالبان مخطئون لأنهم يقاتلون من أجل قضية دينية، ولكني لن أقول إنهم على صواب لأنهم مسؤولون عن جميع معاناتنا».

وأيا كانت القوى المحركة للرأي العام في المناطق القبلية في باكستان، فإنه من المستحيل على الانتفاضة القبلية النجاح بدون المساعدة المالية والعسكرية من الحكومة الباكستانية. يقول هارون رشيد «أعتقد أنهم (رجال القبائل) سيحتاجون إلى مساعدة مادية وعسكرية من الحكومة، فهم لا يملكون معدات جيدة وليسوا مدربين على مواجهة الإرهاب».

أيضا من الصعوبات التي تواجه عمل قوات القبائل ضد طالبان أن المنطقة القبلية بها تنوع هائل في المقاتلين سواء المحسوبين على طالبان الباكستانية او طالبان الافغانية او المقاتلين العرب. ورغم التغطية الإعلامية غير العادية التي حظيت بها قصص وجود مقاتلين عرب داخل المناطق القبلية الباكستانية، فإنه بالنسبة لأبناء القبائل المحلية لا يزال المسلحون العرب يشكلون لغزاً مبهماً. ومع أن القبائل المحلية قد نما إلى مسامعها بالفعل أنباء وجود مسلحين عرب في المناطق القبلية، إلا أن عددا قليلا منهم للغاية يدعي رؤيته لأي من هذه العناصر. من جهتهم، يدعي مسؤولو الأمن الباكستانيون وجود مئات المقاتلين العرب داخل المناطق القبلية الباكستانية، لا سيما باجور. أما الأميركيون فيؤكدون أن العدد الحقيقي أكبر، حيث يدعون وجود آلاف المقاتلين العرب على صلة بتنظيم «القاعدة» داخل المناطق القبلية الباكستانية. بيد أنه في واقع الأمر يبقى العرب الأفغان ـ حسبما يُطلق عليهم ـ بمثابة لغز بالنسبة لسكان المناطق القبلية، حيث لم يشاهدهم سوى القليل للغاية من أبناء هذه المناطق. وتعج وسائل الإعلام المحلية والعالمية يومياً بتقارير تنشر بعض التفاصيل عن أعداد المسلحين العرب الذين تم قتلهم في إطار الهجمات الأميركية على مخابئ المسلحين بمناطق القبائل في باكستان. وعادة ما تسهم مثل هذه التقارير في تعزيز الاعتقاد بأن للعرب الأفغان وجودا قويا في المناطق القبلية بباكستان، خاصة منطقة باجور المتاخمة لإقليم كونار الأفغاني. إلا أنه على خلاف الاعتقاد السائد، يؤكد معظم أبناء القبائل المحلية عدم مشاهدتهم لأي مسلح عربي بمنطقتهم. على سبيل المثال، أكد عبد الشكور، الذي ينتمي لإحدى قبائل باجور ويعيش حالياً بأحد معسكرات اللاجئين في تايمارجارا المخصصة لمن تعرضوا للتشريد جراء الصراعات الدائرة (وهي مدينة صغيرة تقع على أطراف باجور)، أنه: «لم أشاهد قط أي عربي بمنطقتي، ولا أدري إن كان لهم وجود في منطقتي».

على الجانب الآخر، قال مسؤول عسكري رفيع المستوى أثناء استعراضه تقريرا موجزا عرضه على وسائل الإعلام ـ في وقت لاحق على أعضاء البرلمان ـ إن إحدى الضواحي الفرعية لباجور والتي تُعرف باسم ماهموند، قد اشتهرت بقيام سكانها المحليين بتزويج بناتهم من مقاتلين عرب. وأكد جان والي، أحد أبناء باجور والذي كان يقطن ضاحية ماهموند قبل انتقاله إلى معسكر للاجئين في تايمارجارا لـ«الشرق الأوسط»: «من العسير التعرف على العرب لأنهم يبدون مثل البشتون تماماً، كما أنهم دائماً ما يغطون وجوههم» إلا أنه استطرد موضحاً أنه لم يلتق قط بمقاتل عربي رغم كونه من سكان ماهموند، التي تزعم السلطات العسكرية أنها معقل العرب الأفغان. في المقابل، قال زبير شاه، أحد أبناء القبائل المحلية، إنه يوجد بالقطع الكثير من العرب الأفغان داخل المناطق القبلية الباكستانية، خاصة باجور. وأضاف أن أبناء المناطق القبلية لن يفصحوا قط عن رؤيتهم لأي مقاتلين عرب «لأنهم يخشونهم»، مشيراً إلى أنه: «ليس بمقدوري إخباركم عددهم بالتحديد أو أماكن وجودهم لأنني لم أرهم، لكنهم موجودون بالفعل». من ناحية أخرى، أشار العميد (المتقاعد) محمود شاه، المسؤول السابق بالاستخبارات الباكستانية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن المسلحين العرب لهم وجود صغير، لكنه قوي، داخل منطقة باجور. وقال: «أولاً لأن الابنة الكبرى لزعيم طالبان المحلي، مولاي فقير، متزوجة من أحد المسلحين العرب. لذا، فإن العرب يزورون المنطقة بانتظام. ثانياً: تتمتع باجور بأهمية خاصة بالنسبة للعرب لقربها من إقليم كونار الأفغاني حيث توجد أعداد كبيرة من العرب». علاوة على ذلك، قال معظم الأفراد المشردين من باجور والموجودين حالياً في معسكرات اللاجئين ممن التقتهم «الشرق الأوسط» إنهم لم يروا قط أي مقاتل عربي. ومع ذلك، سردوا قصصاً يشوبها الغموض بشأنهم. ويقول جان محمد، أحد أبناء باجور: «هناك إمكانية لوجود عرب في الجبال، لكن ليس في باجور. على الأقل ليس هناك عرب في منطقتنا» فيما أوضح عبد الشكور: «لقد سمعت أناساً يتحدثون عن وجود مقاتلين عرب في مناطقنا، لكني لم أرهم قط».

إلا أنه في الوقت الذي ما يزال فيه وجود المقاتلين العرب بمثابة لغز أمام أبناء القبائل المحلية، فإن لديهم فكرة واضحة حيال وجود وأنشطة الأجانب الآخرين داخل مناطقهم. على سبيل المثال، وفي تصريح لـ «الشرق الأوسط»، قال أجماد علي، المقيم بمنطقة باجور، إنه رأى قاري ضياء الرحمن، الأفغاني الذي اشتهر بشنه حملة مسلحة ضد الجيش الباكستاني، عدة مرات. يذكر أن ضياء الرحمن يعد أحد القادة المسلحين الخطرين، وبذل الجيش الباكستاني عدة محاولات لإلقاء القبض عليه حياً. وأضاف علي «رجال ضياء الرحمن قد أتوا إلى منطقتنا منذ بضعة شهور وأقاموا معسكر تدريب هنا. وقد تلقيت تدريباً عسكرياً هناك». الواقع أن تجربة «صحوات العراق» التي غيرت شكل الخريطة الامنية في العراق يمكن ان تنجح في باكستان، وهي أظهرت مؤشرات نجاح اولية، إلا ان الطريق ما زال طويلا، كما ان تعقيدات باكستان، أكبر من تعقيدات العراق. وليس امامنا غير الوقت لاستكشاف ماذا سوف يحدث.