هل ينتخب عربي لرئاسة إسرائيل؟

إذا أجرينا حساب مقارنة وأخذنا بالاعتبار أن عمر إسرائيل هو 60 سنة فقط .. يمكن أن يصبح عربي رئيسا لحكومة إسرائيل بعد 140 سنة

يهوديان يمران أمام ملصقات الدعاية للانتخابات البلدية في القدس الأسبوع الماضي («الشرق الأوسط»)
TT

«أوباما هو السرّ..»، هكذا هتف يائسا، رئيس بلدية بئر السبع، يعقوب تيرنر، بعد إعلان هزيمته أمام منافسه الشاب. وتيرنر هذا شخصية بارزة جدا في إسرائيل. كان ذات مرة قائدا كبيرا في سلاح الطيران ويعتبرونه بطلا قوميا من خلال 300 طلعة جوية نفذها خلال حروب إسرائيل وأصبح فيما بعد قائدا عاما للشرطة. ولكن الشاب دانيلوفتش ،38 عاما، الذي كان بمثابة ابنه المدلل وهو الذي جلبه الى السياسة ووضعه في السنوات الخمس الأخيرة نائبا له، تغلب عليه في الانتخابات على رئاسة البلدية قبل 3 ايام بفارق 20 نقطة. ويقول تيرنر: «الروح التي دبت في الشباب من جراء ظاهرة أوباما، تحولت الى رياح عاصفة للمسنين أمثالي».

وفي تل أبيب، كاد عضو الكنيست الشاب دوف حنين، ان يعصف برئيس البلدية رون خولدائي، في الانتخابات البلدية التي جرت يوم الثلاثاء، مع أن حنين يساري ويرفض إنشاد النشيد القومي الاسرائيلي «هتكفا»، فيما خولدائي جنرال سابق في الجيش الاسرائيلي سجل باسمه عشرات العمليات الحربية وحصل على العديد من الأوسمة. حصل حنين على 34% من أصوات الناخبين مقابل 48% للجنرال. وهنا أيضا يتحدثون عن روح أوباما والرياح التي ترافق وصوله الى البيت الأبيض. لكن هذه الرياح لا تقتصر على الشباب في اسرائيل، فها هو بنيامين نتنياهو، رئيس حزب الليكود، يطلق موقعا جديدا في الانترنت بروح أوباما: فقد بنيت صفحة المدخل بنفس الاخراج الفني للموقع الذي بناه أوباما في بداية حملته الانتخابية. استخدم فيه نفس اللون، الأزرق وتم فيه توزيع المواضيع على أبواب بنفس طريقة موقع أوباما. وحتى الصورة التي تظهر لنتنياهو في الموقع، بدت شبيهة، والبدلة التي كان نتنياهو يرتديها في هذه الصورة كانت شبيهة ببدلة أوباما لونا وتفصيلا ونفس لون القميص الأبيض وربطة العنق الزرقاء. من هنا، لم يكن غريبا أن يتأثر أيضا المواطنون العرب في اسرائيل (فلسطينيو 1948)، برياح أوباما ويحلمون بأن يحقق أحدهم ذلك الأمل: أن يصبح عربي رئيسا لحكومة اسرائيل في يوم من الأيام. فالمواطنون العرب في اسرائيل، يشكلون نسبة 18% من سكان اسرائيل. وبما ان أوباما يمثل الأميركيين من أصل أفريقي الذين لا يتعدون نسبة 13% من سكان الولايات المتحدة، فإن من الطبيعي أن نتوقع رئيسا عربيا في حكومة اسرائيل. تقولون العنصرية في اسرائيل ضد العرب لن تسمح بذلك؟ ربما. ولكن العنصرية كانت سائدة في الولايات المتحدة لأكثر من مائتي سنة ومازالت بقاياها ماثلة حتى اليوم. فإذا أجرينا حساب مقارنة، وأخذنا بالاعتبار ان عمر اسرائيل هو 60 سنة فقط، يمكن ان يصبح عربي رئيسا لحكومة اسرائيل بعد 140 سنة. ولكن قبل الابحار بهذه الحسابات، التي تبدو اليوم وهمية، تماما مثلما كانت أحلام الأميركيين الأفارقة وهمية قبل 140 سنة، بل أحلام كهذه أدت الى قتل صاحبها، مارتن لوثر كينغ حتى قبل 41 عاما، وإذا بوزير الخارجية الاسرائيلي الأسبق، سلفان شالوم، يسمع صوته في الاذاعة الاسرائيلية ليهنئ أوباما ويقول: «آمل ان تتعلم اسرائيل من الولايات المتحدة وتنتخب في القريب رئيس حكومة من اليهود الشرقيين». وأضاف مذكرا المستمعين: «اليهود الشرقيون يمثلون نصف سكان اسرائيل ولا يعقل أن يظل كرسي رئيس الحكومة بعيدا عن أقفيتهم».

إذن، فاليهود الشرقيون يقفون بالدور وعلى العرب في اسرائيل أن يتأخروا بضع عشرات أخرى من السنين وينتظروا دورهم بعد هؤلاء الحشريين. ولكن قبل أن ينزل سلفان شالوم عن البث، هب في وجهه معلق سياسي من اليهود الروس القادمين الجدد الى اسرائيل، وصاح: «أنت تتحدث كما لو ان هناك تمييزا ضد اليهود الشرقيين في اسرائيل، مع ان يهودية شرقية تترأس اليوم الكنيست (البرلمان الاسرائيلي)، وهي داليا ايتسيك، ويهودي شرقي وصل الى مركز رئيس الدولة مرتين (اسحق نافون وموشيه قصاب) ويهودي شرقي وصل الى مركز وزير دفاع ثلاث مرات (بنيامين بن اليعيزر وعمير بيرتس وشاؤول موفاز). نحن اليهود الروس لم نصل الى أي مركز محترم في اسرائيل مع أننا نشكل أكبر شريحة متعلمة».

باختصار، تأخير اضافي، فأمام العرب في اسرائيل دور طويل حتى يصلوا الى هذا المنصب، وقد يطول انتظارهم 250 سنة أخرى قبل أن يتحقق الحلم بأن يصل واحد منهم الى رئاسة الحكومة. ولكن تبقى هناك حقيقة، هي انه لولا فوز أوباما، لما كان هناك أمل في أن يحلم أحد منهم بالوصول الى هذا المنصب. فهذا الفوز أحدث ثورة في مفاهيم كل المتحدرين من شرائح اجتماعية تعاني الظلم في العالم. وليس بالضرورة على المستوى السياسي. والفلسطينيون عموما، وفي اسرائيل خصوصا، لا يبنون كثيرا على أن يحدث أوباما انقلابا في التوجه للصراع الاسرائيلي الفلسطيني تضع حدا للاحتلال وتفضي الى قيام دولة عاصمتها القدس الشرقية. فهم يعرفون ان رئيس الولايات المتحدة، أيا كان منبعه، لن يقف الى جانبهم ضد اسرائيل. ولن يمارس ضغوطا مباشرة على اسرائيل. فهنالك مصالح استراتيجية تربط البلدين. والخدمات التي تقدمها اسرائيل لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة لا تقدمها أية دولة أخرى في العالم. فقط في السنتين الأخيرتين تجلى هذا بشكل حاد عندما أرادت اسرائيل التفاوض مع سورية حول السلام، لكن الرئيس جورج بوش اعترض وامتعض، فامتنعت اسرائيل عن التفاوض وكادت تنجرف الى حرب من شأنها أن تكلف اسرائيل ألوف القتلى، فقط حتى لا تقدم على اجراء غير مرغوب في البيت الأبيض. وهذا غيض من فيض.

الرئيس الأميركي الجديد يستطيع فقط أن يساعد الطرفين على الوصول الى ظروف مهيأة للتفاوض حول التسوية. وحتى لو كان الرئيس يدعى براك حسين أوباما، ويلقبونه بـ«أبو حسين»، فإن تأثيره المباشر على اسرائيل يتوقف على عوامل كثيرة أخرى. ومن هذه العوامل مثلا: كيف يتعاطى الشعب الفلسطيني مع قضية حقوقه الوطنية وماذا يفعل لتغيير موقف الادارة الأميركية إزاء هذه الأزمة. فإذا استمرت الصراعات الفلسطينية الداخلية وبدلا من دولتين للشعبين نرى دولتين لشعب واحد، فلا ديمقراطية ولا قانون ولا سلطة، فهل نلوم عندها أوباما أم نلوم أنفسنا أولا؟! ومع ذلك فإن رياح أوباما تهب أيضا هنا في اسرائيل، تحمل معها آمالا كبيرة لكل المظلومين وتثير مخاوف لدى كل الظالمين.

* في السياسة الإسرائيلية

* المعروف ان الساسة الاسرائيليين بدأوا يحسبون حساب أوباما منذ بداية انطلاقته الجارفة. تتبعوا آثاره ورصدوا كل تصريحاته وتحركاته وبحثوا عن أصله وفصله أبا عن جد وراقبوا كيف يقف غالبية اليهود الأميركيين ضده، خصوصا من أعضاء الحزب الديمقراطي. وعندما تمكن أوباما من هزم هيلاري كلينتون وكل ما تمثله من رصيد جماهير وعالمي، حدثت هزة في صفوف سياسيي اسرائيل. وبدأوا يختلفون في طريقة التعامل معه. واستقبلوه كما لو انه رئيس، عندما وصل في زيارته الاستطلاعية.

وقد فاجأ أوباما الاسرائيليين بمواقفه الحميمة، وحتى عندما تحدث عن ضرورة تسوية الصراع ووقف معاناة الفلسطينيين، حرص على ابراز الدعم لاسرائيل وأمنها والتحالف الاستراتيجي معها. وسافر الى بلدة سدروت الجنوبية ليطلع عن كثب على معاناة الاسرائيليين من الصواريخ الفلسطينية التي تطلق عليهم منذ انسحبت اسرائيل من قطاع غزة وأطلق تصريحات تدين «حماس» وتؤكد تمسكه بموقف الرباعية الدولية القائل بأن لا حوار مع «حماس» إلا بعد قبولها الاعتراف باسرائيل والاتفاقيات الموقعة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل. وعندما راح قادة اليمين المتطرف يشككون في صدق هذه التصريحات، خرجت مجموعة من الشخصيات السياسية والعسكرية ببيان تأييد لأوباما يقولون فيه انه سيكون رئيسا جيدا لاسرائيل. وانه لن يمارس الضغوط عليها، بل سيساعدها على التوصل الى سلام واقعي مع العرب أجمعين. وفي صفوف المثقفين، المعروفين في اسرائيل كشريحة مؤيدة لعملية السلام ومعارضة للعقلية العسكرية اليمينية المتحكمة في السياسة الاسرائيلية، خرجوا بترحيب كبير بفوز أوباما. وقال الأديب دافيد غروسمان، الذي فقد نجله في حرب لبنان الأخيرة، يقول: «أوباما جيد لأنه سينقذنا من أنفسنا وسيساعدنا على التخلص من عقلية الغطرسة والاستعلاء التي تميز قادتنا في التعامل مع الفلسطينيين والعرب».

ويجد اليسار الاسرائيلي ان عهد أوباما يفتح آفاقا جديدة لنشاطاته، فوجدنا رئيس حزب «ميرتس»، حاييم أورون، يطلق مشروعا لتوسيع صفوف حزبه وشحنه بطاقات من القادة السابقين العاقلين لحزب العمل، الذين لا يرون أنفسهم في مكان واحد مع سياسة العربدة التي يقودها رئيس حزب العمل، ايهود باراك. ومن هؤلاء الأديب عاموس عوز والسياسي المخضرم عوزي برعام ورئيس الوكالة اليهودية الأسبق ورئيس الكنيست الأسبق، أبرهام بورغ (وهو متدين). وقال أورون انه يطلق هذا المشروع بروح أوباما. وانه يضع هدفا لمضاعفة تمثيل الحزب في الكنيست (له اليوم 5 نواب وبلغ في بداياته 12 نائبا). وحتى رئيس الليكود اليميني، نتنياهو، الذي ينتهج خطا متطرفا جدا في السنتين الأخيرتين، بات يتحدث عن مشروع سلام يميزه يسميه «السلام الاقتصادي»، حتى لا يبدو زعيما رفضيا ويدخل في صدام مع واشنطن أوباما.

* العرب وأوباما

* وأما العرب في اسرائيل، فقد انعكست روح أوباما عليهم بالأمل الكبير في تغيير واقعهم المعاشي بحيث تتوقف سياسة التمييز العنصري المنتهجة بحقهم. فهم يعانون منذ 60 سنة من هذه السياسة في كل مجالات حياتهم. وهنالك هوة في مستوى المعيشة بينهم وبين سائر المواطنين اليهود في اسرائيل، بدءا بالخدمات البلدية عبر التعليم وحتى الوضع الاقتصادي. يكفي ان نقدم مثلا عن مستوى دخل الفرد حتى نعرف جانبا من هذه المعاناة، حيث ان معدل دفل الفرد العربي يعادل 16 ألف دولار في السنة، بينما معدل دخل الفرد في اسرائيل هو 26 ألفا (الفرد اليهودي في هذه الحالة يكون دخله السنوي 29 ألف دولار).

والسبب في ذلك يعود الى أمرين، الأول يعود الى سياسة التمييز في نوع العمل وفي الراتب، حيث ان معدل أجر العامل العربي يعادل ثلثي مستوى أجر العامل اليهودي، والثاني ان 82% من النساء العربيات لا يخرجن الى العمل، (مقابل 44% من النساء اليهوديات)، وهذه مشكلة ذاتية تتعلق بالتقاليد والعادات ولكنها تنطوي أيضا على التييز، حيث ان أماكن العمل للنساء العربيات محدودة أو غير مشجعة.

كل ما حققه العرب من انجازات في مجال حياتهم اليومية، تم بالنضال ضد السياسة الحكومية، باستثناء القليل من المبادرات الحكومية لتحسين أوضاعهم، والتي اتخذت في زمن بعض الحكومات، مثل حكومة اسحق رابين (1992 - 1995) وحكومة ايهود أولمرت (2006 - 2008). لكن أحد العوائق الكبرى أمام نجاحات نضال العرب في اسرائيل من أجل حقوقهم، يتعلق في مستوى الادارات البلدية في مدنهم وقراهم. فالانتخابات البلدية في الوسط العربي تدور بالأساس بين قوائم عائلية وحمائلية وطائفية، وليس بين أحزاب سياسية. مثل هذه الانتخابات تفرز عادة رؤساء بلديات غير مهنيين، تتحكم في قراراتهم المصالح الضيقة للعائلة التي أرسلته لهذه المهمة، مما يفتح باب الفساد أو الادارة السيئة وجباية الضرائب البلدية بنسبة ضئيلة. والحكومات الاسرائيلية استغلت هذه الظواهر لتكريس سياسة التمييز. فبحجة عدم الجباية تحجب الأموال والميزانيات، علما بأن بناء الميزانيات يتم في الأصل على أساس من التمييز العنصري الفاحش. فميزانيات التطوير في البلدات العربية لا تصل الى نسبة 60% من ميزانيات البلديات اليهودية. والحكومة لم تشجع البلدات العربية على اقامة مصانع، مع العلم بأن الضرائب البلدية من المصانع تعتبر دخلا أساسيا في البلدات اليهودية. لكن السنوات الأخيرة تشهد تغييرا ولو كان بطيئا جدا في هذا التوجه. وفي الانتخابات البلدية التي جرت هذا الأسبوع، لوحظ ارتفاع آخر طفيف في وزن الأحزاب السياسية على حساب العائلية والحمائلية. وحتى داخل العائلات بدأت تنمو ظاهرة اختيار المرشح في انتخابات عامة يشارك فيها أفراد العائلة أو الحمولة، قبل أن يطرح ممثل العائلة على الانتخابات العامة.

وفي عهد أوباما، يلاحظ ان الجمهور اختار العديد من المرشحين الشباب أيضا في الوسط العربي، وليس بالضرورة ممثلي العائلات الكبيرة. وان المرشحين أبرزوا قدراتهم المهنية في ادارة المجلس البلدي السليمة. وتحدثوا أكثر عن محاربة الفساد والمحسوبية. وعن نقل بلداتهم الى المستوى العصري.

وفي الناصرة مثلا، كبرى المدن العربية، وضع رئيس البلدية الفائز، رامز جرايسي، الشعار «نحو مدينة عصرية» في مركز معركته الانتخابية. وهذه المدينة التي شهدت صراعات طائفية عنيفة اسلامية مسيحية، ورغم ان المسلمين يشكلون فيها نسبة 58%، انتخبت رئيس بلدية مسيحي لها. وهي المدينة التي كان رئيسها مسلما عندما كانت فيها الأكثرية السكانية للمسيحيين (يوسف الفاهوم سنة 1948 وسيف الدين الزعبي ثم توفيق زياد).

من هنا فإن العرب في اسرائيل، وإن كانوا يستبعدون ايصال رئيس حكومة منهم الى القيادة الاسرائيلية، فإنهم يسيرون مع العصر في شق الطريق لتحصيل حقوق أخرى على صعد أخرى في مجالات السياسة المحلية.

* العرب في السياسة الإسرائيلية

* تعتبر الانتخابات البلدية للمدن العربية في اسرائيل، أهم من الانتخابات العامة البرلمانية، وذلك لأنها الساحة التي يجدون فيها تعبيرا أكبر عن أنفسهم. عدد السكان العرب في اسرائيل يصل الى 1130 ألف نسمة، يشكلون نسبة 18 في المائة من السكان. في الاحصائيات الرسمية يرد عدد العرب 1.4 مليون نسمة، وهذا يشكل نسبة 20 في المائة، ولكن هذا الرقم غير صحيح، لأنه يشمل أيضا سكان القدس الشرقية (255 ألفا) وسكان هضبة الجولان (25 ألفا)، وكلتاهما منطقتان محتلتان منذ عام 1967، وقد سنت اسرائيل قوانين تضمهما الى تخومها، وتجعل من مواطنيهما الفلسطينيين والسوريين المحتلين، مواطنين اسرائيليين دائمين لهم الحق في المشاركة في الانتخابات البلدية، ولكن من دون جنسية، وبالتالي لا يحق لهم التصويت في الانتخابات البرلمانية. والسكان في هاتين المنطقتين يقاطعون الانتخابات البلدية، حتى لا يسجل عليهم انهم يعترفون بشرعية الاحتلال.

كل الأحزاب السياسية العربية الوطنية تشارك في الانتخابات «البلدية»، ولكنْ هناك حزبان لا يشاركان في الانتخابات «العامة»، هما: الشق الشمالي من الحركة الاسلامية وشق من حركة أبناء البلد. في اسرائيل توجد 71 مدينة، بينها 11 مدينة عربية. ويوجد 46 مجلسا اقليميا كل منها يضم عدة قرى، بينها أربعة مجالس عربية. وتوجد 104 قرى، بينها 58 قرية عربية. وفي معظم هذه السلطات المحلية جرت انتخابات بلدية في يوم الثلاثاء الماضي. ولم تحسم الانتخابات لرئاسة بعض هذه البلديات، وستعاد الانتخابات فيها بعد عشرة أيام. ويقيم المواطنون العرب في اسرائيل لجنة قطرية لرؤساء السلطات المحلية تعمل من أجل توحيد كفاحهم من أجل المساواة في الميزانيات. وهذه تشارك في لجنة المتابعة العربية العليا، التي تضم أيضا رؤساء الأحزاب والجمعيات الأهلية وأعضاء الكنيست، ومنها يشكلون قيادة سياسية لهم تعمل في سبيل تحقيق المساواة عموما للعرب وتعمل من أجل السلام الاسرائيلي الفلسطيني والعربي.

والعرب ممثلون في الكنيست (البرلمان الاسرائيلي) بثلاث كتل برلمانية، اضافة الى ممثلين في الأحزاب الصهيونية. الكتل البرلمانية الثلاث تضم كلا من: القائمة العربية الموحدة ولها أربعة نواب ـ وتضم الشق الجنوبي من الحركة الاسلامية (يمثلها النائبان ابراهيم صرصور وعباس زكور) والحركة العربية للتغيير، ويمثلها النائب أحمد الطيبي والحزب الديمقراطي العربي، ويمثله النائب طلب الصانع. والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة ولها ثلاثة نواب هم: محمد بركة وحنا سويد ونائب يهودي من الحزب الشيوعي، هو دوف حنين.

أما التجمع الوطني الديمقراطي الذي أسسه د. عزمي بشارة، فيضم ثلاثة نواب هم: جمال زحالقة وواصل طه وسعيد نفاع. وأما نواب الأحزاب الصهيونية فهم: غالب مجادلة، وزير الثقافة والعلوم والرياضة، وناديا حلو وشكيب شنان، وجميعه ممثلون عن حزب العمل الذي يقوده وزير الدفاع، ايهود باراك، ونائب وزيرة الخارجية، مجلي وهبي، وهو من حزب «كديما» الحاكم.