السمسار

غسان الإمام

TT

«حل (الأزمة المالية)... هو بتزويد الحكومات المؤسسات المالية بمزيد من رأس المال، في مقابل حصة في ملكيتها» ـ بول كروغمان/ جائزة نوبل في الاقتصاد ـ أميركا محكومة بعقلية الشركة طبقتُها الحاكمة تأتي من الشركة تستقيل فتعود إلى الشركة جاء جورج بوش من شركة النفط ملأ إدارته برجال الأعمال استسلم معهم لـ«حكمة «السوق» فدمرت «تقنية» السوق الاقتصاد تراجعت أسعار الأسهم ارتفعت أسعار السلع استغلت المصارف غيبة الدولة أساءت استعمال السيولة فأفلست مع المقترضين منها تباطأت إدارة بوش في التدخل أصيبت أميركا بالزكام فدخل العالم غرفة الإنعاش

* اهتز الاقتصاد فاستغنى بوش عن رجال الأعمال استأجر رجال المال استعان بمن كانوا هم الداء جاء بسماسرة «غولدمان ساتش» عين خبيرها جوشوا بولتن مديرا لبيته اختار مديرها هنري بولْسن وزيرا لخزانته نام بوش على حرير الخبرة أفاق على لهيب الخسارة

* هنري بولسن عفريت «وول ستريت» درس إدارة الأعمال في «هارفارد» التقطه «البنتاغون» فاستعاره نيكسون قفز من البيت الأبيض فهبط بالمظلة على الشركة اثنتان وثلاثون سنة في «غولدمان ساتش» قدرة هائلة على السمسرة دع محفظتك عند الساحر «هانك» تجدها تورّمت بالمال السهل تورَّم دخل المؤسسة 25 مليار دولار في السنة كافأت سمسارها 40 مليار دولار في السنة أجلسته في مقعد رئيسها ومديرها أعلنته أشرف الشرفاء صديقاً للبيئة يكتفي بمراقبة عصافير نيويورك البريئة ثم ينام على مخدة محشوة بتحويشة العمر 700 مليون دولار عدّاً ونقداً أنت. كم يجب أن تعيش وتعمل لتغدو سمساراً باستقامة المعلم بولسن؟

* تفلس فتحيلك الدولة إلى المحكمة يفلس المصرف فتعوِّمه الدولة طلب السمسار 700 مليون دولار شيكاً على بياض لتعويم مصارف «وول ستريت» استعان بشهادة «بن برناركه» منظِّرٌ يحكم المصرف المركزي سمسار براغماتي وخبير أكاديمي مطرقة وسندان يكمل الأول الثاني رفض أوباما إنقاذ المفلسين المغامرين طالب بإنقاذ المقترضين رفض الجمهوريون أيضا الصفقة! اتهموا الدولة بمسِّ «قداسة» السوق

* ابتكر الإنجليز الرأسمالية حكموا العالم بها واكْتَوَوا معه بنارها إن ازدهرت بريطانيا حكمها المحافظون إن تعثرت أصلحها العمال الاشتراكيون تذكر العمالي غوردن براون عصا الحكومة قدم القروض إلى المصارف اشترى بها حصة من أسهمها أممها بمكر الصمت فلا أجاع الذئاب ولا أفنى القطيع ولا ارتكب غلطة السمسار فما اشترى الديون الهالكة تعلم ساركوزي وميركل درسا هذه المرة من دهاقنة إنجلترا لا من سماسرة أميركا