أصداف ولآلئ

TT

* حوار على جدار المصالحة

* «لا تذلّوا العرب فإنهم مادّة الإسلام» (عمر بن الخطاب)

* هل إيران معنية بمبادرة المصالحة السعودية؟

ـ المبادرة ليست موجهة إليها. التنديد بإيران واضح من دون ذكر الاسم. العاهل السعودي في قمة الكويت ندد بـ «كل من يريد شق الصف العربي.. لتحقيق أهدافه الإقليمية». تبعه الرئيس المصري منددا بـ «اختراق العرب بقوى خارجية.. تتطلع إلى الهيمنة وبسط النفوذ، وتتاجر بأرواح الفلسطينيين ودمائهم».

* المصالحة، إذن، مع مَنْ؟

ـ المبادرة موجهة إلى سورية أولا، وحماس ثانيا، العاهل السعودي خاطب الضمير القومي لديهما.

* هل استهدفت المبادرة إحراج سورية؟

ـ العاهل السعودي لم يقصد الإحراج. ليست هناك مناورة. بل حمّل نفسه مع غيره مسؤولية الخلاف. مراجعة للذات وللسياسة فيها جرأة وصراحة عفوية صادقة غاية في البساطة.

* هل سورية قادرة على الانفكاك عن إيران للتجاوب مع المصالحة؟

ـ الابن قادر على استعادة حنكة الأب. حافظ الأسد أقام علاقة متوازنة مع إيران ومصر والسعودية، على مدى 21 سنة.

* علاقة متوازنة؟! يعني ان المصالحة، إن نجحت، ستكون محدودة؟

ـ الأمر راجع إلى سورية. بشار قادر على لجم المزايدات التي توتر العلاقات. إذا لم يستطع مع نجاد. فهو قادر مع «عرب» نجاد.

*هل الالتزام بمبادرة السلام السعودية شرط للمصالحة؟

ـ أبدا، العاهل السعودي نفسه لوّح بإمكانية الاستغناء عن مبادرة السلام. بشار سعى إلى «تمويت» مبادرة السلام في الدوحة. لم يكرر المسعى في الكويت. الطريف؛ بشار بحاجة ماسة إليها، إذا حاول مرة أخرى مفاوضة إسرائيل.

* أين يمكن اختبار جدوى المصالحة، في غزة؟

ـ لأ يا سيدي، في لبنان. لبنان هو محك الاختبار.

* لماذا لبنان؟

ـ ساءت العلاقة بين السعودية وسورية بعد اغتيال رفيق الحريري (2005). كان الرجل على علاقة حميمة مع السعودية. كانت السعودية ترى فيه رجل الإعمار والمصالحة بعد الحرب الأهلية.

* سورية انسحبت من لبنان بعد اغتيال الحريري.

ـ دفعت ثمن أخطائها في لبنان.

* طالبت سورية السعودية بإنقاذها من محكمة الحريري الدولية.

ـ السعودية لا تستطيع التدخل في إجراءات المحكمة. بان كي مون أعلن في لبنان التعجيل بهذه الإجراءات، اعتبارا من مارس (آذار) المقبل.

* لجأ بشار إلى نجاد لأن مصر والسعودية لم توفرا لنظامه الحماية من تهديدات بوش.

ـ مصر والسعودية كانتا تعانيان، في صمت، من طيش إدارة بوش وضغوطه، أكثر مما عانت سورية. لم تكن علاقة البلدين مع أميركا طيبة بالدرجة التي تسمح بالتخفيف عن سورية.

* كيف يكون لبنان محك اختبار المصالحة؟

ـ الاختبار يكون في قدرة السعودية وسورية على لجم معسكريهما هناك.

* لم أفهم.

ـ سياسة الدول لا تقوم على الارتباط العاطفي بأشخاص في دول أخرى. للدول مصالح أهم من الأشخاص. السعودية تريد من المصالحة استعادة سورية من الحضن الإيراني. الهدف تخفيف وطأة الانقسام العربي الذي تستغله إسرائيل وإيران.

* هل حكومة السنيورة تعارض المصالحة السعودية - السورية؟

ـ السنيورة رجل حكيم. سبق أن زار سورية. اعترفَ بدور سورية في وقف الحرب الأهلية. لكن...

* لكن، لماذا لا يحبه بشار؟

ـ بشار لا يحب حلفاء السنيورة. يسلط عليهم حلفاءه وحلفاء إيران في لبنان.

* هل يستطيع بشار لجم زلمه وزلم إيران؟

ـ برافو، بدأتَ تفهم. سورية تلجم زلمها. السعودية تلجم معسكرها. السعودية زعلانة من سورية. لكن تدرك، لا يمكن قيام نظام في لبنان معادٍ باستمرار لسورية. ولا يمكن لنظام في سورية الهيمنة باستمرار على لبنان.

* افتح الباب لأسمعك جيدا. بدّي افهم أكثر.

ـ لأ. فهمك كفاية. خلّي الحوار بيني وبينك. خلّيه من ثقب الباب. أنا خائف على المصالحة من المصارحة.

* كيف؟ كيف؟ عم تخربط. وَلَوْ! هناك من يسمعنا.

ـ أنا خائف. المصالحة ما زالت في مرحلة المصافحة.