أصداف ولآلئ: البائع الجوَّال

غسان الإمام

TT

* «السياسة صعود وهبوط. عليك أن تتعامل معها بهدوء» ـ غوردن براون ـ

* «مصائب قوم عند قوم فوائد» ورث غوردن براون توني بلير فأصيب بنحسه تردد. انطوى. انسحب أصيب العالم المالي بعاهة فاسترد براون شعبيته هندس خطة الإنعاش راوده حلم الاشتراكيين القدامى انقلب على اقتصاد «السداح مدَاح» شهر سيف الدولة متدخلةً في الاقتصاد شريكةً مساهمة في المصارف رقيبةً على عولمة المال رادعةً للمدراء ورجال البزنس فبايعته أوروبا: فلاش غوردن وجرَّت أميركا قدميها وراءه اعترف المخضرم الان غرينسبان:

«حرية السوق كارثة»

* دخلت اسكتلندا بيت الطاعة اتحدت مع إنجلترا فدوَّختها بالويسكي وعلمتها قذف كرة الغولف فألْهَتْها بريطانيا بكرة القدم وكافأتها بترئيس وتوزير ابنها غوردن براون اسكتلندي جاد بارد. لكن يفكر ويخطط غرس فيه أبوه القس أخلاقية الكنيسة فطعَّمها غوردن بدراسة الفلسفة مثقف يدير بريطانيا بعين واحدة فقد بلعبة «الرغبي» بَصَرَ عينه اليسرى لا يرى أطلسِت العلاقة مع أميركا ولا يرى ضرورة لأوربة بريطانيا

* لا يصلح الخليج ما أفسد العطّار حشر بلير منافسه براون في الخزانة حمّله الحقيبة المهترئة عشر سنين فغدا رجل تكنوقراط أكثر منه رجل سياسة يبيع العرب صندوق النقد الدولي يموّل الصندوق أوروبا الشرقية المفلسة ويستعلي على باكستان وأفريقيا الجائعة:

تقشَّفوا في الإنفاق العام أثقلوا الفقراء بالضرائب شدّوا الأحزمة على البطون الخاوية

* قطع حزب العمال صحراء الشوك من اشتراكية الدولة إلى الليبرالية الاقتصادية تخلّى عن ثوريته النقابية باع عمال القمصان الزرقاء اشترى ثقة عمال الأتمتة والمعلوماتية ففاز بأصوات الطبقة الوسطى يرد باراك أوباما الاعتبار لليبرالية إن نجح في التغيير استلهم ليبرالية براون وساركوزي

* في رائعته «موت البائع الجوَّال» يصوِّر آرثر ميلر مأساة الأجيال:

عجزُ الأب عن سد الهوة بين العصور بين عصره وعصر أبنائه وزبائنه كان بدو القرن التاسع عشر يسألون الرحالة الإنجليز الجوّالين:

من أية قبيلة أنتم؟

يأتي جواب طلاّب القُرْبِ والود:

نحن من قبيلة الإنجليز في عدن يستغرب بدو الصحارى:

لكن لا تتكلمون لغتنا! يأتي الجواب الماكر:

لقننا الاستعمار هناك لغة أخرى

* بائع جوَّال آخر يجوب صحراء العرب:

هاتوا أموالكم اشتروا مصارفنا المفلسة اشترى كويتي ذكي ناديا رياضيا لا يعرف ماذا يصنع بزعران النادي اشترت قطر والإمارات المصارف تتساءلان هل ستجلسان في مجلس الإدارة؟

يجيب البائع الجوَّال:

بالتأكيد، إلى أن يَفْنى التراب طال عهدك وعمرك يا براون ... إلى أن يشيب الغراب