رام.. بو في البيت الأبيض

رئيس طاقم البيت الأبيض يفضل المواجهة.. صريح وصارم وأرسل لمساعد له سمكة عفنة لان تقريرا لم يرق له

TT

كان مكتب النائب بمجلس النواب الاميركي في شيكاغو رام امانويل محاطا بالصحافيين والمصورين الذين يريدون ان يلتقطوا له صورة ويأخذوا منه تعليقا حول اختيار الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما له في منصب رئيس موظفي البيت الابيض. قال أحد الصحافيين متسائلا: ماذا إذا خرج امانويل من الباب الخلفي للمبنى؟ فرد صحافي يعرفه جيدا من شيكاغو قائلا: «لن يخرج من الباب الخلفي.. رام امانويل يفضل المواجهة». خرج رام امانويل من الباب الامامي ووقف امام الصحافيين ثم قال لهم: هذا ما سأقوله لكم: «ابي وامي يريان اليوم ابنهما حرا في ان يختار بين أن يكون عضوا في مجلس النواب، بل وقريبا من رئاسة مجلس النواب، وبين أن يكون رئيس موظفي البيت الابيض في ادارة تاريخية». ثم نظر مبتسما للصحافيين وتابع: «معي زوجتي ونحن في طريقنا للغداء. لن أعطيكم العنوان لانكم لستم مدعوين». ضحك الصحافيون وتركوه يغادر مع زوجته بدون مزيد من الاسئلة او الصور. هذا جانب من شخصية الرئيس الجديد لموظفي البيت الابيض، فهو كما يقول من عملوا معه: صريح وواضح ومتعصب للحزب الديمقراطي، ولاذع في انتقاداته للجمهوريين، لا يتسامح إزاء الممارسات التي لا يعتقد بجدواها او صحتها او فاعليتها. سليط اللسان، واحيانا نزق في تصرفاته خاصة عندما كان اصغر سنا. ويحكى عنه أنه أرسل يوما سمكة «عفنة» إلى احد العاملين معه سابقا لانه كتب تقريرا لم يعجبه. كما يحكى أنه عشية فوز بيل كلينتون في انتخابات عام 1996 كان ما زال غاضبا من منتقدي كلينتون من الجمهوريين، فقام خلال حفل عشاء احتفالي بعد فوز كلينتون بسحب سكين ثم بدأ يتحدث بصوت عال عمن اسماهم بـ«لائحة الخونة» وهو يصيح: موتى.. موتى.. موتى، بينما يغمز السكين في الطاولة وهو يردد أسماء المعارضين لكلينتون.

هذه التصرفات جعلت اسمه الحركي «رام.. بو» سواء بين المعجبين به او منتقديه، إلا ان الذين يعملون معه اليوم، يقولون انه تغير مع الوقت وبات أكثر مرونة وهدوءا، ويذكرون ان ذلك الشاب حاد الذكاء يعمل كالساعة بتركيز كبير مع خلفية ثقافية عميقة، والدليل أنه كان مستشارا للرئيس كلينتون وهو في منتصف الثلاثينات من العمر. ولد رام إيمانويل في شيكاغو في 29 نوفمبر 1959، من عائلة يهودية متدينة، اسمه الاول رام يعني «عالي»، فيما اسم عائلته امانويل، فيعني «الله معنا» باللغة العبرية. والده بنيامين امانويل، وهو طبيب أطفال، ولد في القدس. وخلال شبابه انتمى بنيامين امانويل الى مجموعة «إيتسيل» السرية اليهودية القومية المتشددة التي خاضت حرب عصابات ضد القوات البريطانية في الفترة من 1931 الى 1948 حتى إعلان قيام دولة إسرائيل. اما والدته مارثا صموليفيتز فعملت في أحد معامل الاشعة السينية، وكانت ابنة عامل نقابي. ثم اصبحت ناشطة في الحقوق المدنية، كما تملكت ناديا ليليا شهيرا في شيكاغو لموسيقى الروك اند رول. التقت مارثا مع بنيامين امانويل في الخمسينات وتزوجا وقررا البقاء في شيكاغو. وانجبا عزقيال (متخصص في اخلاقيات الابحاث العلمية) شقيق رام الاكبر، ثم رام، ثم اري (أصغر الأبناء ويعمل وكيل فنانين في لوس انجليس ومن شخصيته استوحيت شخصية اري جولد في مسلسل «انتوراج» او الحاشية). كما أن لرام امانويل اختا متبناة تصغره بـ14 عاما اسمها شمشونة. خلال طفولته حضر رام امانويل مدرسة يهودية، ثم بعد ذلك حضر مدارس حكومية في شيكاغو، وأثناء عطلات الصيف كان يتوجه الى اسرائيل مع شقيقيه للمشاركة في المخيمات الصيفية مما نمى لديه شعورا عميقا بيهوديته وانتمائه لدولة اسرائيل التي ظل يحمل جواز سفرها الى ان قرر عندما كان في الثامنة عشرة من عمره ان يتخلى عنه مكتفيا بجواز سفره الأميركي. عرف عن امانويل منذ طفولته حبه للتنافس، ليس فقط التنافس الدراسي والاكاديمي، بل والرياضي، ففى مراهقته وشبابه اشترك امانويل في منافسات للسباحة وعدو المسافات الطويلة وسباق الدراجات، كما التحق بمدرسة باليه وتدرب لفترة كراقص باليه. وفي مراهقته عمل رام امانويل في مطعم «اربيس» في شيكاغو، وفي احدى المرات قطع الاصبع الاوسط في يده اليمنى بسكين حاد، الا انه تباطأ في الذهاب الى طبيب، مما ادى الى عدوى حادة نتج عنها بتر جزء من الاصبع. تخرج امانويل من جامعة «سارة لورانس كوليدج» عام 1981، ثم درس بعد ذلك للحصول على الماجستير في علم الخطابة والاتصال من جامعة «نورث ويست يونفرسيتي» عام 1985. وخلال دراسته انضم امانويل الى حملة المرشح آنذاك للكونغرس عن شيكاغو ديفيد روبنسون ومن هنا بدأت علاقته بالسياسة. فبعد مشاركته في عدة حملات انتخابية في شيكاغو ترشح لعضوية مجلس النواب عن شيكاغو وفاز بها عام 2002 وبدأت علاقته تتوطد مع باراك اوباما الذي كان ناشطا سياسيا في شيكاغو ثم عضوا في الكونغرس مع امانويل. وخلال سنوات عمل امانويل واوباما معا في شيكاغو كونا دائرة مشتركة من الاصدقاء والمستشارين، والكثير من الوجوه التي اختارها اوباما للعمل معه خلال الفترة الانتقالية وما بعدها يعرفهم امانويل. فمثلا تربط امانويل علاقة قوية جدا مع المستشار الاستراتيجي لاوباما ديفيد اكسلرود، وهو ايضا يهودي. فاكسلرود هو الشخص الذي وقع عقد الزواج التقليدي اليهودي «خطوبا»، او «كتب كتاب» بالعبري، بين رام امانويل وزوجته امي، وهو شرف لا يذهب عادة إلا الى أحد افراد الاسرة. عندما انتخب الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون عام 1992 اختار رام امانويل للعمل معه في البيت الأبيض، حيث شغل لسنوات منصب نائب رئيس موظفي البيت الأبيض. وأثبت خلال سنوات عمله قدرة كبيرة على التنظيم والتخطيط، والدفاع الشرس عن الديمقراطيين. كما أظهر قدرة غير عادية على جمع التبرعات، ويعرف عنه صلاته الواسعة بالمتبرعين الكبار في أوساط الجالية اليهودية في اميركا، الذين تربطه بهم علاقات قوية، ومن هذا المدخل نجح في مساعدة كلينتون على جمع مبلغ 72 مليون دولار لحملته الانتخابية، وهو مبلغ اعتبر هائلا بمقاييس التسعينات، وقام بنفس الدور مع أوباما الذي تكلفت حملته أكثر من مليار دولار وهو رقم قياسي في تاريخ الحملات الانتخابية الأميركية. وفي اطار قدرات رام امانويل غير العادية على جمع التبرعات المالية، قالت مؤسسة «اوبن سكريتس» أو «الاسرار المفتوحة» أن امانويل كان الاول بين نواب الكونغرس في جمع التبرعات المالية خلال حملة اوباما من المتبرعين من الشركات الخاصة والمؤسسات الاستثماراية الخاصة، ورجال الاعمال. وخلال سنوات عمل امانويل في البيت الابيض كان مهتما ايضا بملف سلام الشرق الأوسط والعلاقات مع إيران. وهو يعد شخصية قوية نافذة في أوساط اليهود في اميركا وقد خدم في الجيش الإسرائيلي كمتطوع خلال حرب الخليج الأولى عام 1991. ويحكى عنه أنه بعد اتفاق اوسلو 1993 وعندما بدأت المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية تحت رعاية اميركا، وكان هو المشرف على ترتيب المصافحة التاريخية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل اسحق رابين والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، دمعت عيناه تأثرا، فخلال ادارة كلينوت كان من المتحمسين لانهاء ملف الصراع العربي- الاسرائيلي لضمان امن اسرائيل وتهيئة الاجواء لاستيعاب اسرائيل في محيطها الجغرافي. وبالتالي يعرف عن إيمانويل دفاعه الدائم عن اسرائيل، كما انتقد بشدة الانتفاضة الفلسطينية، وهاجم الادارة الاميركية والدول العربية قائلا إنها لا تضغط على الفلسطينيين بشكل كاف، بينما تضغط على اسرائيل. وفي مظاهرة مؤيدة لإسرائيل أقيمت في شيكاغو في عام 2003 قال مخاطبا المتظاهرين أن اسرائيل مستعدة للسلام، لكنها لن تصل الى تلك النقطة حتى يعود الفلسطينيون عن «طريق الإرهاب» كما نقلت عنه صحيفة «شيكاغو تربيون» الأميركية. عندما استقال رام امانويل عام 1998 من ادارة كلينتون، عمل مستثمرا بنكيا في مجموعة «واسرستين بيريلا» (اليوم أسمها دريسدنير كلين وارت) حتى عام 2002. وفي عام 1999 أصبح مديرا لفرع المجموعة في شيكاغو، حيث حقق 16 مليون دولار خلال عامين ونصف من عمله كمصرفي، وذلك طبقا لارقام احدى لجان الكونغرس الاميركي. بعد انتخابه في مجلس النواب 2002 بات امانويل اساسيا في التخطيط الاستراتيجي داخل الحزب الديمقراطي، واعتبر لاعبا أساسيا أو «مهندس» سيطرة الديمقراطيين على مجلس النواب في عام 2006 بصفته رئيس اللجنة السياسية المسؤولة عن مساعدة الديمقراطيين على كسب مقاعد في الكونغرس. كما عمل رام ايمانويل بوصفه رابع ارفع قيادي في الحزب الديمقراطي، كرئيس لمؤتمر الحزب. وفي خضم هذا كان يتردد أن أمانويل سيصبح رئيسا لمجلس النواب بعد انتخابات الكونغرس نوفمبر الجاري، الا ان الذي حدث هو انه دخل البيت الأبيض من جديد، بالرغم من أنه لم يظهر في العلن خلال الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الديمقراطي لاختيار مرشحه الرئاسي. ففي ابريل 2006 أعلن امانويل أنه سيدعم هيلاري كلينتون للرئاسة إذا نالت ترشيح الحزب الديمقراطي، غير أنه أصبح موزعا بينها وبين باراك اوباما ابن مدينته وصديقه لفترة طويلة عندما أعلن اوباما عزمه ايضا الترشح للرئاسة. وفي يناير 2007، عندما سأل امانويل أي مرشح سيدعم رد قائلا: «انا مختبئ تحت الطاولة. انا مختبئ عميقا تحت الطاولة ومعي اوراقي وهاتفي الجوال». لكن بعد نيل اوباما ترشيح الحزب الديمقراطي رسميا، اعلن امانويل دعمه لاوباما ثم بدأ ينشط في حملته لجمع التبرعات وتطمين اليهود في اميركا والاسرائيليين الى ان اوباما ليس خيارا مخيفا، وان اسرائيل يمكن ان تثق فيه. ونجحت تطمينات ايمانويل اذ ان الغالبية الساحقة من يهود اميركا صوتوا لاوباما. وعندما اختار الرئيس الاميركي المنتخب امانويل لشغل منصب رئيس موظفي البيت الأبيض، سادت حالة من الارتياح اوساط اليهود في اميركا، والاسرائيليين ايضا. فرام امانويل ليس يهودي الديانة فقط، بل هو يهودي متمسك وممارس للشعائر اليهودية. وخلال المفاوضات بشأن تشريع خطة الانقاذ المالية لوول ستريت والتي بلغت قيمتها 700 مليار دولار، طلب من حاخام إذنا خاصا كي يسمح له بالعمل خلال العطلة اليهودية. وهو يعتز باظهار ذلك الجانب من هويته، اى كونه يهودي الديانة، ويرى في التقاليد والديانة اليهودية مصدرا كبيرا للفخر والاعتزاز، خصوصا حض الثقافة اليهودية على العمل والتفوق. وقال رام امانويل معقبا على كونه يهودي: «أنا فخور بتراثي وأثمن وأقدر القيم التي علمني أياها هذا التراث». ويقال ان من شخصيته استوحيت شخصية جوش ليمان وهو مستشار يهودي للبيت الابيض في مسلسل «ويست وينج» او الجناح الغربي الذي يروي تفاصيل الحياة اليومية في البيت الابيض لكن لورانس او دونيل المنتج التنفيذي للمسلسل ينفي هذا. ولان كبير موظفي البيت الأبيض هو اكبر موظف معين في البيت الأبيض ويعمل بوصفه واحدا من اقرب المستشارين إلى الرئيس ويمكنه اتخاذ القرار فيما يتعلق بتطوير سياسات الادارة وعلاقات الرئيس، قدرت بعض الصحف الاسرائيلية ان اختياره سيخدم مصالح اسرائيل بطريقة ما. فبعد اختياره، قالت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية ان ايمانويل «رجلنا في البيت الابيض». وفي مقال نقلت عن والده قوله ان من الواضح أن ابنه سيؤثر على اوباما ليكون مواليا لاسرائيل.

وقال بنيامين ايمانويل الاب للصحيفة الاسرائيلية اليومية خلال ذلك الحوار الذي اثار ضجة «ماذا يكون.. هل هو عربي.. انه لن ينظف أرضيات البيت الابيض». مما دفع المنظمات العربية في اميركا الى الشكوى فورا لدى الادارة الانتقالية لاوباما، موضحة ان هذه اللغة العنصرية لا يجب ان يكون لها وجود في اداراته. لكن ليس كل الاسرائيليين سعداء بإختيار امانويل في هذا المنصب الحساس، فشموئيل ساندلر الاسرائيلي المتخصص في العلوم السياسية بجامعة بار ايلان قال «الرجل قريب جدا من اليسار وأخاف منه اكثر من اوباما»، فيما راى دانييل ليفي مدير مبادرة سياسة الشرق الاوسط بمؤسسة «نيو اميركا» ان منصب ايمانويل »بولغ فيه فيما يتعلق بأهميته للشرق الاوسط». وقال ليفي أن ولاءه الأول لأوباما وليس هناك ما يشير الى أنه كان عقبة في قضايا الشرق الاوسط حين عمل مساعدا للرئيس السابق بيل كلينتون.

وداخليا لم يرتح الكل لاختياره للمنصب. فقد سارع جون بوهنر، زعيم الاقلية الجمهورية في مجلس النواب، الى اصدار بيان بشأن تعيين امانويل قال فيه: «هذا خيار يثير الاستغراب من الرئيس المنتخب الذي وعد بالتغيير في واشنطن وان يجعل السياسة اكثر تحضرا وان يحكم من الوسط».

اما المتحدث باسم اللجنة القومية الجمهورية الكس كونات فقال في بيان «أول اختيار لباراك أوباما كرئيس منتخب يضعف وعوده بادارة تنهي الاختلافات». ايضا لم يرض تعيين امانويل كل الديمقراطيين، فقد عبر عدد من الديمقراطيين المحسوبين على التيار الليبرالي داخل الحزب الديمقراطي من ان يقود امانويل، الذي يقف في الوسط، اوباما الى أن يقف بدوره في وسط الحزب الديمقراطي وليس على يساره كما يأمل الليبراليون. لكن يقول مسؤولون من فريق اوباما الانتقالي إن رام امانويل اختيارا ممتازا فهو يعرف دهاليز واشنطن جيدا بحكم السنوات التي عملها مع كلينتون، وبالتالي لا يحتاج الى وقت للتأقلم، وسيساعد اوباما على ان يبدأ ايامه الاولى في الحكم «طائرا بجناحين» وليس «سائرا بقدمين»، موضحين أن شخصيته تجمع بين خاصتين تبدوان متنافرتين في الشكل لكنهما ليستا كذلك في المضمون، وهما الولاء والاستقلالية، والخاصيتان مهمتان جدا في البيت الابيض. فولاؤه يضمن لاوباما ان يساعده على اختيار افضل العناصر للعمل معه. فيما استقلاليته وشخصيته القوية ستجعله يمسك البيت الابيض بيد من حديد. كما أنه مفاوض بارع يحب الغوص في التفاصيل ولا يضيق من طول المناقشة او الجدال. ومثله مثل اوباما مغرم بالقراءات القانونية. قال ايمانويل الذي كان مرشحا بقوة لأن يكون الرئيس المستقبلي لمجلس النواب، في مقابلة مع تلفزيون «إم.إس.إن.بي.سي» انه فكر طويلا في قبول هذا المنصب خشية ان يؤثر عمله لساعات طويلة على عائلته وأطفاله الصغار. فهو متزوج من ايمي رول وهي اميركية عملت بالتدريس واعتنقت اليهودية قبل فترة قصيرة من زواجها. ولديهما 3 اطفال هما زاكراي وإلينا ولياه. وتابع «عندما كنت في البيت الابيض لم يكن لدي اطفال. واعرف بعض الامور عن البيت الابيض وانا لدي اطفال الآن. لدي عائلة». واضاف «هذا خيار شخصي حول ما يتعين علي انا وزوجتي ان نفعله لعائلتنا بقدر ما يتعلق بما اريد ان اصل اليه في حياتي المهنية». ولا يعتقد أن رام امانويل سيتحرك في البيت الابيض كآيديولوجي متعصب للحزب الديمقراطي، فخلال حملته الانتخابية للكونغرس عام 2002، ألمح امانويل الى دعمه لموقف الرئيس الأميركي جورج بوش فيما يتعلق بالعراق، غير أنه دعا بوش الى تطوير الطريقة التي يقدم بها الحقائق حول الحرب للشعب الأميركي. وخلال الحملة الرئاسية الاخيرة تحدث مفضلا نظاما صحيا يمكن لكل الاميركيين التمتع به، كما أيد كل القوانين الصادرة عن الكونغرس التي تؤيد حق الاختيار بالنسبة للنساء، وهو يصف نفسه على أنه يقف في الوسط في الحزب الديمقراطي، الا ان اراءه تعتبر ليبرالية جدا بالنسبة الى بعض الجمهوريين، فيما تعتبر وسطية أكثر من اللازم بالنسبة الى الليبراليين الذين يقفون على يسار الحزب الديمقراطي. هو منذ البداية لم يكن خيار الاجماع، الا ان التنبؤ بما يمكن ان يفعله في البيت الابيض مع اوباما ليس سهلا، فلا ينبغي تجاهل ان امانويل كان في البيت الابيض عندما ضم كلينتون رابين وعرفات معا، وعندما تحسنت العلاقات بشكل مفاجئ مع إيران خلال حكم محمد خاتمي.